تُعدُّ الأميرةُ نوف بنت عبدالرحمن بن ناصر آل سعود، رئيسُ مجلسِ إدارةِ جمعيَّة «لأجلهم» لخدمةِ الأشخاصِ ذوي الإعاقة، من الرائداتِ السعودياتِ في مجالِ العمل الخيري والإنساني، وصاحبةَ بصمةٍ في خدمةِ هذه الفئةِ على مدى أعوامٍ طويلةٍ، تزيدُ عن الـ 20، كانت خلالها، بابتسامتها الدائمةِ، الداعمَ الأوَّل لهم للتغلُّبِ على الإعاقةِ بفتحِ نوافذِ الأملِ والإلهامِ أمامهم من أجل بناءِ حياتهم، وإظهارِ الجانبِ الخفي لديهم بالإبداعِ والابتكار. وعليه، ليس مستغرباً، بعد هذا الفيضِ من المشاعرِ النبيلةِ والاحتواءِ، أن يبادلوها الحبَّ بالحبِّ، ويُطلقوا عليها لقبَ ««أمِّ المعاقين»، إلى جانبِ الاحتفاء بها وتكريمها، لا سيما أن تأثيرها شملَ ذوي الهمم داخلَ الوطنِ وخارجه. «سيدتي» التقت الأميرة نوف، وحاروتها في مشوارها بمجالِ العملِ الخيري وخدمةِ ذوي الإعاقة.
مديرة إبداعية ومنسّقة الأزياء | نينورتا مالكي Ninorta Malke
حوار | عتاب نور Etab Nour
تصوير | خليل جبران مجرشي Khalil Jubran Majrashi
مكياج | رشا دلال Rasha Dalal
الأميرة نوف بنت عبدالرحمن آل سعود.. بداية الحكاية
سألنا الأميرة نوف في مستهلِّ حديثنا عن بداياتها في مجالِ خدمةِ ذوي الإعاقة، فرجعت بذاكرتها إلى فترةِ عودتها من أمريكا، وافتتاحِ مشروعها الأوَّلِ في مدرسةٍ أهليَّةٍ، وذكرت: «كنت في ذلك الوقتِ، أشعرُ بالحماسِ، ويقودني الطموحُ لتنفيذِ أفكارٍ مبتكرةٍ وخارجةٍ عن الصندوق، لكنْ مع الأسف، قوبلت جميعها بالرفضِ من مسؤولي التعليمِ حينها، ما تسبَّب لي بنوعٍ من الإحباط! وبعد فترةٍ، قدَّم لي أحدهم مقترحاً بافتتاحِ فصولٍ للدمجِ داخل مدرسةٍ أهليَّةٍ. وقتها لم يكن لدي أي معرفةٍ، أو علاقةٍ بذوي الإعاقةِ واحتياجاتهم، ومع ذلك نفَّذنا المقترح، وافتتحنا ثلاثةَ فصولٍ، استقبلت نحو سبع فتياتٍ من فئةِ متلازمة داون، تتراوح أعمارهن بين سبعةِ أعوامٍ و15 عاماً، ومن هنا بدأ تعلُّقي بهذه الفئة».
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
الدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة
تدريجياً، تطوَّرت العلاقةُ بين الأميرةِ نوف وهذه الفئةِ الغاليةِ، وتحوَّلت بموجبِ ذلك إلى ناشطةٍ، تدافعُ عن حقوقهم، ولهذا التحوُّلِ قصَّةٌ، سردتها بالقول: «التقيتُ ذات يومٍ طالبةً بعمر 15 عاماً، وطرحتُ عليها السؤالَ المعتادَ لمَن في عمرها: ماذا تودِّين أن تصبحي في المستقبل؟ فكان ردُّها صاعقاً، إذ أجابت: أودُّ فقط أن أتعلَّم القراءةَ والكتابةَ فقد مللتُ من الرجال. جعلني ذلك أتوجَّه مباشرةً للاختصاصيَّةِ النفسيَّةِ للحصولِ على تفسيرٍ لهذا الردِّ، فأوضحت لي أن هذه الفتاة، تعرَّضت للمتاجرةِ من قِبل والدها بتزويجها ثلاثَ مرَّاتٍ من أجل الحصولِ على المهر، دون أن يرحمَ إعاقتها، أو صغرَ سنِّها. هذه القصَّةُ، أثَّرت بي كثيراً، بل وسلبت تفكيري لمدة أسبوعٍ كاملٍ. تولَّدت لدي رغبةٌ ملحَّةٌ في حلِّ المشكلاتِ التي يواجهها ذوو الإعاقةِ، وتقديمِ الحمايةِ لهم، والدفاعِ عن حقوقهم. وحقاً، وبتشجيعٍ من زوجي، أبي بدر، تواصلتُ مع وزارةِ الشؤون الاجتماعيَّة لافتتاحِ مركزِ فريقِ التأهيل الدولي للرعايةِ النهاريَّة، وكان ذلك قبل أكثر من 20 عاماً، وتعلَّمتُ من خلاله كثيراً من الأمورِ عن الإعاقةِ، وقرأتُ كتباً لا حصر لها في المجالِ، وصار لدي شغفٌ بهذه الفئةِ، والتعريفِ بها، والمطالبةِ بحقوقها عبر المشاركةِ في محاضراتٍ، وندواتٍ، والظهورِ في وسائلِ إعلامٍ».
أوّل مؤتمر للإعاقة
وفي خطوةٍ جبَّارةٍ، نجحت الأميرةُ نوف بإقامةِ المؤتمر السنوي لأسرِ الأشخاصِ ذوي الإعاقة على مدى خمسةِ أعوامٍ متتاليةٍ.
«نجح المؤتمرُ في نسخه الخمس باستقطابِ متحدِّثين من أعلى مستوى، ناقشوا أوراقَ عملٍ، وأقاموا ورشاً متنوِّعةً، خدمت الأسرَ والأشخاصَ العاملين مع ذوي الإعاقة، واختتموا مشاركاتهم بتوصياتٍ مفيدةٍ، منها التوصيةُ التي خرج بها الملتقى الأول عام 2019 تحت شعار صنع بأيدينا، بأن يحقَّ لأي شخصٍ من ذوي الإعاقة، يتمكَّن من صنع أي شيءٍ، استخدامَ الشعار». مضيفةً: «تحظى توصياتُ المؤتمرِ بشكلٍ عامٍّ بالاهتمام، وتُرفعُ للجهاتِ المختصَّةِ لاعتمادها، من ذلك برنامجُ حياتي مع وزارة الصحة».
مؤشر الإعاقة في السعوديّة
استفسرنا منها أيضاً عن نسبِ الإعاقةِ في السعوديَّة، فردَّت الأميرةُ نوف: «الحمد لله، إحصاءاتُ المرور، تشيرُ لانخفاضِ مؤشِّر الحوادثِ والإصابات، كذلك أسهم فرضُ إجراءِ فحوصاتِ ما قبل الزواجِ في انخفاضِ نسبةِ انتقالِ الأمراض الوراثيَّة، على الرغمِ من أن بعض تلك الأمراض، لا تظهرُ في هذه الفحوصات، الأمرُ الذي دعانا لعملِ مبادرةٍ مع مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث بإجراء بحثٍ حول الأمراضِ الوراثيَّة، خاصَّةً في العائلاتِ التي تظهرُ فيها بكثرةٍ».
"الإصرار والعزيمة لديهم يُشعرانك بأنهم أشخاصٌ قادرون ويمنحانك السعادة والطاقة للاستمرار"
إبداعات ذوي الإعاقة
تحرصُ الأميرةُ نوف على الاهتمامِ بذوي الإعاقة، لا سيما في الجانبِ الإبداعي، وفي هذا السياقِ كان انعقادُ «ملتقى لأجلهم.. لإبداعاتهم وابتكاراتهم» عام 2018، على شرفِ أميرِ منطقةِ الرياض الأمير فيصل بن بندر، وجمع عدداً كبيراً من الفنانين والمبدعين من ذوي الإعاقة، الذين أبهروا الحضورَ بأعمالهم، من بينها صورٌ لأعمى، ورسوماتٌ لفتاةٍ عمياء، ومجسَّماتٌ لنحَّاتٍ على الحجر من فئة التوحُّد. كما تمَّ إطلاقُ جمعيَّة «لأجلهم»، وأهمُّ أهدافها تمكينُ ذوي الإعاقة، ورفعُ جودةِ حياتهم، وتغييرُ الصورةِ النمطيَّةِ عنهم، وإلغاءُ نظرةِ الشفقةِ، واستبدالها بالاحترامِ والتقدير.
