لتلك الأيام- العشرة الأوائل من ذي الحجة- أفضلية خاصة دوناً عن باقي أيام العام؛ حيث يفضل الإكثار فيها من الذكر والعبادة والأعمال الصالحة، وضمن هذه الأيام يأتي يوم عرفة.. أفضل الأيام عند المسلمين، وموسم الحج، وفي نهايتها يكون عيد الأضحى، ويوم تقديم الأضاحي.. كما يعتقد المسلمون أن أجور العبادات في تلك الأيام مُضاعفة عن غيرها من أيام العام؛ وفقًا للعديد من الآيات والأحاديث النبوية المتواترة في ذلك.. لهذا يوصي العلماء الآباء والأمهات باستقبال واستغلال هذه الأيام واستثمارها؛ لتوعية الأبناء بدينهم، وحثهم على المزيد من العبادات.. اللقاء وأستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور عبدالله الشيمي؛ للشرح والتفسير.
طرق بسيطة لكسب عادات تدوم
- الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة أيام فاضلة، أقسم الله بها فقال: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، ويكون اغتنام هذه الأيام؛ بشغل أوقات الأبناء بالطاعات والعبادات، مثل: ذكر الله سبحانه.
- وبقراءة آيات التوبة والاستغفار، بصيام تسع ذي الحجة- يوم عرفة-، والسعي إلى صلاة الفريضة بالمسجد، والإكثار من تلاوة القرآن والدعاء.
- احكي لهم قصصاً عن سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل، عليهما السلام، وثبِّتي عندهم معاني طاعة الله والدروس المستفادة، حثيهم على أن يحكوا القصة لأصحابهم في المدرسة، ووقت الذبح، اجعليهم يوزعون اللحوم بأنفسهم حتى يعتادوا العطاء.
- عوّدي أطفالك على أن يدخروا جزءاً من مصروفهم كل يوم ويضعوه في حصالة واحدة تُفتح قبل العيد بقليل، وأضيفي إليها مبلغاً، وانزلوا جميعاً لشراء ملابس العيد لمن تعرفونهم من الأطفال الفقراء بعد جمع أسمائهم ومقاساتهم.
قصص للأطفال: «سالم» يودع خروف العيد
الأم هي المدرسة والمسؤولة
- الأم هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن التربية الدينية للطفل؛ فهي الأساس الأول للنشء الذي يقوم عليه المجتمع.. وإذا لم تقم بذلك الدور أو قصرت فيه بأيّ شكل، سيكون هناك خلل ما في نفسية الطفل، ومن ثَم يؤثر سلباً على تنشئته وتربيته.
- هيا قومي بتعريف أطفالك فضل العشرة الأوائل من ذي الحجة؛ حتى يتعودوا على إحيائها، من خلال ذكر قصص نبوية لهم؛ لتعريفهم بأهمية هذه الأيام، ومن خلال تبسيط وتفسير بعض الآيات القرآنية.
- ويمكن أن يتم تمثيل هذه القصص باستخدام المجسمات، مثل: مجسم الكعبة والطواف حولها، من خلال ارتداء ملابس الإحرام للأطفال، ومن ثَم يقومون بالتهليل والتكبير، مع شرح كيفية السعي بين الصفا والمروة.
- وبإمكان الأم كذلك، أن تضع في كل ركن من أركان المنزل مَنسكاً من مناسك الحج مصغراً، وتجعل أطفالها يتنقلون بينها ويتعرفون عليها، وهم يلبسون ملابس الحج؛ مما يكون له الأثر العظيم في تعليمهم ومحبتهم لهذا المنسك.
- قومي بإحضار بعض الألعاب كالخروف؛ لتمثيل تقديم الأضحية، وسبب قيام المسلمين بنذر الأضاحي، واشرحوا لهم أنها إحياء لسُنّة أبينا إبراهيم عليه السلام، وفيها تذكير بقصة الفداء والتضحية.
