يمتلك الثنائي المؤلف من الأردني خالد الصيفي واللبناني مروان ماضي دار أزياء فاخرة في وسط بيروت، وتنتشر تصاميمهما في جميع أنحاء العالم. على الرغم من خلفيتيهما المختلفتين إلى حد كبير، تشارك خالد ومروان، اللذان يجمعهما الشغف نفسه بالتصميم، لإنشاء علامة تجارية تحتفي بالتراث الثقافي والحرفية العالية.
خالد مهندس اتصالات من الأردن، شعر دائماً بالانجذاب نحو عالم الموضة. كان يحلم بابتكار تصميمات مذهلة تجعل المرأة تشعر بالجمال والثقة. أما مروان فهو رجل أعمال من لبنان، لديه خبرات تمتد لأكثر من عشر سنوات في هذه الصناعة، ويمتلك رؤية ثاقبة حريصة على التفاصيل.
أسس خالد الصيفي ومروان ماضي معاً دار أزياء تمزج بين تقنيات الشرق الأوسط التقليدية وعناصر التصميم الأوروبية الحديثة. إبداعاتهما هي أكثر من مجرد ملابس، فهي تضيف قيمة إلى مظهر المرأة، وتمنحها إحساساً بالطمأنينة خلال حضور المناسبات السعيدة والاحتفالات.
يتضح التزام العلامة التجارية بالجودة والاهتمام بالتفاصيل في كل قطعة يقومان بإنشائها. لا تتميز مجموعاتهما فقط بالأقمشة الفاخرة والقصات الجميلة، بل يغنيها أيضاً تنوّع الثقافات ومصادر الإلهام. يمتلك خالد ومروان رغبة قوية في تعزيز الحرفية العالية الجودة والدراية المهنية من خلال قطعهما الفريدة. التزامهما بإبداع أزياء مسؤولة اجتماعياً وثقافياً لا يتزعزع. هدف خالد ومروان هو ابتكار أزياء ليست جميلة فحسب، بل ذات مغزى أيضاً، ما يجعل النساء في جميع أنحاء العالم يشعرن بالثقة والتمكين. تعرفي أكثر إليهما من خلال هذا اللقاء الحصري.
خالد، كيف كانت البداية في عالم الموضة، وكيف التقيتما أنت ومروان؟
مروان وأنا نأتي من ثقافتين وجنسيتين مختلفتين، فمروان لبناني، وأنا أردني. منذ أن كنت صغيراً وأنا أحب الموضة، لكن في ذلك الوقت في الأردن لم تكن هذه المهنة رائجة، وعندما أطلعت والدي أنني أريد أن أكون مصمم أزياء، ضحك، وقال لي ماذا يعني؟ رسّام؟ رافضاً هذه المهنة، قال لي: عليك أن تدرس شيئاً أهم.
في هذه الفترة كنت أرسم سكتشات، لكن لا أنفذها، فقط أطلق العنان لمخيلتي. ثم درست اختصاصاً في الاتصالات، وعملت في السعودية في هذه المهنة لمدة خمس سنوات. لكنني وصلت إلى مرحلة لا تشبهني. في تلك الفترة تعرفت على مروان في بيروت. كان لديه عمل عائلي مختص بالموضة، إذ تمتلك العائلة أزياء وبوتيكات في بيروت وأبوظبي. كنت أزوره في بوتيكاته، وكنت أنبهر لكل ما أراه من فساتين رائعة وشك وتطريز. في أحد اللقاءات، سألته ما رأيك بأن نفتتح بوتيكاً في السعودية، فوافق على الفور، على الرغم من أنه لا يعرف شيئاً عن السوق السعودية، وحتى أنا لا أعرف الكثير. لكننا سرعان ما وجدنا الموقع المناسب الذي كان رائعاً وكبيراً وواجهته تطل على برج المملكة.
في البداية لم أطلع أي أحد على مشروعي، لكنني بدأت أسمع أحاديث بين الناس عن البوتيك. وفي عام 2010 كنا نجلب تصاميم من علامات متنوعة ونعرضها في البوتيك الذي أطلقنا عليه اسم Noir.
متى كان ذلك؟
منذ 12 سنة بدأنا في هذا المشروع، نصحتني الصديقة جويل ماردينيان، التي كنت أصمم أشياء خاصة لها، بأن أبتكر خطي الخاص. فقمنا بتصميم أول مجموعة في عام 2014 – 2015، التي كانت تشبهنا كثيراً. ثم أتيت إلى بيروت وافتتحنا الأتيلييه الخاص بنا في منطقة الجميزة، في بيروت. بعدها وقع انفجار المرفأ، وتهدّم كل شيء لدينا. لكننا لم نوقف العمل، وانتقلنا إلى مستودع في منطقة بعبدا، القريبة جداً من العاصمة بيروت. في تلك الفترة، كنت متعباً مادياً ونفسياً ومعنوياً. إلى أن قرّرنا أنه يجب أن ننفض الغبار عنا، وانتقلنا إلى مكان جديد في حي الأشرفية، في بيروت.
