بمناسبة الاحتفالات المستمرة باليوم العالمي للغة العربية، فهناك ظاهرة إيجابية.. تبدأ بانتقال الكثيرمن الأسر من موطنها وبلدها إلى بلاد بعيدة -لا تتكلم ولا تتعامل باللغة العربية- لظروف عمل أو لأسباب قاهرة، فيحدث أن يبتعد الطفل- أياً كان عمره- عن التحدث بلغته الأم، ومهما حاول الأهل إثناءه، فتعاملات وعلاقات الابن تفرض لغة البلد عليه وهكذا، ولكن حباً وتعظيماً لشأن وقيمة اللغة العربية، نجد الأهل يحاولون الاستعانة بمعلم أو ربما بحثوا عن طريقة لتعليم اللغة العربية عن بعد -أون لاين-، والتقرير يوضح شروط هذا التعليم، وكذلك يضع الإرشادات لمعلمي اللغة العربية عن بعد.. وتدعيماً لحملة "لغتي_سيدتي"، كان اللقاء وأحمد عبدالحليم أحد مدرسي تعليم اللغة العربية للوافدين للشرح والتفصيل.
أساسيات تعليم اللغة للأطفال
- عملية التدريس بعامة إذا لم ترتبط بالمتعة والفائدة، يكون نصيب الطفل الضيق والملل، وذلك لأنّ الأطفال لهم شأن مختلف عن غيرهم، خاصة حالة تعلّمهم للغة جديدة، سواءً كانت لغتهم الأم أو لغة أخرى.
- وعلمياً.. نفس الطفل تواقة إلى الجديد، سريعة الانصراف عن القديم المألوف، فيظهر التشويق والتغيير كعاملين أساسيين في انتقاء أساليب تعليم اللغة للأطفال، بهدف تقريبها وتجديدها لنفس الطفل؛ حتى يغلبُ على نفسه حبُّها ويستطيع اكتسابها بيُسر.
- تعرّفي إلى المزيد: طفلي يسأل: لماذا اللغة العربية مهمة؟
تعليم اللغة العربية تعليماً إلكترونياً للأطفال
- مع انتشار تعليم اللغة العربية على شبكة الإنترنت، وكثرة المواقع والمعاهد، وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي التي قربت بين اللغات، وسهّلت كافة أشكال التواصل بين الناس، ظهرت الحاجة الشديدة لتعليم اللغة العربية للأطفال المغتربين.
- وبخاصّة الأُسَرُ الأجنبية المسلمة، التي تحرص على تعليم أطفالها شعائر دينهم وتلاوة القرآن الكريم، والتي وجدت في التعليم الإلكتروني ملاذاً وفرصةً لتعليم أبنائها العربية على أيدي معلّمين عرب ناطقين باللغة العربية.
- وغالباً ما يحرص الكثير من هذه الأسر على هذا الأمر، حتّى يقوّموا ألسنة أبنائهم التي لم تنطق العربية من قبل، ومن هنا استلزم الأمر إعداداً متمكّناً لمعلّم اللغة العربية الذي يدرّس عبر الشبكة الإلكترونية فيما يُعرف بالتعليم الإلكتروني.
- وما يتطلبه هذا من معرفةٍ بأساسيات وخطوات التدريس عن بُعد، ودراية ماهرة بالبرامج التعليمية التي تخدم درس المعلم الافتراضي، وفي النهاية فان إلمامٍ وثقافة المعلّم بهذه الأمور، يصبّان في نجاح الطفل المغترب والمعلم.
- تعرّفي إلى المزيد: أشهر الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي لعام 2022
خطوات لنجاح درس اللغة العربية
- تعليم اللغة العربية عن بُعد له كيفيته ووسائله وطرقه الخاصة به، لهذا فالأفضل أن يكون الاتصال بين المعلم والطالب، اتصالاً مرئياً وعدم الاكتفاء بالاتصال الصوتي، حتى يتمكن المعلم من مراقبة ومتابعة الطفل، والتفاعل الجيد معه.
- مراعاة مستوى الطفل اللغوي، ومستوى ذكائه وقياس سرعة استجابته، وبناء عليه يُراعي المعلّم المستوى اللغوي الذي يقدمه له في الدرس، وبشكل عام لا يُفضّل أن يكون كثيراً، بل كافٍ لوقت الدّرس، ومناسب لمدى تركيز الطفل واستيعابه.
