السمنة من بين الأسباب الرئيسية لارتفاع معدل الوفيات والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتؤكد جميع الدراسات العلمية هذه الصلة.
وتعرّف منظمة الصحة العالمية الوزن الزائد والسمنة على أنهما دهون غير طبيعية أو زائدة تتراكم وتشكل خطراً على الصحة. ويعتبر الشخص الذي يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديه 30 أو أكثر سميناً بشكل عام. فيما يعتبر الشخص ذو مؤشر كتلة الجسم الذي يساوي 25 فأكثر من الوزن الزائد.
تبين ورقة المراجعة التي نشرت في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب من "مايو كلينك" كيف تؤثر السمنة في الاختبارات المُستخدمة في تشخيص أمراض القلب وتأثيرها على العلاجات. اكتشفي كيفية تأثير السمنة على تشخيص أمراض القلب وعلى العلاجات في الآتي:
أمراض القلب والأوعية هي السبب الرئيس للوفيات
تعتبر أمراض القلب الوعائية السبب الرئيس للوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية وعلى مستوى العالم ككل، إلا إنه يمكن الوقاية منها إلى حد كبير.
يقول المؤلف الرئيسي لورقة المراجعة الدكتور فرانسيسكو لوبيز-جيمينيز، مدير قسم طب القلب الوقائي في مايو كلينك: "تعمل الدهون الزائدة كأنها فلتر وقد تُحرِّف قراءات الاختبارات فيتحول التشخيص إلى مفرط أو ناقص.. وتوثر السمنة في جميع الاختبارات التشخيصية المستخدمة في طب القلب تقريباً، مثل مخطط كهربية القلب، والفحص بالتصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي، ومخطط صدى القلب".
علاج الشرايين يصبح أصعب مع السمنة
لدى المرضى المصابين بالسمنة قد تصبح التدخلات الإجرائية مثل وضع الدعامة عبر الساق أو جراحة القلب، بل وقد يتضمن الأمر المزيد من المضاعفات، مثل زيادة خطر العدوى في موقع الجرح.
وقد تحتاج العلاجات الدوائية الشائعة للمرض القلبي الوعائي إلى التعديل (إما زيادة أو نقصاناً) إذا كان المريض سميناً، حيث قد يؤثر بعض الأدوية، مثل حاصرات بيتا، في قدرة المريض على فقدان وزنه. علماً أن الدكتور لوبيز- جيمينيز يشدد دائماً على أهمية اتباع أساليب بديلة لمنع هؤلاء المرضى من نقصان أو اكتساب المزيد من الوزن. ربما يهمك الإطلاع على طرق خسارة الوزن.
التمارين الرياضية أساسية
بما أن مرضى القلب يعانون من صعوبة في الحركة ويشعرون بأعراض، مثل: ضيق النفس عند ممارسة الرياضة، فقد يكون من الصعب عليهم ممارسة الأنشطة البدنية، لكن الدكتور لوبيز-جيمينيز يشدد على أن ممارسة التمارين أمر مهم لإنقاص الوزن ولصحة القلب، فيقول "السمنة عامل خطر كبير يجب معالجته لدى المصابين بأمراض القلب ويتطلب ذلك القيام بالمساعي الجادّة من أجل ذلك. ويجب أن يكون المريض على علم بأن طبيبه قادر على مساعدته في إنقاص الوزن. والحلول لإنقاص الوزن منوطة بالمريض وما يناسبه من علاج". قد تودين الإطلاع على أفضل التمارين الرياضية الملائمة لمرضى القلب.
برنامج شامل لإنقاص الوزن لدى مرضى القلب
برنامج إنقاص الوزن القياسي يشمل إلى جانب الإختصاصي في التغذية، معالجاً نفسياً. إذا لم يجدي ذلك نفعاً، فربما يصبح من الضروري التوجه إلى أساليب أخرى مثل جراحة علاج السمنة والأدوية، التي يمكنها مساعدة المرضى على إنقاص الوزن على نحو فعّال، كما يؤكد الدكتور فرانسيسكو لوبيز-جيمينيز.
لذلك من الضروري تحديد مستوى السمنة لدى الشخص بدقة؛ وللقيام بذلك يُستخدم مؤشر كتلة الجسم (وهو مقياس للدهون في الجسم على أساس الطول والوزن) منذ فترة طويلة لتحديد مستوى السمنة. لكن من لديهم كميات جيدة من العضل سيكون مؤشر كتلة الجسم لديهم مرتفعاً، وعلى العكس، فقد يسجل من لديهم كتلة عضلية قليلة وزيادة في دهون محيط الخصر، مؤشر كتلة جسم منخفضاً، في حين يعانون من السمنة.
هذا وقد توفر قياسات مثل نسبة الخصر إلى الورك ومحيط الخصر تقييماً أكثر دقة لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وبشكل عام، سيستفيد مرضى القلب، ولا سيما المصابين بدرجة متقدمة من السمنة من تعديل نمط الحياة. وإذا لم ينجح ذلك أو كانوا قد حاولوا ذلك في الماضي ولم يُفلحوا، فمن المنطقي التفكير في جراحة السمنة أو العلاج بالأدوية"، وفق الدكتور لوبيز-جيمينيز.
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.