مشاعرنا عادة ما تخرج منا دون وعي وتسبب لنا العديد من المشاكل، خاصة عندما تكون غير مناسبة للموقف الذي نمر به، مثل العصبية في مواقف عابرة لا تستدعي المعاناة أو البكاء والغضب الشديد في موقف ضعف، كلها مشاعر لا يفضل أبداً إظهارها ولكن تكون أصعب أيضاً عند إخفائها؛ لذلك نقدم لك رأي علماء النفس في هذا الأمر. تقول الدكتورة أميرة حبارير الخبيرة النفسية لـ"سيدتي نت" : "خلال المراحل الأولى في حياتنا نكون على سجيتنا، فنُعبِّر عن كل ما يدور بداخلنا، نضحك ونبكي ونغضب، لكننا نتعلم مع الوقت أن نختار مشاعرنا حيث يمكننا التحكم فيما نُبديه للآخرين، وأن نخفي أو نقمع بعض المشاعر السلبية، فما الذي يحدث داخل نفوسنا في الظل؟ وكيف تؤثر فينا العواطف التي نحاول قمعها أو تجاهلها؟ وكيف يمكن التحكم بها؟
عواطف الظل.. المسيطر الحقيقي، كيف نفهمها؟
-أكَّد عالم النفس السويسري الراحل كارل يونغ أن عواطف الظل تتوارى، لكنها كامنة فينا وتصبح أكثر حِدَّة، ونُردِّد داخل أنفسنا، وما الذي نترفع عن القيام به.- المشاعر التي نكبحها لا تبقى هكذا
لرفض تحديد المحفزات يتم تجنّب الظل في شخصيتنا، والاكتفاء بتبرير أفعالنا، لكن حين يفقد وعينا زمام الأمور ينجح اللا وعي في السيطرة علينا.-التركيز على ما يحدث في الظل يعني أننا سنعرف أنفسنا جيداً
إن التواصل الجيد داخل المشاعر هو الحدس، وهكذا ستتحسن حياتك، وتظهر الرغبة في الحصول على السعادة المناسبة. يُشير يونغ إلى أهمية العمل على عواطف الظل من خلال إحضارها إلى العقل الواعي، بحيث لا تتحكم فينا دون أن ندري، فقط يجب أخذ بعض من الوقت للتوقف والتساؤل عن التجارب العاطفية الخاصة بنا، وكلما كان وصف المشاعر أكثر تحديداً؛ زاد الوعي، وزادت قدرتنا على تحديد ما علينا القيام به للعناية بصحتنا النفسية.-تأمل أيضاً في ردود فعل الآخرين
إذا كنت تشعرين بالغيرة مثلاً أو الحسد، فكِّري في الرسائل التي تلقيتها من الآخرين حول هذا الشعور، وهل سُمح لك بالشعور به أم حُكِم عليك أو عوقبت لامتلاكك هذه المشاعر. هل اضطررت لتجاهل أو تجنّب عواطف الظل بسبب نقص الدعم وردود الفعل الغاضبة من الآخرين؟ تتحول الرسائل التي نتلقاها حول عواطف الظل والصحة في كيفية استجابتنا ورعايتنا العاطفية، في كثير من الأحيان يكون التخلص من تأثير الآخرين وردود أفعالهم واحتضان عواطفنا الخاصة هو المهم.كيفية التعامل مع عواطف الظل
- تحديد الموقف
يُفضل تجنّب الظروف التي تسبب المشاعر غير المرغوب فيها من البداية، فإذا كنت تغضبين من الانتظار وتصابين بحالة عصبية مبالغ فيها، فلا تخرجي من منزلك إلا قبل الموعد بفترة قليلة، حتى لا تصلي مبكراً قدر الإمكان.
- تعديل الموقف
ربما كانت العاطفة التي تحاولين تقليلها هي خيبة الأمل؛ على سبيل المثال، تحاولين صنع طعام مثالي للأصدقاء والعائلة، ولكن يحدث خطأ ما دائماً لأنك استهدفت عدداً كبيراً جداً، فقومي بتعديل الموقف من خلال إيجاد الوصفات التي تقع ضمن نطاق قدرتك، حتى تتمكني من إتمام الوجبة بمهارة.- تحويل تركيز اهتمامك
نفترض مثلاً: أنك تشعرين دوماً بالضعف تجاه الأشخاص من حولك الذين دائماً ما يبدون رائعين، وحالياً أنت في الصالة الرياضية، وتراقبين أداء الآخرين بتركيز تام، فبالتالي ستشعرين دائماً بذلك، ولكن إن حوّلت تركيز اهتمامك على هذا الأمر لنفسك ستكونين أفضل.- تغيير أفكارك
تتحكم فى أعماق مشاعرنا المعتقدات التي تدفعنا، ومن خلال تغيير أفكارك قد لا تتمكنين من تغيير الوضع، ولكن يمكنك على الأقل تغيير الطريقة التي تعتقدين أن الموقف يؤثر عليك بها.- تغيير رد فعلك
إذا فشلت كل الأمور، ولا يمكنك تجنّب أو تعديل أو تحويل التركيز أو تغيير أفكارك، وتلك العواطف لا زالت تتدفق، فإنَّ الخطوة النهائية في تنظيم الانفعال هي التحكم في استجابتك، فقد يكون قلبك ينبض بزيادة من الأحاسيس غير السارّة عندما تصابين بالقلق أو الغضب، عندها يجب أن تأخذي أنفاساً عميقة وربما تغمضين عينيك لتهدئة نفسك.ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.
تابعي المزيد: أسباب الانفعالات في علم النفس عديدة.. تعرفي إليها