يُعتبر الشهر الثامن من الحمل من أخطر الأشهر التي تمر بها المرأة، حيث يبدأ العد التنازلي للولادة، وفيه تتعرض المرأة لمشكلات صحية كثيرة؛ من ضيق للتنفس وإرهاق شديد وألم أسفل الظهر والحوض وصعوبة شديدة في النوم، وقد تكون هذه الأعراض طبيعية، ودائماً ما تحدث في الشهر الثامن، ولكنها قد تكون أيضاً إشارة لوجود مشكلة في الحمل، والمعروف أن الولادة في الشهر الثامن قد تكون مصحوبة ببعض المخاطر، لذا يجب أن تتمسك الحامل بمتابعة الطبيب وتطبيق نصائحه وتوصياته حتى يمر الحمل بسلام.
"سيدتي" التقت مع استشارية النساء والتوليد الدكتورة سعيدة عبدالوهاب؛ لشرح مدى خطورة الشهر الثامن على الحامل والجنين، وما المشاكل الشائعة التي تظهر في هذا الشهر؟
أهمية الشهر الثامن
الأسبوع 33 إلى الأسبوع 36 يشير إلى الشهر الثامن من الحمل؛ وتعد فترة ممزوجة بين القلق من الولادة المبكرة والشعور بالسعادة لاقتراب موعد استقبال المولود.
وقد تحدث بعض المشكلات في هذا الشهر، مثل: إصابة الحامل بتسمم الحمل أو حالة ولادة مبكرة، أو ازدياد حجم الجنين؛ ما يجعله يهيئ نفسه للنزول.
وعلمياً الولادة في الشهر الثامن ترفع من خطر عدم تطور رئة الجنين بشكل كافٍ عند الولادة، لذلك على الطبيب أن يقوم بتقديم الأدوية المناسبة للحامل؛ للمساعدة على اكتمال نمو رئة الجنين قبل الولادة.
لا وجود لمخاطر أخرى للولادة المبكرة ويكون الجنين بصحة تامة، ويتم السيطرة عليها بالرعاية الصحية المناسبة، وفي مرات كثيرة تكون الولادة في الشهر الثامن للحفاظ على حياة الجنين وسلامة الأم الحامل.
مشاكل الشهر الثامن من الحمل.. احذري منها
تطور المضاعفات في الشهر الثامن في حالات نادرة
- الخصية المعلقة لدى الجنين الذكر.
- اضطراب درجة حرارة جسم الجنين.
- انخفاض ضغط الدم.
- ارتفاع خطر تطور بعض الاضطرابات الهضمية.
- انخفاض سكر الدم عند الولادة.
- تأخر في النمو، وضعف في الجهاز المناعي.
- يواجه الطفل المولود قبل موعده العديد من المشاكل، مثل مشاكل في التنفس والتغذية، مشكلة في الحفاظ على درجة الحرارة، وحيث إن جميع الأعضاء غير مكتملة النمو، بجانب مشاكل اليرقان بعد الولادة، لذلك لا يفضل الولادة في الشهر الثامن.
أهمية الشهر الثامن في الحمل للجنين
في الشهر الثامن لابد من المتابعة الطبية المنتظمة، سيكون الجسم قد قام بمعظم مراحل النمو في الرحم، إذ يمكن للجنين أن يمص إبهامه، ويمسك بقدميه، ويصاب بالفواق.
ويبتلع السائل الذي يحيط بالجنين؛ من أجل تحضير رئتيه للتنفس، كما يمكن لأي أم حامل أن تشعر بحركة الجنين في رحمها.
في هذا الشهر يكتسب الجنين وزناً، لذلك عندما يولد تكون لديه قدرة أفضل على البقاء خارج الرحم، وعادة ما يفقد الأطفال الوزن في الفترة التي تلي الولادة مباشرة، بينما الطفل الذي يتمتع بوزن جيد يكون قادراً على تحمل فقدان الوزن أفضل.
