اختتمت منذ أيامٍ نهائيات كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، التي أقيمت خلال الفترة من 20 نوفمبر حتى 18 ديسمبر 2202 الذي تزامن مع الاحتفال باليوم الوطني لدولة قطر، وبهذه المناسبة استضافت «سيدتي» ثلاث لاعباتٍ قطرياتٍ في ألعابٍ رياضيةٍ مختلفة، هن العدَّاءة مريم فريد، لاعبة منتخب قطر لألعاب القوى والسفيرة أمام مسؤولي الاتحاد الدولي لشرح أهمية إسناد البطولة إلى بلدها، وريم الشرشني، بطلة الرماية التي فازت بالميدالية البرونزية في منافسات كأس العالم بنيودلهي، العاصمة الهندية، وشقيقتها ياسمين، أول لاعبة جولفٍ قطرية، من أجل الحديث عن البطولات العالمية، والإنجازات التي حققنها في مسيرتهن الرياضية، إذ يمثِّلن الوجه المشرق للرياضة النسائية في قطر، وحصدن لوطنهن ميدالياتٍ عدة في أهم المحافل المحلية والعربية والعالمية.
تصوير | شادي بانوسيان Shadi Panossian
تنسيق الأزياء | رينا أبو شقرا Reina Abou Chacra
مكياج وشعر | Amal Lajaar
مواقع التصوير في قطر | Education City Golf Club
QF Ceremonial Court - Oxygen Park
لاعبة الرماية ريم الشرشني:نصيحة من والدتي وضعتني على الطريق الصحيح
الحصول على البطولات وسماع نشيدنا الوطني سعادةٌ أتشاركها باعتزازٍ مع كل أبناء الوطن
آمنت اللاعبة ريم الشرشني بفكرة أن لا مستحيل في الحياة، فاقتحمت بقوةٍ رياضة الرماية، واستطاعت بما تحمله من شغفٍ بهذه اللعبة تخطي كافة الصعاب والعقبات التي وقفت أمام إكمال مسيرتها والنجاح فيها، وفي لقائها مع «سيدتي»، تحدثت عن تمكَّنها من دخول منتخب بلادها في سلاح الشوزن، وكيف حققت لقطر عديداً من الإنجازات والميداليات في مختلف المحافل الدولية.
حوار | يارا طاهر YaraTaher
حدِّثينا عن كيفية دخولكِ المجال الرياضي؟
منذ الصغر وأنا أميل للرياضة بشكلٍ عام، وقد شاركتُ في فعالياتٍ ومبارياتٍ مدرسيةٍ عدة، وأذكر أنني انبهرتُ كثيراً حينما كنت في الـ 11 من عمري بـ «البوسترات» التي حملت صور لاعباتٍ قطرياتٍ خلال استضافة البلاد «أسياد 2006»، وكم تمنَّيت أن يأتي اليوم الذي تُعلَّق فيه صورتي على هذه الأبراج أيضاً، لذا اشتركت في العام ذاته في برنامج أكاديمية «أسباير» للمواهب الرياضية، وكان الهدف منه مساعدة الأطفال في اكتشاف مواهبهم من خلال ممارسة رياضاتٍ مختلفةٍ كل أسبوعين، وحينما جاء الدور على الرماية، توجَّهنا عام 2007 إلى أحد الميادين الخاصة بهذه اللعبة، وسمعت لحظة نزولي من الحافلة صوت طلقات الشوزن، فتولَّدت في داخلي رغبةٌ كبيرةٌ في تجربة هذا النوع من الرماية، لكنَّ ذلك لم يحدث، إذ كان يقتصر وقتها على الرجال فقط، فتعرَّفت إلى أنواعٍ أخرى من هذه الرياضة، ودخلت اللعبة، واستطعت إثبات موهبتي للجميع.
من الجودو إلى الرماية
ما أسباب دخولكِ رياضة الرماية بالشوزن التي اقتصرت في الماضي على الرجال فقط؟
استمررت في هذه الرياضة، وتفوَّقت فيها إلى أن جاء اليوم الذي طُلِبَ مني فيه الانضمام إلى المنتخب الوطني، لكنني اعتذرت عن عدم القبول، لأنني لم أجد نفسي في هذه الأنواع، وتوَّجهت إلى لعبة الجودو، ومارستها حتى عام 2010، حيث عدت إلى الرماية مجدداً، وشاركت في بطولةٍ للبندقية الهوائية، لأقرِّر بعدها مباشرةً التوقف عن ممارسة هذه اللعبة، وفي اليوم نفسه تلقَّيتُ خطاباً من رئيس اتحاد الرماية القطري، يطلب مني فيه تجربة سلاح الشوزن، ولا أخفيكم كنت مترددةً في القبول، لكنني بدَّلت رأيي في اللحظة التي أمسكت فيها هذا السلاح، وشعرت بارتباطٍ قوي بيننا، وحماسٍ وتحدٍّ، وتراجعت عن قراري، وأكملت مسيرتي في هذه الرياضة.
