يحتفل العالم اليوم في 20 فبراير من كل عام، باليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، والذي يُعد بمثابة منصة لزيادة الوعي بقضايا العدالة الاجتماعية في جميع أنحاء العالم، تعكس المناسبة أهمية العدالة الاجتماعية للسلام والأمن والتقدم في العالم وأثرها في تعزيز الرفاه الاجتماعي والمساواة بين الجنسين.
• سر التقدم الاجتماعي هو العدالة الاجتماعية
حسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة un.org، يصبح الناس أكثر استعدادًا لإيجاد حلول وتعزيز المساواة الحقيقية عندما يكونوا على دراية بأشكال الظلم المختلفة الموجودة في العالم. فقط المساواة هي التي يمكن أن تضمن مجتمعات قانعة وصحيحة حيث يمكن للأفراد تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
إيمانًا من الأمم المتحدة بأن سر التقدم الاجتماعي هو العدالة الاجتماعية، حيث الإنصاف أمر أساسي متضمنًا المتطلبات الأساسية، والفرص، والثروة، والنظم الاجتماعية العادلة. تهتم العدالة الاجتماعية بالحفاظ على المساواة لجميع الأفراد، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحقوق الإنسان. وقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاحتفال بهذا اليوم العالمي في عام 2007، وقد اعتمدت منظمة العمل الدولية (وكالة تابعة للأمم المتحدة) إعلان منظمة العمل الدولية بشأن العدالة الاجتماعية من أجل عولمة عادلة في عام 2008.
• موضوع احتفالية عام 2023
اقرت الأمم المتحدة موضوع: "التغلب على العوائق وإطلاق العنان لفرص العدالة الاجتماعية" ليكون هو عنوان احتفالية هذا العام.
حسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة، يركز موضوع هذا العام على تعزيز التضامن العالمي وإعادة بناء الثقة في الحكومات من خلال "التغلب على الحواجز وإطلاق العنان للفرص لتحقيق العدالة الاجتماعية".
يوفر اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية لعام 2023 فرصة لتعزيز الحوار مع الدول الأعضاء، والشباب، والشركاء الاجتماعيين، والمجتمع المدني، ومنظمات الأمم المتحدة وأصحاب المصلحة الآخرين بشأن الإجراءات اللازمة لتعزيز العقد الاجتماعي الذي تمزق بسبب تزايد عدم المساواة والنزاعات والمؤسسات الضعيفة التي تهدف إلى حماية حقوق العمال.
على الرغم من هذه الأزمات المتعددة، هناك العديد من الفرص لبناء تحالف من أجل العدالة الاجتماعية وإطلاق المزيد من الاستثمارات في الوظائف اللائقة، مع التركيز بشكل خاص على الاقتصاد الأخضر والرقمي والاقتصاد القائم على الرعاية، وعلى الشباب، وإذا كانت هذا موضوع احتفالية عام 2023 ، فهذه احتفالية أخرى بـ"اليوم العالمي للعدالة الإجتماعية"
• مبادئ العدالة الاجتماعية
حسب الأمم المتحدة ووفقًا لمنظمة العمل الدولية ilo.org، يعيش مليوني شخص في مناطق "هشة ومتأثرة بالصراع" حيث تتأثر مبادرات العدالة الاجتماعية بشكل كبير بالنزاع العنيف وآثاره حيث يتمتع أقل من 40٪ من الأشخاص بإمكانية الوصول إلى مهنة يمكن أن تعزز دخلهم والذي يقوض فرص العدالة الاجتماعية، ومن ثمّ فقد تم تحديد العدالة الاجتماعية والسعي لتحقيقها مسترشدين بأربعة مبادئ:
- أولًا: المشاركة
المشاركة هي ثاني مبدأ للعدالة الاجتماعية. هذا يعني أنه يجب السماح للجميع بالمشاركة في القرارات التي تؤثر على حياتهم. بسبب القيود الطبقية والتعليمية، يمكن فقط لمجموعات مختارة المشاركة بشكل كامل في العديد من الحضارات.
التمييز على أساس العرق والجنس والتوجه الجنسي يستبعد الأفراد ويكتم أصواتهم. يجب منح الجميع فرصة للمشاركة. وتحقيقا لهذه الغاية، يجب توفير الموارد حتى يتمكن الناس من معرفة المزيد عن المشاكل وكيفية المشاركة، كما يستلزم دعوة المتحدثين بوعي الذين يمثلون المجموعات الممثلة تمثيلا ناقصا لضمان سماع أصواتهم.
- ثانيًا: حقوق الانسان
على الرغم من التمييز بين العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان من الناحية المفاهيمية، إلا أنهما يعتمدان على بعضهما البعض. لديهم الكثير من الأشياء المشتركة، مثل الرغبة في تعزيز المساواة بين الجنسين، والقضاء على التحيز، وتحسين مساءلة الحكومة، وعلى الرغم من أن العدالة الاجتماعية يجب أن تشمل جميع حقوق الإنسان، إلا أنها ترتبط في كثير من الأحيان في المقام الأول بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، فالنهج الذي يعطي الأولوية لحقوق الإنسان له مزايا عديدة أثناء السعي لتحقيق العدالة الاجتماعية، وهناك العديد من الشخصيات العربية والتي تدعم العدالة الإجتماعية وتعمل من أجلها ومنهم من تم تكريمه بجائزة الأم تيريزا للعدالة الاجتماعية فمن هي؟
- ثالثًا الوصول
إن المجتمع العادل يجعل الموارد والخدمات في متناول الجميع، وليس بيد قلة مختارة فقط، حيث الوصول غير متكافئ في معظم المجتمعات.
يمتلك الأشخاص عددًا محدودًا من الخيارات للوصول إلى خدمات مثل التعليم عالي الجودة والرعاية الصحية بناءً على عوامل تشمل الجغرافيا والجنس والوضع المالي، ويمكن للعائلات التي تحصل على دخل محدد فقط تسجيل أطفالها في مدارس جيدة لأنها قد تكون باهظة الثمن، الشيء نفسه ينطبق على الرعاية الطبية، ففي كثير من الأحيان، يكون الوصول إلى تغطية علاج الصحة العقلية وزيارات المستشفيات والرعاية الإنجابية والخدمات الأخرى متاحًا فقط للأشخاص الذين يمكنهم تحمل تكاليف التأمين الصحي المناسب أو الذين لديهم وظائف محددة وهذا يناقض العدالة الاجتماعية.
- رابعًا العدالة
الإنصاف هو رابع عقيدة للعدالة الاجتماعية. ما الذي يميز هذا عن المساواة؟
في حين أن الإنصاف هو كيفية تحقيق الأمم المتحضرة لهذا الهدف، فإن المساواة هي الهدف النهائي، والمجتمعات المحرومة تكون موجودة دائمًا في أنظمة غير عادلة. وتتطلب هذه المجموعات مساعدة وموارد ممتازة أكثر من الأفراد الذين يتمتعون بالرفاهية.
على الرغم من أن العدالة والمساواة كليهما يبدأ من مواقع مختلفة، إلا أن خط النهاية هو نفسه لكليهما. يجب أن نعترف بأن العدالة لا تتحقق إلا عند تلبية هذه المطالب الفريدةن ويمكنك التعرف على الفرق بين العدل والمساواة