الوقت الأكثر أهمية للجنين في فترة الحمل
- إن الوقت الأكثر أهمية بالنسبة للجنين هو الأشهر الثلاثة الأولى؛ حيث يتشكل القلب والدماغ، تليهما الأعضاء الداخلية الحيوية الأخرى، يمكن سماع دقات القلب في أقل من شهر، يمكن الشعور بالحركة بين 4و5 أشهر.
- بالأمس كان يقال إن الطفل الذي يولد في أقل من 28 أسبوعاً لن يكون قادراً على العيش، اليوم وصلت العلوم الطبية إلى أبعد من ذلك؛ بحيث يمكن دعم الأطفال الصغار ليعيشوا حياة كاملة.
- نعم يعيشون بهذا الحجم والعمر مع الحد الأدنى من العيوب، حيث يكون الأطفال في وحدات رعاية حديثي الولادة متطورة للغاية، ويتم تخصيص ممرضة واحدة لكل طفلين، وأحياناً ممرضتين لطفل واحد.
- وإذا احتاج الطفل إلى نقل دم، فإن الكمية تقارب ملعقة واحدة، كما يُعطى الأطفال الذين يقل وزنهم عن ثلاثة أرطال دائماً حليب الثدي مع الإضافات الضرورية الأخرى.
- وإذا لم تكن الأم قادرة على ضخ حليب الثدي، يتم استخدام حليب الثدي المخزن.
المشاكل الشائعة التي تظهر في الشهر الثامن
تسمم الحمل
أول هذه المخاطر هي الإصابة بتسمم الحمل، ومن علاماته ارتفاع ضغط الدم عند الحامل، ويرافقه ظهور بروتين في البول، والمشكلة تصبح خطيرة في حال إهمالها أو لم يتم علاجها؛ فقد تؤدي إلى انخفاض تدفق الدم للطفل.
الولادة المبكرة
وفيها يغير الجنين اتجاه جسمه إلى أسفل في بعض الأحيان، ما يزيد من فرصة الولادة المبكرة ودخول الطفل الحضانة للعناية به.
كما يزداد نمو الجنين في هذا الشهر ليصل وزنه ما يقارب 2 كيلوغرام، وتبدأ الحركة في هذا الشهر بالازدياد، وقد يقوم الجنين بتغيير اتجاه رأسه نحو الحوض استعداداً للولادة.
أطباء النساء يحذرون من الولادة المبكرة
نصائح للحامل في شهرها الثامن
- الحفاظ والاستمرار على تناول الطعام الصحي، وممارسة بعض التمارين، مثل: تمارين كيغل لتقوية عضلات الحوض، بالإضافة إلى أنها تساعد في السيطرة على مشكلة التبول اللاإرادي.
- شرب كميات وافرة من الماء؛ ما يزود الحامل بالطاقة والوقاية من الجفاف، ومحاولة القراءة حول الرضاعة الطبيعية وكيفية التعامل مع الوليد.
- الابتعاد عن الوقوف فتراتٍ طويلةٍ، والجلوس بشكلٍ مريحٍ، مع وضع وسادات مناسبة خلف الظهر، ومن الأفضل رفع القدمين.
- التمدد على السرير كل أربع ساعات على الأكثر، والمشي لمدة نصف ساعة يومياً في أوقات غير حارة، مع الاحتفاظ بزجاجة من الماء.
- المشاركة في فصول اليوجا للاسترخاء، وتجنّب التوتر والعصبية والضغوط النفسية.
- تناول الطعام الغني بالألياف لتجنّب الإمساك، والتركيز على الخضراوات والفواكه، والابتعاد عن الدهون، والحلويات، والوجبات الدسمة الغنية بالسعرات الحرارية.
- الاستجابة إلى الرسائل التي يبعثها الجسم، فعند الشعور بالجوع يجب تناول وجبةٍ حتى لو كانت صغيرةً، وعند الشعور بالتعب والإرهاق لابد من أخذ قسطٍ من الراحة.
- تجنُّب احتساء المشروبات التي تحتوي على المنبهات، مثل: القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية، تدليك منطقة الفخذين والحوض وأسفل البطن، مع الحصول على مقدارٍ كافٍ من النوم، لا يقل عن ثماني ساعاتٍ يومياً.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.