6 ملايين مُسلم ومُسلمة يعيشون ويعملون في فرنسا ــ ( التّي تعدّ67 مليون نسمة)ــ أي حوالي 10 في المائة من سكان فرنسا اليوم هم مسلمون ــ حسب احصائيات وزارة الداخلية الفرنسية ـ،و هم يستعدون في هذه الأيّام الأخيرة من رمضان للإحتفال بعيد الفطر المبارك، فالجاليّة المسلمة في فرنسا هي الأكبر عددا في أوروبا، و الإسلام هو الديانة الثانية في فرنسا.
بيان مسجد باريس
و كما يقع في كل الدول الإسلامية، فإنّه يتم في فرنسا رصد هلال العيد ـ وفق ما ذكره القائمون على المسجد الكبير في باريس ـ وينتظر المسلمون في فرنسا صدور بيان من المسجد المذكور يتم الاعلان عنه عبر الإذاعات العربية في فرنسا و عبر وسائل التواصل الاجتماعي و بعض القنوات التلفزيونية يعلن فيه عميد مسجد باريس انتهاء شهر رمضان وبدء عيد الفطر .
تهاني العيد
و يحرص المسلمون في فرنسا على تهنئة بعضهم البعض باللغة العربية ، كما تتجاوز التهنئة المسلمين فيما بينهم إذ يقدم الأصدقاء والجيران من الديانات المختلفة التهنئة للمسلمين، كما دأب المسؤولون الفرنسيون على تهنئة المسلمين الفرنسيين بهذه المناسبة. و تولي الصحف الفرنسية كلها تقريبا على غرار"لوموند" و"الفيغارو" أهميّة لعيد الفطر في فرنسا وتكتب عن احتفالات المسلمين الفرنسيين والمهاجرين به، كما تخصص المجلات والقنوات التلفزيونية والإذاعات حيزا منها للتعريف بعيد الفطر وللحديث عن عادات وتقاليد المهاجرين للإحتفال به.
الحنين إلى الأوطان
إنّ العدد الأكبر من المسلمين في فرنسا هم من المهاجرين من جنسيات عديدة ،و أغلبهم هم من الجزائر و المغرب و تونس ـ حسب جريدة لوموند ـ و هم وإن كانوا في سائر الأيّام و الشّهور يندمجون مع بقية سكان البلاد في العمل و الحياة العامّة ،فإنّهم في شهر رمضان و في الأعياد الإسلامية تجمعهم فرحة العيد و يسعون لإبراز هويّتهم العربية الإسلاميّة ،وتنمو لديهم مشاعر الحنين المتدفقة فيسعون إلى الاحتفال بالعيد تماما كما يفعل الآباء و الأجداد في بلدانهم، و يحرصون على التزاور في سعي لاستعادة أجواء العيد في الأوطان الأم للتعويض عن البعد عن الأهل والوطن. و عموما فان احتفال المسلمين بالعيد في باريس و بقية المدن الفرنسية و تمسكهم الشديد ببعض عاداته يعكس تشبثهم بجذورهم و وفائهم لأصالتهم .
محبّة وإخاء
صباح يوم العيد يتجه عدد كبير من المسلمين المقيمين في باريس وضواحيها كبارا و اطفالا و نساء الى "المسجد الأكبر بباريس" وبقية المساجد الأخرى في المدينة لأداء صلاة العيد، و بعد الصلاة يجتمعون حول موائد تمتلئ بالحلويات و المشروبات التي أتى بها المصلون في مشهد عائلي مفعم بالمحبة والإخاء و يحرصون على تبادل الحلويات التقليدية المعروفة لديهم و التي تتولى بعض النساء اعدادها بانفسهن في البيت أو يتم شراؤها من محلات كثيرة متخصصة في إعدادها.
زكاة الفطر في فرنسا:8 يورو
و في باريس وحدها حوالي 45 مسجدا و قاعة صلاة أهمها و أقدمها الجامع الكبير بالدائرة الخامسة بباريس وبه مئذنة طولها 33 مترا ،وهي تكاد تكون نسخة طبق الأصل من مئذنة مسجد الزيتونة في تونس ـ حسب مصادر الجامع الكبير بباريس ــ. و هذا المسجد تم بناؤه منذ عام 1926 تكريما لاكثر من 100الف مسلم حاربوا ضمن الجيش الفرنسي و ماتوا دفاعا عن فرنسا في الحرب العالمية الاولى .
و قبل يوم العيد يظهر بعض الفقراء و المحتاجين على أبواب هذا المسجد و غيره من المساجد لتلقي زكاة الفطر، و يصطف المعوزون ومن تقطعت بهم السبل في ديار الغربة، فيستجدون المصلين التصدق عليهم بما استطاعوا عليه. و حدد المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية مقدار زكاة الفطرلهذ العام 2023 في فرنسا و لجميع المسلمين المتواجدين في فرنسا بمبلغ 8 يورو للشخص الواحد لأي أسرة.
لا إجازة في العيد
و رغم ان فرنسا لا تمنح المسلمين أياما و لا حتى يوما واحد إجازة ،لأن الأعياد الإسلامية ليست مدرجة ضمن قائمة أيام الإجازات الرّسميّة في فرنسا ، لكن المدارس مثلا تغض الطرف عن غيابات التلاميذ المسلمين يوم العيد .
الأحياء "العربية" في باريس
يمتاز رمضان بالإقبال على الأسواق العربية المعروفة في بعض الأحياء على غرار حي "برباس" الشهير : وهو يتّسم ب"نكهة عربية" في متاجره التي تبيع سلعا مختلفة بعضها مورد من دول المغرب العربي . اما حي "بلفيل" الشهير فتشهد المحلات فيه إقبالا كبيراً على الحلويات المعروفة في مختلف الدول العربية على غرار "كعك الورقة" و " المقرض" و "الغريبة " و"قرن الغزال" و"البقلاوة" و"الصمصة ". و يكثر الاقبال على محلات بيع اللحم الحلال و قد شهدت السنوات الماضية توسعًا كبيرًا في سوق الحلال في باريس وفي كامل فرنسا.