«الذهب» المعدن النفيس، صديق المرأة على مر العصور؛ حيث هناك من ترتديه للزينة، وأخرى تفضله هدية ثمينة تقدم لها، فيما يعد بعض النساء ارتداء الذهب من ضرورات المظاهر الاجتماعية. وهناك من يحصنّ أنفسهن به من أزمات المستقبل كونه يحتفظ بقيمته مع مرور الوقت. في الآتي تحدثنا دانة العلمي، الرئيسة التنفيذية لشركات عدة في مجال صناعة الذهب والمجوهرات والمزادات داخل السعودية ودبي، وعضو مجلس الصناعة بغرفة جدة واللجنة الوطنية للمعادن الثمينة باتحاد الغرف، حول أهمية الذهب للمرأة، وكيفية الاستثمار فيه.
حوار : زهراء الخالدي
تصوير : لينا مو
تعبير عن النفس وتعزيز جمال المرأة
تحب المرأة الزينة والمواد المتعلقة بالجمال، لما لها من دور كبير في التعبير عن نفسها وتعزيز حضورها. ومنذ العصور القديمة وحتى اليوم، كان الذهب يحظى دائماً بإعجاب النساء بوصفه أحد وسائل التزين والجمال، إضافة إلى أنه يُعدّ عنصراً فريداً وثميناً، له قيمته المادية والجمالية، كما بينت دانة العلمي. وقالت: «للذهب تاريخ طويل بصفته مادة زينة وثروة، منذ العصور القديمة، استخدمه الناس لتزيين أنفسهم وممتلكاتهم. وكان الذهب يُستخدم لصنع المجوهرات الفاخرة والزينة الثمينة، ويشكل رمزاً إلى مستوى الثروة والغنى. لذا تُعدّ المجوهرات الذهبية من أكثر الزينات شعبية بين النساء في مختلف الثقافات؛ لأنها تضيف لمسة من الأناقة والجمال إلى إطلالته».
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
تنوع تصاميم الذهب من ثقافة إلى أخرى
مما لا شك فيه أن استخراج الذهب وتشكيله بوصفه مادة للزينة، يمثل فناً يعتمد على مهارة الحرفيين والمصممين، الذين يضيفون لمعاناً وسحراً خاصاً إلى المعدن الأصفر، مستخدمين تقنيات مختلفة، مثل التفصيل الدقيق والحفر بالزخرفة والأحجار الكريمة. توضح العلمي: «تختلف تصاميم المجوهرات الذهبية من ثقافة إلى أخرى؛ ما يجعل كل قطعة فريدة من نوعها».
الذهب واختلاف الأذواق
على مر العصور، شهدت تصاميم المجوهرات الذهبية تطوراً وتنوعاً كبيرين. في العصور القديمة، كانت التصاميم الذهبية تزين بالمجوهرات الضخمة والتفاصيل الزخرفية الكبيرة. لكن مع مرور الوقت، تغيرت الأذواق، فظهرت تصاميم أكثر رشاقة وأناقة بأساليب مختلفة. وتطورت تقنيات صياغة المجوهرات؛ ما أتاح للمصممين تقديم قطع أكثر تعقيداً وجمالاً. تتابع: «اليوم، نجد الكثير من النساء يحتفظن بقطع من المجوهرات الذهبية بوصفه ميراثاً عائلياً ينتقل بين الأجيال، وتكون هذه القطع مصدراً للفخر والارتباط بالتراث العائلي. إضافة إلى ذلك، يُعدّ الذهب هدية ثمينة ورومانسية، تعبر عن مشاعر الحب والاحترام».
الذهب والتقدم التكنولوجي
ساهم التقدم التكنولوجي في تطوير صناعة المجوهرات الذهبية، وأتاح مزيداً من الإبداع والابتكار. فتح الاستخدام المتزايد للتصميم بمساعدة الحاسوب، وتقنيات الإنتاج المتقدمة، الأبواب لإبداعات جديدة وأساليب تصميم رائعة. لذا، يبقى الذهب عاملاً مشتركاً ومحبباً على مر العصور بسبب قيمته ومكانته الثقافية والاقتصادية. إنه يُظهر تألقاً خاصاً، ويواصل إثارة الإعجاب والحب على مدى العصور عبر مختلف ثقافات العالم.