- لابد من إتاحة الفرصة للطالب أن يستعمل اللغة، ويتحدث بها ويوظفها خلال الدرس، فغالباً ما يكون هؤلاء الأطفال في بيئات ليست عربية، وفرصة استعمالهم للغة في بيئاتهم الحقيقة أقل بكثير من غيرهم.
أعطِي للطفل مساحة للمحاولة
- اتركي له وقتاً ليُنتج هو مرّةً ومرّات، ولا تكتفِي معه بما أعطيته من مداخلات، ومن المُحبّذ أيضاً إعطاؤه مساحة للمحاولة والخطأ والتعلم، فهكذا ستضعين بذرة لنجاحه في بناء لغُته.
- انتقاء السؤال جيداً قبل سؤاله للطفل، وتحديد المطلوب من هذا السؤال وما سيترتّب عليه، حتى يستطيع المعلم استغلال وقت الدرس، هذا بخلاف تحديد المهام اللغوية قبل الدرس.
- إذا كان المجال مُتاحاً للاستعانة بذَوي الطفل خلال الدرس، وكانت لهم معرفة باللغة العربية، فالاستفادة منهم ستخدِمُ المعلم في درسه، ويجب أن تكون تلك الاستفادة مُقنّنةً بتوجيه جيّد من المعلم.
- كأن يكون هذا في درس المحادثة لتشجيع الطالب وكسر خوفه وقلقه من ترقّب المعلم له، أو أن يكون هذا في حال عدم انتباه الطالب وتركيزه، فيُستعان بوجود أحد ذَوي الطفل.
تعليم العربية عن بعد.. بشكل جماعي
هناك دروس تعليم للغة العربية للأطفال بشكل منفرد، أي درسٌ خاصّ لطالبٍ واحد لا أكثر، ولكن في حالات أخرى تحدث حالة فصول افتراضية؛ يدرس فيها بعض الأطفال بشكل جماعي، كأن يكونوا إخوة أو أقارب أو غير ذلك. في هذه الحال يجب الاستفادة من التعليم الجماعي واستعمال إستراتيجية جديدة، كالتعلم بالمحاكاة والتكرار، والتعلّم بالأقران، وعدم التركيز على تعليم الطالب منفرداً بعيداً عمّن معه من الطلاب، بل استثمار وجود غيره من الطلاب معه. العمل بجهد في استثارة وتحفيز دافعية الطفل وسط أقرانه، وجذب اهتمامه وتحبيبه في الدرس بشتى الطرق والأشكال، فبقدر ما يكون الدرس ممتعاً، يكونُ إقباله عليه واستفادته منه كبيرة، وأوّل من سيجدني ثمرةَ هذا هو مُعلّمه. التعامل مع أخطاء الطفل، يكون بتحفيزه لأداءِ الأفضل دوماً، وعدم مباشرته بكلمة (خطأ) أو ( أخطأت)، لما لها من تأثير سلبي على نفس الطفل.. خاصة وأقرانه من حوله يقاربونه العمر أو كانوا أصغر أو اكبر.
أسلوب التشجيع والمعاملة
- "تستطيع أن تكون جيداً أكثر، أو أن تقول ذلك بشكل أفضل، يمكنك القيام بهذا"، كلهّا عبارات تبتعد عن اللوم والعتاب والسخرية، ولها مردود كبير على تعلق الطفل بالدرس، وتطوّر إنتاجه اللغوي.
- تقدم الطفل في تعلم اللغة العربية أمر ليس بسيطاً، لذلك على المعلم تشجيع الطفل بالحوافز المعنوية والمادية، أمر يجب أن يعتني به المعلم، ويمكن بالاتفاق مع الأهل على شراء هدية للطفل عند تجميعه لعدد معين من النقاط لصالحه.
- المشاركة أهمّ من إعطاء الأوامر، فكم يفرح أولئك الأطفال إذا وجدوا معلّمهم يشاركهم التعلّم، ويخاطبهم بلغة جماعية محبّبة ومقرّبة لنفوسهم.
- كأنّه في لعبة معهم وليس في درس يطبّقون فيه أوامر المعلم برغبة أو بدونها، بدافعية أو إقبالٍ حر عليه، أم بغيرهما من الملل وانتظار انتهاء وقت الدرس.