كيف مرَّ عليكِ العام الأول في هذه الرياضة، وهل تغيَّرت نظرتكِ لها؟
في البداية، كنت أرى في الرماية رياضةً ممتعةً فقط، لكنني بدَّلت رأيي بعد تغلُّبي على زملائي في البطولات المحلية، وأضفت إلى متعة ممارستها روح التحدي أيضاً، بل ووصلت إلى مرحلةٍ، أشعر فيها بأنني أمثِّل الرماية والرماية تمثِّلني كلياً، والحمد لله انسجمت مع هذه اللعبة كثيراً، وأصبح موضوع ممارستي لها أكبر من مجرد فوزٍ وخسارة، وصرتُ أعدُّها كذلك رياضةً للترويح عن النفس.
شغف وصعوبات
هل واجهتكِ صعوباتٌ في مسيرتكِ الرياضية، وكيف تغلَّبتِ عليها؟
واجهتُ صعوباتٍ وضغوطاً كثيرة منذ دخولي عالم الرياضة، في مقدمتها التوفيق بين هوايتي وتعليمي، سواءً في المدرسة أو الجامعة، إضافةً إلى سماعي تعليقاتٍ سلبية ومحبطة، لكنني تجاوزت كل ذلك متسلحةً بشغفي الكبير بهذه الرياضة، ورغبتي في إكمال ما بدأته من تحدٍّ، وإيماني بأن لا مستحيل في الحياة، وما ساعدني في ذلك وضعُ أهدافٍ معينةٍ قبل خوض أي مرحلةٍ، وهذا الأمر مهمٌّ بالنسبة إلى أي لاعبٍ، ويسهم في بذله مزيداً من الجهد للوصول إلى غايته، كما حرصت على مراقبة اللاعبين المحترفين في البطولات العالمية، والتعلم من خبرتهم، والاستماع إلى نصائحهم.
تحدَّثتِ عن ترتيب وقتكِ، كيف فعلتِ ذلك خلال دراستكِ الجامعية، وماذا اختلف بعد تخرُّجك عام 2019؟
ممارسة الرياضة منذ الصغر ساعدتني كثيراً في هذا الموضوع، إضافةً إلى دخولي نوادي متخصِّصة، حيث استطعت ترتيب وقتي، وتخصيص جزءٍ منه لهوايتي، أيضاً لم أكن في حاجةٍ إلى الدراسة أياماً كثيرة حتى أحصد الدرجات المطلوبة، وفي رأيي العقل السليم في الجسم السليم، فرياضة الرماية كانت تخفِّف عليَّ كثيراً من الضغوط خلال دراستي الجامعية، وكنت أنظِّم وقتي وفق أولوياتي، وأضع العائلة والدراسة والرماية في مقدمة اهتماماتي، مع تحديد دائرتي الاجتماعية بأشخاصٍ معينين بسبب ضيق الوقت، لكنَّ ذلك كله اختلف بعد تخرُّجي في الجامعة فقد زادت مسؤولياتي، خاصةً أنني أعمل ضمن كادرٍ طبي بوصفي اختصاصية تغذيةٍ علاجية، والحمد لله ما زلت قادرةً على تنظيم يومي، وممارسة الرماية.
كم ساعةً تتدرَّبين على هذه الرياضة؟
خلال أيام العمل أتدرَّب أربع ساعاتٍ على أربع مراتٍ في الأسبوع، إضافةً إلى ممارسة تمارين اللياقة التي تأخذ مني ساعتين يومياً.
سعادة وفخر
بماذا تشعرين عندما تحققين إنجازاً ما وترفعين علم بلادكِ قطر عالياً؟
مع كل إنجازٍ أشعر بسعادةٍ كبيرةٍ تنتابني، وأفتخر برفع علم بلادي عالياً، وتحقيق ميداليةٍ لقطر. الحصول على الذهبية، وسماع نشيدنا الوطني سعادةٌ أتشاركها باعتزازٍ مع كل أبناء وطني.
حصدتِ جوائز عدة في رياضة الرماية، ما الجائزة التي ما زلتِ تحلمين بتحقيقها؟
على الرغم من مشاركتي في كل المحافل الدولية للرماية، وافتخاري بما حصدته من ميدالياتٍ إلا أنني أطمح إلى تحقيق الميدالية الذهبية في الأولمبياد.
ما آخر بطولةٍ شاركتِ فيها، وكيف تصفين مستواكِ حالياً؟
حققت إنجازاتٍ عالمية وآسيوية وعربية وخليجية خلال مسيرتي، يتقدمها الحصول على المركز الثالث في بطولة العالم التي جرت بالهند، وفي العام الجاري استطعت رفع أدائي ودرجاتي في هذه الرياضة على الرغم من الضغوط التي واجهتها في محيطي المجتمعي وعملي، ما منعني من التدرُّب جيداً. أما آخر إنجازاتي فكان التأهل إلى أولمبياد باريس المقبلة، وجاء ذلك بعد أن خضت بطولاتٍ عالمية صعبة في الرماية، منها دورة الألعاب الإسلامية في تركيا، وبطولة آسيا في كازاخستان، التي حققت فيها نتائج جيدة، وكنت قريبةً من نيل المركز الأول، وفي الأسبوع الماضي شاركت في بطولةٍ محلية بقطر، وحصلت على المركز الأول في فئة النساء، والتاسع في الشباب.
