تعتمد السعادة إلى حد كبير على السلوك الذي نختاره لمواجهة الحياة. فالسلوك الإيجابي يجعل الإنسان أكثر قدرة على مواجهة العالم ويمكنه من التعامل مع كافة التحديات التي تعيق نجاحاته، فللإيجابية تأثيرات مدهشة على التصرف والتوجه والأسلوب والسلوك الإنساني عامة حيث تُعد مفتاحًا للنجاح ومنهاجًا للسعادة، تعرفي بالسياق التالي على الإيجابية وأثرها في بناء السلوك الإنساني.
الإيجابية تفتح طريقًا للأمل يوجهنا للسعادة
تقول نسمة فريد جورج، استشارية تنمية بشرية ودعم ذاتي لسيدتي: "الأشخاص الذين لديهم موقف إيجابي هم أكثر سعادة واتساق مع الحياة، فالإيجابية تفتح طريقًا للأمل وتُعبد مجاهيل الحياة، وعندما يتخذ الإنسان الإيجابية كمنهاج للحياة وقاموس يدير من خلاله سلوكه وتصرفاته ينعكس ذلك ولا شك على صحته النفسية والإجتماعية وبالتالي تظهر تأثيراته على تقدم وتطور مستواه العلمي والمهني، فالشخص السعيد ليس لديه مجموعة معينة من الظروف المستمرة التي يجب أن يخضع لها ويخنع في التعامل معها، بل مجموعة من المواقف المؤقتة التي تعترض طريقه ويمكنه تخطيها أو مواجهتها، فالإيجابيون غالبًا ما يحافظون على علاقة أفضل مع أنفسهم ومع الآخرين. ويكتسبون قدرة أكبر على الاستمتاع، وينشرون التفاؤل ويشعون بالطاقة الإيجابية، ويصبحون محبوبين أكثر، ويركزون على الحل وليس المشكلة، ومن ثمّ يحققون أهدافهم، ويكتشفون الفرص، ويكونون أكثر نجاحاً".
تؤكد نسمة: "إن موقفنا الذي نتخذه من أمر ما ما هو إلا نتاج أفكارنا وكيفية إدراكنا للحياة من أجل مواجهته، وتغيير الموقف السلبي إلى موقف إيجابي يعتمد فقط على ما نقرره كل يوم.
ووفقاً لدراسة نشرتها جامعة هارفارد، .harvard.edu فإن الأشخاص الذين يتمتعون بالإيجابية يتمتعون أيضاً بسلوك جيد ولديهم نظرة أفضل للحياة ويتمتعون بصحة أفضل، كما تقل احتمالية إصابتهم بمشاكل في القلب والأوعية الدموية، والاختلالات العقلية والتوتر والاكتئاب، فجهاز المناعة لديهم أقوى من جهاز مناعة الشخص الذي لديه مواقف أكثر سلبية تجاه الحياة، وتشير التقديرات إلى أنهم يعيشون ما بين ثماني وعشر سنوات أطول من غيرهم".
يمكنك التعرف كذلك على: ما الذي يحرك عقلك وكيف تكون الدوافع مفتاحك للنجاح
ماذا أفعل لأتحول إلى شخص ذو موقف إيجابي؟
ابتسم
تقول نسمة: "تعمل حركة الابتسامة على تنشيط عضلات الوجه، مما يولد تنشيط الناقلات العصبية الضرورية للسعادة بالإضافة إلى ذلك، تعمل الابتسامة على تقليل الهرمون المسؤول عن التوتر، لذلك فمن الضروري أن نضع الابتسامة في أذهاننا حتى لو لم تولد فينا، فنجعلها تلقائية في نفسيتنا وندمجها في حياتنا اليومية ومن ثم سنشعر بالإيجابية".
كن ممتنًا وعش مع الامتنان
إن تقدير ما لدينا وعدم التركيز على ما ينقصنا لأمر رائع، ولذلك كن ممتنًا دائمًا لكل شيء جيد حولك، مهما كان صغيرًا. إن الشعور بالامتنان يربطنا بالحياة ويجعلنا أكثر إيجابية وتفاعلًا، ويساعدنا على التكيف مع الظروف والحصول على صحة نفسية وجسدية أفضل.
أكد إيمانك بنسبية الأشياء
إن النسبية تعني التقليل من أهمية الأحداث، أي عدم أخذ الحياة على محمل شخصي، وهذا له تأثير كبير على تقليل الشعور بالسلبية والهزيمة.
ركز على الحل وليس المشكلة
عندما نركز على المشكلة وليس الحلول فإننا نسبح في بحور من السلبية، بينما إذا قلبنا الأمر ونظرنا للحلول فور حدوث المشكلة فسوف تتفتح الطريق للإيجابية لكي تحيط بحياتنا حيث البحث عن طرق للخروج يفتح لنا بدائل وفرصًا أخرى، مما يسمح لنا باتخاذ خطوة التغيير.
إدارة حالتنا العاطفية
إن اكتشاف حالتنا العاطفية وإدارتها هو تحديد ما نشعر به واختيار ما نريد أن نشعر به وهذا الأمر يشعرنا بالاتساق مع النفس ويدفعنا لانتهاج سلوكيات إيجابية تدهش الآخرين.
اعتني بطاقتك الحيوية
الطاقة الحيوية هي الصحة. أبعد نفسك عن لصوص الطاقة مثل الشكاوى أو اللوم، ووسائل الإعلام، والمحادثات السلبية، والأشخاص الذين يساهمون في إحباطك، والعادات غير الصحية.
الدخول في وضع عقلية النمو
عقلية النمو هي موقف يقبل التغيير ويجعلك منفتح على التطوير الشخصي. فهو يسمح لنا بالنمو والتطور، لتكون قادرًا على اختيار الطريقة التي تود أن تتصرف بها وما تريد تحقيقه.
ابحث عن الجانب الإيجابي في كل موقف سلبي
كل شيء في الحياة له جانب إيجابي وجانب سلبي. يعتمد الأمر عليك وعلى الجزء الذي تريد تغذيته وتنميته في نفسك.
اعتمد رياضة المشي 10000 خطوة
بحسب الدراسات فإن 10000 خطوة كحد أدنى ضروري لترجمة النشاط البدني إلى فوائد صحية حقيقية، ولتحقيق ذلك يمكنك إما شراء عداد الخطوات، أو ساعة عداد الخطوات، حيث تعادل 10000 خطوة 30 إلى 45 دقيقة من المشي، علاوة على الفوائد الصحية فالمشي سيصفي ذهنك ويجعلك أكثر هدوءًا وتأملًا ومن ثم إيجابية، وقد تجد حلول لعشرات المشاكل خلال جولتك اليومية..
بالنهاية تقول نسمة: "الإيجابية تعني حسن الخلق، وحسن الخلق يفتح أبواب الصحة والسعادة، ويجعل سلوكك الإنساني دائمًا أكثر رقيًا واحترامًا، فحسن الخلق يجعلك تألف الناس والناس يألفوك لذلك اعمل اليوم على نفسك، وسوف تجني الثمار بقية حياتك".
وإذا تابعت السياق التاي تتعرفين على: كيف تزرع التفاؤل في نفسك ونفوس الآخرين