تعد الدوخة أثناء الحمل عرضاً شائعاً نسبياً في بداية الحمل، وغالباً ما تصاب بها الحامل بسبب التغيرات الهرمونية الطبيعية وزيادة تدفق الدم خلال فترة الحمل، وتعد هذه التغييرات ضرورية لخلق بيئة صحية لنمو الجنين، إلا أنه في المقابل يمكن أن تؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم والإصابة بالدوار وزيادة الشعور بعدم التوازن.
فإذا كنتِ حاملاً وتشعرين بالدوار وعدم التوازن، فعليكِ الجلوس على الفور؛ لتقليل خطر السقوط والإصابات، مع أخذ عدة أنفاس عميقة ومحاولة الاسترخاء. إليكِ، وفقاً لموقع "هيلث لاين"، أسباب الدوخة أثناء الحمل ومتى تزورين الطبيب.
أسباب الدوخة أثناء الحمل
1. التغيرات الهرمونية
يمكن أن تصاب الحامل بالدوخة في الأسابيع القليلة الأولى من الحمل؛ بسبب التغيرات الهرمونية الطبيعية، مثل زيادة مستويات الغدد التناسلية والبروجستيرون والإستروجين، وتعمل هذه الهرمونات على زيادة تدفق الدم في جسم المرأة الحامل، ومع ذلك يمكن أن تؤدي هذه التغييرات إلى انخفاض في ضغط الدم، مما قد يسبب الدوخة وعدم الاتزان، خاصة عند تغيير الحركة بسرعة كبيرة.
يمكنك المساعدة في تقليل الدوخة عن طريق النهوض ببطء بعد الاستلقاء أو الجلوس لأكثر من 15 دقيقة، وتجنب الوقوف لفترات طويلة. ومع ذلك، إذا لم تتحسن أعراض الدوخة، أو أصبحت أكثر حدة، أو إذا كنتِ تعانين أيضاً من أعراض مثل آلام البطن أو النزيف، فيجب طلب الرعاية الطبية على الفور.
تعرفي إلى المزيد عن أهم التغيرات الجسدية خلال فترة الحمل
2. القيء الحملي المفرط
يعد القيء المفرط الحملي هو شكل حاد من أشكال القيء أثناء الحمل، حيث تتقيأ المرأة الحامل عدة مرات طوال اليوم لمدة أسابيع، مع زيادة الشعور بالدوخة، والغثيان وآلام المعدة، والقيء المتكرر بجانب التعب أو فقدان الشهية، الأمر الذي يمكن أن يؤثر على صحة الحامل، وبالتالي التأثير على صحة الجنين.
يمكن علاج القيء الحملي المفرط من قبل طبيب النساء والتوليد، باستخدام الأدوية التي يمكن أن تساعد على تقليل القيء، وقد تتطلب الحالات الشديدة دخول المستشفى، أو تناول السوائل الوريدية وأدوية الغثيان.
3. الحمل خارج الرحم
يحدث الحمل خارج الرحم عندما يتطور الجنين خارج الرحم، وفي أغلب الأحيان في قناة فالوب. يمكن أن يسبب تشنجاً شديداً على جانب واحد فقط من البطن، والذي يزداد سوءاً مع الحركة.
يمكن أن تسبب التشنجات الناتجة عن الحمل خارج الرحم أيضاً أعراضاً مثل الدوخة وعدم التوازن أو النزيف أو الغثيان أو القيء أو الإغماء.
لذا إذا لاحظتِ أعراض الحمل خارج الرحم، فيجب عليكِ طلب العناية الطبية لبدء العلاج على الفور، حيث يتضمن العلاج عادة الاستئصال الجراحي للجنين.
4. الجفاف
يمكن أن يظهر الجفاف في أي مرحلة من مراحل الحمل؛ نتيجة لانخفاض تناول السوائل أو التعرق الزائد وفقدان المعادن؛ بسبب درجات الحرارة المرتفعة. تتميز هذه الحالة بأعراض مثل: الدوخة والعطش الشديد وجفاف الفم والصداع الشديد والتعب.
على الجانب الآخر، يمكن أن تعاني النساء الحوامل أيضاً من الجفاف بسبب غثيان الصباح أو التقيؤ الحملي أو الإسهال.
