في المشهد سريع الخطى والتنافسي لبيئة الأعمال اليوم، يُعد إنشاء محافظ تطوير الأعمال خطوة ضرورية للمؤسسات التي لا تسعى إلى البقاء فحسب، بل ترغب أيضاً بالازدهار والنمو، يُمهد هذا الأمر المحوري الطريق للمواءمة الإستراتيجية وتخصيص الموارد بكفاءة، والتقييم المستمر للأداء، ومن خلال إدارة المحافظ المتخصصة، يُمكن للمؤسسات إطلاق العنان للإمكانات الهائلة لمبادرات تطوير أعمالها ووضع نفسها لتحقيق نجاح مدوٍ ومستدام.
تطرقنا عبر السطور القادمة إلى بعض الاختلافات بين محفظة المبادرات الإستراتيجية ومحفظة المشاريع وفقاً لخبير وشركة عالمية.
الفرق بين النوعين تبعاً للتعريف وتركيز العمل
الشركة العالمية"Adaptavist" المختصة بتطوير البرامج المهنية وتقديم الاستشارات في مجال الأعمال، أشارت إلى الاختلاف بين النوعين من حيث التعريف ونواحي العمل والتركيز التجاري، إذ ذكرت الآتي:
المحفظة الإستراتيجية
المحفظة الإستراتيجية هي عبارة عن مجموعة من المبادرات المتوافقة مع الإستراتيجية العامة للمؤسسة (تُسمى أحياناً محفظة تطوير الأعمال أو محفظة المبادرات الإستراتيجية). وهي رؤية رفيعة المستوى للمبادرات التي تسعى إليها المنظمة للوصول إلى أهدافها. تتضمن المحافظ الإستراتيجية عادةً مزيجًا من المشروعات والبرامج المصممة لدعم مهمة المنظمة ورؤيتها، والمواءمة مع إيقاعات التخطيط الاستراتيجي أو السنوي لتلك الشركات من أجل التمويل والإدارة الائتمانية.
ينصب تركيز المحفظة الإستراتيجية على تحقيق أهداف المنظمة، إذ تهدف المبادرات والمشاريع والاستثمارات إلى تعزيز النمو وزيادة الإيرادات وتوسيع تواجد الشركة في السوق، لذا فإن هذه المحفظة هي أداة إستراتيجية تعمل على مواءمة أهداف المنظمة مع الموارد والأنشطة اللازمة لتحقيقها، وتُعد في جوهرها بمثابة خطة للنمو والابتكار، ويُمكن الاستفادة من محفظة المبادرات الإستراتيجية في تطوير منتجات أو خدمات جديدة، أو دخول أسواق جديدة أو توسيع الأسواق الحالية، أو تعميق القدرات الحالية للمنظمة.
محفظة المشاريع
من ناحية أخرى، فإن محفظة المشاريع هي عبارة عن مجموعة من المشروعات الفردية التي تقوم بها المنظمة، وهي تتضمن رؤية أكثر تفصيلاً للعمل الجاري لتحقيق أهداف المحفظة، وتشمل محفظة المشاريع عادةً على مجموعة من المشاريع التي تختلف في الحجم والتعقيد والتي تنفذها فرق مختلفة داخل المنظمة.
ينصب تركيز محفظة المشاريع على الأهداف القصيرة إلى المتوسطة الأجل للمنظمات، إذ عادةً ما تكون المشروعات المدرجة في محفظة المشاريع أكثر تركيزاً ويتم تعريفها على أنها "شريحة" من الأعمال، مثل تطوير البرامج أو الحملات التسويقية أو مبادرات تحسين العمليات.
اطلعوا أيضاً على بعض المعلومات من خبير مختص عن المحافظ الاستثمارية.
فروقات من ست نواحٍ
الدكتور/ فارس بن عزيز، الخبير الإداري والمختص في التخطيط الإستراتيجي، أنشأ مقارنة بين محفظة المبادرات الإستراتيجية ومحفظة المشاريع من نواحٍ عدة، وهي:
التركيز
تسعى محفظة المبادرات الإستراتيجية على تحقيق الأهداف الطويلة في حين أنّ محفظة المشاريع تركز على تحقيق الأهداف المتوسطة و القصيرة الأجل.
النطاق
في محفظة المبادرات يكون نطاق العمل على بعض الجهود معقدة متعددة الأقسام الواسعة، وإنتاج منتج أو سوق جديد، في حين أن نطاق العمل لمحفظة المشاريع يختلف فيه التعقيد عن سابقتها ومحدود إلى حد ما، إذ يتم التركيز على قسم واحد، وعادةً ما يكون تكنولوجيا المعلومات أو ما يتعلق بالبرمجيات.
الحوكمة
في محفظة المبادرات الإستراتيجية مستوى أعلى من الحوكمة والرؤية، يتضمن استثمارات كبيرة ويتطلب أهدافاً طويلة الأجل، وهو على مستوى المدراء التنفيذين أو مجلس الإدارة، ويتضمن بعض القيود والاحتياجات الائتمانية. في حين بالنسبة لمحفظة المشاريع هناك حاجة قليلة إلى الحوكمة أو الإشراف، وعادةً هناك استثمارات أصغر مع تسليم قصير المدى، كذلك رؤية أو تقارير مالية على مستوى مكتب إدارة المشروع.
التوافق الإستراتيجي
محفظة المبادرات الإستراتيجية متوافقة بشكل مباشر مع إستراتيجية المنظمة، في حين أن محفظة المشاريع تتماشى بشكل فضفاض مع الإستراتيجية.
تخصيص الموارد
بالنسبة لمحفظة المبادرات يتم تخصيص الموارد بناءً على الأهمية الإستراتيجية والتأثير المحتمل للجهود، أما بالنسبة لمحفظة المشاريع، فيتم ذلك حسب التوافر والمهارات.
إدارة المخاطر
في محفظة المبادرات الإستراتيجية يتم الاهتمام بشكل جوهري على المخاطر التجارية والتنظيمية، أما في محفظة المشاريع فالأمر خاص بنطاق برنامج المشاريع أو مشروع واحد.
قد يهمكم أيضاً الاطلاع على مفهوم المراجعة الداخلية وأهميته في عالم الأعمال.