تابعي المزيد:بطلة السعودية في لعبة سلاح الشيش لين الفوزان: فخورة بأنني من جيل الرؤية
أفضل ميادين الرماية
تركت حلمي بدراسة الطب من أجل الرماية.. وأتمنى المشاركة في الأولمبياد وأن أحصد الميدالية الذهبية
ما المكان المثالي بالنسبة لكِ لممارسة رياضة الرماية؟
على الرغم من أن ميادين الرماية تتشابه تقريباً إلا أنني أفضِّل ممارسة هذه الرياضة في ميدان الوسيل بقطر، فهو في رأيي من أفضل ميادين الرماية في العالم، حيث يتضمَّن استراحةً للرماة، وتجهيزات على أعلى مستوى.
في ورش العمل والندوات التي تشاركين فيها، ما أهم نصيحةٍ تقدمينها للمبتدئات؟
هدفي الأساس في هذه المشاركات تشجيعُ الفتيات على خوض هذه الرياضة، والتأكيد لهن بأن لا مستحيل في الحياة، وأن الإيمان بالنفس والثقة بها السبيلُ للوصول إلى الهدف.
مَن أنجح الرماة الذين مرُّوا عليكِ خلال ممارستكِ هذه اللعبة؟
ناصر العطية، وراشد حمد، أعدُّهما من أفضل الرماة في منتخب قطر وعلى مستوى العالم، وأفتخر بالوجود معهما في المنتخب نفسه، والوقوف على مراحل تطورهما عبر السنوات، وتحقيق أعلى الإنجازات.
تنشرين في حساباتكِ على الـ «سوشيال ميديا» عن رياضاتٍ متنوعة، مثل السكيت والسباحة والتنس والدرَّاجات، ما الرياضة المفضَّلة لكِ بعد الرماية؟
لم يتوقف شغفي في استكشاف رياضاتٍ أخرى بعد احترافي الرماية بالشوزن، وما زلت أمارس رياضة البادل، إذ تساعدني في زيادة التركيز.
الرياضة النسائية في الخليج
كيف ترين تطور الرياضة النسائية في الخليج، وما رؤيتكِ لمستقبل اللاعبات الخليجيات؟
الرياضة في الخليج العربي تتطور بشكلٍ عام، بما في ذلك الرياضة النسائية، حيث نشهد بذل جهودٍ كبيرة لتطويرها، وهذا أمرٌ مهمٌّ لتأسيس مجتمعٍ متوازن، وسعيدةٌ جداً برؤية عديدٍ من اللاعبات الخليجيات في رياضاتٍ مختلفة، يعتلين منصات المجد، وأفتخر بكل قفزةٍ نسائيةٍ في عالم الرياضة، خاصةً أن دخول الفتيات إليه لم يكن مستحباً لدينا في الماضي، بينما نشهد اليوم فتياتنا وهن يحققن أعلى الإنجازات.
ماذا تقولين للاعبات الخليجيات؟
أقول للاعبة الخليجية: اجتهدي على نفسكِ، وقدِّري ذاتكِ، وطوِّري إمكاناتكِ، واحتكِّي بالعالم، وعيشي الحياة بكل تفاصيلها، ولا تمنعي نفسكِ من تجربة أي أمرٍ يلفتكِ بحجة أنكِ لا تستطيعين، واكتشفي مواهبكِ، وحدِّدي أهدافكِ، واعملي على الوصول إليها. افعلي كل ذلك وسترين العالم بنظرةٍ مختلفةٍ تماماً.
كأس العالم لكرة القدم
ما شعوركِ باستضافة قطر كأسَ العالم؟
لقد صبرنا طويلاً، وترقَّبنا بشغفٍ هذا المونديال العالمي منذ إعلان استضافته من قِبل قطر، واستعددنا له على أعلى مستوى.
ما البطولات الرياضية الأخرى التي تحلمين بأن تستضيفها قطر مستقبلاً؟
أتمنى استضافة الأولمبياد على أرضنا، وواثقةٌ من أننا قادرون على تنظيمه.
معالمُ تنصحين السيَّاح بزيارتها في وطنكِ؟
قطر تطورت كثيراً في السنوات الأخيرة، خاصةً في المجال السياحي، وأنصح الزوَّار بزيارة «كتارا»، و«اللؤلؤة»، ومتحف قطر الوطني، والمتحف الرياضي، وجزيرة البنانا.
قلتِ إنكِ تعملين اختصاصية تغذيةٍ علاجية، ما سبب اختياركِ التخصُّص؟
أعمل اختصاصية تغذيةٍ علاجية في مستشفى حمد، قسم التأهيل، واخترت هذا التخصُّص لتعلُّقي بالمجال الطبي. في صغري كنت أتمنى دراسة الطب، لكنني لم أستطع تحقيق حلمي، لأن المجال يتطلَّب تفرغاً تاماً، ما يعني الابتعاد عن رياضتي المفضَّلة، وحينما قُبلت في كلية العلوم الصحية، وجدت صعوبةً في التخصُّص الذي سأدرسه، وبعد طول بحثٍ اخترت قسم التغذية لارتباطه باهتماماتي الرياضية، وامتلاكي خلفيةً جيدةً عنه، ودرست فيه أساسيات الطب، خاصةً علم التشريح، والعلوم الكيميائية، والأمراض والجينات، والحمد لله استطعت إفادة مجتمعي بما تعلمته في التخصُّص، ولن أتوقف عند ذلك، إذا سأعمل على إكمال دراساتي العليا.