ومن عالم المجوهرات أيضأً اخترنا لك اللقاء مع أسيل الحمد
أسباب تاريخية وثقافية
تبيّن العلمي أن للذهب تاريخاً طويلاً بوصفه مادة ذات قيمة رمزية واقتصادية، موضحة: «لقد اكتسب هذه القيمة المرموقة من بين جميع المعادن لأسباب عدة تاريخية وثقافية، نذكر منها:
الندرة وثبات القيمة: يعود جزء كبير من قيمة الذهب إلى ندرته وثبات قيمته. فهو يوجد بشكل قليل في الطبيعة، ويتطلب عمليات استخراج وتكرير معقدة. وبسبب ثبات قيمته عبر العصور، تم تبني الذهب بوصفه وسيلة لتخزين الثروة والتجارة منذ قديم الزمان.
التألق والجمال: الذهب له مظهر لامع وجميل يجذب الأنظار. وتألقه ولمعانه يجعلانه رمزاً للجمال والأناقة، وهو ما يزيد من قيمته بصفته مادة للزينة.
رمزية السعادة والخير: يُرى الذهب بوصفه رمزاً للرفاهية والثروة من عمق التاريخ. وعلى مر العصور، عُدّ الذهب أيضاً رمزاً للسعادة والنجاح والخير. تاريخياً، كان الذهب يستخدم في الاحتفالات والطقوس الدينية بوصفه رمزاً للقوة والسلطة.
مقوّم ثقافي: الذهب كان جزءاً لا يتجزأ من ثقافات مختلفة؛ حيث يُستخدم في صنع المجوهرات والتماثيل الدينية والزخارف. ولهذا السبب، اكتسب قيمة رمزية بوصفه مادة تربط الناس بتاريخهم وتقاليدهم.
صفات فريدة: يتمتع الذهب بصفات ميكانيكية وكيميائية فريدة؛ ما جعله مؤثراً في البشر والحضارات.
وسيلة للحفاظ على الثروة
تتطرق العلمي إلى أهمية المعدن الأصفر الاقتصادية، فتقول: «إلى جانب جماله؛ فإن الذهب أيضاً استثمار ذكي؛ حيث يحتفظ بقيمته على مر الزمن، ويشكل ملاذاً آمناً خلال الاضطرابات الاقتصادية. لذلك، فهو ليس مادة زينة جميلة فقط، بل وسيلة للحفاظ على الثروة أيضاً. ويمكن للمرأة أن تستثمر في الذهب بطرق عدة، وفي ما يأتي بعض النصائح للاستثمار في الذهب:
شراء المجوهرات: يمكن الاستثمار في قطع المجوهرات الذهبية بشكل مباشر؛ حيث تكون هذه القطع ذات قيمة تجارية، وقطعاً جمالية في الوقت نفسه. من المهم التأكد من شراء قطع عالية الجودة وبأوزان وعيارات قياسية لضمان سهولة بيعها في المستقبل.
شراء أشكال استثمارية من الذهب: إضافة إلى المجوهرات، يمكن شراء أشكال أخرى من الذهب، مثل العملات الذهبية أو الأوشحة الذهبية؛ إذ إن هذه الأشكال يمكن أن تكون أكثر سهولة للبيع في أوقات الحاجة.
الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة ETFs المرتبطة بالذهب: يمكن للمرأة شراء حصة في صندوق الاستثمار المتداول الذي يرتبط بأسعار الذهب؛ ما يسمح لها بالاستفادة من تحركات سعر الذهب من دون الحاجة إلى اقتناء الذهب بشكل مباشر.
تخصيص جزء من محفظة الاستثمار للمعادن الثمينة: يمكن للمرأة أن تنظر إلى تخصيص جزءٍ من محفظتها للاستثمار في الذهب بوصف ذلك جزءاً من استراتيجية تنويع الاستثمارات.
التعلم والاستشارة: من المهم أن تتعلم المرأة الكثير عن أسواق الذهب، وتفهم العوامل التي قد تؤثر في أسعاره. كما يمكنها التواصل مع مستشار مالي مؤهل للحصول على نصائح حول كيفية البدء في استثمار الذهب.
