فنَّانةٌ إماراتيَّةٌ، شغلتها قضايا الثقافةِ، والهويَّةِ في المجتمعاتِ العربيَّة والغربيَّة. تسبرُ أغوارَ الفنِّ ببساطةٍ ورشاقةٍ ممزوجتَين بحسِّ الانتماء، وتستمدُّ إلهامها من محيطها، أو من محادثةٍ بسيطةٍ مع زميلٍ فنَّانٍ. تستمتعُ بمناقشةِ التعليقاتِ الاجتماعيَّة بما يُغذِّي الموضوعاتِ التي تكتشفها خلال ممارستها الفنيَّة. ضيفتنا سارة العقروبي، حكت عبر صفحاتِ «سيدتي» قصَّة فنَّها، الذي وصفه النقَّاد بأنه طائرٌ يحلِّقُ من غير حدودٍ.
حوار | لمى الشثري Lama AlShethry
تنسيق | رنا الطوسي Rana Al Tousi
المديرة الإبداعية | ساره راكستون Sarah Ruxton
تصوير | دارون بانديرا Daron Bandeira
تنسيق الأزياء | آنوشكا هيتالماكي Anusha Hittalmakki
مكياج وشعر | آنيا بونياتوفسكا Ania Poniatowska
إنتاج | لميس جوده Lamis Joudah
مساعدة التنسيق | سمريتي مكاني Smriti Makani
موقع التصوير | BickiBoss Studio Dubai
تصفحوا النسخة الرقمية لـ عدد يوليو أغسطس 2024 من مجلة سيدتي
سارة العقروبي
بدايةً، عرِّفينا على نفسكِ بوصفكِ فنَّانةً، وباحثةً، ومعلِّمةً، ومستكشفةً ثقافيَّةً، ثم كيف خضتِ كلَّ هذا المسارِ المتنوِّع؟
من الصعبِ أن أتذكَّر كيف بدأتُ مشواري. لقد كنت أؤمنُ دائماً بالتنوُّع منذ طفولتي، ولطالما استمتعتُ بالجمعِ بين الموضوعاتِ، والخبراتِ المختلفة لإنشاءِ نسخةٍ جامعةٍ ومتميِّزةٍ. لا أعتقدُ أن الإبداعَ، يجبُ أن يكون محصوراً في إطارٍ. على العكسِ، يجبُ أن تكوني منفتحةً، ومُتقبِّلةً لكلِّ الفرص. أيضاً، لا أعتقدُ أنه يتعيَّن علينا أن نحملَ لقباً واحداً. على سبيلِ المثال، أنا ابنةٌ، لكنني أختٌ كذلك. بهذه الطريقةِ، أتعاملُ مع ممارستي الفنيَّة. أنا فنَّانةٌ، لكنني أيضاً معلِّمةٌ ومؤلِّفةٌ. لست أبداً مجرَّد شيءٍ واحدٍ.
باعتباركِ متعدِّدةَ المواهب، ما تأثيرُ هذه الخلفيات على عملكِ؟
عندما كنت أصغرَ سناً، كان لي شرفُ الالتحاقِ بمدارسَ في جميعِ أنحاءِ العالم، ما سمحَ لي بالسفرِ، والمشاركةِ في الغناءِ، والموسيقى، والدراما، والمسرحِ، والفنِّ. لقد عرَّفتني نشأتي الفنيَّة على أشكالٍ مختلفةٍ من ممارسةِ الفنِّ منذ سنٍّ مبكِّرةٍ جداً، لذا كانت جزءاً من حياتي. هذا يعني أنه كلّما رغبتُ في التواصلِ، يكون ذلك دائماً بعدسةِ الفنِّ، بالتالي تأتي مؤثِّراتي من كلِّ مكانٍ.
كيف تصفين تجربتكِ التعليميَّة من بلجيكا إلى إيطاليا فالإمارات العربيَّة المتَّحدة ولندن؟
عندما تسافرين كثيراً منذ طفولتكِ، وتتعرَّفين على ثقافاتٍ، وأديانٍ، وتقاليدَ مختلفةٍ، تكتسبين القدرةَ على الانفتاحِ، وتقبُّلِ تجاربِ الآخرين المغايرةِ لتجاربكِ. تصبحين متسامحةً، وفضوليَّةً، ومتكيِّفةً.
هل هناك ممارساتٌ تعليميَّةٌ دوليَّةٌ، استمتعتِ بها بشكلٍ خاصٍّ، وترغبين في دمجها بالمنطقة؟
الوعي والتفكيرُ النقديان مهمَّان للغاية، وكانا دائماً جزءاً من تعليمي. عندما كنت أصغرَ سناً، أخذتُ دوراتٍ بوصفها جزءاً من مدرستي، وتسمَّى «نظريَّة المعرفة». كان أساسُ الدورةِ التشكيكُ دائماً في كلِّ ما يقالُ لكِ، وليس فقط قبوله في ظاهره. كان السؤالُ، يتبعه دائماً «لماذا؟» لماذا هذا هو الحالُ؟ وهذا نهجٌ، يعتمده المبدعون طوالَ الوقت، لكنْ يجبُ أن يكون جزءاً من أسلوبِ الحياةِ العامِّ لشخصٍ ما.
