مشروبات الطاقة تُطرح حولها العديد من الأسئلة: "هل هي صحية؟"، "ما هي الكمية المسموح بها؟"، "هل يمكن استبدال القهوة الصباحية بمشروب الطاقة؟"...
اختصاصية التغذية المسجلة جيمي برونشينسك، والاختصاصية في النُّظم الغذائية، نظام مايو كلينيك الصحي، في لاكروس، ولاية ويسكنسن، تجيب على كافة تساؤلاتك في الآتي:
- هل يمكن استبدال القهوة الصباحية المعتادة بمشروب طاقة؟
يرغب معظم الأشخاص في الحصول على الكافيين، سواء من القهوة أو الشاي أو المشروبات الغازية أو مشروبات طاقة. فهو المنبّه الأكثر شيوعاً في العالم، حيث تستهلك نسبة 90% من البالغين الكافيين كل يوم، وبأشكال مختلفة. في حين يَسهُل الحصول على الكافيين بخياراته ونكهاته العديدة والمختلفة من المقاهي والمطاعم والمحال المختلفة. فيما تتم تعبئة مشروبات الطاقة بالتحديد في عبوات برّاقة ويُطلق عليها أسماء جذابة.
وللكافيين سوق تجاري كبير، حيث بلغ إجمالي المبيعات العالمية لمشروبات الطاقة وحدها حوالي 57 مليار دولار في عام 2020. ومشروبات الطاقة هي ثاني أكثر المكمّلات الغذائية شيوعاً في الولايات المتحدة بين المراهقين واليافعين بعد الفيتامينات المتعددة.
ومشروبات الطاقة ليست سيئة عموماً، لاسيما إذا ما تمَّ استهلاكها باعتدال؛ حيث يحتوي بعضها على الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية. ويحتوي بعضها الآخر على المكملات العشبية، مثل الجينسنغ والغرنا، والتي يمكن تناولها لزيادة الطاقة واليقظة العقلية. لكن يجب توخي الحذر عند تناول هذه المواد، حيث إن الأبحاث حول سلامتها وفاعليتها محدودة. كما يمكن أن تتفاعل المكملات العشبية مع الأدوية، لذا يجب استشارة الطبيب المعالج، إذا كان يتناول أدوية موصوفة بوصفة طبية.
- هل تعتبر هذه المشروبات خياراً صحياً للحصول على جرعة الفرد اليومية من الكافيين؟
تختلف تأثيرات الكافيين على الصحة بين فرد وآخر، وتعتمد أيضاً على الجرعة المتناولة. ولقد ثبتت فاعليته في تحسين الانتباه وسرعة رد الفعل واليقظة والقدرة على التركيز. ويمكنه التخفيف من الآثار الضارّة الناتجة عن الحرمان من النوم. كما أن مدخول الكافيين يرتبط بتقليل خطر الإصابة بداء باركنسون وداء الزهايمر وأحد أنواع التشمع الكبدي والنقرس.
ولكن في الوقت نفسه، فإن مدخول الكافيين يرتبط أيضاً بالتوتر والأرق وسهولة الاستثارة ونوبات الهلع. وقد يكون المصابون مسبقاً باضطراب القلق أكثر عرضة لهذه الآثار. قد يؤدي الكافيين إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم، كما يرتبط المدخول العالي بزيادة طفيفة في مستويات الكوليسترول. قد يهمك الاطلاع على علاج ارتفاع الكولسترول بطرق طبيعية.
- هل يمكن مقارنة محتوى مشروبات الطاقة مع القهوة العادية من حيث كمية الكافيين؟
يفضل دائماً مراجعة كمية الكافيين في مشروب الطاقة الذي يتم تناوله، والمدوّنة على العبوة من الخارج. إن تناول حتى 400 ميليغرام من الكافيين يومياً كمية آمنة للبالغين عموماً. علماً أن غالبية مشروبات الطاقة تحتوي على 100- 300 ميليغرام من الكافيين في كل حصة غذائية، بينما تحتوي القهوة المُعدّة منزلياً على 80-100 ميليغرام من الكافيين في كل حصة غذائية. وبالطبع قد تختلف هذه الكميات. إذا كان مشروب الفرد المفضل يحتوي على 210 ميليغرامات فأكثر من الكافيين في كل حصة غذائية، فإنَّ استهلاك أكثر من مشروب في اليوم قد يتجاوز المدخول الموصى به، وهو 400 ميليغرام يومياً.
- الإفراط في تناول الكافيين.. ما هي حدوده؟
قد يسبب تناول مدخول زائد من الكافيين، أي ما يزيد على 400 ميليغرام يومياً، خفقاناً واضطراباً في المعدة، وارتعاشاً وهياجاً. كما يرتبط تناول كميات كبيرة من الكافيين بزيادة خطر اكتساب سلوكيات أخرى مثل التدخين. فيعتاد الفرد الذي يستهلك كمية كبيرة من الكافيين، جسدياً ونفسياً، على هذا الأخير بصورة روتينية، وقد يعاني من أعراض انسحابية إذا توقف مدخوله من الكافيين على نحو فجائي.
- بعض مشروبات الطاقة تحتوي على السكر المضاف. هل استهلاكها يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، وما يتبع ذلك من مخاطر صحية على القلب خصوصاً؟
لعل المكوّن الآخر الذي يجب التحقق منه في مشروبات الطاقة هو السكر، حيث يحتوي العديد من هذه المشروبات على كميات كبيرة من السكر المضاف أو غيره من المُحليات. قد يؤدي مدخول السكر العالي في الإصابة بعدد كبير من المشاكل الصحية، لذا توصي التوجيهات الغذائية للمواطنين الأمريكيين بالحد من مَدخول السكريات المضافة إلى نسبة لا تتجاوز 10% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية.
وفي حال كان الفرد يتبع نظاماً غذائياً يحتوي على 2,000 سعرة حرارية في اليوم، فيجب ألا تتعدى السكريات المضافة 200 سعرة حرارية في اليوم. أي ما يعادل نحو 12 ملعقة صغيرة في اليوم. يمكن أن تحتوي علبة واحدة من مشروبات الطاقة بسعة (0.4 لتر) على 210 سعرات حرارية و47 غراماً من السكر المضاف، وهو ما يعادل 12 ملعقة صغيرة. أي المدخول اليومي من السكر المضاف بالكامل.
- ماذا عن تناول الحوامل والأطفال للكافيين؟
ينبغي التنبيه على النساء الحوامل أو المرضعات أن يقللن من مدخول الكافيين إلى 200 ميليغرام أو أقل يومياً. هذا في حين لم تحدد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية المستوى الآمن للأطفال، ولكن توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم تناول الأطفال والمراهقين للكافيين وسواه من المشروبات المنبّهة، على الإطلاق. قد يهمك الاطلاع على هل يخفض الكافيين من الكولسترول؟.
ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.