الحياة رحلة مليئة بالتحديات والفرص، ولكن هل فكرتم كيف يمكن للورش والدورات التدريبية أن تلعب دوراً حاسماً في تحويل هذه التحديات إلى فرص واقعية؟ واعتبارها كوسيلة تفتح أبواب التقدم والتميز في عالم العمل.
تخيلوا للحظة، كيف يمكن أن تغير ورشة عمل أو دورة تدريبية في مجال يهمكم حياتك المهنية؟ كيف يمكن لتلك الفرص أن تكون الخطوة الأولى نحو تحقيق أحلامكم المهنية؟ في هذا العصر المليء بالتقنيات المتطورة والتغيرات السريعة، يصبح الاستثمار في أنفسكم أمراً حتمياً، والورش والدورات هي الوسيلة لفتح أفق جديد أمامكم.
هل تساءلتم يوماً عن كيفية تطوير مهاراتكم وتعزيز خبراتكم لتكونوا على أتم استعداد لتحديات سوق العمل؟ هل فكرتم في أن يكون لديكم القدرة على الابتكار وتحسين أدائكم في العمل من خلال فهم أعماق مجالكم؟
إن الإجابة تكمن في استكشاف عالم الورش والدورات، والتي يشاركنا الأستاذ، أيمن قطيشات الخبير في إدارة المشاريع والاستشاري في شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" في حوار لسيدتي عن أبرز الفروقات وأهم الإجابات.
نصيحة: "تذكّروا أن أفضل استثمار يمكنكم القيام به هو الاستثمار في أنفسكم. إن ورش العمل والدورات هي بوابتكم إلى تحسين الذات وتحقيق النجاح".
بداية، أستاذ أيمن، هل يمكنك توضيح المعنى المحدد لكل من الورش في العمل والدورات التدريبية، اصطلاحاً؟
بالتأكيد، يسعدني بداية أن أقدم وصفاً دقيقاً يحدد كلا المعنيين، فالدورات التدريبية تقدم بوصفها مجموعة برامج لبناء المهارات التي تتعلق بمجال المعرفة والكفاءات المحددة. فالتدريب يكون من خلالها على أهداف محددة تتمثل في تحسين قدرة الفرد وأسلوبه وأدائه وإنتاجيته.
أما "ورشة العمل" فهي مجموعة فرعية من "أساليب التدريب"؛ إلى جانب هذه الطريقة، يمكن ذكر المحاضرة والندوة والبرنامج التعليمي والمحاكاة وما إلى ذلك من طرق التدريب الأخرى.
وبمعنى أدق تشير "ورشة العمل" إلى ندوة أو مجموعة مناقشة أو ما شابه ذلك، وتُستخدم لتبادل الأفكار حول أي موضوع معين. ويؤكد من خلالها على حل المشكلات وتتطلب مشاركة المشاركين. حيث توفر ورش العمل تحسناً كبيراً في خط الأساس لشركة معينة من خلال خلق الوعي حول المنافسين ورفع تحفيز موظفي الشركة. اعتماداً على الموضوع.
ويؤكد مضيفاً، بأن ورشة العمل هي بمثابة نشاط محدد تشارك فيه مجموعة من الأشخاص في نقاش مكثف. أما الدورة التدريبية فهي إجراء تعليم لشخص أو حيوان لاكتساب المهارة أو السلوك أو معرفة جديدة.
لصنع المستقبل، تعرفوا على مهن لم تعد حكراً على الرجال ووظائف تكتسحها المرأة بتفوق
ما طبيعة الفروق الواضحة التي يمكن أن نتحدث عنها بين هذين الصنفين من أساليب التدريب؟
إن الفرق الرئيسي هو حقاً في التطبيق. فالدورات أصبحت اليوم وبشكل عام تقدم من خلال الإنترنت أو من خلال منصة التعلم الإلكتروني، مما يعني أنها تركز أكثر على الجانب النظري. في حين يجب أن تكون ورشة العمل وجهاً لوجه أو من خلال اتصال مباشر عبر الشاشة، مع التركيز بشكل أكبر على الممارسة والأنشطة.
فالمشاركة النشطة هي عنصر أساسي في أي ورشة عمل. إنه ليس مثل مؤتمر أو فصل دراسي، حيث تجلس وتستمع في الغالب؛ فقد تم تصميم ورش العمل لوضع قدرات جديدة على المحك أثناء تطويرها.
بوصفك خبيراً في إدارة وتطوير المشاريع، ما الوسيلة الأمثل والتي تشجع الشركات والمؤسسات على رفد الموظفين من خلالها؟
إن الاختيار بين تقديم الدورات التدريبية أو ورش عمل يعتمد على احتياجات وأهداف الموظفين والمؤسسة في الدرجة الأولى، لذلك يمكن تصنيف الأمر وفقاً للآتي:
اعتماد الدورات التدريبية في الحالات التالية، سيكون الوسيلة الأنجح والأمثل للمؤسسة وطاقم العمل:
- محاولة تعلم المفاهيم والمعلومات: فإذا كان هدف المؤسسة توفير معرفة أساسية أو تعلم مفاهيم جديدة للمنتسبين الجدد ضمن طاقم العمل لديها، فإن دورات التدريب قد تكون الخيار الأمثل.
- توفير هيكلية واضحة: تقدم الدورات هيكلية محددة وتوجيهاً أكثر تفصيلاً، مما يمكن الموظفين من فهم المواضيع بشكل شامل.
أما ورش العمل فإنني أنصح بها في الحالات الآتية:
- تعزيز المهارات العملية: إذا كان الهدف هو تعزيز المهارات العملية وتطبيق المعرفة في سياق عملي، فإن ورش العمل توفر تجارب فعّالة.
- تشجيع التفاعل والابتكار: تمكين المشاركين من المشاركة الفعّالة وتطبيق الأفكار الجديدة والحلول يعزز الإبداع والابتكار.
نصيحة إلى شباب المستقبل: "إن تكنولوجيا اليوم ليست مجرد أداة، بل هي شريك في رحلتكم الاحترافية. استفيدوا من الدورات التدريبية لفهم واستيعاب أحدث التطورات."
وفي الختام سيدتي، يمكنك تصميم برامج تدريبية تجمع بين الدورات وورش العمل لتحقيق توازن بين توفير المعرفة وتعزيز المهارات العملية لدى الموظفين. فاستخدام تقنيات تفاعلية؛ كإدراج عناصر تفاعلية في دورات التدريب لتشجيع المشاركين على المشاركة الفعّالة إلى جانب المادة النظرية سيكون بمثابة الخيار الأمثل.
وكما أشرت سابقاً فإن الاختيار الأمثل يعتمد على تحديد احتياجات الموظفين والأهداف المؤسسية. ويفضل أيضاً الاستماع إلى ملاحظات الموظفين وتقييم استجابتهم للأساليب المختلفة لتحديد الطريقة التدريبية الأكثر فاعلية.