عندما يبدأ الطفل في تناول الطعام الخارجي، فهو يتعلم بالتدريج على تكوين مذاقه الخاص، ورغم إجبار الطفل على تناول بعض الأصناف من الطعام، إلا أنه حين يكبر قليلاً فهو يصبح انتقائياً، وبالتالي فهو مزعج ومتعب للأم، التي تحرص على صحة طفلها ونموه بشكل سليم، وقد يرفض الرضاعة منذ البداية، وتبدو وليدة تصرفات غير طبيعية نحو التغذية عامة، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، بالدكتورة ماجدة عبد الرحمن، استشارية طب الأطفال، حيث أشارت إلى أنماط الأكل السلوكية غير الطبيعية عند الطفل منذ الولادة وكيفية التعامل معها، في الآتي:
أهمية التغذية الخارجية للطفل
- لا أحد ينكر دور الغذاء من أجل صحة وبقاء الإنسان، وحرصه على الحصول عليه وعلى مر العصور، فقد تطورت طريقة حصول الإنسان على غذائه وطرق تناوله.
- فالغذاء بالنسبة للإنسان ضروري لصحته الجسمية والعقلية، وهو كذلك بالنسبة للطفل.
- فالغذاء مهم لصحة الطفل ولنموه ولمناعته، كما يسهم في تشكيل شخصيته من حيث تحديد موقفه إزاء طريقة تقديم الطعام له.
أخطاء تقع فيها الأمهات أثناء تقديم الطعام الخارجي للرضيع
أنماط تغذية غير طبيعية عند الأطفال
- اضطراب تنظيم حالة التغذية، وتبدأ من فترة ما بعد الولادة، وهو ينتج عن عدم تبادل المشاعر بين المولود ومن سيرضعه، مثل أن يحدث أمر ما للأم، وتقوم امرأة أخرى بإرضاعه، كما أنه منذ لحظة الولادة، يبدأ الطفل في تأكيد الأداء المستقل؛ أي قيامه بالرضاعة، فهو لم يعد يتلقى المغذيات بشكل سلبي من خلال الحبل السري، فيحتاج الرضيع الآن إلى تلقي المغذيات من خلال عملية إطعامه، والتي تقوم بها الأم، وقد يساعدها شخص آخر.
- اضطراب في التفاعل المتبادل أثناء التغذية، وفي هذه الحالة لا يقوم الرضيع أو الطفل بإصدار إشارات تفاعلية أثناء الأكل مع الأم، مثل النظر نحوها، بحيث تكون عينه مسلطة على عينها، أو الابتسام، أو المناغاة للتدليل على السعادة والرضا.
- فقدان الشهية عند الرضيع، وفي هذه الحالة يرفض الطفل تناول الطعام بكمية كافية، سواء في مرحلة الرضاعة أو بعدها، لمدة لا تقل عن شهر، وتحدث قبل بلوغ الطفل السنة الثالثة من العمر، حيث لا يبدو الطفل جائعاً، ويستمر في اللعب أو يستمر في التفاعل والالتصاق بالأم دون إظهار رغبته في الرضاعة منها.
- ومن أنماط التغذية غير الطبيعية أن يصاب الطفل بما يعرف بالنفور الحسي للطعام، وفي هذه الحالة يرفض الطفل الطعام، حسب لونه أو قوامه أو رائحته؛ فمثلاً يرفض الطفل أن يشرب نوعاً آخر من الحليب، أو أن يأكل البرتقال، ولكنه يرفض أن يأكل لوناً آخر مثل البازلاء الخضراء، بحيث تتقيد الأم بكوب معين ولو انكسر فهناك كارثة، وفي حال إصابة الطفل بهذه الحالة، قد تسبب نقصاً في بعض العناصر الغذائية، أو قد يحدث تأخر في نمو عضلات الفم وحركة الفك، ويطلق على هذا النوع من الأطفال اسم "الأكلة الاختيارية"، وقد تكون أسباب هذا النمط الغذائي وراثية مثل حساسية براعم التذوق، أو الخوف الوراثي من تجربة نوع جديد الأكل، وقد تكون بسبب تجربة سيئة عند أكل نوع من الأطعمة، أو تأثير طريقة الأكل في الأسرة أو خارجها على ذوق الطفل؛ مثل العائلات التي تأكل بيديها أو العائلات التي لا تغسل الأيدي، أو تحضر الطعام النيئ وتتناوله عند بعض الشعوب كثقافات.
- اضطراب اجتناب الطعام والتقيد في تناول الطعام، وهو المصطلح الجديد لما يسمى اضطراب الأكل عند الرضع والطفولة المبكرة، بحيث يهرب الطفل من وقت تناول الطعام بصورة تامة، وعلى نحو غريب وغير متوقع.
بدائل غذائية لتعزيز صحة ومناعة طفلك
نصائح للتعامل مع أنماط التغذية غير الطبيعية عند الأطفال
- يجب على الأم أن تفسح الوقت الكافي لتغذية الطفل، ولا تعتبر تقديم الطعام له مهمة وواجباً ثقيلاً.
- يجب أن تنفي الأم وجود مشكلة صحية، مثل فقر الدم لدى الطفل، الذي يؤثر على شهية الطفل بشكل كبير.
- تقديم الطعام للطفل بشكل مناسب وشهي وجميل، وفي أطباق ملونة؛ يحبب الطفل فيه، ويجعله يقبل على تذوقه.
- عدم تحضير أصناف غير محببة في البيت من الأكلات الشعبية، التي يحبها الكبار لكي لا ينفر الطفل من كل الأصناف.
- يجب تحقيق وتوفير بيئة مناسبة للطفل؛ لكي يتناول الطعام من حيث توفير الحنان وعدم وجود مشاكل أسرية بين الزوجين.
- تعديل سلوك الأطفال الذين يعانون من تشتت الانتباه وفرط الحركة، يساعد على تغيير عاداتهم في انتقاء الطعام؛ وذلك عن طريق أخصائيي تعديل السلوك.
- والحرص على الرضاعة الطبيعية قبل قطع الحبل السري أحد سبل النجاة من رفض الطفل للرضاعة، وحدوث أنماط تغذوية غير طبيعية لديه في المستقبل.
ملاحظة من «سيدتي. نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.