عند تقدّم المُرشّح إلى الوظيفة إلى مرحلة المقابلة الشخصية، فإن المرشّح يتحمس لجمع أكبر قدر من المعلومات عن كيفية اجتياز تلك المقابلة والفوز بفرصة العمل. في السطور الآتية، شروح عن المقابلة الشخصية في الشركات؛ ما هي؟ ومراحلها؟ وأهم الأمور المتعلقة، التي ينبغي وضعها في الاعتبار؟
المقابلة الوظيفية تشابه عملية بيع وشراء
عن المقابلة الوظيفية، يتحدث المدرب المعتمد والمتخصص في التوظيف محمد القنيني لـ سيدتي. نت"، قائلًا إن "كثيرين يعتقدون أن المقابلة الوظيفية عبارة عن محادثة بين المدير (أو مسؤول الموارد البشرية) وبين الباحث عن العمل، عن مدى تناسبه للشاغر الوظيفي، لكني وجدت أن المقابلة أقرب من عملية بيع وشراء، حيث أن أحد الأطراف (المرشح إلى الوظيفة) يحاول عرض منتجه، وهذا الأخير يتخذ هيئة خدمات ذات مزايا ربما تنال اهتمام الطرف الآخر (جهة التوظيف)، كما يحاول أن يؤثر فيها بالإقناع، وبالتالي التفاوض على السعر الأنسب مع ذكر بعض المميزات التي تؤثر في السعر. ثم، تتم عملية شراء الخدمة".
ويتحدّث القنيني عن مراحل المقابلة الوظيفية الثلاث:
- العرض Offer: هو أن يقوم أحد الأطراف بعرض ما لديه من احتياج أو قدرات وإمكانيات حسب المهام أو المهارات أو الأهداف والإنجازات. هنا، يمكن البدء في التخطيط لعملية فهم العرض، إذ أن فهم المرشح للعرض المقدم من الطرف الآخر وهو على هيئة مهام وظيفية يرغب بأن تؤدى أو أهداف يسعى لتحقيقها، يسهّل عملية تسويق عرض الخدمات من المرشح.
- الإقناع Persuasion: تعدّ "مرحلة الإقناع" الأكثر صعوبة في المقابلة الوظيفية، وهي تُقسم إلى:
- عدم التوافق: يظهر ذلك، في حال عدم وجود أي ترابط مع العرض، ليجد مدير التوظيف أن المرشّح أصبح يميل إلى الاستنجاد أو الاستغناء من خلال إجابات مقتضبة أو عامة من دون أي تفاصيل، أو إظهار أن إمكانياته أكبر من العرض المقدم، والتحدث في مواضيع كثيرة من دون أي ترابط بينها وبين العرض المطلوب. في هذا الإطار، قد يهمّك الاطلاع على علامات الرفض في المقابلة الشخصية.
- التوافق: يتمكن طرفا المقابلة من وضع القواسم المشتركة، لكن التردد لم يصل بهما إلى مراحل متقدمة بسبب عوامل سلوكية، مثل: عدم التعاون أو عدم اتسام المرشح بصفات قيادية أو عدم المبادرة أو عوامل عملية (الرغبة بإنجازات أعلى وارتفاع القيمة السوقية أوعدم تناسب القطاعات). في هذه المرحلة، تظهر أهمية إضافة المزيد من الجهد في التأثير والإقناع، مثل أن يُظهر المرشّح قدرته على تنفيذ المهام بشكل مختلف عما يبحث عنه الطرف الآخر، وأن يُظهر تميّزه بتحقيق الأهداف، أو ندرة ما لديه.
- المقابلة الناجحة: هنا نشاهد اهتمام أحد الأطراف أكثر بما لدى الآخر من خدمات، فيغلب على الحدث الغوص في الجوانب الدقيقة والتقنية وكيفية تحقيقها ومدى ارتباطها بالأهداف، كذلك يصبح كل من المرونة والانسجام واضحًا بين الطرفين، فيتطور الحديث إلى مواضيع سابقة لأوانها كأوقات العمل والرواتب وحتى المزايا.
- التفاوض Negotiation: عندما يُقدّم للمرشّح العرض المالي، هذا يعني أن الأخير نال إعجاب مدير التوظيف. في هذا الإطار، يمكن التفاوض على الحصول على مسمى وظيفي أعلى مقابل الراتب المقترح أو زيادة في الأخير.
أمور هامة في يوم المقابلة الشخصية
يشير موقع Monster العالمي للتوظيف إلى مجموعة من الأمور الهامة المتعلقة بيوم المقابلة الشخصية، هي:
- إحضار نسخ من السيرة الذاتية وعينات العمل، ما يُعلي الحظوظ أثناء المقابلة، خصوصًا إذا كانت فرصة العمل تتعلّق بالمجال الإبداعي (التصميم الجرافيكي، مثلًا، أو هندسة العمارة...)، إضافة إلى عرض التعليقات الإيجابية التي تلقاها المرشح من العملاء. من جهة ثانية، يصحّ إرسال النسخ عبر البريد الإلكتروني.
- طرح بعض الأسئلة الهامة، ما يوضّح مدى فهم المرشّح إلى الوظيفة القيم الأساسية للشركة وتحدياتها وثقافتها. تشتمل الأسئلة، على: كيف تحدد الشركة النجاح وتقيسه؟ ما هي الأمور التي يمكن إنجازها في أول 60 يومًا؟ كيف يقدم المديرون التغذية الراجعة للموظفين؟
بالمقابل، يحذر موقع Monster أي مرشح من مضع العلكة أثناء انتظار موعد المقابلة أو تناول الطعام أو الشراب، وتنبّه إلى ضرورة وضع الجوال في الوضع الصامت أو تركه في السيارة.