العائلة عنصر مهم من عناصر تكوين المجتمع، وتلعب دوراً أساسيًاً في استمرار الجنس البشري وتشكيل هويته، فالأسرة هي مجموعة الأفراد المكونة من الآباء والأبناء ويتقاسمون المسكن والدخل ويؤثرون في بعضهم ويتشاركون القرارات الحياتية الخاصة، لكن أحياناً ما يتخلل حياتهم بعض المشاكل، وجميعنا يتعرض إلى المشكلات العائلية المؤلمة من الحين للآخر، لكن لحسن الحظ هناك العديد من الأساليب التي يُمكننا من خلالها حل هذه المشكلات واستعادة السلام العائلي. يقول الدكتورة مدحت عبدالهادي خبير العلاقات الزوجية لسيدتي: الحياة قصيرة، لذا لا تضع وقتك في قطيعة الآخرين، واعمل على بناء العلاقات الإيجابية بينك وبين أفراد عائلتك. حلولاً عملية لحل المشكلات العائلية بدايةً من فتح باب المناقشة والتحاور، وكيفية الوصول لجذور المشكلة ثم التعامل معها.
قواعد الأسرة السعيدة
تتسبب المُشكلات العائلية في إحداث خلافات مُزعجة وخصوصاً إن كانت ذات صلة بمسألة تخص العائلة بأكملها مثل العُطلات العائلية، لذا يُنصح
-فتح باب المُناقشة
ابدأ مُناقشة المُشكلة بعدما يهدأ غضبك.
• يسمح لك وقت الانتظار بالتفكير المنطقي في المُشكلة بدلاً من التفكير العاطفي النابع من انفعالك؛ خُذ خطوة للوراء وامنح نفسك الوقت للتفكير حتى لا تنجم تصرفاتك من باب رد الفعل وحسب.
-تعامل مع المُشكلات العائلية بشكلٍ شخصي.
النقاشات الشخصية فعّالة في تقييم الموقف وفض النزاع بأفضل صورة مُمكنة.
• سوء الفهم من الأمور الشائعة في التواصل الإلكتروني، فمن المُحتمل أن تبدو غاضباً في رسالتك بالنسبةِ للطرف الآخر، في حين أنك تتواصل معه وأنت هادئ.
• حاول اقتصار حل المشكلات العائلية على المُكالمات الهاتفية أو الحل الأفضل بالطبع وهو المقابلات الشخصية، وتذكر أن التواصل الإلكتروني يحرمنا من التعبير بلغة الجسد والتي يُمكن من خلالها نقل تعاطفك مع الآخرين وتخفيف حدة الموقف.
-تقبل عيوبك وعيوب الآخرين
هل سمعت القول الشائع إننا نختار أصدقاءنا ولا نختار عائلتنا؟ إذن عليك أن تستبعد فكرة القطيعة بينك وبين عائلتك وإلا تسببت في خلق المزيد من الألم بسبب المُشكلة.
• تقبل عيوب أفراد عائلتك دون تأثر حبك لهم؛ حاول تفهم الأسباب التي تدفعهم للتصرف على هذا النحو، فمن المُرجح أن تكون أسباباً ذات صلة شخصية بهم وليس بك أنت.
• تقبل عيوبك الشخصية. وضع نفسك في مكان الآخرين وحاول تفهم الموقف بقدر الإمكان.
• المُبادرة بالاعتذار حلٌ سحري للمشكلات العائلية حتى ولو لم تكن مقتنعاً بكونك ارتكبت أي خطأ.
-تجنب إلقاء اللوم على غيرك
استخدم لغةً إيجابية قدر الإمكان وخلق جو عائلي مطمئن أثناء التحدث مع عائلتك، وتجنب إلقاء اللوم على الآخرين أو توجيه الألفاظ والاتهامات السلبية التي تُشعل الموقف أكثر وأكثر.
• تجنب محاولة الفوز في الخلافات العائلية، وإنما اعمل على تقبل فكرة اختلاف وجهات النظر بخصوص نفس الموضوع.
• حافظ على نبرة صوت هادئة معتدلة لا غاضبة مُرتفعة. اشرح وجهة نظرك بهدوء وبشكل مُرتب مع إبداء التعاطف تجاه الطرف الآخر، وحاول دائماً أن تضع نفسك محل الآخرين.
-سامح أفراد عائلتك إن أخطأوا في حقك
التسامح من السمات الإنسانية الحميدة، إلا أنه يصعب علينا أحياناً مسامحة الأشخاص الذين أخطأوا في حقنا حتى ولو كانوا من أفراد عائلتنا.
• تذكر أن التسامح هو بوابتك للشعور بالسلام النفسي وعزل ذاتك عن النزاعات والخلافات المُقلقة. سامح أفراد عائلتك واعمل على خلق جو عائلي مطمئن أكثر صحية معهم في المُستقبل بدون توتر أو ضغط.
• تذكر أنه لا يوجد شخص كامل وأننا جميعاً لدينا عيوب تتسبب لنا في المشكلات بين الحين والآخر.
حل المشاكل العائلية من جذورها
-حدد المُشكلة الحقيقية
حاول الوصول لحقيقة المُشكلة الجارية، وحاول تحديد المُشكلة الحقيقية قدر الإمكان لتتمكن من التعامل معها.
• لا تفترض تفكير الآخرين. يجب عليك التحدث مع الأطراف المعنية بالمُشكلة دون افتراض ما يفكرون، وتجنب النميمة مع أفراد العائلة غير المعنيين بالمُشكلة وإلا ستتفاقم المُشكلة أكثر وأكثر. اجعل تركيزك مُنصباً على أسباب المُشكلة لا أعراضها الظاهرية.
• استعن بقريب محل ثقة لمُساعدتك في التعامل مع المُشكلة.
-اطرح الأسئلة على الطرف الآخر
طرح الأسئلة من أساليب الوصول لجذور المشكلة.
• في المُقابل تساعد الأسئلة على تخفيف حدة المُحادثة والكشف عن الأسباب الحقيقية للمُشكلة التي يواجهها الطرف الآخر، كما أنها تنفي فكرة إلقاء الاتهامات.
• احرص على أن تكون الأسئلة مفتوحة، بحيث تمنح فرصة الشرح والتوضيح للطرف الآخر، ثم استمع جيداً لما سيقوله.-تواصل مع أفراد عائلتك
إنه من المستحيل حل المشكلات إن كنت لا تتحدث مع الطرف الآخر، لذا بادر بالتواصل مهما كان صعباً عليك.
• تذكر أن تضع اعتزازك بنفسك جانباً لهذا الغرض، فالتحاور بخصوص مُشكلة ما يحتاج لشخص ذي تفكير ناضج بالدرجة الكافية.
• تجاهل المُشكلات العائلية سبب رئيسي في تفاقمها على المدى البعيد وتطور القطيعة بين الأطراف، لذا فمن الأفضل أن تُعبر عن حقيقة مشاعرك في أقرب فرصة وفي الوقت المناسب.
-انتبه لحتمية مُناقشة المشكلات العائلية في التوقيت المناسب
إلى أي مدى تحتاج المُشكلات العائلية للتطور حتى يتم نقاشها؟
هناك بعض العلامات الدالة على ضرورة التدخل والتعامل مع مشكلات العائلة ومنها: الجدال المتكرر ونوبات الغضب وتجنب الآخرين ونبذ فرد من العائلة، وأخيراً الشجارات والتعديات الجسدية.