تجربة التمثيل
خضتِ أيضاً تجربةً في التمثيل عام 2018، حدِّثينا عن الدور الذي أسند إليكِ؟
أخبرتني أختي ياسمين أن هناك تجربة أداءٍ لشخصية الأم في فيلمٍ قصير بعنوان «أنا مب أبوي» ضمن سلسلة «صنع في قطر»، وكان الدور يتطلَّب حس الفكاهة والحزم معاً، وحقاً نجحت بعد التقدم عليه في الحصول على الدور، وأرى أن التمثيل مهنةٌ ممتعةٌ، لذا أتمنى إعادة التجربة مستقبلاً.
في الحياة بشكلٍ عام، مَن داعمكِ الأول؟
والدتي هي السند والداعم الأول لي، وهي التي تشجعني على الاستمرار في الرياضة والعمل حينما أشعر بالتعب، أو أفكر بالاستسلام، وأشكرها على كل ما قدَّمته لي. هي إلى اليوم تحضر كل بطولاتي، وأتمنى أن يحفظ الله جميع أمهاتنا.
نصيحةٌ ما زالت عالقةً في ذاكرتكِ وتعملين بها إلى اليوم؟
نصيحةٌ، قدمتها لي والدتي، وهي: «إذا فعلتِ أي شيءٍ صحيحٍ، لا يؤذي أحداً، ولا يحرمكِ من دينكِ، فأنتِ على الطريق الصحيح، لذا لا تهتمي بكلام الناس». هذه النصيحة ساعدتني كثيراً في الاستمرار بممارسة الرياضة، ففي بداياتي في المجال لطالما سمعت من أشخاصٍ بأنني أفعل ذلك لأنني صغيرة، وعندما أكبر وأعمل وأتزوج سأتركها، لكنني تجاوزت كل ذلك بفضل الله أولاً، ثم نصيحة والدتي، واستطعت التوفيق بين حياتي العادية ورياضتي.
تابعي المزيد: الرياضيات السعوديات إنجازات ومناصب وتفوق
عدَّاءة المنتخب القطري مريم فريد:التنافس مع أشقائي سر احترافي رياضة الجري
يشرِّفني أن أكون أول قطريةٍ من ألعاب القوى تحترف في أوروبا
استطاعت مريم فريد، العدَّاءة ولاعبة ألعاب القوى القطرية خلال مشوارها الرياضي الحصول على ألقابٍ عدة في بطولات الخليح وغرب آسيا، اختيرت سفيرةً لملف استضافة قطر لمونديال كأس العالم على الرغم من أنها كانت في الـ 17 من عمرها، كما تعدُّ أول قطرية تلعب مرتين في بطولة العالم. مثَّلت بلادها في أول بطولة عالمٍ تجرى على أرضها عام 2019، وأول قطريةٍ من ألعاب القوى تحترف في أوروبا وأول لاعبةٍ تقوم بتقديم برنامجٍ رياضي.. كل هذا وأكثر كان محور حديثنا معها.
حوار | زكية البلوشي Zakiah Albalushi
بدايةً، حدِّثينا عن استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم؟
أفتخر كثيراً باستضافة بلادي بطولة كأس العالم. فالتاريخ سيدوِّن بأحرفٍ من ذهب أن قطر استضافت يوماً أكبر محفلٍ كروي، وكانت أول دولةٍ عربيةٍ وشرق أوسطية تحقق هذا الإنجاز. وقد استضفنا بطولاتٍ لكل الرياضات، وجرت على أرضنا أقوى المنافسات، والحمد لله شاهد الجميع نجاحنا، خاصةً خلال الأعوام العشرة الماضية، ما وضع قطر على قمة الرياضة خليجياً وعربياً وعالمياً. كأس العالم حلمٌ كبرنا عليه، وأصبح اليوم حقيقة، لذا كان استعدادنا للبطولة في كافة المناحي، ونجحنا بامتياز.
تحقق الحلم
كانت لك تجربةٌ من خلال تقديم برنامج «مونديالنا العربي» حدِّثينا عنها؟
«مونديالنا العربي» برنامج عن ملاعب كأس العالم، وقدمته من منظورٍ رياضي بحت، رحبت من خلاله بالعالم العربي في بلدنا قطر، وعلافتهم بالأماكن الجميلة فيها، ونقلت لهم الأحداث المميزة التي شهدتها بطولة كأس العالم، وسلطت الضوء على الملاعب التي أقيمت عليها المباريات. بالمجمل كانت رحلةً ممتعة، وقد اعتمدنا في البرنامج أسلوباً كوميدياً في توصيل المعلومة، والحمد لله أعمل مع فريقٍ كبيرٍ ورائع، ونتعامل مع بعضنا وكأننا أسرة واحدة.
عداءة محترفة
أنتِ عدَّاءةٌ محترفة، ما الذي جذبكِ إلى هذه الرياضة؟
انجذبت إليها لأنها رياضةٌ جميلة، إذ كنت أركض كثيراً في صغري، وأمارسها يومياً، وأسابق أشقائي، وحينما كبرت صممت على الاحتراف فيها وتحقيق حلم الطفولة. وألعاب القوى رياضاتٌ أساسها العضلات والتمرين وقوة التحمُّل، لأنها تقوم على الركض، واجتياز الحواجز، ورمى الجلة والرمح.
