تنشط في مجال المال والأعمال، كما أنها مدربة وكاتبة ومحامية، وقد أتاحت لها خبرتها الطويلة في هذه التخصصات أن تصبح أول سيدةٍ كويتية وعربيةٍ تؤسِّس منهجاً إلكترونياً متكاملاً في تعليم أساسيات الثراء المالي. تقوم بأعمالٍ تجاريةٍ عدة، وتدير شركة غنى العالمية المختصَّة بإقامة مؤتمراتٍ حول التنمية البشرية، وتهتمُّ بكل ما يتعلَّق بنشر أساسيات التوفير، وتؤكد دائماً أنها تستمتع بالحياة، وتحبُّ الخير والسلام للجميع. مريم الدخيل، حلَّت ضيفةً على «سيدتي»، وتحدَّثت عن عملها في تخصُّصٍ جديدٍ نوعاً ما، وهو الثراء المالي، حيث كشفت عن بدايتها في المجال، وشاركتنا تجربتها في التوفير.
المرأة ليست عاطفية كما يقال ويروّج، النساء اليوم متزنات ومنطقيات ومحللات، ويدرن أوقاتهن وأعمالهن بشكل جيد
أنتِ مدربة وكاتبة في الثراء المادي، لماذا اخترتِ هذا التخصُّص تحديداً، وكيف بدأتِ فيه؟
دخولي المجال جاء نتيجة معاناةٍ وتجربةٍ خاصةٍ، عشتها في حياتي، حيث وجدت مشكلاتٍ في الناحية المادية، وفي يومٍ من الأيام، وبعد المرور بظروفٍ صعبة جداً، وتراكم التزاماتٍ ماديةٍ كبيرةٍ عليّ، اضطررت إلى البحث عن حلولٍ، واستنتجت أن الخروج من هذا الوضع لا يكون بإيجاد وظيفةٍ ما، بل بمعرفة حقيقة ومعنى الثراء المالي، والأسباب التي جعلتني أصل إلى هذه الحالة الصعبة. وفي البداية بحثي كان خاصاً، أي تعلَّق بحياتي الشخصية لرغبتي في تغيير ما أنا عليه، وتدريجياً تطور الموضوع إلى اتخاذي قراراً بمشاركة الآخرين تجربتي، وتعليمهم مبادئ التوفير بعد نجاحي في تطبيقها على نفسي، وما ساعدني في الانتشار ثقةُ الناس بي، والحمد لله استطعت تغيير حياتي بالفعل، ولأننا في «زمن التصوير»، لاحظ الجميع ما وصلت إليه من تقدمٍ وتغيُّر في الناحية المادية، واستطعت أن أثبت لكل مَن حولي ومَن يتابعني في مواقع التواصل الاجتماعي، أننا يمكن أن نغيِّر حياتنا للأفضل بالالتزام بهذه المبادئ.
يمكنك القراءة المزيد عن الغنـــي والثـري ما الفرق بينهما وكيف ينفقان؟
تثقيف النفس أولاً
من أين يجب البدء في تغيير الوضع المالي وإعداد الذات لهذه الخطوة؟
يجب على الشخص البدء بتثقيف نفسه أولاً بالمجال، وتعلُّم كل شيءٍ عنه، ثم عليه أن يراجع الحياة التي يعيشها، ويحدِّد المشكلات التي يعاني منها، وأسبابها، بعد ذلك عليه أن يفكِّر بشكلٍ منطقي في حلولٍ لها، وأن يتعرَّف خلال ذلك إلى نقاط القوة التي يملكها، وهل يستطيع بالاستناد لها تحقيق ما يريد فيما يخصُّ الثراء المالي. والتركيز على هذه النقطة، يساعد كثيراً في إعداد الذات لهذه الخطوة بشكلٍ صحيح، وبحسب خبرتي، تعلُّم جميع القواعد السابقة، يقود المرء إلى الثراء.
هل ساعدتكِ نشأتكِ في الوصول إلى ما أنتِ عليه اليوم من وعي مالي؟
نعم، ساعدتني نشأتي في بيئةٍ بسيطةٍ جداً في تطوير نفسي، إذ اجتهدت لتغيير هذه الحياة، والحمد لله أعيش اليوم واقعاً مختلفاً عن طفولتي، وأرى أن التجارب تجعل الإنسان أكثر درايةً بما يريد، فالشخص عندما يعيش قصةً ما، يُجبر عليها، أو لا تُعجبه، يسعى إلى تغييرها للأفضل، وهذا ما حصل معي.
