لاشك أن الأطفال يدفعون ثمن كل ما يدور حولهم، فهم ضحية المشاكل العائلية والأسرية على مستوى البيت، وهم ايضا ضحية الظروف الاجتماعية والسياسية في المجتمع مثل الحروب والمجاعات والأوبئة، ولأن البيت هو الركن الأساسي في حياة الطفل فيمكن أن نساعده لكي ينشأ في أسرة غير مففكة ونتحدى كل الظروف والمشاكل من أجله، وقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبد الله؛ حيث أشار لطرق تجنيب الطفل المشاكل الأسرية و تداعيات تفكك الأسرة ونتائجها حيث أشار للآتي:
أسباب التفكك الأسري
- يظهر التفكك الأسري بحالات كثيرة ونسب واضحة بسبب المشاكل الزوجية ونتائجها مثل الطلاق والصراع على حضانة الأولاد بين الزوجين.
- يترك الطلاق أثراً كبيراً على الطفل وكذلك انتقال الطفل من بيت العائلة لبيت عائلة أحد الوالدين حسب قرار المحكمة أو التوافق بين الطرفين.
- اختلاف الطبقة الاجتماعية بين الأزواج تؤدي لظهور الصراع الطبقي واختلاف العادات والتقاليد مما يؤدي لنشوء أسرة مفككة يعتد كل طرف فيها برأيه ومعتقداته ويدفع ثمن ذلك الطفل في الدرجة الأولى.
- انسحاب العائلة نحو عالم السوشيال ميديا وانتشار ما يعرف بالعولمة بحيث يخرج الطفل من نطاق اهتمامات الوالدين ويصبحان مشغولين بعالم افتراضي وهمي ويبتعدان عن تربية الأبناء.
- وجود خادمة في البيت وتأثر الأولاد بغياب دور الأم الأساسي.
- عدم إحياء الوازع الديني منذ الصغر بحيث لا يحرص الوالدان على التربية الإسلامية للأبناء وحفظ القرآن وتعليم الصلاة وغيرها من مباديء الإسلام التي تهذب النفس والروح.
- غياب القدوة في البيت بحيث لا تتصف الأم بصفات حميدة وتقوم حياتها على الغيبة والنميمة وعدم الصدق وغيرها من الأخلاق التي يتعلمها الطفل بالقدوة.
تعرفي إلى المزيد: هل تكتم البنات الصغيرات السر؟
مظاهر التفكك الأسري
- تظهر بعض المظاهر والأعراض نتيجة لتفكك الأسرة على الطفل الصغير وتنعكس على نفسيته وسلوكه وحتى صحته الجسمية.
- غالباً ما يميل الطفل الذي يعاني من التفكك الأسري إلى العنف مع الآخرين
- وفي بعض الأحيان يميل إلى الانطواء ويعاني من عدم انخراطه في المجتمع
- يعاني الطفل الذي ينشأ في أسرة مفككة من مشاكل النطق مثل التأتأة.
- كما قد يعاني من مشكلة التبول اللا إرادي رغم تقدمه في العمر.
- ويعاني الطفل من العصبية والشعور الدائم بالتوتر والقلق وفقدان الأمان.
- يفقد الطفل ثقته بنفسه ويكون متردداً وخائفاً ولا يقدم على خطوة جريئة في حياته.
- كما أن الطفل الذي يعيش في أسرة مفككة يعاني من التأخر العلمي وبطء تحصيله الدراسي وقلة التركيز.
تعرفي إلى المزيد: كيف تكونين صديقة لأبنائك؟
نصائح لعلاج أثر التفكك الأسري على الأطفال
- يجب أن يضع الأب والأم في اعتبارهما أن الطفل هو ثروة لهما وتتحول إلى ضحية ما لم يحسنا التعامل معها.
- ففي حالة الطلاق بين الزوجين مثلاً يشعر الطفل بالخسارة، فالانفصال عن الوالدين في نظره لا يعني فقدان المنزل بل فقدان حياة بكاملها. الشعور بعدم انسجام مع عائلة فرض عليه العيش معها؛ سواء كانت عائلة الأب أو عائلة الأم.
- كما أن الطفل بعد انفصال الوالدين يساوره القلق حول العيش وحيداً بعد غياب أحد الوالدين فقد يفقد الآخر ويبتعد عنه، والشعور بالحقد والغضب تجاه أحد الآباء الذي يعتقد أنه كان سبب الانفصال مما يزيد من الشعور بفقدان الأمان والنبذ والإحساس بأنه مشتت بين الوالدين، ولذلك فمن المهم أن لا نضع الأطفال في بؤرة الصراع. فمعظم الأطفال يحتاجون وقتاً طويلاً لكي يعودوا إلى حالتهم الطبيعية حتى لو عاد الوالدان إلى العيش سوياً فكارثة الطلاق تهز وجدانه الصغير وتؤثر عليه وتكون صدمة قوية قد لا يحتملها ولا تمر عليه بسهولة.
- وفي حال وجود مشاكل مالية في البيت فيجب عدم الحديث عنها أمام الطفل وفي نفس الوقت يجب تعليمه على التوفير والاقتصاد حتى تمر الأزمة.
- ويجب عدم إخراج المشاكل الأسرية من نطاق البيت قدر الإمكان لكي لا تزيد وتتسع.
- وعلى الأم أن تهتم بطفلها من ناحية دراسته وصحته مهما كانت المشاكل بينها وبين زوجها.
- عدم وصف الطرف الآخر بأوصاف سيئة وغير لائقة أمام الأطفال.
- الحرص على توفير القدوة الحسنة بحيث لا يكون الخلاف سبباً في إذاعة الأسرار وفضح الطرف الآخر والحفاظ على خصوصية الأسرة وتماسك الأبناء ومحبتهم لبعضهم البعض.