سلط تقرير يحمل عنوان "المهارات العالمية 2023"، الضوء على النمو الاقتصادي في المملكة العربية السعودية مدفوعاً بمعدلات الاستثمار الأجنبي الثابتة، وازدهار منظومة الشركات الناشئة، والثورة الرقمية التي تشهدها المملكة، مؤكدًا على المهارات المتعلقة بالأعمال والتي تعتبر الأكثر إتقاناً في المملكة، ومنها علم البيانات وهو أكثر المجالات التي يمكن الاستثمار فيها.
السعوديون يتقنون مهارات الأعمال
تستند نتائج التقرير إلى بيانات 124 مليون متعلم في أكثر من 100 دولة استخدموا منصة "كورسيرا" لاكتساب مهارات جديدة خلال العام الماضي. ويقيّم التقرير ثلاثاً من أكثر المهارات ضرورةً لشغل الوظائف في عصر الاقتصاد الرقمي، وهي مهارات الأعمال، والتكنولوجيا، وعلم البيانات.
ويضع التقرير تصنيفات محددة للدول بناءً على النسب المئوية لانتشار المهارات بين كوادرها البشرية، حيث تعبر نسبة 76% وأكثر عن فئة المهارات "الرائدة"؛ و51% إلى 75% عن فئة "المنافسة"؛ و25% إلى 50% عن فئة "الناشئة"؛ و25% وأقل عن فئة "المتأخرة".
ووفقاً للتقرير، فقد استأثر المتعلمون في المملكة بالمرتبة الثانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث إتقان إجمالي المهارات، والمرتبة الثانية كذلك لأعلى معدل نمو سنوي في الحصول على الشهادات الاحترافية. وتنسجم هذه البيانات مع نتائج استطلاع أجرى مؤخراً أظهر إجماع 97% من طلاب المملكة على أنّ الحصول على شهادات احترافية سيساعدهم في الحصول على وظائف بعد التخرج، بحسب كورسيرا.
تميز السعوديون في الأعمال
وكشف الاستطلاع، عن اتقان المتعلمون في المملكة لمهارات الأعمال (بنسبة 81%)، وبرزت نقاط قوتهم في مجالات مهارات الاتصال (96%)، وريادة الأعمال (91%)، والقيادة والإدارة (91%). ويتماشى ذلك مع الجهود الحكومية المتضافرة لتعزيز قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، والتي تجاوزت قيمتها 11 مليار دولار في عام 2022، مخالفةً بذلك توجهات النمو العالمية السائدة.
وأشار التقرير إلى مجموعة المهارات التي يلتحق بها المتعلمون في المملكة مقارنة بالمتعلمين الآخرين على المنصة، مرجحًا أن المتعلمون في المملكة يقبلون على مهارات الأعمال، مثل أنظمة سلاسل التوريد (بواقع 1.48 ضعف)، وتطوير القيادة (1.7 ضعف)، وإدارة العمليات التشغيلية (1.97 ضعف)، ومهارات التصميم مثل التصميم الجرافيكي (1.3 ضعف)، والتصميم التفاعلي (1.47 ضعف)، وتقنيات الرسم الحاسوبي (1.39 ضعف)، وذلك مقارنةً بنظرائهم في الدول الأخرى.
مهارات العمل
كما أوضح أن المملكة العربية السعودية، تبوأت مكانة تنافسية رائدة في مجال إتقان مهارات التكنولوجيا بنسبة (68%)، مع تصدر المتعلمين السعوديين القائمة في مهارات الهندسة الأمنية بنسبة (100%)، وأنظمة التشغيل بنسبة (90%)، وشبكات الحاسوب بنسبة (86%)، مما يؤكد زيادة إقبال المواهب السعودية على اغتنام الفرص الاستثنائية التي يوفرها قطاع التكنولوجيا، وبالتالي اكتساب ميزة تنافسية في سوق العمل سريع التطور.
وعن نسبة اتقان المتعلمين السعوديين علم البيانات، ذكر التقرير أن النسبة بلغت (43%)، مما يشكل مجالاً للتطور أمام المتعلمين في المملكة الذين سجلوا درجات تنافسية في إتقان مهارات إدارة البيانات بنسبة (67%) والرياضيات بنسبة (68%).
ومن جانبه، علق جيف ماجيونكالدا، الرئيس التنفيذي لـ "كورسيرا"، قائلًا: "في ضوء تنامي قوة مشهد الابتكار، وتوفرها على قوى عاملة شابة ذات جاهزية لافتة، لا شكّ أن المملكة العربية السعودية تمضي في المسار الصحيح نحو إنشاء منظومة عمل تواكب المستقبل. وهو ما يتضح في تقرير المهارات العالمية، حيث برزت المملكة كمنافس قوي في المهارات العالمية".
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر