يهل علينا أول أيام عيد الأضحى المبارك، الذي ننتظره وأسرنا وأطفالنا بفرحة غامرة، ونفوس تواقة لمتابعة أفواج الحجاج المصلين المؤدين لمناسك الحج.. بمشاركتهم أو مشاهدتهم على القنوات الفضائية، ولا بد أن نستعد لهذا اليوم بروح تمتلئ بالخير والإيمان.. وكالعادة ننتظر تناول طبق لحم الأضحية الشهي على مائدة الفطور، وسْط العائلة أو بصحبة الأهل مجتمعين.. ولكن، انتبهي حتى لا يتحول هذا الفطور من احتفالية عائلية سعيدة، إلى زيارة ثقيلة للطبيب؛ لهذا عليك أيتها الأم، المسؤولة عن إعداد وليمة الفطور- معظمها من أجزاء الأضحية- بالتنبه والحذر، والالتزم ببعض الأفكار.. اللقاء وخبير التغذية الدكتور محسن علّام، للشرح والتفسير.
دهون واضطرابات معوية!
- العديد من المشاكل الصحية تواجه الناس أول أيام العيد، والتي ترجع إلى تناول الأطعمة واللحوم بشكل خاطئ؛ حيث تختلط فيها الدهون حالة الشيّ أو التحمير مع الحلويات.. كما يفعل الصغار؛ مما قد يقود إلى انزعاج الشخص وعدم راحته.
- وقد يَزيد ليؤدي إلى تلبكات معوية، أو اضطرابات تستدعي زيارة الطبيب، وحتى يكون عيدك سعيداً ومن دون حوادث غذائية؛ فهناك بعض الإرشادات:
- أولاً: ليس مطلوباً منك أن تفرِطي في تقديم أطباق اللحوم، وذلك خوفاً وحرصاً على جسم وصحة أطفالك وأهل بيتك.
- هناك رأي يُعتد به، يرى أنه من الأفضل: عدم تناول لحوم أضاحي العيد قبل مرور ست ساعات- على الأقل- بعد تقديم الأضحية؛ حتى تنخفض فيها نسبة الجراثيم بمرور الوقت.
- كذلك يفضَّل عدم تناول بعض أعضاء الأضحية الداخلية، كالكبد والقلب وغيرهما، قبل مرور نصف ساعة على استخراجها من جسم الأضحية.
- بالإضافة إلى أنه صحياً: يجب تناول لحم رأس الأضحية مباشرة في اليوم الثاني للعيد؛ لأنه سريع التحلل.
- وفي كل الحالات، عليك بتجنب الإكثار من تناول اللحوم خلال أيام العيد؛ حيث إنه يشكل خطراً على مستوى الجهاز الهضمي.. وفي حالة الإفراط، يصبح الدم محملاً بكميات من البروتينات، ولا يُصفّى بسهولة على مستوى الكلى.
- لا بأس من مشاركة المصابين ببعض الأمراض المستعصية- كالسكري وغيره- عائلاتهم، شرط أن يتناولوا اللحم بمقدار محدد ومطهياً مع الخضار.
- كما أنه يجب تجنب أكل اللحوم مقلية أو مطهوة في فرن الذبذبات- الميكرويف- أو شوائها على فحم لم تخمد ناره؛ مما يؤدي إلى تسميمها وتعريض متناوِلها إلى مشاكل صحية خطيرة.
استمتع باللحم- صحياً- في صباح عيد الأضحى
- كما يجب الانتباه إلى طريقة تحضير اللحم وطهيه، ومن ثَم تناوله؛ إذ جرت العادة عند الكثيرين أن يكون فطور صباح يوم العيد الأول طبَقاً قوامه اللحم الأحمر، من ضأن أو خروف أو جمل، والذي يكون عادة من لحم الأضحية، أو ما تم شراؤه قبلها بيوم وتحضيره في الليلة السابقة.
