يعد الخوف هو حالة انفعالية طبيعية يشعر بها الطفل ويعتبر دليلاً على تطور عقله، عندما يعانق الآباء أطفالهم عند شعورهم بالخوف فإن ذلك يمنحهم الطمأنينة والشعور بالأمان الذي يتوقون إليه. ومع ذلك، يحتاج الأطفال إلى تعلم كيفية التعامل مع مخاوفهم لتنمية شخصيتهم سواء كان ذلك الخوف من الظلام، أو الذهاب إلى المدرسة. وفقاً لموقع "wellandgood" يجب على الوالدين أيضاً التركيز على مساعدة الطفل على كيفية التعامل مع مخاوفه، ومتى يقوم بطلب المساعدة، فستساعده هذه المهارات طوال حياته.
أسباب خوف الطفل
1. عوامل وراثية أو عائلية
يمكن للعوامل الوراثية أو العائلية أن تجعل الطفل أكثر عرضة للمخاوف وتجعله يتفاعل بشدة مع مخاوف معينة. قد يصاب الطفل بنوبات القلق إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما لديه تاريخ من الإصابة بنوبات القلق وقد يكون الطفل أيضاً، قد التقط الخوف من خلال مراقبة سلوك الوالدين.
2. العوامل البيولوجية
تتحكم الناقلات العصبية، وهي المواد الكيميائية التي تنقل الرسائل من وإلى الدماغ، في مدى شعور الشخص بالقلق أو الخوف. إذا كانت مستويات السيروتونين والدوبامين لدى الطفل (وهما ناقلان عصبيان مهمان) خارج النطاق الطبيعي، فقد يشعر بالخوف أو القلق المفرطين.
3. التجارب والظروف
يمكن أن تؤثر التجارب أو البيئة التي يجد الطفل نفسه فيها أيضاً على مدى قلقه أو خوفه. على سبيل المثال، إذا كان الوالدان يتشاجران كثيراً أو توفي أحد أفراد أسرته مؤخراً، فقد تثير هذه الظروف الخوف والقلق لدى الطفل. في بعض الأحيان، يمكن لحدث كبير، مثل الانتقال إلى مكان جديد أو القبول في مدرسة جديدة، أن يخيف الأطفال أيضاً.
ما الذي يخيف الأطفال؟
مع نمو الأطفال، ستجد غالباً أن مخاوفهم تتغير أيضاً على سبيل المثال، يصرخ الأطفال حديثو الولادة خوفاً عندما يسمعون أصواتاً عالية، وقد يبكي الأطفال في سن ستة أشهر من الخوف عندما يقترب شخص غريب، وقد يشعر الأطفال البالغون من العمر عاماً واحداً بقلق الانفصال ويبدو عليهم الرعب عندما يغادر أحد الوالدين للعمل وأحياناً قد يرفض التلاميذ فكرة بدء المدرسة وترك والديهم في المنزل، حتى الأطفال الأكبر سناً والمراهقون لديهم مخاوفهم، تشمل المخاوف الأكثر شيوعاً عند الأطفال:
- الأماكن المظلمة أو العتمة.
- الغرباء.
- الحيوانات الكبيرة.
- المرتفعات.
- الانفصال عن الوالدين أو أفراد الأسرة المحبوبين.
- عواصف رعدية أو برق.
- الاختطاف.
عادة، تهدأ هذه المخاوف الشائعة عندما يكبر الطفل ويدرك أنه لا أساس لها من الصحة. إذا أصبحت مستمرة وشديدة وتؤثر على نوعية حياة الطفل لا بد من مراجعة المختصين.
تعرّفي إلى المزيد: أجمل العبارات التشجيعية في الأسبوع الأول من المدارس
نصائح للتخلص من الخوف لدى الأطفال
يمكن التغلب على معظم مخاوف الطفولة إذا عرف الوالدان كيفية معالجتها، إليك مجموعة النصائح التالية:
1. اجعل الطفل يشعر بالأمان
في كثير من الأحيان، كل ما يحتاجه الأطفال الخائفون هو الطمأنينة، يمكن أن يهدئ احتضان الطفل من مخاوفه ويجعله يشعر بالأمان.
2. التحدث مع الطفل عن مخاوفه
يجب جعل الطفل يخبرك بما يشعره بالخوف، ويجب الاستماع إليه دون مقاطعة أو التقليل من مخاوفه أيضاً وإخباره من وقت لآخر أن شخصيته أصبحت أقوى وأكبر، فهذا يزيد من ثقته بقدراته وإمكانياته في مواجهة مخاوفه.
3. عدم الاستخفاف بمشاعر الطفل
لا يوجد شيء يخيف الطفل أكثر من الاعتقاد بأنه لا يمكنه اللجوء إلى والديه وطلب المساعدة. لذلك يجب احترام مشاعرالطفل والتعاطف معه، لأن ذلك يبني الثقة بين الأم وبين طفلها، ويجب في الوقت نفسه عدم التقليل أوالسخرية من مشاعر الطفل .
تعرّفي إلى المزيد: طرق التعامل مع الطفل المتذمر من المدرسة
4. منح الطفل فرصة للتعبير عن مشاعره
يجب تعليم الطفل القدرة على التعامل مع عواطفه وأفكاره بطريقة صحيحة وغير مبالغ فيها ويفكر كثيراً قبل أي تصرف ويدرك أنه بإمكانه التغلب عليه بشكل مستقل.
5. عدم المبالغة في رد الفعل
مخاوف الطفولة ليست علامة على وجود خطأ أو مرض لدى الأطفال، فهو جزء من عملية النمو الطبيعية. لذا يجب عليك تجنب المبالغة في رد الفعل والتعامل مع هذه المواقف بهدوء وثقة،أيضاً يمكنك صرف انتباه طفلك عن خوفه بإشراكه في الأنشطة التي يحبها.
6. تعزيز التفكير الواقعي
التفكير المنطقي هو أداة قوية يمكنك استخدامها للسماح لطفلك بالتغلب على مخاوفه. ساعدي الطفل على التفكير المنطقي والعملي، واجعليه يفهم أن خوفه لا أساس له من الصحة.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.