مَن شجَّعكِ على ممارستها والاحتراف فيها؟
في البداية أسرتي، خاصةً والدي، واستمررت فيها لإصراري على النجاح، ورغبتي في إثبات ذاتي، والحمد لله استطعت تخطي كل التحديات التي وقفت أمامي،
كما تلقيت المساعدة من عديدٍ من المدربين، وحالياً أجد تشجيعاً كبيراً من مدربتي عواطف التي تؤمن بقدراتي وما أفعله.
تحدَّثتِ عن الصعوبات، ما أبرز العوائق التي اعترضت مسيرتكِ الرياضية؟
لم تكن هناك صعوباتٌ بالمعنى الحرفي، فقط وجدت مشكلةً في تنظيم وقتي بين الرياضة والدراسة، والحمد لله تجاوزت ذلك، وتعلمت أموراً كثيرة، وأصبحت إنسانةً قويةً ذات مبادئ، وتسعى بجدٍّ لتحقيق حلمها.
نادي باريس أفينر AVENIR الرياضي
هناك اهتمامٌ كبيرٌ من الإعلام العربي حالياً بالرياضة النسائية.. وهذا الأمر يدفع الكثيرات إلى الالتحاق بمختلف الرياضات
انضممتِ رسمياً إلى نادي باريس أفينر AVENIR الفرنسي، ماذا ستيضف لك هذه الخطوة؟
هذه الخطوة ستسهم في حصولي على الخبرة بالاحتكاك بلاعباتٍ من مختلف دول أوروبا، واللعب في دورياتٍ أقوى، بالتالي تعزيز فرصي في المنافسة. في قطر والخليج حالياً توجد منافسةٌ، لكنها بسيطة، لذا أحتاج إلى خوض هذه التجربة القوية، والاختلاط بلاعباتٍ من خارج محيطي، وأعدُّ الخطوة مهمةً جداً بالنسبة لي بوصفي عدَّاءةً ورياضيةً محترفة، ويشرِّفني أن أكون أول قطريةٍ من ألعاب القوى تحترف في أوروبا وتمثل وطنها في دولةٍ مثل فرنسا. وبإذن الله سأعمل خلال هذه الفترة، بوصفي امرأةً عربيةً ومسلمة، على تغيير مفاهيم كثيرة عن المرأة العربية في فرنسا، وتقديم أفضل صورةٍ عنها في الخارج.
كيف تحافظين على لياقتكِ البدنية؟ هل تلتزمين ببرنامجٍ تدريبي وغذائي معيَّن يومياً؟
نعم، أنفذ برنامجاً تدريبياً يومياً حتى أحافظ على لياقتي البدنية، وتدريباتٍ لياقة بدنية مكثفة هدفه أن أكون جاهزةً للمشاركة في أي بطولة، لذا أواظب على التدرُّب حتى في المنزل، وأطبّق عديداً من البرامج التدريبية خلال الحصص اليومية.
كما أحرص على تناول طعامٍ صحي ومتنوع ويفيد جسمي بوصفي رياضية. أيضاً أبتعد خلال حياتي اليومية عن أكل الوجبات السريعة، لأنها لا تتناسب مع تدريباتي.
تابعي المزيد:عضوة مجلس إدارة الاتحاد السعودي للمبارزة لمى الفوزان:للمرأة السعودية بصمةً مؤثرة في مختلف المجالات
العداءات القطريات
هل لمستِ اهتماماً من القطريات بألعاب القوى؟
من خلال احترافي هذه الرياضة، نعم وجدت إقبالاً جيداً من قِبل الفتيات القطريات على ألعاب القوى، وهذا يعود لاهتمام الدولة بالمجال الرياضي بشكلٍ عام.
شاركتِ في بطولاتٍ مختلفة خلال مسيرتكِ، في رأيكِ ماذا ينقص العدَّاءات القطريات لينافسن بطلات العالم؟
اللاعب واللاعبة يجب تجهيزهما منذ الصغر في أي رياضة، ولدينا في قطر كل ما يلزم للتفوق، إذ نجد دعماً كبيراً من الدولة والمسؤولين عن الرياضة، لذا لا ينقصنا أي شيءٍ لننافس أبطال وبطلات العالم. فقط الثقة بالنفس والعمل بجد على تطوير الذات، وحب النفس، والسعي إلى تحقيق الهدف حتى وإن جازف في سبيل ذلك.
كيف تجدين الاهتمام الإعلامي بالرياضة النسائية، وهل يسلَّط عليها الضوء بالشكل المناسب؟
في الفترة الجارية هناك اهتمامٌ كبيرٌ من الإعلام العربي بالرياضة النسائية، وهذا الأمر يدفع الكثيرات إلى الالتحاق برياضاتٍ عدة.
أول إنجاز رياضي
في أي بطولةٍ حققتِ أول إنجازٍ رياضي؟
في بطولة غرب آسيا للناشئين التي جرت في المملكة الأردنية الهاشمية، وحصلت فيها على المركز الرابع في أول إنجازٍ لي.