ما الذي تغير في خالد ومروان منذ البداية وحتى الآن؟
نحن الاثنان عملنا بشكل كبير في هذه الحياة، وتعبنا، ومررنا بفترات صعبة في حياتنا. فقد بدأنا من الصفر، ولم نتمرن، ولم نعمل لدى أي مصمم آخر. وكل مشكلة كانت تعترضنا كنا نواجهها ونحلها لوحدنا.
في حال كنت من متابعات أخبار عالم الموضة نقترح عليك المصممة آلاء أحمد: على كل امرأة أن تبحث عن هويتها في الأزياء
كيف تريان مشهد الموضة في العالم العربي؟
الموضة في العالم العربي جميلة، مميزة بتفاصيلها الخاصة، لكنها محدودة ومقيدة بالمجتمع، والأفكار، والعادات، والتقاليد، لا يمكننا أن نكون كالغرب. عندما نصمم مجموعة معينة، نضع القيود قبل الفكرة وتنفيذها. نحن مجبورون على ذلك. لذلك نحن لا نرى أي جديد في مشهد الموضة على الساحة العربية.
أدخلانا في تفاصيل مجموعتكما الجديدة لربيع وصيف 2023.
مجموعة Flawless هي المخصصة لموسم ربيع وصيف 2023، إنها ترمز للعودة بعد كل ما تعرضنا له. هذه المجموعة هي من وحي قلب المرأة، ففي العادة نستوحي من الطبيعة، السماء، السفر، وغيرها.. لكن هذه المرة استوحينا من المرأة نفسها، وكم تمتلك من القوة؛ إنها الأم والمرأة العاملة والصديقة والمميزة في المجتمع والمنتجة.. من هذه النقطة استوحينا المجموعة.
ما الذي يلهمكما في عالم الموضة؟
الطبيعة بالدرجة الأولى هي الملهم الأساسي، لكن السفر يلعب أيضاً دوراً كبيراً، فهو ينمي المخيلة للإنسان، ويمنحه أفكاراً كثيرة. من الضروري أن لا ينحصر المصمم في مكان محدد، يجب أن يسافر ويحتك بحضارات جديدة، وينتج أفكاراً جديدة.
هل جذوركما العربية تلهمكما؟
نعم، بالطبع، فنحن نعيش بين العرب ونريد أن نلبي حاجات المرأة العربية ومتطلباتها. وطبعاً نستوحي من المرأة.
تابعي المزيد: المصمم أيمن الرابغي: المبدع هو مَن يفاجئ الواقع
نراعي شخصية الزبونة
هل تصممان حسب شخصية المرأة؟
بالتأكيد، فنحن عندما نصمم مع أي زبونة، نراعي شخصيتها بالدرجة الأولى، ونقوم في البدء بدراسة هذه الشخصية لنعرف ما الذي تحب وما الذي يستهويها. نحب أن نرى الصدمة على وجهها في كيفية تنفيذ التصميم الذي يليق بها. في الكثير من الأحيان تحتاج المرأة إلى استشارة، لأنها لا تعرف ماذا تريد، ونحن نلبيها فوراً.
من هي الأيقونة الخاصة بكما؟
عائلتانا، هما الأيقونة الراسخة دائماً والموجودة في كل الأوقات. نحن نتعلم منهم، خصوصاً أنهم الداعمون الأوائل لنا.
من هي المرأة الخاصة بخالد ومروان؟
إنها المرأة القوية والمستقلة، التي تستطيع أن تدير حياتها المهنية والاجتماعية والعائلية. إنها المرأة الأنثوية والراقية.
من هم المشاهير الذين ارتدوا مؤخراً من تصاميم خالد ومروان؟
كثيرون ارتدوا من هذه المجموعة، مثلاً، رحمة رياض، هيفاء وهبي، ريم السعيدي، وجويل ماردينيان.
من تطمحان أن ترتدي من تصاميمكما؟
نحب أن ترتدي الملكة رانيا من تصاميمنا، إنه حلم بالنسبة لنا.
كيف تمضيان وقت فراغكما؟
بالنسبة لي أحب أن أقضي وقتاً مع الكلاب الخاصة بي، وأخرج إلى الطبيعة كل أسبوع. أما مروان فيمضيها مع عائلته وأهله.
تسويق ومستقبل
هل تعتمدان على وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لعلامتكما؟
نعم، بالعادة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمشاهير.
ما هي مشاريعكما المستقبلية؟
نحن نفكر بهذا الموضوع منذ فترة طويلة، بالدرجة الأولى أن تستمر علامتنا في النمو. والجدير بالذكر أننا غيّرنا الشعار الخاص بنا، وأطلقنا اللوغو الجديد لكي نمنح نفسنا هوية جديدة.
تابعي المزيد: المصممة ريهام نصير: عندي شغف بتحويل الأقمشة البيضاء إلى قطع فاخرة
