فوبيا المرتفعات هي خوف شديد من المرتفعات مثل الأبنية العالية أو الجبال، وإذا كان الشخص يعاني من فوبيا المرتفعات؛ فقد يتسبب وجوده في هذه الأماكن، أو حتى مجرد التفكير في المرتفعات، في إصابته بنوبة هلع.. لهذا السبب، سيتجنّب المواقف التي تنطوي على ارتفاع عالٍ عن الأرض.
وتندرج فوبيا المرتفعات تحت فئة "الرهاب المحدد"؛ لأنه خوف واضح يتعلق بحالة معينة، كما تُعَد أحد أكثر أنواع الفوبيا شيوعاً؛ حيث تشير دراسة قديمة إلى أن 1 من كل 20 شخصاً، قد يعانون من رهاب المرتفعات.
ورغم أن الخوف الطفيف من المرتفعات أمرٌ طبيعي، إلا أن الأشخاص المصابين برهاب المرتفعات، لديهم خوف شديد وغير عقلاني من المرتفعات، ولا يحتاج الشخص إلى أن يكون في أماكن مرتفعة حتى ينشأ هذا القلق الشديد؛ فحتى التفكير في كونه مرتفعاً، قد يؤدي ذلك إلى إصابته بنوبة هلع لديه.. وسيتجنب الشخص المصاب برهاب المرتفعات، المواقف التي قد يكون فيها مرتفعاً، على سبيل المثال: قد يرفض الصعود على سلم أو طائرة أو جسر أو شرفة، كما يمكن أن يكون للخوف تأثير عميق على حياة الشخص.
أسباب فوبيا المرتفعات
تتطور الفوبيا عادة في مرحلة الطفولة، ولا يوجد سبب واحد لفوبيا المرتفعات، لكن الباحثين طوروا عدة نظريات حول سبب حدوث هذا الخوف:
- النظريات التطورية
تشير النظريات التطورية لمرض الرهاب، إلى أن الناس يميلون عادة للخوف من أشياء معينة قد تكون خطيرة، وفي هذه الحالة، السقوط من ارتفاع يهدد البقاء على قيد الحياة؛ لهذا السبب يعتقد المنظرون التطوريون أن الخوف من المرتفعات قد يكون فطرياً.
- النظريات السلوكية
تشير النظريات السلوكية المتعلقة بالفوبيا، إلى أن الناس يصابون بالخوف من خلال التفاعل مع بيئتهم.. فعلى سبيل المثال: الطفل الذي يراقب والديه أو مقدمي الرعاية وهم يعانون من الخوف تجاه المرتفعات، قد يصاب بنفس الخوف، وقد يصاب الشخص الذي عانى أو شهد شخصاً آخر يمر بتجربة سيئة مع المرتفعات، برهاب المرتفعات.
وإذا كان لدى الشخص تجربة سيئة، مثل السقوط من شجرة؛ فقد يربط هذه التجربة بالمرتفعات، كما يتعلم الشخص بعد ذلك ربط المرتفعات بالسقوط؛ مما يجعله يشعر بالخوف في المرة القادمة التي يواجه فيها موقفاً مشابهاً.
ونتيجة لهذا الارتباط المكتسب بين الارتفاع والسقوط، يشير المنظور السلوكي إلى أن الشخص سيكون خائفاً أثناء المواجهات المستقبلية مع المرتفعات.. هل ترغبين بالتعرف على مشاهير متلازمة توريت؟
أعراض فوبيا المرتفعات
تتشابه أعراض رهاب المرتفعات مع أعراض اضطرابات القلق الأخرى، وقد يعاني الشخص من الأعراض الجسدية التالية عند التفكير أو رؤية الأماكن المرتفعة:
- الخفقان.
- ضيق في التنفس.
- التعرق.
- جفاف الفم.
- الغثيان.
وقد يُظهر الشخص المصاب برهاب المرتفعات السلوكيات التالية:
- تجنّب السيناريوهات التي قد تعرضه لمرتفعات.
- تجنّب الحديث عن المرتفعات.
- الذعر من فكرة الاضطرار إلى التواجد في مكان مرتفع.
- القلق بشأن السيناريوهات المستقبلية التي قد يواجه فيها المرتفعات.
- الخوف من الوقوع في فخ بمكان مرتفع.
- تجنّب الوسائط التي تدور حول المرتفعات في الحالات الشديدة.
علاج فوبيا المرتفعات
- العلاج بالتعرض
ينطوي علاج التعرض على تعريف الشخص تدريجياً بالموقف أو الشيء أو أيّ عامل آخر يتسبب في خوفه، ومساعدته على التكيّف معه، وقد يشمل ذلك بضع جلسات من العلاج، وبعدها يكون الهدف النهائي هو مواجهة الشخص لخوفه.
وجدت دراسة أُجريت عام 2014، أن الواقع الافتراضي قد يكون وسيلة فعّالة لعلاج رهاب المرتفعات؛ إذ يقترح الباحثون وراء الدراسة، أن ثلاث إلى أربع جلسات، قد تكون كافية للحدّ من هذا الخوف.
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
العلاج السلوكي المعرفي مع معالج أو طبيب نفساني يساعد على فهم طريقة تفكير الأشخاص الذين يعانون من رهاب المرتفعات وتغييرها، وفي حالات الرهاب، سيعني هذا: كيف يفكرون ويشعرون تجاه الشيء الذي يسبب الخوف.. وسيحدد الشخص الأفكار غير المنطقية المتعلقة بالرهاب، ويستخدم تقنيات لاستبدال أفكار أكثر دقة بهذه الأفكار.
ويتطلب العلاج المعرفي السلوكي عادةً عدداً من الجلسات؛ اعتماداً على تفضيلاتهم والتغطية التأمينية، وقد يختار الشخص المشاركة في العلاج المعرفي السلوكي في جلسة فردية أو جماعية.
- العلاج بالتنويم المغناطيسي
يتضمن العلاج بالتنويم المغناطيسي، مساعدة الشخص على الدخول في حالة استرخاء عميق، وسيستخدم المعالج بعد ذلك الصور الموجهة والتقنيات الإيحائية لمساعدة الشخص على التخلص من استجابة الخوف للرهاب.. ما رأيكِ بقراءة المزيد عن أعراض فوبيا الدم؟
المصدر: medicalnewstoday.com
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج.. عليكِ استشارة طبيب مختص.