شراء وتخزين الذهب
تشير العلمي إلى أنه بالنسبة إلى التخزين المنزلي للذهب، يجب على المستثمرين أن يكونوا واعين للمخاطر والتحديات المحتملة. وبشكل عام، يمكن أن يكون الذهب جزءاً مهماً من استراتيجية الاستثمار الشخصية، ولكن من الأفضل النظر في الاستثمار بوسائل أخرى تقدم فرصاً أوسع للعوائد، وتقليل المخاطر، وتقديم تنويع أفضل للمحفظة الاستثمارية.
هل أنت مهتمة بمتابعة لقاءات مع رائدات سعوديات ..تابعي اللقاء مع سيدة الأعمال نوف مسعود
دانة العلمي
الجيل الحالي وثقافة الاستثمار في الذهب
أوضحت العلمي أن الجيل الحالي يبدي اهتماماً متزايداً بالاستثمار في الذهب، ولكن الطريقة التي يقتنون بها الذهب قد تختلف عن الأجيال السابقة، ومن الجدير بالذكر أن الاهتمام بالذهب قد يتفاوت بحسب الثقافات والبلدان.
تقول: «بصفة عامة، يُظهر البعض من الجيل الحالي رغبة في التحوط من مخاطر الاقتصاد العالمي من خلال الاستثمار في الذهب بوصفه أصلاً آمناً. ويمكن أن يراود العديد من الأفراد الشباب فكرة اقتناء الذهب بما هو وسيلة لتنويع استثماراتهم والحفاظ على قيمتها على المدى الطويل»».
تضيف: «علاوة على ذلك، تزايد الوعي بالاستدامة والأصول غير المالية؛ ما قد يدفع بعض الأفراد الشباب نحو الاهتمام بالحصول على مجوهرات من الذهب الخالص بوصفه تحفة مستدامة، وعنصراً من عناصر التعبير عن الذات. يُعدّ الذهب دائماً مصدراً للجاذبية والفخامة، وقد يرغب الكثيرون من الأفراد الشباب في اقتناء الذهب بوصفه جزءاً من مظهرهم الشخصي وتعبيرهم الذاتي. ومع ذلك، يجب مراعاة أن هذه الاتجاهات قد تختلف وفقاً للظروف الاقتصادية، والثقافية، والفردية لكل شخص.
المجوهرات الأخرى.. قيمة وجاذبية
حول إمكانية الاستثمار في المجوهرات الأخرى كالفضة والألماس وغيرهما، تفيد العلمي: «بالنسبة إلى المجوهرات بشكل عام، فإن الذهب يظل صاحب مكانة مرموقة بوصفه أحد أفضل الخيارات للاستثمار والاقتناء، إلا أن الفضة والألماس والأحجار الكريمة أيضاً لها قيمتها وجاذبيتها الخاصة.
الفضة استثمار بتكلفة أقل
تشير إلى أن الاستثمار في الفضة يمكن أن يكون خياراً جذاباً للأشخاص الذين يرغبون في الاستثمار في المعادن الثمينة بتكلفة أقل من الذهب، ولكن في الوقت نفسه تحمل فوائد استثمارية. ويمكن الحصول على الفضة عبر شراء أصناف وأشكال مختلفة من المجوهرات الفضية، وكذلك من خلال شراء عملات فضية، أو أشكال أخرى من الفضة بوصفها أصولاً استثمارية.
الألماس والأحجار الكريمة
أما بالنسبة إلى الاستثمار في الألماس والأحجار الكريمة، فترى العلمي أنه يمكن أيضاً أن تكون لها قيمة استثمارية، مستدركة: «الألماس أحد أندر وأثمن المعادن الكريمة في العالم، ويمكن الاستثمار فيه عن طريق شراء أحجار كريمة فاخرة معتمدة ومعترف بها، أو عن طريق الشراكة في التداول في تلك الأحجار. وبالنسبة إلى الاستثمار في الأحجار الكريمة الأخرى، فإن ذلك يمكن أيضاً من خلال شراء قطع مجوهرات تحتوي على تلك الأحجار، مثل الزمرد، والياقوت، وغيرها؛ حيث إن الأحجار الكريمة الفاخرة والنادرة تحمل قيمة استثمارية كبيرة في السوق».
نقترح عليك أيضًا متابعة هذا اللقاء مع هيلين بوليت دوكيسن الرئيسة التنفيذية لـدار " بوشرون"