نعم، كل الدلائل الطبية تشير إلى أن هناك عوامل تربط بين عمر الوالدين وصحة الحامل والجنين؛ إذ يُعتبر عمر الأم أحد أسباب زيادة خطر حدوث متلازمة داون، وكلما زاد عمر الأم؛ زادت احتمالية حدوث هذه المتلازمة، كما يمكن حدوث العيوب الخلقية في الجنين كذلك؛ فالنساء اللواتي تجاوزن سن الأربعين عادةً يواجهن صعوبة أكبر في الحمل ويصيبهن بعض الأمراض. وتأثيرات أخرى كثيرة تتعلق بعمر الوالد أيضاً، يستعرضها التقرير التالي.
اللقاء واستشاري النساء والتوليد الدكتور عاصم الإبراهيمي؛ لشرح تأثير عمر الوالدين في صحة الحامل والجنين ، وتفاصيل لطرق التعامل بعمل الاختبارات لتقييم حالة الأم الحامل والجنين، بجانب عرض للأبحاث والدراسات التي تتحدث عن الآثار الجانبية لهذه الاختبارات في المرأة الحامل.
تأثير عمر الوالدين
يمكن أن يتأثر الإخصاب بعمر الوالدين؛ فالنساء اللواتي تزوجن بعد سن الأربعين، عادة ما يواجهن صعوبة أكبر في الحمل ، وله تأثيره أيضاً في الصحة العامة والحالة الفيزيولوجية لجسم الجنين أيضاً .
بمعنى أنه يمكن أن يكون لعمر وصحة الوالدين تأثير في بيئة الرحم للحامل، وتوافر العناية الصحية اللازمة للجنين، وهذه العوامل ليست قواعد صارمة.
إذ يمكن للأزواج في جميع الأعمار أن ينجبوا أطفالاً صحيين، بالاستشارة المبكرة مع الطبيب والمتابعة الصحية المنتظمة، خلال أشهر الحمل.
اختبارات لتقييم صحة الحامل والجنين وتشمل:
فحص السونار "الأشعة فوق الصوتية":
يُعتبر أحد الاختبارات الأكثر شيوعاً لتقييم صحة الجنين، ويُستخدم السونار -الموجات فوق الصوتية- لإنشاء صورة للجنين والأعضاء الداخلية والهيكل العظمي، ويمكن من خلاله تقييم نمو الجنين وتطوره، وكشف أي تشوهات خلقية محتملة.
اختبار الدم:
يمكن أن يتم إجراؤه لتقييم صحة الجنين والحامل معاً، والكشف عن أمراض معينة، مثل: فحص مستويات الهرمونات الحملية المشتركة، أو الاختبار الموسع الثلاثي؛ لتقييم مخاطر حدوث عيوب خلقية في الجنين.
اختبارات الأنبوب الهضمي:
وتُستخدم اختبارات الأنبوب الهضمي للكشف المبكر عن تشوهات جينية في الجنين، عن طريق أخذ عينات من السائل الأمنيوسي أو الشعيرات المشيمية.
فحص الجينات والوراثة:
وتُستخدم لتقييم خطر وجود مشاكل وراثية معينة في الجنين، ويمكن أن يشمل ذلك اختبارات الحمض النووي "DNA" للكشف عن تغيرات جينية محددة أو فحص الصفات الوراثية.
يجب أن يتم إجراء هذه الاختبارات تحت إشراف الأطباء المتخصصين وبعد استشارتهم، وتُستحسن مناقشة أي اختبار محدد مع الطبيب المعالج لتحديد الفحوصات المناسبة، وفقاً للتاريخ الطبي للأم والعوامل الشخصية، والعوامل المرتبطة بالحمل.
الآثار الجانبية لهذه الاختبارات
بداية يجب على الأطباء المتخصصين شرح الآثار الجانبية المحتملة وفوائد الاختبارات للأمهات المستقبليات، ومشاركة المعلومات اللازمة لاتخاذ قرار مستنير بشأن إجراء الاختبارات، ومع ذلك؛ فهذه الآثار الجانبية نادرة وقليلة الحدوث.
