للنية أهمية كبيرة في جميع عبادات الإسلام، فهى التى تحدد هدف الإنسان ووجهته وقصده فى كثير من الأمور، لذا يقول صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِامْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ لِمَا هَاجَرَ إِلَيْهِ" وقد اتفق الفقهاء على أن النية مطلوبة في كل أنواع الصيام، فرضاً كان أوتطوعاً، ونحن في مطلع استقبال شهر الصوم شهر رمضان، سيدتي التقت بفضيلة الشيخ عمرو سيد أحمد من علماء الأزهر الشريف ليحدثك عن دعاء عقد نية الصيام.
يقول الشيخ عمرو لسيدتي: النية ركن أساسي في أي عبادة، فأي عبادة تفتقر إلى النية وتحتاج إلى النية، لأن النية هي التي تحدد هل هذا العمل عبادة لله أو عادة الإنسان يتعود عليها وهذه جاءت من قول الله سبحانه وتعالى "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ " في أن تحدد أن النية لله، هذه هي النية لأن مقصدها من القلب ومكانها القلب، وكان هناك حدث في رحلة الهجرة مع النبي صلى الله عليه وسلم فالكل ترك مكة وهاجر إلى المدينة وهاجر معهم رجل من أجل امرأة يريد الزواج منها اسمها أم قيس فقالت له: لن أتزوجك إلا إذا هاجرت معنا.. فهاجر معهم، وكان المسلمون والصحابة يسمونه مهاجر أم قيس، فلما علم النبي بذلك قال صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، أي قصده بقلبه فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ لِمَا هَاجَرَ إِلَيْهِ، ومن هنا أخذ الفقهاء والعلماء إلى أن النية شرط أساسي وركن أصيل من كل عبادة لابد منها.
-
ما هي نية الصيام؟
يقول الشيخ عمرو لسيدتي: النية هي القصد ومحلها القلب، ونية صيام رمضان معناها أن يمسك الشخص عن الطعام والشراب وشهوتي البطن والفرج وكل المفطرات فترة معينة من الزمن من الفجر إلى المغرب، فهو من يحدد بما يقصد حينما يمسك عن الطعام فمن الممكن يكون غرضه عمل رجيم قاسٍ للحفاظ على بدنه وصدفت هذه الفترة من الزمن ألا يأكل ولايشرب أو أن الطبيب لظرف ما منعه من أجل إجراء إحدى العمليات فمنعه من تناول الطعام فترة كبيرة من الفجر إلى المغرب، وهو ليس عنده نية الصيام إطلاقا فهل تكتب له نية الصيام وتعتبر عبادة؟ بالطبع لا، فمعنى النية هو تحديد العمل الذي أقوم بهذا الفعل من أجله، فلابد هنا أن يحدد أنه أمسك عن الطعام والشراب وجميع المفطرات من الفجر إلى المغرب صياماً وتعبداً لله وحده لاشريك له.
-
النية هي التي تحول العادات إلى عبادات
فالنية هي التي تحول العادات إلى عبادات، لذلك كان يقال عنها هي قطرات من أكسير الإخلاص توضع على أطنان النحاس فتحولها إلى ذهب، فالإخلاص محله القلب أي النية القصد منها لله وتعبداً لله فأحول بها أطنان النحاس وهي الكثير من العادات أحولها إلى عبادات أي ذهب.
-
هل يشترط التلفظ بنية الصيام ؟
يقول الشيخ عمرو: النية محلها القلب، بمعنى أقصد أن أصومه لله فلو لم يتلفظ بها وقصد بقلبه تصح النيه، فالنية عزم القلب على الفعل، دون التلفظ بها، والبعض قال يسن التلفظ بها أي أنها مستحبة وليست فرضاً وصيامه صحيح لأنه يذكر نفسه بمقصد القلب فينطق بها باللسان ولكن هي أساسا محلها القلب، وعندما نوى وقصد بقلبه الصيام من الفجر إلى المغرب فصيامه صحيح بإذن الله، كما أنه لابد من تبييتها ليلاً قبل الفجر وأن يحدد الصائم صومه بأن يقول نويت صيام غد من شهر رمضان.
-
هل نية صيام رمضان تجدد يومياً؟
هناك اختلاف للفقهاء فبعضهم يرى" كالشافعي وأحمد بن حنبل" إنه لابد أن تجدد يومياً لأن كل يوم عبادة مستقلة تبدأ في وقت معين من الفجر وتنتهي عند المغرب، فلابد من تجديدها كل يوم ولكن "الإمام مالك"يرى أن كل رمضان عبادة مستقلة لا تتجزأ لقول الله "فمن شهد منكم الشهر فليصمه" وعنده تكفي نية واحدة تكفي لصيام الشهر كله .
-
كيف تتحقق نية الصيام ؟
تتحقق نية الصيام في رمضان أن ينوي المسلم من ليلته صيام الغد عن أداء صيام شهر رمضان في سنَتِه المُعيّنة، وبذلك يتميّز صيام رمضان عن غيره من الصيام، والهدف قبل التلفظ هي النية، أي القصد من القلب يفعلها عبادة لله رب العالمين، فيقول نويت صيام غد من رمضان لله تعالى ولايستسنيها بمشيئة أي لا يقول نويت الصيام غداً من رمضان إن شاء الله تعالى، بمعنى ألا يعلق نية الصيام على تحديدها بمشيئة الله فذلك يبطل النية لأن الأصل في النية الجزم بها. -
دعاء عقد نية الصيام
يقول الشيخ عمرو لسيدتي: لم يُرو عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام أيّ دعاءٍ مخصوصٍ يُردّده المسلم في صيامه لكلّ يومٍ، على أنه من أدعية عقد النية " اللهمَّ إنّي نويت أن أصوم رمضان كاملاً لوجهك الكريم إيماناً واحتساباً، اللهمَّ تقبّله مني واجعل ذنبي مغفوراً وصومي مقبولاً، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والعافية المجللة ودفاع الأسقام، والعون على الصلاة والصيام وتلاوة القرآن.. اللهم سلّمنا لرمضان وسلّمه لنا وتسلمه منا متقبّلاً حتى ينقضي وقد غفرت لنا ورحمتنا وعفوت عنا " وكل نية الإنسان يفعلها يدعو هذا الدعاء الذي علّمه لنا سيدنا إبراهيم عليه السلام "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم".
بالنهاية إذا كنت نويت الصوم مع عائلتك استعداداً لشهر رمضان، فهذه 7 خطوات للاستعداد لشهر رمضان مع أطفالك.