40 يوماً هي المدة اللازمة لبرمجة العقلية على تغيير الحياة التي نعيشها، وتهيئة وتغيير أي إنسان
الثراء المالي
في إحدى الندوات قلتِ إن الثراء المالي سيفرض نفسه بقوة مستقبلاً، كيف سيحدث ذلك؟
نحن ندرس مناهج مختلفة في المدرسة، لا سيما الأساسيات مثل الرياضيات واللغة الإنجليزية، لكنَّ ذلك على أهميته لا يعلِّمنا كيف ندير أموالنا. في رأيي الشخصي، المستقبل سيشهد تغييرات كبيرة، خاصةً في مجال الاقتصاد، الذي نراه تارةً في الأعلى، وتارة أخرى في الأسفل، ولأننا في زمنٍ متطورٍ وسريع التغيُّر زمن الـ «سوشال ميديا»، الذي أصبح فيه اكتساب المال مختلفاً، لذا صار لزاماً علينا اقتحام بواباتٍ جديدة للحصول على المال، ومن أهم الأساسيات في هذا الجانب التركيز على تحقيق النجاح المالي، وما زلت عند رأيي بأن الثراء المالي سيفرض نفسه قريباً، وهناك إدراك من قِبل الناس أن تعلُّمهم قواعد جني المال والحفاظ عليه أهم من حصولهم على الشهادات، وأقول للجميع إن الشهادة لا تجلب لكم الثراء، بالتالي عليكم تغيير أسلوبكم المالي، فنحن نعيش في زمنٍ كل شيء فيه أصبح غالياً ويتضخم.
أنتِ المديرة العامة لشركة غنى العالمية، وشريكة مؤسّسة في نادي ذا سبيريت، حدّثينا عن المهام التي تؤدينها؟
بالنسبة لـ «غنى»، أدير كل أعمالي عبر هذه الشركة، وأقيم من خلالها مؤتمراتٍ على مستوى الوطن العربي، لا سيما في مجال الثراء المالي، وأعدُّ أول شخصٍ يفكر في إطلاق مثل هذه المؤتمرات على الصعيد العربي، أما في ذا سبيريت، فأملك 50 % من النادي، ومهامي فيه بسيطة، وتتمحور حول التخطيط والدعم المادي فقط.
تابعي معنا تفاصيل لقاء سابق مع سيدة الأعمال بدرية فيصل
أساسيات البيع والتسويق والتخطيط
هل يحتاج أي مشروع ٍإلى فهم قوانين مالية معينة حتى ينجح؟
نعم، فلا يكفي أن يكون هناك رأسمالٍ لينجح المشروع، إذ لابدَّ من تعلُّم أساسيات البيع والتسويق والتخطيط، وكيفية المحافظة على النجاح، وتعزيز رأس المال.
كيف يمكن للشخص أن يبدأ رحلة الثراء من دون أن يملك شيئاً؟
الثراء لا يعني أن تملك كل شيءٍ، بل أن تملك ما يكفي حاجتك ويزيد عنها قليلاً. هناك خططٌ، يمكنك من خلالها أن تعرف نفسك وشخصيتك، وتختار الأنسب لك، وما يجعلك سعيداً، فالهدف ليس أن تكون ثرياً فقط، بل وسعيداً ومتزناً في حياتك أيضاً، فلا ينفع أن تكون ثرياً وغير سعيد، أو ثرياً وغير ناجح، لذا اهتممت في المنهج الذي وضعته للوصول إلى الثراء المالي بأن يستطيع الإنسان تحقيق الثراء، وأن يحافظ في الوقت نفسه على اتزانه، وأن يكون سعيداً، وهذا جزءٌ أساسٌ من تكوين الثروة. نحن الآن أمام حالةٍ جديدة، وهي أن الثراء يعني ما تقدَّم، عكس المدرسة القديمة التي تقول إن الإنسان عليه أن يتعب ويشقى للوصول إلى الثراء.
تحقيق ذلك هل له ثمنٌ يجب على الشخص أن يدفعه؟
كل شيء في الحياة له ثمنٌ، على سبيل المثال أي فتاةٍ تريد جسماً جميلاً، يجب عليها أن تتعلَّم ضبط نظامها الغذائي، كذلك الحال مع الثراء، إذ يحتاج إلى لياقةٍ ذهنيةٍ وعقليةٍ وسلوكيةٍ للوصول إليه. الثراء يتطلَّب أن تكون مستعداً نفسياً، وأن تلتزم بالعمل على تحقيق هدفك المادي.
ماذا عن وقت تحقيق هذا الهدف، هل يحتاج إلى مدةٍ طويلة، والتعب للوصول إليه؟
كلا. تحقيق الثراء لا يرتبط بالوقت، فهناك أشخاصٌ يصبحون أثرياء بين يومٍ وليلة. هذا الأمر يتفاوت من شخصٍ لآخر، فهناك مَن يقتنع بأنه يحتاج إلى وقتٍ طويلٍ للوصول إلى الثراء، وهذا ما يحدث، عكس آخرين يقتنعون بقدرتهم على فعل ذلك في وقتٍ قليلٍ، ويحققون هدفهم، إذاً الأمر يرتبط بالتخطيط.