أهمية يوم عرفة وتشجيع الطفل على صومه
- وهناك أهمية بتعريف الطفل بيوم عرفة وفضله، وأن إكمال الدين حد في ذلك اليوم؛ لأن المسلمين لم يكونوا قد حجوا حجة الإسلام من قبل؛ فكمُل بذلك دينهم، مع تشجيعهم على صومه.. وسرد قصة "ماء زمزم" كذلك، التي تعَد من مراسم الحج؛ مما يرسخ عند الطفل المعنى الحقيقي لهذه المواسم الإيمانية والأعياد في الإسلام.
قصص للأطفال: قصة ماء زمزم
القدوة الحسنة أولى الخطوات
- أولى خطوات تعريف الأطفال بأهمية العشر من ذي الحجة، وتعويدهم على الاهتمام بها وإحيائها يكون أولاً بالقدوة الحسنة؛ حيث يقوم الآباء بالاجتهاد والجد بالصلاة، والطاعة وقراءة القرآن؛ لإشعار الأبناء بأهمية هذه الأيام والليالي.
- ويتم ذلك من خلال شرح سورة الفجر وترجمتها عملياً من حيث الصيام، وشرح سبب الصيام؛ حتى يستطيع الطفل التمييز بين العشر من ذي الحجة ورمضان، ويقلد والديه بالصوم.
- تعويد الطفل على الصدقة؛ حيث يعطى الطفل مبلغاً بسيطاً من المال لينفقه على الفقراء والمحتاجين، ويكون ذلك برعاية الأهل ومتابعتهم لآلية الصرف، ومن الممكن أيضاً شراء بعض الملابس وتوزيعها على الفقراء بصحبة الطفل.
- وفي هذه الأيام المباركة، يجب ترغيب الطفل بالصلاة في المسجد، والإكثار من النافلة، مع رواية قصص للصحابة عن الاجتهاد والجد في هذه الأيام، وشرح مناسك الحج والعمرة وتمثيلها عملياً من خلال مجسمات، مع استحضار الخشوع فيها.
تقوية اعتزاز الطفل بدينه
هدفنا وهدف الآباء من وراء ذلك، تقوية اعتزاز الطفل بدينه، وتعريفه بمقدار ما قدمه السلف الصالح من تضحيات وبطولات ليصل هذا الدين لنا، وبذلك ترسخ فكرة وعقيدة لا يمكن تغييرها في حياة الطفل.
وبذلك تشتد ثقة الطفل بنفسه وبأسرته وبدينه، ويشعر بالاستقرار النفسي والاجتماعي، ويستطيع خدمة دينه ومجتمعه لاعتزازه بقيم هذا المجتمع، ولهذا فهناك ضرورة لاستغلال المناسبات الدينية وشرحها للطفل، والتركيز على الجوانب العاطفية، مع مخاطبة الطفل بأسلوب يناسبه.
نصائح عامة للآباء والمربين
أولاً: يجب أن تغرسوا القيم الإسلامية في نفوس أطفالكم، ويُفضل اختيار الطفل للشخصية التي يرغب أن تكون مَثله الأعلى، بعد شرح سيرة حياته وترغيبها بنفس الطفل.
ثانياً: يجب تعديل السلوكيات التي لا تتفق مع ديننا، من المناسبات، وتوضيح ما نص عليه الشرع؛ حتى لا ينجر الطفل وراء تقاليد لا تناسب ديننا.
ثالثاً: ينبغي التركيز على القدوة الحسنة، والصحبة الصالحة، ومتابعة الطفل بشكل مستمر.
رابعاً: يجب إعطاء الطفل حرية التساؤل، والانتقاد، والإجابة على تساؤلاته من دون قمعٍ أو استهزاء.
خامساً: ترسيخ القيم الإسلامية في حياة الطفل بالإقناع وليس بالإجبار.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.