من موقعكِ بوصفكِ رياضيةً، ما النصيحة التي تقدمينها إلى كل القطريين؟
أقول لهم في رسالةٍ قصيرة: «أحبوا ما تعملون، وثقوا بأنفسكم لتصلوا إلى أعلى المراتب، والمجتمع القطري جميلٌ وراقٍ بهيبته».
ما أصعب قرارٍ قمتِ باتخاذه في حياتكِ وهل نفذتِه؟
أصعب قرارٍ، أو أهم قرارٍ في حياتي، كان اختياري التخصُّص الدراسي، فأغلب أفراد أسرتي أطباء، لذا كان قرار دخولي مجال الإعلام الذي أحبه صعباً جداً، إضافةً إلى الاستمرار في ممارسة رياضة الجري خلال دراستي في جامعة نورثوسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر.
هل حققتِ كل أهدافكِ في الحياة؟
أهدافي كثيرة، لكنني لا أفضِّل الحديث عنها الآن. سأفعل ذلك عندما أصل إليها.
بعيداً عن الرياضة، ما هواياتكِ اليومية؟
لدي هواياتٌ كثيرة، منها تقديم فعالياتٍ منوعة، كما أحب الإعلام، والتصوير، والسفر.
ما مشرعاتكِ المقبلة؟
لدي مشروعات كثيرة أسعى إلى تحقيقها إن شاء الله، وأتمنى تحقيق أرقامٍ رياضية لم أحققها من قبل.
لاعبة المنتخب القطري للجولف ياسمين الشرشني:الأم هي المكتشف الأول لمواهب الأبناء وصناعة أبطالٍ عالميين
مشاركتي بمباراة كرة قدمٍ من دون جاذبية مع النجم البرتغالي لويس فيجو كانت تجربةً جديدةً وغريبةً وملهمةً أدخلتني جينيس
قدَّمت اللاعبة ياسمين غانم الشرشني مستوياتٍ مميَّزة في الجولف، ليتمَّ ضمُّها إلى المنتخب القطري، كما دخلت التاريخ حينما أصبحت أول فتاةٍ في بلادها تخوض مباراة كرة قدمٍ من دون جاذبية مع النجم البرتغالي لويس فيجو، وقد سُجِّل هذا الإنجاز في موسوعة جينيس للأرقام القياسية. حصلت على درجة الماجستير في إدارة الأحداث الأولمبية، وفازت بجائزة سيدات الأعمال القطرية في القيادة والرياضة، وتدير حالياً شركةً لتنظيم الفعاليات الرياضية، تهدف إلى التثقيف والتعليم والترفيه ونشر ثقافة الرياضة بين جميع أطياف المجتمع. في الآتي حوار معها حول كل هذه المحاور.
حوار | محمود الديب Mahmoud Aldeep
بدايةً، ما شعوركِ باستضافة قطر بطولة كأس العالم ؟
فخورةٌ جداً باستضافة قطر أكبر حدثٍ رياضي في العالم، انتظره جميع عشاق كرة القدم بشغفٍ وحماسة، وقد نجح المونديال بامتياز بشهادة القاصي والداني.
تجربة جديدة وغريبة
شاركتِ في مباراة كرة قدمٍ من دون جاذبية مع النجم البرتغالي لويس فيجو، حدِّثينا عن هذه التجربة؟
كانت تجربةً جديدةً وغريبةً وملهمةً بالنسبة لي كفتاة قطرية، ونُظِّمت قبل الحدث العالمي الأهم مونديال قطر 2022. وأقيمت المباراة في مدينة بوردو الفرنسية على ملعبٍ صُمِّم داخل طائرةٍ، وبلغت مساحته 75 متراً مربعاً، وجرت على ارتفاع 6166.1 متر بمشاركة لاعبين من جميع قارات العالم، من أوروبا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، منهم حمد محمد حسن، وريانون إسماعيل، وجوني فاينز، وديدسون روشا، وبيغاد مصطفى، والسعودية فرح جفري، وتم تقسيمنا إلى فريقين، ضمَّ كل فريقٍ أربعة لاعبين، وكنت أحد أعضاء فريق لويس فيجو، النجم السابق لبرشلونة وريال مدريد الإسبانيين، وأشرف على عملية تحقيق الرقم القياسي أحد حكام موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
بماذا شعرتِ وأنتِ تخوضين هذه التجربة العالمية الفريدة؟
انتابتني مشاعر مختلفة، ستبقى معي طوال حياتي. كانت مزيجاً من الرهبة والخوف، والفرح والسعادة، والتوتر والارتباك، كما شعرت بالفخر لمشاركتي في هذه المباراة الفريدة، وتمثيل وطني والعالم العربي فيها. وأذكر أنني عانيت من حالة خوفٍ وتوترٍ بعد أن وصلت إلى مدينة بوردو الفرنسية، وجاء موعد المباراة، فالطائرة حينما تحلِّق بشكل عمودي وبارتفاعٍ كبيرٍ وسرعةٍ معينة، تنعدم الجاذبية، وتتحوَّل إلى قطار موتٍ في السماء، إذ على الكابتن أن يطير ثم يهبط بها لمدة 22 ثانية فقط، ولا يمكنه زيادة المدة عن ذلك كيلا يفقد السيطرة عليها، وهذا مكمن الخطورة وسبب خوفي. وقد سبق صعودنا الطائرة مرحلةٌ مهمة، وهي فحص لياقة المشاركين، وإجراء التحاليل اللازمة لتحديد قدرتنا على تحمُّل انعدام الجاذبية، والسماح لنا بخوض هذه المغامرة، وقد مررنا بسلسلةٍ من المحاولات، زادت على 20 لمدة ساعتين من أجل تصوير المباراة بشكلٍ نهائي، ففي كل مرة تنعدم الجاذبية، كان توازننا يختلُّ، ونسقط أرضاً لعدم قدرتنا على التحكم بأنفسنا، لكننا لم نتعرَّض إلى أي إصاباتٍ أثناء هذه المحاولات، والحمد لله، وسعيدةٌ جداً بمشاركتي في هذه التجربة، وتسجيل اسمي في موسوعة جينيس العالمية، والأهم من ذلك تسجيل هدف خلال المباراة، ومنافسة اللاعب العالمي لويس فيجو، الذي تعلَّمت منه الصبر والتواضع والتعامل مع الآخرين باحترامٍ، وأبهرني بمحافظته على لياقته وصحته على الرغم من تقدمه في العمر.