يمكن أيضًا الاطلاع على لقاء مع الفنانة هناء السجيني
"أحد الأشياء الرئيسة المفقودة النقد البناء، والقدرة على انتقاد ممارسات الآخرين. إن قلّة النقد، لا تتيح فرصاً للنمو حيث قد لا تكون الأمور ناجحة"
أعمالكِ التجريديَّة مفعمةٌ بالحيويَّة، ومملوءةٌ بالألوان، كيف أبصرت الحياة؟
إنها عمليَّةٌ طويلةٌ جداً، وتتطلَّبُ كثيراً من الصبر، يتمُّ فيها تطبيقُ كلِّ طبقةِ طلاءٍ على سطحِ القماش، ثم تجفُّ. يمكن أن يستغرقَ الأمرُ ما بين 24 إلى 48 ساعةً لكلِّ طبقةٍ، لذا قد يستغرقُ إنشاءُ لوحةٍ قماشيَّةٍ أشهراً قبل أن تتمكَّن حتى من البدءِ في العملِ عليها! وبمجرَّدِ إعدادِ اللوحةِ، وتأمينِ طبقاتٍ كافيةٍ، يبدأ الحفر. إنها عمليَّة تنقيبٍ! وبدلاً من إضافةِ طبقاتٍ إلى اللوحة في الإمكانِ البدءُ بعمليَّة النحتِ في الطبقاتِ للكشفِ عن التركيبة. هي عمليَّةٌ تأمليَّةٌ، وبطبيعتي لست شخصاً صبوراً، لكنْ عندما يتعلَّقُ الأمرُ بفنِّي، تكون هذه المناسبةُ الوحيدةَ التي أتحلَّى فيها بالصبر.
ما أكثر شيءٍ يشدُّكِ على الساحةِ الفنيَّة في المنطقة، وما الذي تعتقدين أنه مفقودٌ؟
يوفِّرُ المشهدُ الفنِّي عديداً من الفرصِ للفنَّانين الشبابِ الناشئين. أحدُ الأمورِ الرئيسةِ المفقودةِ النقدُ البنَّاء، والقدرةُ على انتقادِ ممارساتِ الآخرين. إن قلَّةَ النقد، لا تتيحُ فرصاً للنمو، إذ قد لا تكون بعضُ الأمورِ ناجحةً. نحن نحبُّ التركيزَ على النجاحِ والإيجابيَّة، لكنْ أعتقدُ أنه من المهمِّ أيضاً تسليطُ الضوءِ على السلبياتِ، والأماكنِ التي تظهرُ فيها الأخطاء. كيف سننمو إذا لم نتمكَّن من رؤيةِ أخطائنا؟!
بعد نحو خمسةِ أعوامٍ على إطلاقِ مشروعِ «الرسائل»، واستقبالِ رسائلَ مجهولةِ المصدر من مئاتِ الأشخاص، هل تغيَّر تفكيركِ بأي شكلٍ من الأشكال؟
لقد كان مشروعُ «الرسائل» تجربةً مُرضيةً. كان موجوداً قبل أكثر من سبعةِ أعوامٍ، لكنَّه واجه عقباتٍ عدة. تمَّ إيقافُ الحملة، لكنَّها غيَّرت طريقةَ فهمي للمجتمعِ المدني واهتماماته. هناك كثيرٌ من الرسائلِ التي لا يتمُّ نشرها، لأن محتواها متطرِّفٌ للغاية! الكثيرون كانوا متعطِّشين للاتصالِ في قصصهم، وهذا ما جعلني أدركُ كم نحن جميعاً متشابهون، ولدينا التجاربُ نفسها. إنه عالمي. أعتقدُ أنه بقدرِ ما استمتعَ به الناس، لم تكن في المقابلِ بعضُ جوانبِ المجتمعِ جاهزةً له! مع ذلك، سيبقى المشروعُ إلى الأبدِ دراسةَ حالةٍ رائعةً لكيفيَّة تفكيرِ المجتمعات. أيضاً، ونظراً لأن «الرسائل» كان دائماً في حالةِ تغيُّرٍ مستمرٍّ، فقد تحرَّك مع اهتماماتِ، وتجاربِ المجتمع، لذا بالطريقةِ نفسها التي ننمو بها جميعاً، نما معنا.