هل تريدين الاطلاع على قصص إنسانية غيّرت نظرتنا إلى الحياة
قصَّة إرادة
اختارت الأميرةُ نوف قصَّةَ بدر الشراري للحديثِ عنها بوصفها مثالاً على الإرادةِ والقوةِ والعطاء. وبدر، هو شابٌّ، وُلِدَ بإعاقةٍ بصريَّةٍ، ويعيشُ بمفرده في الرياض، ويعملُ في القطاعِ الخاص حيث يتولَّى طباعةَ قائمةِ الطعامِ للمطاعم بطريقةِ برايل، وعن ذلك قالت: «قبل عامٍ، علمنا بوجود مربطٍ لتعليمِ الركوبِ على الخيل، يقدِّمُ خصماً بنسبةِ 70% للأشخاصِ ذوي الإعاقة، فقرَّرنا الذهابَ برفقةِ بدر إليه، لكنه شعرَ بالخوفِ عند ملامسةِ حصانٍ للمرَّة الأولى في حياته، وبعد أوَّل محاولةٍ، أبدى رغبته بتعلُّم ركوبِ الخيل، والحصولِ على دوراتٍ حول أساسياته، وحقاً تمكَّن من تجاوزها لاحقاً، إلى جانبِ دوراتٍ عن قفزِ الحواجز، بل وتنافسَ مع فرسانٍ مبصرين، وفاز عليهم، ولا يزالُ يسعى لبلوغِ طموحاتٍ أكبر في المجال، ومن جهتنا نعملُ على مساندته، فهذا الإصرارُ الذي يملكه.
التعاون مع الجهات المختصّة
ومن مبدأ «اليدُ الواحدةُ لا تصفِّق»، كان لجمعيَّة «لأجلهم» تعاونٌ مع القطاعاتِ والوزاراتِ الحكوميَّة، وشراكاتٌ كبرى، منها شراكةٌ مع هيئةِ رعايةِ الأشخاص ذوي الإعاقة باعتبارها الجهةَ المسؤولةَ عن هذه الفئةِ والمخوَّلة بكلِّ ما يتعلَّق بحقوقها. وحول التعاونِ مع جمعياتِ ذوي الإعاقة، أوضحت الأميرةُ نوف: «بالنسبة للجمعياتِ الأخرى، نحن نساندُ بعضنا، لأن اتحادنا قوَّةٌ، وهدفنا واحدٌ، ولنا شراكاتٌ مع عديدٍ منها في جميعِ المناطقِ السعوديَّة، وهذا الخيارُ يعدُّ الأفضل بدلاً من التكلُّفِ بافتتاح فروعٍ أخرى لجمعيتنا».
توظيف الشباب من ذوي الإعاقة
وسلَّطت الأميرةُ نوف الضوءَ على دورِ الجمعيَّةِ في مساندةِ الشبابِ من هذه الفئة، مبينةً في هذا الجانب: «من أهمِّ أهدافنا دعمُ، ومساندةُ، وتمكينُ الأشخاصِ ذوي الإعاقة، ومن هذا المنطلقِ، أطلقنا مبادرةَ بنك التوظيف، وعقدنا شراكاتٍ مع كثيرٍ من الشركات والمصانع، وتنصُّ الاتفاقيةُ على تحمُّل الجهةِ الراتبَ، والتأمينَ الصحي، والتأميناتِ الاجتماعيَّة، بينما تتكفَّلُ الجمعيَّةُ بتأمينِ المكانِ للموظف، ومتابعةِ حضوره وانصرافه، وحالياً لدينا فصولٌ لتعلُّمِ الزخرفةِ الجبسيَّة، والخياطة، ونزوِّدُ عدداً كبيراً من الشركاتِ بالموظفين، ويتمُّ التوظيفُ بناءً على المؤهلاتِ حتى تتمكَّن الشركاتُ من عملِ المواءمة، وتثبيتِ حضورِ الموظفين، ويُحسبُ الموظفُ بأربعة موظفين».
«أمُّ المعاقين»
لم يأتِ حصولُ الأميرةِ نوف على لقب «أمِّ المعاقين» من فراغٍ، بل إن خلفه قصصاً من البذلِ والعطاء، والحبِّ الممتدِّ أعواماً طويلةً.