- بدايةً، لا بد من تجنب الأطفال تناول كميات عالية من السكريات في الفطور، وإتباعه بعد ذلك باللحوم؛ مما يتسبب بإجهاد صحي وبدني واضح.
- وتتنوع طرق تحضير اللحم؛ فمنهم يقطعه صغيراً ويقليه مع البصل، ومنهم من يحبه مقلياً وحده؛ حرصاً على عدم مخالطة غيره من صنوف الخضار.
- وهناك آخرون يطهون اللحم مفروماً ناعماً مع الطماطم؛ فيحصلون على يخنة حمراء شابَها لون اللحم الغامق.
- ومع كل هذه الأطباق اللذيذة، انتبهي من الناحية الطبية، هناك أطباء يربطون استهلاك اللحوم الحمراء بمجموعة من الأمراض، مثل: سرطان القولون، وأمراض القلب.. لهذا وجب، ومن باب الاحتياط، التفكير مرتين قبل وضع القطعة الثالثة والرابعة من اللحم في طبقك.
احتفالات الأطفال بعيد الأضحى.. في بعض البلدان الإسلامية
ملاحظات على استهلاك اللحوم
- احرصي على استعمال قطع اللحم الكبيرة– الهبر- إذ ينخفض محتواها من الدهون مقارنة مع الأجزاء الأخرى من الأضحية، ولذلك فهي أفضل لصحتك.
- "أطيب اللحم ما كان بين عظم وخالطه الشحم"، مقولة مشهورة ولكنها ضارة بصحتك، ولعل المشكلة هنا أن اللحم المدهن يضر صحتك.
- عند شيّ اللحم، لا تضعيه فوق النار مباشرة؛ إذ إن الدخان المتصاعد من الشواية، والذي يذكيه الدهن الذي يتصبب من اللحم، سيّئ لصحتك، وابتعدي عن المحروقة.
- البعض يحب قلي شحم الخروف "الليّة" ويأكلها، وبذلك فهو يتناول شحماً مقلياً بشحم، وكأنه يتعمد زيادة الكوليسترول وأمراض القلب، والابتعاد عن تناول الفيتامينات والمعادن.
فوائد بعض الأعضاء الداخلية للأضحية
- الكبد يحتوي على نسبة عالية من فيتامين"أ" وحمض الفوليك والحديد والزنك.
- الكلى تحوي البروتينات وأحماض أوميجا3 الدهنية.
- المخ يحتوي على أحماض أوميجا 3 الدهنية، وكذلك مضادات الأكسدة.
- القلب غني بالفولات والحديد والزنك والسيلينيوم، كما أنه مصدر لفيتامين"ب".
- اللسان غني بالسعرات الحرارية والأحماض الدهنية، وكذلك الزنك والحديد، والكولين وفيتامين ب 12.
نصائح قبل تحضير اللحم
- لا تأكل اللحم النيّئ، وهذا ينطبق على الكبد أيضاً، ولا تأكلها من لحم الأضحية مباشرة.. انتظر 6 ساعات؛ حتى لا تعرّض نفسك لخطر العدوى والتسمم.
- عند تحضير اللحم، استعمل أدوات نظيفة، ولا تستعمل نفس السكين أو لوح التقطيع لفرم اللحم النيّئ والمطبوخ.. أدوات منفصلة لكلٍّ من اللحم النيّئ، وأخرى للمطهو.
- الاعتدال هو سر الصحة الجيدة؛ إذ بإمكانك أن تتناول اللحوم بالمنزل ولدى أصدقائك، ولكن المهم هو أكل كميات صغيرة.
- لا تتناول اللحوم بالمطاعم المشكوك في نظافتها.. ليس مهماً ما تأكله؛ فألاهم ما لا تأكله؛ فتناوُل كمية أقل، يعني توزيع الأكثر على الأهل والأصدقاء.. والعناية بصحتك.
هل يجوز الجمع بين عقيقة المولود والأضحية؟
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.