ما الشيءُ الأكثر روعةً الذي تعلَّمتِه طوالَ رحلتكِ حتى الآن؟
من أروعِ الأشياءِ التي تعلَّمتها ما قالته امرأةٌ، تدعى كارولين وانجا Caroline Wanga، وناقشت بشكلٍ عامٍّ موضوعَ «الذات»، و»مَن أنت بوصفك شخصاً». تقولُ: «مَن أنت، يحدِّدُ مَن تكون في الصميم، وإذا تمَّ تحدِّيكَ بشأنِ هويَّتك، فلا يجبُ عليك تغييرُ ذلك أبداً. يجبُ عليك تغييرُ أين أنت، أو البيئةِ المحيطةِ بك». لقد أمضت حياتها بأكملها في محاولةِ تغييرِ مفهوم «من أنت»، وإعادةِ هيكلةِ نفسها، وإعادةِ توجيهها لتلبيةِ احتياجاتِ الآخرين، وقد توصَّلت إلى أننا في حاجةٍ إلى تغييرِ المكان، أو المحيطِ لا النفس. كانت في حاجةٍ إلى العثورِ على أماكنَ، تحترمُ شخصها وكيانها. والآن، نحن نعيشُ في وقتٍ فريدٍ حقاً في التاريخ حيث يتمُّ التركيزُ على «مَن هم الأشخاص» في المحادثة، وإذا بقيت صادقاً مع نفسك بوصفك شخصاً، فسيتعيَّن على الأماكنِ أن تتأقلمَ معك، وسيكون عليهم التغييرُ لملاقاتك.
نقترح عليك لقاء مع النحاتة الكويتية ابتهال أبل
"أعتقد أن المرأة لديها القدرة على الحصول على أي فرصة تسعى لامتلاكها"
بوصفكِ فنَّانةً وشاعرةً، كيف تتناغمُ الكلماتُ والصورُ معاً؟
الكلماتُ لها معنى عميقٌ، ويمكن استخدامُها لتغييرِ حالةِ الفهم. أقضي كثيراً من الوقتِ في التفكيرِ بعناوين لوحاتي، لأنها تلهمُ المحادثاتِ التي أجريتها، وتكملُ الكتاباتِ التي أقومُ بها. أنا في الواقعِ أعاني منذ طفولتي من عسرِ القراءة، لكنني كنت أتمتَّعُ بذاكرةٍ بصريَّةٍ، وتمكَّنتُ من الجمعِ بين الاثنين. وقد تمَّ إنجازُ معظمِ أشعاري وكتاباتي، وحتى أطروحتي، واعتمادُ الإملاءِ الصوتي بطريقةٍ جعلتها تتدفَّقُ معاً.
لقد تمَّ التعبيرُ عن مفهومِ «تمكين المرأة» بشكلٍ مفرطٍ على المستوى الإقليمي، وبطرقٍ مختلفةٍ، ماذا يعني لكِ ذلك، وهل يمكنكِ تعريفه؟
أشعرُ بأن مصطلحَ تمكينِ المرأة، يعني ضمناً، أن السلطةَ موجودةٌ خارجياً، وأن المرأة في حاجةٍ إلى «استعادتها» بطريقةٍ، أو بأخرى. هذا أمرٌ لا أتَّفقُ معه. لا تحتاجُ المرأةُ إلى التمكين، لأنها تمتلكُ السلطةَ بالفعل. أرى نساءً من حولي يومياً، يعرِّفن التمكينَ، والمرونةَ، والنعمةَ، والاحترامَ، والنزاهة، لذا يعتمدُ قصدي على مَن يسأل. القوَّةُ تكمنُ في الداخل، ولا يمكن أخذها، أو استعادتها، فبالأصل مَن ادعى أنه «يحوزها»؟
هل تعتقدين أن الفرصَ المتاحةَ للنساءِ أكثرُ هذه الأيام؟
المرأةُ لديها القدرةٌ على الحصولِ على أي فرصةٍ تسعى لامتلاكها. نعم، يمكننا أن نقولَ: إن الأنظمةَ الأبويَّة قد تعترضُ الطريق، لكنْ يجبُ على النساءِ أن يدركن مدى القوَّة التي يمتلكنها. إنها قوى الطبيعة، والفرصُ متاحةٌ إذا خرجت، وحصلت عليها.
في رأيكِ، ما أبرزُ التحدِّياتِ التي تواجه الأجيالَ الشابَّة؟
يبدو أن جيلَ الشبابِ أكثرُ ارتباطاً بإحساسهم بالذاتِ دون تجربةِ فهمِ الارتباط. هذا لا يعني أنهم لا يستطيعونَ السعي إلى الفهمِ، لكنْ من المهمِّ ملاحظةُ أن مقدارَ الامتيازِ، والحكمةِ اللذين يأتيانِ مع تجاربِ الحياة، لن يتمَّ اكتشافُهما إلا بمرورِ الوقت. التحدِّي، هو الصبرُ، والرغبةُ في فهمِ الأشياءِ التي ستتكشَّفُ في وقتها.