تحدَّثت لنا عن هذا اللقبِ بالقول: «هو لقبٌ جميلٌ، وأعدُّه مسؤوليَّةً وشرفاً لي. في إحدى المناسباتِ التي أقيمت بالجمعيَّة، وحضرها إعلاميون وصحفيون، كان الأطفالُ خلال الحفلِ، يأتون لاحتضاني، وينادونني ماما نوف، فعلَّقت إحدى الأمهاتِ على ذلك بالقول: أنتِ لستِ أمَّ أبنائنا فقط، أنتِ أمٌّ لجميع المعاقين. فالتقط الإعلاميون حديثها، ومن تلك اللحظةِ، بدأ الجميعُ، يتداولون اللقبَ للإشارةِ إلي».
وكشفت الأميرةُ نوف عن أن هناك لقباً آخرَ، يُطلق عليها، وتحديداً في دولةِ الإماراتِ الشقيقة، وهو لقبُ «المؤثِّرة»، وتعدُّه دليلاً على وصولِ صوتها إلى خارجِ السعوديَّة.
"لقب "أمّ المعاقين" مسؤولية وشرف وحبّهم لي دون مقابل"
الأمومة
فتحنا معها أيضاً موضوعاً مهماً للغاية، وهو الأمومةُ وعلاقتها بأبنائها ووالدتها، فأكدت الأميرةُ نوف، أن «الأمَّ عمادُ الأسرةِ، بل إن أساسَ نجاحِ أبنائها، يرتبطُ بها، فهي التي تشجِّعُ، وهي التي توجِّه للطريقِ الصحيح».
واسترسلت بالحديثِ عن نفسها قائلةً: «في بدايةِ حياتي، كنت أماً صغيرةً، أميلُ للعصبيَّةِ، والحزمِ، والشدَّةِ مع أبنائي، لكنْ بعد أن كبرتُ، وحصلتُ على دوراتٍ في تطويرِ الذات والتحكُّم بالمشاعر، تحوَّلتُ لصديقةٍ وأختٍ لأبنائي، الذين أصبحوا الآن رجالاً، يستشيرونني في كلِّ أمورهم، ولي حفيداتٌ هن لذَّةُ الحياة. أيضاً لدي ابنةٌ وحيدةٌ بين أربعةِ أبناءٍ ذكورٍ». متابِعةً: «بدأتُ العملَ في سنٍّ مبكِّرةٍ بعد التحاقي بالجامعةِ على الرغمِ من عدم حاجتي لذلك، لكنَّ العملَ مهمٌّ لتكوين شخصيتنا، واستغلالِ وقت فراغنا بشيءٍ مفيدٍ».
أمَّا عن والدتها، فذكرت: «علاقتي بأمي، رحمها الله، كانت علاقةَ صداقةٍ قويَّةً بسبب ملازمتي الدائمةِ لها، إذ كنت أعاني في طفولتي من مشكلةٍ في نطقِ حرفِ الكاف، وأشاروا عليها بضرورةِ أن أختلطَ بالآخرين، لذا جعلتني ملازمةً لها في مجالسِ النساء. تعلَّمت منها العطاءَ والبذل، وعملَ الخير، فقد كانت تتجوَّلُ في الأحياءِ والقرى، وتتفقَّدُ أحوالَ الناس، وتعطي المحتاجين بسخاءٍ، وبعد وفاتها تفاجأنا بالعددِ الكبيرِ من مقدِّمي واجب العزاء الذين توافدوا إلينا لأكثر من شهرٍ».
التقنيَّة والذكاء الاصطناعي
وتطرَّقت الأميرةُ نوف كذلك إلى موضوعِ استثمارِ التقنيَّةِ في خدمةِ ذوي الإعاقة، كاشفةً عن أن «جمعيَّة لأجلهم، حقَّقت كثيراً من الإنجازاتِ في هذا المجال من منطلقِ أن التكنولوجيا أساسُ المجتمعاتِ الآن، حيث أطلقنا تطبيقَ رفيقي للمشي، ويطلبُ من خلاله الشخصُ من ذوي الإعاقة متطوعاً لمرافقته في ممارسةِ رياضةِ المشي، وبنهايةِ الجولة، يقيِّمُ كلٌّ منهما الآخر، ويُمنح المتطوعُ شهادةً لقاءَ ساعاتِ التطوُّع. هناك أيضاً تطبيقُ ازرع شجرة، ومتجرُ صُنع بأيديهم، لعرضِ منتجاتهم».
أبرز الإنجازات
لكلِّ جهدٍ وعملٍ ثمرةٌ وإنجازٌ، وفي هذا الجانبِ، تملكُ الأميرةُ نوف سجلاً حافلاً، يزخرُ بالإنجازاتِ، والجوائزِ، وشهاداتِ التقديرِ والشكر، إذ يزدحمُ بها مكتبها الخاصُّ في الجمعيَّة.
