ضجة واسعة أثارها الباحث الهولندي المختص في الزلازل "فرانك هوغيربيتس"مؤخراً عقب نشر تغريدة قال فيها إنه يتوقع حدوث زلزال عاجلاً أم آجلاً بقوة 7.5 ريختر في عدة مناطق منها جنوب وسط تركيا والأردن وسوريا ولبنان، وقام بتضمين خريطة تظهر دائرة حمراء على نفس المنطقة التي وقع فيها الزلزال بالفعل قبل أن يعود من جديد لنشر تغريدة توقع فيها ما سيحدث من زلازل خلال الأيام المقبلة اعتماداً على دراسته في معهد الأجرام السماوية للتنبؤ بالنشاط الزلزالي، وهو ما وضع غير المتخصصين في حيرة حول حقيقة التنبؤ بالزلازل لتفادي الأضرار المحتملة.
فهل يمكن حقاً التنبؤ بالزلازل؟
من الناحية العلمية لا يمكن بأي حال التنبؤ بوقوع الزلازل كما أدعى "فرانك" بحسب تقرير رسمي لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية، وأكد العلماء كذب أي ادعاء عكس ذلك وأن حديث فرانك مجرد توقعات عشوائية بحسب ما ذكرت مدير برنامج مخاطر الزلازل بهيئة المسح الجيولوجي الأميركية سوزان هوغ حيث إن المنطقة التي وقع فيها الزلزال ذات نشاط متكرر، وبالتالي فإن الزلزال القوي لم يمثل مفاجأة لأي عالم زلازل فتركيا منطقة هزات أرضية معروفة كما يشترط توافر 3 معلومات لأي تنبؤ دقيق وهي"متى يحدث الزلزال؟ وأين؟ وما قوته". ولهذا فإن تنبؤ "هوغيربيتس" غير حقيقي ودون جدوى لذكره عبارة "عاجلاً أم آجلاً" بحسب ما كشفت الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية NPR"، وسبق للعالم الهولندي أن قام بتوقعات غير صحيحة منها ادعاؤه أن زلزالاً بقوة 8.8 ريختر سيضرب كاليفورنيا يوم 28 مايو 2015، وطالب المواطنين بالهرب وهو ما لم يحدث. الأمر ذاته أكد عليه العالم المصري الشهير عصام حجي في تدوينة له عبر "تويتر"، وقال لا يوجد أي جهة علمية قادرة على التنبؤ بتوقيت حدوث أي زلزال وتابع إذا مُنحت الموارد الكافية يمكنها وضع توصيات للتقليل من أضرارها ببعض الدراسات.
كيف نتجنب الزلازل؟
رغم استحالة التنبؤ بالزلازل إلا أن هناك 3 طرق يستخدمها العلماء لتقليل المخاطر وهي الإنذار المبكر، وهو نظام يستخدم التكنولوجيا عبر وضع مستشعرات ترسل تنبيهات لمركز تنبيه الزلازل قبل وقوع الهزات بثوانٍ معدودة حتى يتمكن الأشخاص من البقاء في وضع سالم أثناء الزلزال حسبما ذكرت دراسة علمية لجامعتي كاليفورنيا وويسكونسن. حساب الاحتمالات يعتمد العلماء فيها على تقديراتهم حول احتمال وقوع الزلزال وتقييم المخاطر المحتملة عبر دراسة الصفائح المكونة للغلاف الصخري للأرض والتاريخ الزلزالي لتلك المنطقة المصدر حسمبا ذكرت مجلة نيتشر العلمية البريطانية. رصد الزلزال يستخدم عقب وقوع الزلزال بالفعل لمعرفة احتمال وجود موجات ارتدادية بعده، وعادة ما تقل شدتها وتأثيرها ومدى قوتها بمرور الوقت.
الحماية من الزلازل
تجرى العديد من الأبحاث حول العالم لتقليل احتمال سقوط المباني عقب الزلازل، وبدأت بعض الدول في تطبيقها كوضع قواعد مرنة أسفل المباني لامتصاص الهزات، وتمتلك اليابان أكثر المباني مرونة في العالم بقدر يجعلها تصمد في وجه الزلازل المتكررة بسبب قدرة تلك الأبنية على "التمايل" عند وقوع أي زلزال مهما بلغت قوته وكذلك الاتجاه للمباني الهيكلية بدلاً من الخرسانية التقليدية وعمل الدراسات اللازمة لقياس اتزان المباني داخلياً وخارجياً تحت تأثير قوى الزلزال.