قد تأتي الفرصة المثالية في حياتك المهنية مرة واحدة؛ لذلك فإن الانضمام إلى بيئة عمل جديدة قد تنطوي في بداياتها على مزيجٍ من الحماس والتحديات. وكثيرٌ منّا يجد نفسه متحمساً لبدء هذه الرحلة، لكن في هذا الطريق المهم والمليء بالتوتر والضغوطات، قد تكمن العديد من الأخطاء التي يمكن أن تؤثر سلباً على تجربتك الأولى في العمل الجديد. فما هي هذه الأخطاء؟ وكيف يمكن تجنبها؟
إن الاندفاع نحو العمل الجديد يحتم عليك أولاً أن تتوقف في لحظة تأمل من أجل الاستعداد الشامل نحو تلك الخطوة. فهل تفكر في كيفية تقديم أفضل أداء لك؟ وهل لديك خطة لتكييف نفسك مع بيئة العمل الجديدة؟
لذلك، فالتفكير في الطرق التي يمكن أن تساعدك في الاستمرار والنمو في الوظيفة الجديدة؛ هو هدفك الأول من قراءة هذا المقال، وكيف يمكنك تحويل الأخطاء إلى فرص للتعلم؟ وما هي الاستراتيجيات التي يمكننا اتباعها لتحسين أدائنا والتأقلم بسرعة في بيئة العمل الجديدة؟ بحسب الأستاذ الخبير إحسان علي، وكيل أعمال تجارية.
التسرع في إثبات النفس
كلما استغرق البحث عن وظيفة وقتاً أطول زاد الضغط الذي قد يشعر به الموظف الجديد لإظهار أنه ما يزال لديه ما يريده. وهذا يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ إجراءات أو خطوات قبل الأوان. لذلك فمن الأفضل أن تكون هادئاً، وأن تتعرف إلى طبيعة الوظيفة بتروٍّ ودقة. فهناك احتمال حدوث أو ارتكاب الأخطاء بشكل كبير.
ولا تنسَ أن تتعرف إلى مجموعة من العلامات المهمة، لتتعلم: كيف تنجو من فخ العلاقات المهيمنة في العمل؟
عدم طرح الأسئلة
هناك الكثير لتأخذه في تلك الأيام الأولى من الوظيفة الجديدة. فمثلاً: منْ يفعل ماذا؟ كيف تتم الأمور؟ لماذا يتم القيام به بهذه الطريقة؟ ما هي المشاريع والأولويات التي يجب التركيز عليها أولاً؟ فالفترة الأولى من الوظيفة تعد بالنسبة لك فترة التعرف والأمان، ولا بأس بطرح الأسئلة التي قد تبدو سخيفة بعد شهر من الآن. لذا اسأل بعيداً. إن التظاهر بالحصول على جميع الإجابات ليس طريقة لكسب الاحترام في وظيفة جديدة.
الامتناع عن الأعمال الشاقة
هنالك مقولة مهمة في الأيام الأولى من العمل عليك تعلمها: "امشي قبل أن تتمكن من الركض" فهي نصيحة تضيع لدى بعض الموظفين الجدد. قد يُطلب منهم العمل في مهام صغيرة يعتبرونها أقل من مستوى مهارتهم أو خبرتهم. لكن القيام بالأشياء الصغيرة بشكل جيد يبني الثقة. وبدون ذلك، فإن المهام الأكثر أهمية قد تذهب إلى شخص آخر.
المبالغة في عرض المهارات
هذا الخطأ هو نتيجة طبيعية لمحاولة إثبات نفسك في وقت مبكر جداً. يتعلق الأمر أيضاً بأن تكون مثيراً للإعجاب، باستثناء الطرق التي تجعل الآخرين يبدون أقل قدرة. فإن إرسال جدول بيانات معقد قمت بتطويره إلى رئيسك هو شيء مقبول، لكن محاولة الاستعراض وتقديمه في اجتماع جماعي؛ حيث يجعل الإصدارات الحالية تبدو وكأنها هواة غيرة مفهومة للزملاء الآخرين هو أمر سييء.
إخبار الآخرين بطرق العمل
هل يقدّر أي موظف أن يخبره الوافد الجديد بكيفية القيام بعمله؟ ربما لا، إلا إذا كانت النصيحة رائعة. وإلا فإن العامل الراسخ يميل إلى اتخاذ موقف دفاعي. إذا كانوا يفعلون الأشياء بطريقة معينة دون الحصول على شكاوى، فإن وجود شخص جديد تماماً يخبرهم بالتغيير يشبه الوقف بوجه العاصفة.
في الختام، عليك أن تدرك أن هذه رحلة مليئة بالتحديات والفرص وأن البدايات دائماً محفوفة بالمخاطر والأخطاء المحتملة. وبأنها في ذات الوقت تمثل فرصة للنمو والتطور؛ حيث يمكنك استخدام كل تجربة سلبية كفرصة لتعلم شيء جديد وتحسين أدائك في المستقبل. ونتذكر دائماً أن كل يوم في العمل الجديد هو فرصة جديدة لبناء قدراتك وتحقيق أهدافك المهنية.
هل تريد أن تصبح قائداً ومؤثراً، تعرف: كيف تتحلى بالحضور الكاريزمي في كل مناسبات العمل؟