إليك بعض الآثار الجانبية الشائعة:
- اختبار السونار "الأشعة فوق الصوتية": ينتج عنه رد فعل جلدي -حساسية- للأم الحامل، بسبب استخدام الجلد لتحسين جودة الصورة، بجانب إحساسها بتوتر نفسي نتيجة القلق من نتائج الفحص أو اكتشاف مشوهات خلقية محتملة.
- اختبار الدم: ألم طفيف أو احمرار في موقع الحقن، نزيف طفيف أو احتشاء في موقع الحقن، كما يحدث اضطراب في مستويات الهرمونات الحملية، أو بسبب قراءة غير دقيقة للاختبار.
- اختبارات الأنبوب الهضمي: يحدث خطر نادر للإجهاض، بعد إجراء اختبار الأنبوب الهضمي، ونادراً ما يحدث نزيف أو التهاب في موقع الحقن بعد إجراء اختبار الأنبوب الهضمي.
- فحص الجينات والوراثة: نادراً ما يصيب الحامل إحساس بخطر الإجهاض بعد إجراء اختبار الحمض النووي، ولكن يحدث توتر نفسي نتيجة القلق من نتائج الفحص أو كشف وجود تغيرات جينية محددة.
معلومات تهمك:
ذكرت العديد من الدراسات وجود اضطراب في الصبغيات في الحيوانات المنوية للرجال الكبار في السن، وهناك زيادة خطر حدوث الإملاص مرتبطة بحالات الحمل الناتجة عن رجال يفوق سنهم 45 عاماً.
تظهر دراسات طبية حديثة أُجريت في المركز الطبي بجامعة ستانفورد، أن الرجال المتقدمين في السن يواجهون خطراً أكبر لإنجاب أطفال يعانون من الأمراض.
أظهرت الأبحاث الجديدة أن كلا الوالدين يلعبان دوراً مهماً في صحة الطفل، علاوة على ارتباط صحة الرضيع بسن الأب.
كما أظهرت الدراسات التي أُجريت على أكثر من 40 مليون رضيع، أن سن الأب يؤثر بشكل كبير في الطفل؛ إذ يرتفع احتمال ولادة الطفل بوزن منخفض.
وقد يعاني الأطفال من مشاكل أكثر خطورة؛ إذ قد يحتاج الطفل إلى جهاز التنفس الاصطناعي أو دخول الحضَّانة بعد الولادة.
نتائج البحوث
من الضروري فهم دور الأب ومدى تأثيره في صحة الطفل والأم؛ إذ لسنوات عديدة كان يُعتقد أن المرأة هي المسؤولة الوحيدة عن صحة مولودها، وتبين أن المخاطر المرتبطة بصحة الطفل ترتفع بالنسبة للأطفال الذين تجاوز آباؤهم سن 35؛ ذلك لأن جودة الحيوانات المنوية تتأثر مع التقدم في السن.
وبالنسبة للأطفال الذين تزيد أعمار آبائهم على 45 سنة، فهم يواجهون خطر الولادة المبكرة بنسبة تصل إلى 14% مقارنة بالأطفال الذين آباؤهم أصغر سناً، كما يرتفع خطر بقاء الأطفال الرُّضَّع في العناية المركزة بنسبة 18% إذا زاد عمر الأب على 50 سنة، وقد يعاني من الحاجة إلى التنفس الاصطناعي بنسبة 10%.
من ناحية أخرى، اكتشف الباحثون علاقة مباشرة بين سن الرجل واحتمال أن تُصاب المرأة بمرض السكري في أثناء الحمل، وتبين أن النساء اللاتي يلدن من رجال تزيد أعمارهم على 45 سنة، تكون فرصهن أعلى بنسبة 28% للإصابة بهذا المرض مقارنة بالآباء الأصغر سناً.
* ملاحظة من "سيدتي وطفلك": قبل تطبيق هذه الوصفة آو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.