الرياضات الفردية
بعيداً عن الجولف، ما الرياضات الأخرى التي تمارسينها؟
أعشق ممارسة الرياضات الفردية التي لا يكون فيها احتكاكٌ جسدي، مثل الجولف، فهي لعبتي المفضلة، وركوب الخيل، والتنس، والدرَّاجات، والرماية، التي تحترف فيها أختي ريم، وتحقق نتائج رائعة. أيضاً أهتم حالياً برياضات أرغب في ممارستها، مثل التزلج على الجليد، وتسلُّق الأشجار، التي أستمتع بها وسط الطبيعة، كما مارست خلال حظر كورونا البادل، وهي رياضةٌ تجمع بين الإسكواش والتنس.
كيف تصفين علاقتكِ بكرة القدم؟
أحب كثيراً مشاهدة مباريات كرة القدم، لكنني لا أفضّل ممارستها بسبب قوة الاحتكاك فيها، والإصابات التي تتسبَّب بها، كما أن لدي هاجساً بالحفاظ على جسمي، لذا أبتعد عن أي رياضة فيها احتكاكٌ، أو احتمال وقوع إصاباتٍ. أحياناً ألعب كرة القدم مع الأطفال، أو أستعرض مهاراتي بمفردي، مثل قدرتي على الحفاظ على الكرة، والقيام بحركات استعراضية للتحكم بالكرة.
بوصفك سيدة أعمالٍ، كيف يمكنكِ استثمار هذا الحدث الرياضي؟
فعلت ذلك بإقامة فعاليةٍ عن الرياضة والأمومة، فالأم هي المكتشف الأول لمواهب الأبناء، كما أن تشجيعها لهم في الصغر الخطوةُ الأولى لصناعة أبطالٍ عالميين ومتميزين، والحمد لله لاقت الفعالية نجاحاً كبيراً، واستضفت فيها زوجة رئيس «فيفا»، وزوجة السفير الفرنسي في قطر، والعدَّاءة التونسية العالمية حبيبة الغريبي، والقطرية مريم الجاسر.
الجولف والرياضة السعودية
زرت العاصمة السعودية مرات عدة، ووجدت كيف تتطور البنية التحتية الرياضية بشكلٍ سريع
ما أبرز بطولات الجولف التي شاركتِ فيها؟ ما أقوى دولةٍ عربيةٍ في هذه الرياضة؟
شاركت في كثيرٍ من البطولات المحلية والإقليمية والدولية. وأعتقد أن المغرب أقوى دولةٍ عربيةٍ في رياضة الجولف، فلديها أكثر من 40 ملعباً، وبطلات حققن عديداً من الإنجازات، إضافةً إلى الإمارات، التي تستضيف على ملاعبها الدولية بطولاتٍ عالمية للجنسين، وقطر فهي من الدول المهمة لممارسة الجولف، وتستضيف بطولاتٍ عالمية للرجال، كذلك الحال مع مصر، التي أحبها كثيراً، ولها مكانةٌ خاصةٌ في قلبي، إذ بدأت فيها لعب الجولف حينما كنت في الـ 11 من عمري، واكتشفت على ملاعبها أسرار هذه الرياضة، ولعبت عليها حتى أصبحت الرياضة الأولى بالنسبة لي. أما أكثر الدول تميزاً حالياً، فهي السعودية، حيث تشهد اهتماماً كبيراً بالرياضة النسائية، وأحيّي القيادة السعودية على اهتمامها الكبير بنشر الرياضة بين الفتيات.
تحدَّثتِ عن الرياضة السعودية، ما رأيكِ فيها بشكلٍ عام؟
تنظِّم أرامكو بطولاتٍ عالمية، وقد شاركت معها في بطولةٍ بلندن، وفي كثيرٍ من البطولات التي أطلقتها في السعودية، ومن أكثر ما يميِّز البطولات السعودية حُسن التنظيم، ومنافستها أقوى البطولات العالمية، بل والتفوُّق عليها أحياناً، ومن منبر «سيدتي» أشكر من القلب الاتحادات الرياضية السعودية، خاصةً اتحاد الجولف، ولا يخفى على أحدٍ التطور المذهل الذي يحدث في الرياض فخلال عامٍ واحدٍ فقط زرت العاصمة السعودية مرات عدة، ووجدت كيف تتطور البنية التحتية الرياضية بشكلٍ سريع، وأتمنى من جميع الدول العربية أن تنافس الرياض في ذلك حتى تنهض الرياضة في كل أرجاء الوطن العربي.