تأليف كتابٍ
ألَّفتِ كتاباً بعنوان «كيف تصبح ثرياً في 40 يوماً» ما الأصداء التي تركها؟
هدفي من الكتاب مشاركة الآخرين أفكاري وتجاربي، وهذا الأمر أسعدني كثيراً بإيصال رسالتي للناس، ومساعدة الأشخاص الذين يعانون من الظروف نفسها التي عانيت منها.
فيما يخصُّ الأصداء، الحمد لله كانت جميلةً جداً، وحقق الكتاب مبيعاتٍ جيدة في معرض الرياض للكتاب، وفي الإمارات والكويت، وأسهم في معرفة أشخاصٍ كثرٍ لي، وحصولي على جمهورٍ جميل، سُعدت بهم، وهناك مَن تابعني وشاركني تجاربه، ومنهم مَن حصل على مناهجي، وأستطيع القول إنني كسبت من جميع النواحي فمعنوياً، أدَّيت رسالتي، وأتقنت عملي، ونفسياً شعرت بأنني قدمت شيئاً جميلاً ومختلفاً، نحتاج إليه في الوطن العربي، ومادياً كسبت دخلاً جيداً، والحمد لله، وأعدُّ الكتاب نقطةً في بحر ما حققته من ثراءٍ بشكل عام.
لماذا 40 يوماً بالذات ليصبح الإنسان بعدها ثرياً؟
40 يوماً هي المدة اللازمة لبرمجة العقلية على تغيير الحياة التي نعيشها، وتهيئة وتغيير أي إنسانٍ، ولدي قناعةٌ تامةٌ بأن أي شخصٍ يستطيع تغيير عاداته وسلوكياته وأفكاره في هذه المدة.
نقترح عليك متابعة لقاء سيدتي مع الإعلامية نوف خالد
تجربة أخرى
عملت أيضاً في إعداد وتقديم برنامج «كرزمتك» على إذاعة الوطن الكويتية، بماذا أفادتكِ هذه التجربة؟
استفدت كثيراً من هذه التجربة، حيث تدرَّبت خلالها على الإلقاء الصوتي، وتعلَّمت كثيراً من التجارب، خاصةً مقابلة الضيوف، إذ أضافت لي الكثير، إلى جانب تعرُّف جمهورٍ جديدٍ إليّ، وحصولي على فئةٍ مختلفةٍ من المتابعين. وحقيقةً أعتزُّ كثيراً بهذه التجربة.
بعيداً عن العمل
النساء بطبعهن عاطفياتٌ، كيف استطعتِ الفصل بين هذه الصفة ومهنتكِ؟
هذه الفكرة غير صحيحة، المرأة ليست عاطفية كما يقال ويروَّج، ففي عصرنا الجاري لا تلائم هذه المقولة نهائياً وضع المرأة وإنجازاتها، وتؤكد دراساتٌ عدة، أن الإنسان بطبعه يكون عاطفياً، أو محللاً، أو منطقياً، والنساء اليوم متزناتٌ ومنطقيات ومحللات، ويدرن أوقاتهن وأعمالهن بشكلٍ جيد، لذا أنا ضد هذه المقولة، وما يهمُّ في هذا الزمن أن نكون سعيداتٍ في حياتنا، وأن نركز على كل جميلٍ فيها.
ما المساحة التي تمنحينها لأسرتكِ؟
على الرغم من مشاغلي الكثيرة إلا أنني دائماً ما أمنح أسرتي مساحةً كبيرةً، وأقضي إجازاتي بالكامل معهم، خاصةً في يوم «الزوارة»، وهو يوم إجازةٍ في الكويت، وفي رأيي يسهم تنظيم وترتيب الوقت في منح أسرنا الوقت الكافي الذين يحتاجونه إلى جانبهم.
ما هواياتكِ اليومية؟
لدي عددٌ من الهوايات، في مقدمتها ركوب الخيل، والقراءة، وسماع الكتب الصوتية، وممارسة الرياضة.
أين تقضين إجازتكِ السنوية؟ ومَن تفضلين اصطحابه معكِ في إجازتكِ؟
بطبعي أحبُّ السفر كثيراً، ولأنني أكره التكرار، لذا أختار في كل عامٍ وجهةً جديدة. هذا الأمر يعتمد على نوع الإجازة. هناك إجازةٌ مع أسرتي أي زوجي وأولادي، وثانية مع زوجي فقط، وثالثة لوحدي.
ما مشروعاتكِ المقبلة؟
لدي مشروعات كثيرة بإذن الله، في مقدمتها التوسع في أعمالي السابقة، إلى جانب مشروعٍ خاصٍّ بي، أعمل عليه الآن وسيرى النور قريباً، وهو مصنع خاص بالشوكولاتة.
نفترح عليك متابعة هذا الحوار مع المحامية غادة العيدي