رحالة مغربي شاب يجوب العالم على متن دراجته الهوائية

زهير الخرمودي
الرحالة المغربي زهير الخرمودي

السفر على متن الدراجة الهوائية هي مغامرة بحدّ ذاتها في الهواء الطلق، تستهوي فئة الشباب (الجيل زد) خصوصاً محبي كسر النمطية والخروج عن بعض الأمور المألوفة. ويجمع التنقل على عجلتين بين المتعة والرياضة، فضلاً عن أن الدراجة الهوائية هي وسيلة غير ملوثة للبيئة؛ إذ تساهم في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري؛ لذا فهي تعتبر إحدى وسائل النقل المستدام.
زهير الخرمودي شاب مغربي البالغ من العمر 24 سنة، قرر التجول حول العالم على متن دراجته الهوائية، بهدف اكتشاف أماكن جديدة وتحدي ذاته، خصوصاً أن الدراجة الهوائية تتطلب مجهوداً بدنياً مضاعفاً وقدرة تحمّل تمكّن المرء من إتمام أي رحلة أو مسار اختاره.

بداية الاهتمام بالدراجة الهوائية


يقول زهير الخرمودي لـ"سيدتي": "إن علاقته مع الدراجة الهوائية بدأت في سن مبكرة عندما بلغ الثلاث سنوات من عمره؛ إذ اشترى له والده أول دراجة هوائية ما مكنه من تعلم مهارة التنقل على عجلتين في عمر صغير، وكان والده في كل مرحلة يتقدم فيها سنّاً يشتري له دراجة تناسب عمره".
سافر الخرمودي للمرة الأولى على متن دراجته في يوليو 2019، بعد أن عمل مع جده ليتمكن من شراء وسيلة التنقل هذه وكل المستلزمات للقيام برحلة في أقصى جنوب المغرب. علماً أنه انطلق بمعدات بسيطة، واضطر لاقتراض بعض المعدات من بعض أصدقائه. ولكن، لم يتمكن الرحالة من إتمام جولته إذ توقفت بعد 10 أيام من الانطلاق بسبب أن المعدات التي كانت في حوزته لم تكن احترافية.
ويتابع قائلاً: "تمكنت من اقتناء معدات أكثر احترافية وكفاءة للانطلاق مرة أخرى، فسافرت رفقة ابن عمتي من أقصى شمال شرق المغرب (وجدة) نحو أقصى جنوب غرب المغرب (الكركرات) في رحلة كان معظمها في الصحراء وسط أجواء قاحلة نوعاً ما. استغرقت الرحلة حوالي 30 يوماً بحيث زرنا العديد من القرى والمدن ذات الطابع الصحراوي".
ويضيف أنه "لم يكن الدافع للسفر بالدراجة الهوائية بيئياً في البداية، بل كان فقط لاكتشاف أماكن جديدة وتحدي الذات. لتصبح الغاية فيما بعد موجهة نحو التوعية بأهمية الدراجة الهوائية للتقليل من التلوث".

التجهيزات اللازمة قبل الرحلة


بحسب الرحالة المغربي، إن التجهيزات ضرورية من أجل السفر بأريحية وسلامة أكثر. فكل ما كانت المعدات ذات جودة عالية، كانت الرحلة مريحة أكثر خصوصاً على الطريق. وفي هذا الإطار، تشتمل التجهيزات اللازمة قبل الانطلاق في الجولة على:

  1. ممارسة بعض التمرينات الرياضية التي تكسب المسافر قدرة تحمل أكثر، علماً أن القوة البدنية عنصر في غاية الأهمية قبل التفكير بالسفر على متن الدراجة الهوائية.
  2. تحديد الوجهة المقصودة، علماً أن اختيار المسار مهم ليكوّن المسافر فكرة عما يمكن مواجهته في الطريق.
  3. توضيب المعدات المتعلقة بالسفر والدراجة الهوائية، مثل: لوازم التخييم ومن الأفضل أن تكون الدراجة خفيفة الوزن، ولا داعي لحزم الأغراض الثانوية.

الصعوبات


فيما يخصّ الصعوبات، يقول الخرمودي إن "الدراجة الهوائية تتطلب مجهوداً بدنياً مضاعفاً وقدرة تحمل تمكن المسافر من إتمام أي رحلة أو مسار اختاره، وفي عديد من الأحيان وأنا على متن دراجتي أفكر في التراجع والعودة إلى الديار. بسبب بعض الصعوبات التي تواجهني والمرتبطة عموماً بالأحوال الجوية، مثل: الرياح والأمطار. علماً أن فالرياح تشكل تحدياً كبيراً لأي دراج. بعيداً عن العامل الجغرافي، في بعد الأحيان هناك صعوبات تتعلق بالتخييم، فعندما يحلّ الظلام، يجب أن يجد الفرد مكاناً مناسباً للمبيت، الأمر الذي يشكل تحديّاً في الكثير من الأحيان. ففي حال وضعت الخيمة في مكان غير آمن فيتعرض المرء إلى الخطر".
وبحسب الرحالة فإن كل الأسفار تحمل صعوبات متقاربة، لكن قد تكون الحالات المرضية من الأصعب وفي هذا الإطار، يستذكر الخرمودي ألم بطنه الشديد الذي راوده عندما كانت في مدينة طاطا المغربية. ومن جهة ثانية، يفضل الرحالة السفر عبر الجبال والبيئات الصحراوية الخالية من البشر، إذ يشعر بالحرية المُطلقة ويتمكن من التعبير عن ذاته بشكل أفضل.