حكايات وقصص قبل النوم.. ليست عادة تهدف لتسلية الطفل أو ليحلم أحلاماً سعيدة، فإن لم تلق على الطفل بمعلومة أو أرشدته لسلوك طيب.. فقد تفقد مغزاها، وما أجملها حين تقرأها الأم بصوتها الحنون أو الجدة بنبراتها الدافئة ولغتها العربية السهلة.. وفي النهاية القصة تنقل خبرة الآباء وحصاد عمر الأجداد.. كل بطريقته، و"اختفاء السمكة نيمو" قصة تحكي عن نيمو محبوبة الصغار، وفي مضمونها تشرح للطفل قيمة الاستمتاع بالجمال، وخطأ الاحتفاظ بالجمال أو العلم دون مشاركة وانتفاع الآخرين به.
- جلست الجدة بجانب حفيدتها لتحكي لها حكاية قبل النوم.. اقتربت ليلى الجميلة لتسكن حضن جدتها بحب وشغف، وكلها آذان صاغية مترقبة سماع القصة، ولكن الجدة فاجأتها بقولها: سأترك اليوم بطلة القصة تحكي عن نفسها.. وإن أعجبتك ستجيبين على أسئلتي.. وربما طلبت منك حكاية القصة لي من جديد.. اتفقنا!
- تعرّفي إلى المزيد: كيف تزيد حركة الطفل معدل ذكائه؟
- أنا السمكة "نيمو" أو السمكة البهلوان كما يطلقون عليّ بالكتب والأفلام.. وسبب التسمية أن جسمي ملون بخطوط برتقالية فاقعة اللون وشرائط بيضاء، مع خطوط سوداء عريضة تجذب الأنظار وتبهر العيون.. أعيش في المياه الدافئة بعمق البحار والمحيطات، وأتواجد بكثرة في المحيط الهادي والهندي واليابان وسواحل أستراليا.. أندس بين الشعاب المرجانية وخاصة شقائق النعمان؛ لأحمي نفسي من الأسماك المفترسة.
- تعرّفي إلى المزيد: أسباب تجعلك تتوقفين عن تدليع طفلك
- أنا سمكة صغيرة الحجم.. يتراوح طولي بين 10-18 سم، لكنني طويلة العمر أعيش بين 3-5 سنوات، أتغذى على الأسماك الصغيرة والنباتات البحرية وبقايا الطعام، أقوم برحلات لمئات الأميال تصل إلى 400 كيلو متر للتزاوج وزيادة أعدادنا، لي شعبية كبيرة عند الغواصين الهواة، لشكلي الجمالي الجذاب.. ولكني أخاف من الصيادين الظالمين الذين يدبرون الخطط ليسرقوني ويبيعوني لهواة تربية الأسماك، بأسعار تفوق الخيال.
- لهذا أنا سمكة جميلة وسط البحار والمحيطات.. ونجمة لامعة بالأفلام التي يحبها الأطفال؛ قمت بالكثير من بطولات أفلام الكرتون ونلت الكثير من الجوائز.. مثل جائزة الأوسكار عام 2003، بالإضافة إلى ترجمة ودبلجة أفلامي للكثير من اللغات.
- ورغم كل هذا يا صغيرتي ليلى.. فأنا حزينة؛ فبعد أن كنت أقدم السعادة لهواة التصوير بالتقاط صوري بجانب الشعاب.. أصبحت سمكة نادرة وحيدة، بعد أن قلّت أسماك النيمو حولي، وأصبحت -أنا- حبيسة شباك من الحديد.
- والحمد لله فكوا أسري بعد أن شعر المسئولون عن حماية البيئة باختفاء سمك نيمو من البحر الأحمر ، واكتشاف وجود قفص حديدي بين الشعاب المرجانية، محجوز بداخله عدد من أسماك النيمو.. فانتشلوه وأطلقوا سراح الأسماك بداخله، وكنت واحدة منهم! والآن صغيرتي ليلى.. وبعد أن حكيت لك حكايتي:
- هل من اللائق أن نحبس جمالاً طبيعياً خلقه الله، ليراه أفراد معدودون بدلاً من أن يراه الجميع؟
- هل تقطفين زهور الحديقة لتستمتعي بها وحدك بالبيت؟ أم تتركيها لتنمو وتزداد جمالاً فيراها كل الناس؟