نشاط درامي وسينمائيّ لافت تفتتح به الفنّانة السوريّة الشّابّة نادين تحسين بك موسمها الفنّي الجديد للعام 2014، فبعد مشاركتها بفيلمين سينمائيّين في دمشق، شاركت في العمل الاجتماعي الجديد "القربان" للمخرج علاء الدّين كوكش، عن نص الكاتب رامي كوسا.
صاحبة الرّوح الطفولية والملامح الأجنبية المتميّزة حلّت ضيفة على "سيّدتي نت"، وخصّتنا بحوار حصريّ حول تفاصيل أعمالها وسرّ انجذابها إلى السينما الشبابيّة، ورؤيتها للدراما السّوريّة، وأمور أخرى عن حياتها الخاصّة وشخصيّتها، قبل وبعد الأزمة والحرب في سوريّا.
شاركتِ مؤخّراً بفيلمين سينمائيين جديدين هما "الرجل الذي صنع فيلماً"، و"غرفة افتراضية على السطح". ما السبب؟
السينما حالة مغرية لأيّ ممثّل، والحماس اتّجاه السينما لا يحتاج إلى أسباب واضحة. فالسّحر الذّي يعيشه الفنّان في السّينما لايستطيع الممثل تعويضه في العمل التلفزيوني، وإن كان يستطيع أن يعيشه بشكل آخر على خشبة المسرح.
ما سرّ حماسك للمشاريع السّينمائيّة السّوريّة الشّبابيّة؟
المشاريع الشبابيّة السينمائيّة أو حتى المسرحيّة لها نكهتها الخاصّة. فالشّباب السّوري يتمتّع بثقافة وطموح ورغبة قويّة في التقدّم والتّغيير للانتقال بالسينما السورية والمسرح إلى مرحلة جديدة. والدّليل على هذا أنّ نسبة كبيرة من الأفلام الشّبابيّة السّورية حالياً تشارك في مهرجانات عالميّة، وتحصد جوائزها، وأنّ واحداً من الأفلام المشاركة حاليّاً هو فيلم "الرّجل الذي صنع فيلماً"، من تأليف علي وجيه، ومن إخراج أحمد إبراهيم الأحمد.
تجسّدين في أحد أفلامك دور امرأة ترتكب جريمة قتل في السينما. ما تركيبة هذا الدّور؟
في فيلم "الرّجل الذي صنع فيلماً" أجسّد شخصيّة امرأة تدخل إلى دار سينما توزّع فيها جوائز للأفلام، وترتكب مجزرة بحق كلّ من حضر. الحقيقة أنّ الفعل في هذا الفيلم أقسى بكثير من الغاية، وربّما يصعب عليّ شرح الحالة بشكل عام. ولكن على أرض الواقع حمامات دم يُراق من أجل الكثير من الغايات الشخصية.
هل من الممكن أن نعتبر هذه التجارب السينمائية الشابة تمهيداً لسينما سوريّة مقبلة، بعد سنوات من الجفاف السّينمائي السّوري؟
كما قلت لكِ إنّ الشّباب السّوري شباب واعٍ ومثقّف، وطموحه أكبر بكثير من أن يتوقّف عند حدّ معيّن.
بالانتقال إلى الدراما... تلعبين واحداً من أدوار البطولة في مسلسل "القربان"...ما ملامح شخصيتك فيه؟
"ندين" في القربان شخصيّة سوريّة بحتة ببساطتها وطيبتها، وهي تمثّل شريحة كبيرة من السوريين البسطاء. ما أحببته حقيقةً في هذه الشّخصية أنّها برغم كلّ بساطتها تتمتّع بما كانت تسمّيه جدّتي "علم سلوك" بالعاميّة. هذه الشّخصيّة بريئة، إلا أنّها تفهم أصول الحياة والتّعامل مع الناس. "ندين" المؤمنة التي تحمل الله في قلبها، لا تبحث عنه في عيون البشر.