هل تربطكِ علاقات صداقةٍ مع لاعباتٍ سعوديات؟
تربطني صداقاتٌ كثيرةٌ مع لاعباتٍ سعودياتٍ من رياضات شتى. أنا أحبُّ الشعب السعودي كثيراً، ولدي صداقاتٌ متينةٌ مع السعوديات، وأعزُّ صديقاتي هن من السعودية، حتى إنني أضطر عندما أسافر إليها لتمديد فترة إقامتي فيها من أجل تلبية كل الدعوات التي توجُّه لي.
السياحة وموسم الرياض
هل زرتِ موسم الرياض، وماذا أعجبكِ من فعالياته؟
نعم، وقد لمستُ تطوراً كبيراً في الرياض خلال زيارتي لـ «البوليفارد»، وأستطيع وصف المنطقة بأنها «أكثر من الخيال»، إذ تضمُّ فعالياتٍ كثيرة ومتنوعة، ترضي جميع الأذواق، ولم أتخيَّل يوماً إقامة فعالياتٍ بمثل هذه الروعة في إحدى عواصمنا العربية، كما أعجبني كرم ضيافة الشعب السعودي ورقي أخلاقه.
لديكِ اهتمامٌ بالسياحة، ما أكثر الوجهات المفضَّلة لكِ؟
أعشق السفر كثيراً، وقد أتاحت لي رياضة الجولف زيارة عديدٍ من مدن العالم، وفتحت أمامي أبواباً كثيرة، والمشاركة في البطولات والمؤتمرات، وتلقي الدعوات من مختلف دول العالم، من أبرزها دعوةٌ من الخارجية الأمريكية ضمن 16 شخصاً فقط، نظراً لدوري الريادي في نشر الرياضة بالمجتمع، حيث تمَّ استضافتي في فلوريدا لمدة شهرٍ كامل، وهي أفضل مكانٍ في العالم لممارسة رياضة الجولف، إذ تحتضن أفضل الملاعب، كما زرت العاصمة واشنطن، وتحدَّثت عما تتمتع به المرأة المسلمة والعربية من مقوماتٍ وقدراتٍ خاصة، وأحمد الله أنني تركت انطباعاً إيجابياً لديهم، ورسمت صورةً مشرقةً للمرأة القطرية.
كذلك أزور لندن باستمرار، فهي من المدن التي لا أملُّ منها، وأعشقها كثيراً، بل إنها تهيمن على عقلي وفكري، حيث تتميَّز بطبيعة خلَّابة، وتاريخٍ عريق، ونظام حياةٍ مغرٍ، كما أن رياضة الجولف تأسَّست قريباً منها، وتحديداً في إسكتلندا. وأزور أيضاً باريس، العاصمة الفرنسية، وتعجبني تصاميم المباني، والفن والمتاحف فيها، أما عربياً فتأتي دبي في مقدمة أولوياتي السياحية، ثم الكويت والقاهرة.
الأناقة والرشاقة
أناقتكِ، التي يشيد بها الجميع، كيف تحافظين عليها أثناء مشاركتكِ في البطولات؟
أهتمُّ كثيراً بأناقتي، فأنا رياضيةٌ، وأرغب في أن أكون قدوةً للفتيات واللاعبات بشكلٍ عام، وفي رأيي على الرياضية ألَّا تهمل أناقتها، لأنه جزءٌ مهمٌّ من شخصيتها العادية، وما يميِّز رياضة الجولف، أن اللاعبة لديها حرية اختيار الملابس التي تريد ارتداءها، سواءً من حيث الألوان، أو الـ «ستايل»، ويمكن لها أن تلبس البنطال، أو التنورة، إلى جانب وضع الإكسسوارات والمجوهرات، وحتى المكياج لكنني لا أفضِّله.
هل أثَّرت ممارسة هذه الرياضة إيجاباً في رشاقتكِ؟
أحرص كثيراً على الحفاظ على رشاقتي، لأنها ترتبط بتطوير مهارتي وقدرتي على التنافس في البطولات. الجولف أثَّر إيجاباً في رشاقتي، فهذه الرياضة لها تأثيرٌ قوي ومباشر على نحت الخصر، كما أنها تقوّي الأعصاب والنظر، وتمنح اللاعب القوة والمرونة، وتربط الإنسان بالطبيعة، ما يسهم في تحسين صحته النفسية.
أخيراً، ما طموحاتكِ المستقبلية في الجولف؟
من خلال مؤسسة «فعاليات الياسمين»، أسعى إلى نشر ثقافة الرياضة بشكلٍ عام، والجولف خاصةً في المجتمع القطري، لا سيما بين السيدات والفتيات والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة عبر إطلاق حزمةٍ من البرامج التعليمية والتثقيفية والترفيهية.
تابعي المزيد: بطلة السعودية في لعبة سلاح الشيش لين الفوزان: فخورة بأنني من جيل الرؤية