هل تساءلت يوماً كيف يتمكن الموظفون الأكثر نجاحاً من فهم المهام الجديدة بسرعة وفعالية؟ في عالم العمل السريع والمتغير باستمرار، تكمن الإجابة في قدرتهم على طرح الأسئلة الصحيحة في الوقت المناسب، فالموظفون الأذكياء لا يتوقفون عند تنفيذ الأوامر فقط، بل يسعون لفهم التفاصيل الدقيقة والمتطلبات الكامنة وراء كل مهمة جديدة، هذا الفهم العميق يمكنهم من أداء مهامهم بأعلى مستوى من الكفاءة والدقة؛ مما يعزز من قيمتهم في بيئة العمل ويسهم في تحقيق النجاح المشترك.
إضاءة: "الأسئلة الصائبة لا تحدد فقط المهام، بل تلهم وتعزز من أداء الفريق بأكمله".
تستعرض الخبيرة في مجال التربية النفسية "سوزانا آتشك جوز" من جامعة كرابوك أربعة أسئلة رئيسية يطرحها الموظفون الأذكياء دائماً على رؤسائهم عند تكليفهم بمهام جديدة. وتستوضح كيف يمكن لهذه الأسئلة أن تسهم في تعزيز فهمهم وتوجيههم نحو النجاح في أداء مهامهم، وكيف يمكن لكل موظف أن يتبنى هذه الممارسات لتحقيق التميز في بيئة العمل.
السؤال الأول: متى يحين موعد التسليم؟
إن موعد التسليم يعتمد بشكل كبير على طبيعة المشروع والمتطلبات المحددة، فالموظفون الأذكياء يدركون أهمية فهم تفاصيل المواعيد النهائية بدقة لتجنب الضغط غير الضروري وضمان الأداء الأمثل، عند تكليفك بمهمة جديدة، من الضروري طرح هذا السؤال للحصول على رؤية واضحة للجدول الزمني وتحديد الأولويات بشكل فعال، بذلك يمكنك تجنب الافتراضات الخاطئة التي قد تؤدي إلى ضغوط غير مبررة أو تأجيلات غير ضرورية، دائماً تأكد من مراجعة جدول المشروع والتواصل مع المدير أو المسؤول المباشر للحصول على معلومات دقيقة ومحدثة حول موعد التسليم.
للموظفين الأذكياء.. كيف تستعيد طاقتك وتجدد نشاطك لتحقيق التوازن بين العمل والحياة؟
السؤال الثاني: هل هناك أي شخص آخر يجب أن أتحدث معه حول هذا الموضوع؟
بالتأكيد، يعد طرح هذا السؤال خطوة ذكية لضمان نجاح تنفيذ المهمة، معرفة الأشخاص الآخرين الذين يجب التواصل معهم يمكن أن يوفر الكثير من الوقت والجهد، هؤلاء الأشخاص قد يكون لديهم معلومات إضافية أو يمكنهم تقديم الدعم المطلوب، على سبيل المثال، إذا كانت المهمة تتعلق بمشروع يتطلب تعاوناً بين أقسام مختلفة، فقد يكون من الضروري التحدث مع زملاء في أقسام أخرى للحصول على مدخلاتهم أو التنسيق معهم لضمان تنفيذ المهمة بسلاسة، استفسارك عن الأشخاص الآخرين الذين يجب التحدث معهم يساعدك في بناء صورة كاملة للمشروع وتحديد جميع الموارد المتاحة؛ مما يعزز من فرص النجاح، ويقلل من العقبات التي قد تواجهها أثناء العمل.
السؤال الثالث: لماذا نقوم بتنفيذ هذه المهمة؟
يمثل طرح سؤال "لماذا أفعل ذلك؟" سلوكاً ذكياً من قِبل الموظفين الفعّالين لضمان فهمهم العميق للأهداف والغايات وراء المهام المكلفين بها، ومن أبرز الأسباب وراء ذلك تحديد ما يلي:
- تحديد الأهداف الأساسية: إن معرفة السبب وراء المهمة يساعد في فهم الأهداف الرئيسية وما يُراد تحقيقه من خلال تنفيذها؛ مما يمكن من التركيز على النقاط الأهم.
- توجيه الجهود بشكل فعال: عندما تعرف لماذا تفعل شيئاً، يمكنك توجيه جهودك نحو تحقيق النتائج المرجوة بشكل أكثر فعالية، وتجنب القيام بالخطوات غير الضرورية.
- التحفيز الشخصي: فهم الغرض من المهمة يمكن أن يزيد من حماسك ودافعيتك لإتمامها بكفاءة عالية؛ لأنك تعرف أن جهودك تساهم في تحقيق هدف أوسع وأكبر.
- تقديم تحسينات ومقترحات: عندما تفهم السبب وراء المهمة، قد تتمكن من تقديم تحسينات أو مقترحات قد تؤدي إلى تنفيذها بشكل أفضل أو أكثر كفاءة.
لذا، طرح هذا السؤال لا يساعد فقط في تنفيذ المهمة بشكل أفضل، بل يعزز أيضاً من قدرتك على إضافة قيمة حقيقية للعمل الذي تقوم به.
السؤال الرابع: ما الذي تتوقعه مني بالضبط؟
عندما يُطرح عليك سؤال "ما الذي تتوقعه مني بالضبط؟"، يُعتبر هذا استفساراً مهماً يساعد في تحديد توقعات واضحة ومحددة من جهة المدير أو الفريق الذي يكلفك بالمهمة، من خلال هذا السؤال، يمكنك تحديد ما يلي:
- تحديد الأولويات: معرفة النقاط الأساسية التي يجب أن تركز عليها في تنفيذ المهمة المطلوبة.
- فهم الخطوات الضرورية: معرفة الخطوات والإجراءات التي يجب اتخاذها لضمان إكمال المهمة بنجاح.
- تحديد الموارد المطلوبة: معرفة الموارد اللازمة؛ مثل الوقت والمال والموظفين لضمان تنفيذ المهمة بشكل صحيح.
- تحديد المخرجات المتوقعة: فهم ما هي النتائج أو المنتجات التي يجب تسليمها بنهاية المهمة.
بالإجابة عن هذا السؤال، تضمن أنك على دراية كاملة بتوقعات الفريق أو المدير؛ مما يساعد في تحقيق التواصل الفعال وتحقيق الأهداف بشكل أكثر فعالية.
فكرة: "في بيئة العمل المتغيرة، القدرة على طرح الأسئلة الملائمة تعكس المرونة والقدرة على التكيف اللازمة لتحقيق النجاح".
كن ذكياً وتعرف إلى.. كيفية تقديم الانتقاد بفعالية لزميلك في العمل دون الإساءة إليه