أظهرت صور كواليس "القربان" أنّك تجسّدين دور فتاة محجّبة... بشكل عام كيف قدّمت الدراما السوريّة صورة "المحجّبات"؟
إنّها المرّة الأولى بالنّسبة لي التي أجسّد فيها شخصيّة الفتاة المحجبة في عمل دراميّ. كانت لي تجربة واحدة في الكوميديا. ولكنّ المدلول في العمل الدرامي أهمّ. هذا النوع من الشّخصيّات حقيقة هو مسؤوليّة تبدأ من الكاتب والمخرج، انتهاءً بالممثّلة. علينا أن نعرف كيف نقدّمه بشكله الحقيقيّ والصّحيح، وأيّ خطأ في هذا المدلول سيكون سبباً لإشكاليّة حقيقيّة. نحن في مجتمع، نسبة كبيرة منه محجّبات. وبرأيي الخاصّ، علينا أن نتعاطى مع هذه الأدوار بمصداقيّة واحترام، وهذا سبب مهمّ من الأسباب التي جعلتني أحبّ "ندين" أكثر من الأدوار الأخرى.
أنتِ مقلّة عموماً بإطلالاتك ولقاءاتك الصحافية.. ما السّبب؟
منذ بداياتي وأنا مقلّة بما يتعلّق باللقاءات الصحافيّة وحتّى الآن، لأسباب كثيرة، أهمّها شعوري بأنّ المهم الذي يجب أن أتحدّث عنه لم أقم به حتّى هذه اللحظة، وهذا ما يجعل من الأسئلة التي تطرح عليّ مكرّرة دائماً، فأنا أتعاطى مع الصّحافة من وجهة نظري الخاصّة. فهي ليست طريقة للانتشار وحسب، بل نافذة من خلالها تسلّط الأضواء على كلّ ما هو مهمّ. وللأسف أن الكثيرين يتعاطون مع الصّحافة على أنّها مجرّد طريقة لترسيخ أنفسهم في ذاكرة الناس، حتّى لو كان الحوار مكرّر في كلّ لقاء، وهذا ما أخشى حدوثه معي.
تحملين في وجهك ملامح أجنبيّة.. لماذا لم يستثمر المخرجون العرب هذا الجانب؟
أسمع هذه الجملة كثيراً: "في وجهك ملامح أجنبية". ولكن أنا سأجيبك عن سؤالك بسؤال آخر. أليس الأهمّ من ذلك أن يراني المخرجون كممثلة قبل كلّ شيء؟! أنا حتى اللحظة أحصل على الأدوار المختلفة بصعوبة، ومن النّادر أن يراني المخرجون بأدوار سلبيّة، والوحيدان اللذان استطاعا، وكانت لهما الجرأة لرؤيتي كممثلة حقيقيّة، هما زهير قنوع والمثنى صبح، مع حفظ الألقاب. أليس من حقي كممثّلة قبل كلّ شيء أن أؤدي جميع الأدوار؟!
تُتهّمين دوماً بأنّك أجريتِ عملياّت تجميل. هل يزعجكِ الموضوع؟
إذا كنت أجريت العمليّات هذه حقاً فلا يزعجني أبداً، فهذا شكلي وشيء يخصّني ويحقّ لي التّصرف بما يناسبني، طالما أنني لا أزعج أو أؤذي أحداً. ولكن ما يُزعجني إيمان الكثيرين بأنّني قمت بعمليّات أنا بالحقيقة لم أقم بها، وإصرارهم وجهاً لوجه على أنني قمت بتلك العمليّات. ببساطة، يُزعجني شعوري بأنّ أحداً ما اكتشف أنّي أكذب وأنا لا أكذب، وتحديداً في هذا الخصوص.
بالانتقال قليلاً إلى حياتك الخاصّة. هل من الممكن أن تربّي حيواناً أليفاً في منزلك؟
أحبّ الحيوانات الأليفة طبعاً، وبالذّات تلك التي أستطيع التّعامل معها بشكل مباشر، مثل القطط والكلاب. أمّا الأسماك والعصافير فهي لا تستهويني.
ما الأشياء التي تغيّرت في شخصيّة ندين بعد الأحداث في سوريا؟
تغيّر الكثير.. فأنا نضجت بشكل مفاجئ، وهذا ما أصاب جميع السّوريين. وهذا النوّع من النّضج نوعاً ما مؤلم، لأنّه مبنيّ على حزن وألم، وكأنّ الدّنيا تجبرنا على أن نكبر قبل أواننا، فأنا عن نفسي لم يكن لديّ رغبة بهذا النّضج. كنت أحّب حالة الطّفولة التي لازمتني فترة طويلة، والأزمة للأسف أفقدتني طفولتي.
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"