لذا يوصى بارتداء الحامل للملابس الفضفاضة؛ لتخفيف أي إزعاج ناتج عن الحرارة الزائدة، ويمكن للحامل تناول حوالي 8 إلى 10 أكواب من الماء يومياً. في حالات الجفاف الأكثر خطورة، قد يكون دخول المستشفى ضرورياً للحصول على السوائل الوريدية والأدوية.
5. نقص السكر في الدم
يعد نقص السكر في الدم هو انخفاض حاد في نسبة الجلوكوز، مما يتسبب في زيادة شعورر الحامل بأعراض الدوخة، والرعشة، والضعف، والعرق البارد، وشحوب الجلد، وعدم وضوح الرؤية، وخفقان القلب.
يمكن أن تصاب الحامل بانخفاض حاد في مستويات السكر في الدم أثناء الحمل؛ بسبب عدم تناول الطعام لفترة طويلة، أو ممارسة نشاط بدني مفرط دون استشارة الطبيب، أو بسبب الإصابة بمرض السكري.
تناولي الطعام بكميات صغيرة على فترات أقل من 2 إلى 3 ساعات للمساعدة في منع نقص السكر في الدم. ومع ذلك، إذا لاحظت ظهور أعراض انخفاض نسبة السكر في الدم، فيجب عليكِ تناول حوالي 15 جراماً من الكربوهيدرات، مثل عصير البرتقال الطبيعي، أو قطعة من الحلوى أو الشوكولاتة.
من المهم استشارة طبيب النساء والتوليد إذا كنتِ تعانين من أعراض انخفاض نسبة السكر في الدم؛ لإجراء الفحوصات والتأكد من الإصابة بمرض سكري الحمل من خلال فحص الدم.
6. نظام غذائي منخفض الحديد
تصاب الحامل بالدوخة وعدم التوازن أثناء الحمل؛ بسبب اتباع نظام غذائي منخفض في نسبة الحديد وحمض الفوليك.
يمكن أن تصاب الحامل بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد في أي مرحلة من مراحل الحمل، والإصابة بأعراض التعب المفرط أو الشحوب أو ضيق التنفس.
يوصى لعلاج فقر الدم تناول الحامل لمكملات الحديد وحمض الفوليك، وتناول الأطعمة الغنية بالحديد؛ مثل العدس والبقدونس والفاصوليا واللحوم الحمراء.
7. ضغط الرحم
يمكن أن تظهر الدوخة وعدم الاتزان أثناء الحمل أيضاً في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل؛ وذلك بسبب الضغط الذي يمكن أن يسببه الرحم على الأوعية الدموية المحيطة، خاصة عند الاستلقاء على الظهر.
وذلك لأن وزن الجنين يقوم بالضغط على الوريد الأجوف وصعوبة عودة الدم من الساقين إلى القلب، مما يؤدي إلى إصابة الحامل بالدوخة والشعور بعدم التوازن.
تعد إحدى طرق الوقاية من الدوخة وعدم التوازن هي الاستلقاء على الجانب الأيسر، أو الاستلقاء على السرير، مع وضع وسادة عالية تحت ساقيك، مما يمنع ضغط الرحم على الأوعية الدموية المحيطة ويعزز عودة الدم إلى القلب. ومع ذلك، إذا لم تتحسن الدوخة، فمن المهم استشارة طبيب التوليد؛ لتقييم ما إذا كان هناك سبب آخر.
متى تزورين الطبيب؟
ومن المهم استشارة طبيب التوليد عندما تكون الدوخة متكررة أو مرتبطة بأعراض أخرى، مثل:
- رؤية ضبابية.
- صداع.
- الخفقان.
- تعرق بارد.
- شحوب.
- التعب المفرط.
- الارتعاش.
- ضيق في التنفس.
- ألم بالصدر.
- استفراغ وغثيان.
- تشنجات شديدة.
- تورم.
- الخمول.
- علاوة على ذلك، إذا ظهرت الدوخة فجأة أو كانت شديدة؛ فيجب التوجه إلى أقرب غرفة طوارئ على الفور؛ للتقييم والعلاج حسب الضرورة.
قد يهمكِ الاطلاع على 10 علامات خطر على الحمل يجب الانتباه لها
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.