طلبنا منها انتقاءَ أهمِّ إنجازٍ من بينها، فاختارت «تبيان»، وهو تطبيقٌ خاصٌّ بتفسيرِ القرآن الكريم بلغةِ الإشارة، يساندُ فئةَ الصمِّ لفهمِ وتفسيرِ معاني القرآن الكريم دون الحاجةِ إلى شخصٍ يقوم بذلك بلغةِ الإشارة. وقد حصل التطبيقُ على دعمٍ من وزارة الأوقاف، وصار ضمن منصَّةِ «إحسان» للعمل الخيري، كما حصد عدداً من الجوائز، منها «جائزةُ عمار»، و«جائزةُ التميُّز للمرأة» من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.
ما رأيك بقراءة فوز طلاب لبنان بأفضل منتج عربي مبتكر لعام 2024 في قطر
سرُّ الابتسامة والنجاح
تشتهرُ الأميرةُ نوف بالابتسامةِ الدائمةِ على الرغمِ من المهامِّ الكبيرةِ التي تتولاها. سألناها عن السرِّ، فأجابت: «ذوو الإعاقةِ، هم الذين يمنحونني السعادةَ والابتسامةَ بحبِّهم لي دون مقابلٍ. عندما أراهم أبتسمُ تلقائياً على الرغمِ من كلِّ ما أشعرُ به مثلَ غيري من همومٍ، وما أحمله من مهامَّ ومشكلاتِ حياةٍ».
وتنسبُ الأميرةُ نوف الفضلَ في نجاحها، بعد الله، إلى «البركة»، فمع تعدُّدِ أدوارها ومناصبها، إلى جانب مهامها الأسريَّةِ والاجتماعيَّةِ، تحرصُ على التعاملِ مع ذوي الإعاقة، وتؤكدُ أن في ذلك بركةً في العملِ والوقت.
المرأة السعودية
وأشادت الأميرةُ نوف بالمرأةِ السعوديَّة، مشدِّدةً على أنها استطاعت وضعَ بصمتها، والبروزَ بشكلٍ لافتٍ في كلِّ المجالات التي اقتحمتها، منها مجالُ المسؤوليَّةِ الاجتماعيَّة، إذ أثبتت فيه أهميتها ودورها الفاعل، ومن هذا المنطلقِ، حذَّرت بعض النساءِ من الفراغِ، طالبةً منهن تجربةَ العطاءِ للاستمتاعِ بلذَّته.
رسالةٌ لأمهات الأشخاص ذوي الإعاقة
وبوصفِ ذلك «روشتةَ نجاحٍ»، وجَّهت الأميرةُ نوف نصائحَ لأمهاتِ الأشخاصِ ذوي الإعاقة قائلةً: «نجاحُ المعاقِ أو فشله، يرتبطان بأسرته، وطريقةِ تعاملهم معه. يجبُ عدم النظرِ لهم بسلبيَّةٍ على أساس القدرات، فنحن جميعاً مختلفون، وكلٌّ منا جميلٌ باختلافه، ويستطيعُ تعويضَ أي نقصٍ فيه.
السياحة في السعوديَّة
وبناءً على تنقُّلها بين المناطقِ السعوديَّةِ لأداء أعمالها، امتدحت الأميرةُ نوف جمالَ السعوديَّةِ ومدنها، وتميُّزها بالتضاريسِ والمعالمِ المتنوِّعة، واصفةً ذلك بنعمةٍ من الله، واسترسلت: «مع رؤية 2030 ستزدادُ بلادنا نمواً وجمالاً، وستصبحُ مدننا صديقةً للأشخاص ذوي الإعاقة بتهيئة المرافقِ والخدماتِ لهم بما يناسبهم».
الأحلام تتحقَّق
وفي ختام حديثها، أشادت الأميرةُ نوف بـ «رؤية 2030»، وبما تحقَّق من تمكينٍ ودعمٍ للأشخاصِ ذوي الإعاقة، وقالت: «أحمد الله على أنني عشتُ إلى هذا العهدِ، عهدِ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، لأرى أحلامنا تتحقَّقُ على أرض الواقعِ ضمن رؤية 2030.
يمكنك أيضًا الاطلاع على ذوو الإعاقة في العالم العربي.. قصص نجاح رغم التحديات