رومان بليوس Roman Plyus مصمّم من أصل روسي، مقيم في دبي. هو يعمل في مضماري التصميم الداخلي وتصميم الأثاث، ويتميز بصنع قطع غير مألوفة منه، مستلهمة من سيارات وحيوانات وأفلام.
يصعب إرجاع الأثاث الذي يصممه رومان إلى نمط أو زمن محدد؛ في هذا الإطار، يقول ضاحكاً لـ «سيدتي»: «أخال أن أرائكي ستشارك يوماً ما في احتلال المريخ. وهي تبدو جميلة بالقدر نفسه في مبنى كلاسيكي من القرن الماضي، كما في تصميم داخلي فائق الحداثة». عن مصادر الاستلهام ومواد التصميم وألوانه، يتحدّث رومان بليوس لـ «سيدتي»، في الحوار الآتي.
المطاط الرغوي يجذبني؛ ففي كل مرة أجري اختبارات على قطع الأثاث، هناك مستوى مختلف من الراحة تؤمنه المادة
تتحدّر من روسيا؛ أين كنت تعمل قبل افتتاح «الاستوديو» الخاص بك في دبي؟ وما الذي دفعك للاستقرار في دولة الإمارات؟
كنت أعمل في التصميم الداخلي، كما في مضمار فنّ الرسومات الكومبيوترية. في عام 2020، أطلقت وشريكي علامتنا التجارية الخاصة بالأثاث، باسم Plyus Furniture. وقد اخترنا دولة الإمارات لأنها تمتلك كل الشروط للأعمال التجارية الدولية المريحة؛ سوق عقارات كبيرة ونشطة ومكان يأتيه الأشخاص من أنحاء العالم، هذه فرصة رائعة لعرض المنتجات.
ذكريات دافئة
تصمّم الأثاث للمشاريع السكنية والتجارية؛ ما هي الرسائل التي تحملها عبر الأثاث؟
أصنع أثاثاً يمنح مستخدمه مشاعر إيجابية أو هو قد يذكّر المستخدم بأفلام وشخصيات وسيارات مفضلة له. أستمد الإلهام من ثقافة «البوب»، وأجعل الأثاث قابلاً للتفاعل مع المستخدم، ليس على مستوى اللمس فحسب، ولكن أيضاً من خلال تحميل القطع الشحنة العاطفية المتأصلة في الكائن البشري. مثلاً: في المجموعات، كراس على هيئة أرانب ومصباح للمنضدة يصل إلى الذراعين في كل مرة يراه مالكه، وأرائك مستوحاة من سيارات منتجة خلال سبعينيات القرن الماضي. عند التفاعل مع الأثاث، يعقد كل مستخدم روابط محددة، ويتذكر ذكريات دافئة.
تبدو قطع الأثاث التي تصممها مريحة وغير تقليدية لناحية الشكل، مع عدم الالتزام بأي اتجاه معين. هل هناك أي سمات مشتركة أخرى لهذا الأثاث؟
أحب أن أصنع الأثاث من دون إيلاء الوقت الراهن واتجاهاته أهمّية. أخال أن أرائكي ستشارك يوماً ما في احتلال المريخ. وهي تبدو جميلة بالقدر نفسه في مبنى كلاسيكي من القرن الماضي، كما في تصميم داخلي فائق الحداثة.
هل تلاحظ أنه على غرار جمع اللوحات الفنية والمنحوتات، أصبح هناك للأثاث المصنوع يدويّاً مهتمون كثر في الشرق الأوسط؟
ملاحظتك صحيحة؛ هناك اهتمام متزايد بمثل هذا الأثاث في الشرق الأوسط، علماً أن الأثاث يدوي الصنع قابل للتخصيص وفق رغبات كل عميل. في هذا الإطار، تهمني الإشارة إلى أن Plyus Furniture صنعت 6 آلاف كنبة لعميل واحد من دبي.
بعد الاطلاع على بعض مجموعات الأثاث من تصميمك، لاحظت أنك تكرر استخدام اللون الأبيض، كما هناك قطع ذات ألوان قوية. هل ترغب في استخدام لوحة ألوان محددة لعملك الفني؟
يرجع أمر اختيار الألوان إلى فترات في حياتي الفنية؛ في الأعوام الأولى من امتهان التصميم، كنت أميل إلى التصميم الداخلي المظلم، مع توظيف مواد، مثل: الخرسانة والخشب الداكن، بوفر. راهناً، أحب أن أعد التصميم الداخلي الذي يبدو جيد التهوية، مع جعل الهواء يتلاعب في الفراغ، وترك مساحات من دون شغلها بأي قطع أو أعمال، كما استخدام ألوان فاتحة ودرجات مشرقة.
تابعي المزيد: المعماري إبراهيم الجيدة: نصيحتي للمبتدئين الاستلهام من تاريخنا
مطعم في بودابست
صمّمت مطعماً في الجزء التاريخي من بودابست عام 2020 حظي باهتمام وسائل الإعلام المتخصصة في «الديزاين». ما هو المفهوم الذي اتكأت عليه في تصميم هذا المشروع؟
أردنا في هذا المشروع الحفاظ على الإرث التاريخي للمبنى، وكانت الفكرة الثانية هي جعل المطعم مثاليّاً لالتقاط الرواد الصور، لذا أنشأنا بعض المناطق الرائعة حيث يمكن لزائري المكان التقاط صور لا تنسى، وذلك حتى يرغب الناس من أنحاء العالم، والذين يزورون المدينة، في زيارة المطعم كأحد مناطق الجذب.
هل من مصادر تلجأ إليها للاستلهام؟
أستخدم مواقع، مثل: «بنترست» و«إنستغرام»، في العادة، و«بيهانس» أحياناً.
تابعي المزيد: المصممتان نور وميساء صقال: أعمالنا تهدف إلى تحفيز المشاعر
مجموعة جديدة
الأثاث الذي أصنعه مستلهم من ثقافة «البوب» و«يتفاعل» مع المستخدم
هل ترغب في استخدام مجموعة منوعة من المواد في أثاثك ومشاريعك، واختبار خصائص جديدة للخامات أم تعتقد أن التركيز على مواد معينة يبرز المصمم؟
أخطّط في المستقبل لتوسيع نطاق الأخشاب ومواد التنجيد الممكنة. لكن، راهناً، كل العناصر قابلة للتخصيص، لناحيتي الألوان والمواد اللازمة لدواخل منزل المستهلك. أحبّ المطاط الرغوي (يُستعمل في صنع حشوات التعبئة) والأنسجة؛ إنه لأمر مدهش في كل مرة أثناء الاختبارات على أي منتج جديد أن أشعر بمدى اختلاف مستوى الراحة مع هذا الحشو أو ذاك.
هل تعمل راهناً على أي أطقم أثاث أو قطع فردية؟
نعم؛ أطوّر مجموعة جديدة من الأثاث، المجموعة التي يتوقع تقديمها في الصيف.
تابعي المزيد: المصممة رانيه حامد: لكل مشروع أتولاه مفهومه الفريد