ما رأيك بالاطلاع على هذا اللقاء مع الفنانة التشكيلية علياء زعل لوتاه
"أقضي كثيراً من الوقت في التفكير بعناوين لوحاتي، لأنها تلهم المحادثات التي أجريتها، وتكمل الكتابة التي أقوم بها"
كيف غيَّرت وسائلُ التواصلِ الاجتماعي حياتنا؟
وسائلُ التواصلِ الاجتماعي، شكَّلت مجموعةً من المشاعرِ المختلفة. نلجأ إلى هذه الوسائلِ للإرشادِ والحقيقةِ في كثيرٍ من الفظائعِ التي نشهدها. يمكن أن تكون وسائلُ التواصلِ الاجتماعي أيضاً أداةً للتلاعبِ والنرجسيَّة، لذا تمثِّلُ نطاقاً واسعاً من الكيفيَّة التي غيَّرت بها حياتنا. لقد منحتنا كثيراً من النعم، لكنَّها ترافقت مع كثيرٍ من وجعِ القلب. يعتمدُ ذلك على نيَّاتِ ودوافعِ الفرد الذي يقدِّمُ المحتوى، والشخصِ الذي يتلقَّى هذا المحتوى. عليه، أعتقدُ بشكلٍ عامٍّ، أن وسائلَ التواصلِ الاجتماعي غيَّرت حياتنا في بعضِ الحالاتِ نحو الأفضل، لكنَّها في أخرى، فعلت العكس.
ما حلمكِ الأكبر؟
الناسُ تحلمُ بالسعادةِ، والتنويرِ، وراحةِ البال، وتتحدَّثُ عن أشكالٍ مختلفةٍ من التحرُّر، وأعتقدُ أن تحريرَ العقلِ مهمٌّ للغاية. أريدُ أن أشعرَ وكأنَّني أحدثت فرقاً، وقدَّمتُ طريقةً جديدةً للوجودِ والتفكير. لقد كنت دائماً شخصاً، يتعارضُ مع التيار. أنا أتبعُ إيقاعي الخاص، لذا لا أحصلُ دائماً على الدعمِ فمن الصعبِ أن أكونَ شخصاً، يفعلُ أمراً، يتعارضُ مع القاعدة. لكنْ، ولأنني كنت دائماً على هذا النحو، فأنا على استعدادٍ لتحمُّلِ هذه المسؤوليَّة، وإلهامِ الناسِ للاعتقادِ بأنه من المقبولِ أن تكون مختلفاً، وأن تكون لديكَ آراؤكَ وقيمُكَ الخاصَّة. طالما أنكَ لا تؤذي أي شخصٍ، يمكنك دائماً أن تكون هناك بوصفكَ هيكلَ دعمٍ، فعندما تفتحُ الأبوابُ لأشخاصٍ آخرين، ستسهِّلُ عليهم السيرَ في الطريقِ الذي كافحت من أجله. وفي نهايةِ المطافِ، أنت تريدُ أن يكون لدى الجيلِ القادمِ معاركُ أقلُّ لخوضها.
ماذا تُحبِّين أن تفعلي في وقتِ فراغكِ؟
ليس لدي أي وقتِ فراغٍ! إذا كان هناك شيءٌ، تعرفه الناسُ عني، فهو أنني «مدمنةُ عملٍ». أعملُ بجدٍّ للغاية في عديدٍ من المشروعاتِ المختلفة. مثلاً أعملُ على أطروحةٍ بحثيَّةٍ حول نصف الإماراتيين وتجربتهم، كما أعملُ على كتابٍ، وأرسمُ مزيداً من اللوحات، وأشتغلُ على «البودكاست» الخاصِّ بي، وأستمرُّ في إجراءِ محادثاتٍ هادفةٍ مع أشخاصٍ من جميعِ أنحاءِ العالم. وقتُ فراغي، هو السكون، لأنني متحمِّسةٌ جداً لما أفعله. إذا لم يعد الفضولُ والدافعُ موجودين، فأنا متأكدةٌ من أنني سأجدُ شيئاً أفعله في وقتِ فراغي.
رسالة للمرأة الإماراتيّة في يومها
أنتِ مثالٌ حيٌّ لأجيالٍ من النساءِ اللاتي سبقتكِ. إن كيانكِ، هو تمثيلُ أسلافكِ اللاتي ناضلن حتى تصلي إلى هذه اللحظةِ من التاريخ، والآن حان دوركِ، فلا تعدِّي ذلك أمراً مفروغاً منه.
يمكنك أيضًا الاطلاع على لقاء نجمة العدد السابق الفنانة ماريا بحراوي
"للمرأة الإماراتية في يومها: كيانك الحالي أمانة من أسلافك فتابعي الارتقاء"