بعد أن أدى تفشي حمى الضنك في أوروبا إلى وضع المسافرين في حالة تأهب خلال فصل الربيع الماضي، يتم الإبلاغ اليوم عن حالات فيروس جديد ينتقل عن طريق البعوض وهو حمى غرب النيل.
مؤخراً رُصد فيروس حمى غرب النيل عند شخصين في إسبانيا وإيطاليا. ووفقاً للمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC)، حصلت العدوى محلياً وليس أثناء الرحلات إلى المناطق الاستوائية. وتمّ الإبلاغ عن حالة في إيطاليا في 20 يونيو الماضي في مودينا، وقبلها سُجّلت إصابة في مارس الماضي في أشبيليا الإسبانية.
تاريخ انتشار حمى غرب النيل
أول تشخيص لحمى غرب النيل كانت لمريض مصاب بـالحمى من منطقة غرب النيل في شمال أوغندا عام 1937. تم تشخيص الحالة في إطار دراسة وبائية كبيرة لفيروس الحمى الصفراء، ومع ذلك، أدى تلقيح الفئران بمصل المريض إلى عزل فيروس له خصائص فيزيائية ومرضية. على الرغم من أن المريض الرئيسي كان يعاني من الحمى فقط، إلا أن هذه الدراسات الأولى التي أجريت على الفيروس المكتشف حديثاً أشارت إلى أن المرض، وبحسب علم الأمراض، يتعلق في المقام الأول بالجهاز العصبي المركزي (CNS)، مما يشير إلى طبيعته العصبية.
انتشرت فيروسات حمى غرب النيل لأول مرة خلال عدة حالات تفشي في حوض البحر الأبيض المتوسط في أوائل الخمسينيات والستينيات، حيث سّجّلت أول حالة في فلسطين المحتلة عام 1951 في بلدة صغيرة خارج مدينة حيفا.
قد يهمك الاطلاع على حمى الضنك: طرق الوقاية ومخاطر العدوى وفق طبيبة
انتشار الفيروس في أوروبا وفلسطين المحتلة
انتشر فيروس حمى غرب النيل بشكل كبير في رومانيا عام 1996. ومنذ ذلك الحين، ظهرت حالات في الدول الأوروبية، بما في ذلك فرنسا واليونان والمجر وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا. وفي العام الماضي، تم الإبلاغ عن 713 حالة مكتسبة محليًا في الاتحاد الأوروبي في 123 منطقة مختلفة، 22 منها شهدت العدوى لأول مرة. كما سُجّلت 67 حالة وفاة.
عربياً، سُجّلت أول حالة إصابة بحمى غرب النيل في الضفة الغربية في محافظة جنين وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وذكرت الوزارة أن الأطباء حددوا أعراضاً تتوافق مع المرض وأكدت الاختبارات اللاحقة الإصابة.
أعراض حمى غرب النيل
من الأعراض المتعارف عليها لفيروس حمى غرب النيل؛ الصداع، آلام الجسم والمفاصل، القيء أو الإسهال، الطفح الجلدي. يتعافي معظم الأشخاص المصابين بمرض الحمى الناجم عن فيروس غرب النيل تمامًا، لكن التعب والضعف قد يستمران لأسابيع أو أشهر.
يمكن لأي شخص أن يُصاب بهذه الحمى ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على الـ 60 عامًا يكونون أكثر عرضة للإصابة. أما الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة، مثل السرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى والأشخاص الذين خضعوا لعمليات زرع الأعضاء، فهم أيضاً أكثر عرضة للخطر.
ماذا يقول طبيب متخصص عن فيروس حمى غرب النيل؟
الدكتور رامز عزّام، الاختصاصي في الطب الداخلي وأمراض المناعة السريرية يشرح لـ"سيدتي" عن هذا الفيروس الذي يشبّهه بفيروس كورونا، من حيث الأعراض وطريقة العلاج. ويؤكد أن "الفيروس يحدث من خلال لدغة البعوض. بداية تنتشر بين الطيور ومن ثم الأشخاص، ويبقى في الجسم لمدة أسبوعين، لكنه لا يسبّب العدوى إلا من خلال نقل الدم أو عملية زراعة الاعضاء، ومن الممكن أن تنقل الأم الفيروس لجنينها أو من خلال الرضاعة الطبيعية".
ويؤكد عزّام أن "نسبة 90 في المئة من المصابين بالفيروس يشفون من المرض بفضل جهاز مناعتهم الذي يساعدهم على التخلص منه. بالإضافة العلاج بدواء خافض للحرارة".
ويعتقد د. عزّام أن "معظم المصابين بفيروس غرب النيل لديهم مناعة أو حماية لمدى الحياة من الإصابة بالمرض مرة أخرى. قد لا يكون، لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بسبب حالات أو أدوية معينة، استجابة مناعية قوية للعدوى الأولية أو قد تتضاءل مناعتهم بمرور الوقت".
وبرأي الطبيب عزّام " هناك إصابات تكون حالتهم خطيرة قد تصل بهم إلى الوفاة في حال تسبّب هذا الفيروس بالتهاب في الدماغ يؤثر على وظائفه، لتسببه بأعراض مرض التهاب السحايا ينتج عنها ألم في العظام وارتفاع الحرارة ونوبات تشنج نتيجة زيادة الكهرباء في الدماغ". وفي هذه الحالة، يؤكد د. عزّام أن "العلاج يحصل من خلال بنك الدم، حيث تتم تصفية فحوص المناعة عند عدد كبير من الأشخاص، ليُصار اختيار الأفضل قبل نقل الدم. كما أن هناك العلاج بالكورتيزون".
ويضيف الدكتور عزّام إلى أن " الفيروس منتشر في عدد من دول العالم ومنها أميركا، وهو يتواجد بكثرة في البلدان الأكثر سخونة، ويعود سبب انتشاره اليوم الى الاحتباس الحراري العالمي". كما يختم موضحاً أنه "لم يتمّ حتى الساعة الكشف عن أي لقاح ضدّ المرض".
ما رأيك الاطلاع على ما هو مرض X ؟ وما هي حقيقته العلمية؟.. طبيب يشرح
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.
*المصادر:
- Centers for Disease Control and Prevention
- National Institutes of Health