كثيرون لا يعرفون أن الاستماع والإنصات الجيد يعتبر أول مهارة لغوية يكتسبها الطفل، لأنها هي الوسيلة الرئيسية لاكتساب واستقبال اللغة وفهم أفكار الآخرين، لهذا فإن مهارة الاستماع من أصعب أنواع المهارات وأكثرها تعقيداً؛ لأن الشخص عندما يستمع يعطي اهتماماً كبيراً للغاية من الإنصات وفهم ما يقوله الآخرون، وهذه الحاسة- السمع- تتداخل فيها العملية العاطفية والمعرفية والسلوكية المعقدة الدافعة للاستماع. والآن بحثاً عن تفاصيل أول مهارة لغوية يكتسبها الطفل كان اللقاء والدكتور أحمد محمود دياب أستاذ اللغة وتعديل سلوك الطفل بكلية التربية.
البداية بمهارة الاستماع
- يبحث الكثير من الأشخاص عن أول مهارة لغوية يكتسبها الطفل؟.. ويعتقدون بأن بدايتها تنبع من تلك الكلمات القليلة المتداولة بين الأم وطفلها، أو بين الأخوات والصغير، أو تلك التي يكتسبها من الحضانة والاندماج مع أقرانه بنفس العمر.
- والحقيقة أن أول مهارة لغوية يكتسبها الطفل هي مهارة الاستماع، والتي تعد من أصعب المهارات، لأنها عملية يتم من خلالها الإنصات إلى الرموز المنطوقة، ثم تفسيرها بعد ذلك، والآباء والمعلمون بالحضانة بحاجة إلى تفهم تلك المهارة.
- وهناك كذلك مهارة دقة الفهم، ومهارة القدرة على الاستماع، ومهارة الربط بين الأفكار، وكلما زادت تلك المهارات كانت الفرصة سانحة لنمو مهارة اللغة، و الحديث والقراءة لدى الطفل بشكل قوي ومجدٍ فعلياً.
- تعرّفي إلى المزيد: خطوات لتعديل سلوك الأطفال
مهارات الطفل
- بما أن الطفل هو الكائن الأهم والأبرز على مستوى العالم في الأسرة، ينبغي أن تسعى الأسرة منذ أول أيام ميلاده، لتعليمه جميع العادات والتقاليد الجيدة، تمهيداً لاكتساب المهارة اللغوية .
- مهارتا "الاستماع والقراءة" واللتان تعتبران من أهم المهارات التي يتوجب على الطفل تعلمها بشكل يومي؛ لكي يجيد النطق والتواصل مع جميع الفئات العمرية، وحتى تجعل الطفل محبوباً ومتفاهماً معهم.
- كما أن تطور مهارات الطفل اللغوية ومهارات التواصل أمر هام للغاية في مرحلة الطفولة المبكرة، ما يساعد الطفل على التعلم المبكر واكتساب المهارات الاجتماعية، بالإضافة إلى أن مرحلة ما قبل المدرسة من المراحل المهمة في التعليم.
- وعن طريقها يطوّر الطفل أربع مهارات أساسية هي: مهارة الاستماع، ومهارة الإصغاء، ومهارة التهيئة للقراءة، ومهارة الكتابة، و الرموز والكلمات والجمل هي أداة التواصل بين الطفل والآخرين.
- تعرّفي إلى المزيد: كيف يتم التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة؟
التدريب على المهارات اللغوية
- إن مهارات الاستماع من المهارات الأولى قبل ابتكار الكتابة والطباعة، فهي تعد وسيلة اكتساب اللغة واستقبال أفكار الآخرين.
- ومهارة الاستماع تعني الإنصات إلى الرموز التي ينطقها الشخص، ثم العمل علي تفسير ما تتلقاه أذنه من أصوات، ثم يدرك الكلام بما يشمل من مكونات اللغة من أسماء وأفعال وضمائر.. الخ.
- كما تعتبر مهارة الاستماع أمراً مهماً في العملية التعليمية، لأن الطلاب يستمعون إلى شرح المدرسين ويتابعون إجابة زملائهم، وهو اعتماد كبير على المواقف التي تستدعي الإنصات والانتباه.
- من الأطفال من لا يستطيع ملاحظة الأصوات بدقة، ومنهم من لا يستطيع متابعة الأفكار، ومنهم من لا يستطيع أن يدرك العلاقات التي تربط بين الأفكار.
- وهناك أيضاً من لا يكتشف الجانب الوظيفي والتطبيقي لما يقال، وكلما عملنا على تطوير هذه المهارات لدى الطفل، تطورت مهارات اللغة والحديث والاستعداد للقراءة لدى الطفل.
- تعرّفي إلى المزيد: كيف تنمين مهارات طفلك الحياتية؟
مهارة التحدث
- كثير من الأطفال لا يتكلمون بسبب أنهم يجدون صعوبة في اكتساب اللغة. بمعنى أنهم يتأخرون عن أقرانهم في مراحل اكتساب اللغة، فما يكتسبه الطفل في عمر السنتين تجدهم يكتسبونها في عمر 3 أو 4 سنوات وهكذا.
- إن أهمية مهارة التحدث للطفل تتركز كأداة للتواصل والتعبير عن مشاعره وذاته، وتطورها يتم من خلال توفير بيئة نفسية جيدة بالمنزل ووسط أسرته.
- وكذلك وجود بيئة تشجعه على التعبير اللفظي عن كل ما يحتاجه، أو الحديث عن أنشطته ورحلاته، وتوجيه أسئلة مفتوحة له لا تقتصر إجابتها على نعم ولا.
- توفر بيئة تتيح له المجال لكي يتحدث مع الآخرين مباشرة أو من خلال الهاتف، مع إشعاره أن كلامه مقبول، وعدم الإصرار على تصحيح أخطائه بشكل دائم ومباشر، مع الاستجابة الفسيولوجية لما هو مكتوب، وهذا ما يطلق عليها الشكل الميكانيكي.
- وبعد ذلك تأتي العملية العقلية التي يتم عن طريقها تفسير الرموز المقروءة، مع فهم وإدراك المعاني للربط بين الخبرة الشخصية والمواقف السابقة لتعلم اللغة.
تمارين تنمية مهارة الإصغاء لدى الطفل
- مهارة الإصغاء لا يستطيع أن يمارسها كل إنسان، بل تحتاج إلى تدريب وخبرة وممارسة لاكتسابها.
- ويمكننا تنميه مهارة الإصغاء والتدريب عليها باستمرار؛ حتى يستطيع الطفل إتقان الإصغاء بشكل جيد.
- أخبريه بالتوقف عن الكلام.. وإعطاء الفرصة للمتحدث حتى يتكلم، وشجعيه لكي يعبر عن نفسه بهدوء ووضوح.
- أظهري له دائماً أنك تريدين الاستماع إليه، واجعلي تعبيرات وجهك وتصرفاتك تدل على أنك مهتمة بالاستماع إليه.
- لا تشوشي على عملية الاستماع لطفلك بأن تقرئي أوراقك أو تلعبي بأصابعك.
- كوني صبورة وأعطي لطفلك حين يتحدث وقتاً كافياً ولا تقاطعيه ولا تهمي بتركه كأن تتجهي إلى الباب وهو يتحدث إليك أو تمسكي الجوال وهو يتحدث.
- ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.