عُرِفَ عن الأميرةِ بسمة بنت ماجد بن عبدالعزيز، مؤسس وعضو مجلس إدارة «فنون التراث»، اهتمامُها بالتراثِ السعودي، وحفظه، وعليه شاركت في تنفيذِ مركز «فنون التراث»، وإقامةِ معارضَ محليَّةٍ وخارجيَّةٍ، عُرِضَت فيها قطعٌ من الموروثِ والأزياءِ التراثيَّة السعوديَّة. تمتلكُ الأميرة بسمة موهبةً فنيَّةً فذَّةً في مجالَي الرسمِ والتصوير، وتستلهمُ التراثَ في أعمالها، وتحلمُ، حسبَ حديثها لـ «سيدتي»، بإصدارِ كتابٍ عبر جمعيَّة النهضة، يضمُّ الأزياءَ السعوديَّة.
حوار | لمى الشثري Lama AlShethry
تنسيق | زهراء الخالدي Zahra ALKhaldi
عتاب نور Etab Nour
تصوير | مي الحربي May AlHarbi
الأميرةِ بسمة بنت ماجد بن عبدالعزيز
تطرَّقت الأميرةُ بسمة بنت ماجد في بدايةِ اللقاءِ إلى انضمامها لجمعيَّة النهضة، إذ جاء ذلك بعد استماعها عن قربٍ لأحاديثَ عن «النهضة» ومشروعاتها، كانت تدورُ بين الأميرةِ سارة الفيصل، والأميرةِ موضي بنت خالد الأمرُ الذي أثار إعجابها بالجمعيَّة ونشاطاتها، لتنضمَّ إليها، وتحديداً اللجنة الثقافيَّة، وتعملَ فيها منذ أعوامٍ طويلةٍ، وعن ذلك قالت: «اللجنةُ الثقافيَّة، كانت ترأسها الأميرةُ صيتة بنت سعود بن عبدالعزيز، وعملنا معاً على إقامةِ معارضَ وأسواقٍ خيريَّةٍ، ونظَّمنا عروضاً للأزياءِ التراثيَّة، خاصَّةً عند وجودِ زيارةٍ لوفودٍ رسميَّةٍ إلى السعوديَّة حيث كان يُطلَبُ منا في الجمعيَّة أن نقيم ليلةً تراثيَّةً، نقدِّمُ خلالها الأزياءَ التراثيَّة، والعاداتِ والتقاليد، ومن هنا، بدأت فكرةُ إنشاءِ فنون التراث، التي انطلقت من فكرةٍ بسيطةٍ، تمحورت حول جمعِ الملابسِ التراثيَّة القديمة، والاحتفاظِ بها، وتطوَّر الأمرُ إلى إعادةِ تنفيذِ الأزياء. وتولَّت التأسيسَ الأميرةُ البندري بنت خالد، وبدأ العملُ فعلياً في صناعةِ الأزياءِ التراثيَّة، وحفظِ الزي السعودي التراثي من الاندثار، وأعدنا التعريفَ بعديدٍ منها، وأصبحت لدينا مجموعةٌ تراثيَّةٌ، تضمُّ تصاميمَ كثيرةً جداً لقبائلَ مختلفةٍ، ومناطقَ عدة من بلادنا، ونعمل حالياً على إقامةِ متحفٍ لجمعِ هذه القطع».
وحول تفاصيلِ ومحتوياتِ المجموعةِ التراثيَّة، أوضحت الأميرةُ، أنها «تضمُّ أزياءً، ومجوهراتٍ، وخياماً، وأبواباً، وصناديقَ، إلى جانبِ عديدٍ من القطعِ الأخرى التي تتعلَّقُ بالتراث. أيضاً، كنا قد عالجنا كثيراً من الأزياءِ القديمة، وتمَّ إرسالها إلى أمريكا، وقمنا بالاستعانةِ بمدرِّبين من الخارجِ لتعليمِ المسؤولين عن المجموعةِ كيفيَّة الحفاظِ على كلِّ القطعِ، وطرقِ تخزينها، وما إلى ذلك. وهنا، جديرٌ أن نذكر، أن الأميرةَ هيفاء الفيصل، كانت تملك مجموعةً كبيرةً من المقتنياتِ التراثيَّة، اشترتها في أوقاتٍ سابقةٍ من سيدةٍ أمريكيَّةٍ، ووضعت صوراً لكلِّ المجموعةِ في كتابٍ متخصِّصٍ، إضافةً إلى ما كانت تقتنيه بنفسها، وتمَّ جمعُ المجموعةِ الخاصَّة بالأميرةِ مع مجموعةِ النهضة، لتصبح الأخيرةُ أهمَّ وأكبرَ مجموعةٍ تراثيَّةٍ في السعوديَّة».
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
التعاون مع الجهات الخاصة بالتراث
وأبدت الأميرةُ بسمة ترحيبها بالتعاونِ مع الجهاتِ ذات الاهتمامِ للحفاظِ على الموروثِ السعودي، وأكدت: «نحن على استعدادٍ للتعاونِ مع كلِّ الجهاتِ التي تهتمُّ بالتراث، ونعلمُ أن لديها مقتنياتٍ وقطعاً مميَّزةً، لا سيما أننا جميعاً، نتشاركُ في الاهتمامِ بالتراث، وكلِّ ما يصبُّ في مصلحةِ السعوديَّة، كما نفخرُ بهويَّتنا وتراثنا وعاداتنا، وعليه يجبُ أن نتعاونَ لإظهارِ كلِّ ما نملك للأجيالِ الجديدة، فلدينا كنزٌ كبيرٌ».
وكشفت الأميرةُ عن تعاونِ «فنون التراث» بشكلٍ خاصٍّ مع جهاتٍ ومؤسَّساتٍ محليَّةٍ ودوليَّةٍ، ونجاحِ الخطوةِ، وزادت: «هناك معارضُ عدة، شاركت بها فنون التراث في دولٍ مختلفةٍ. على سبيلِ المثال، شاركنا بمعرضٍ في البحرين عن المجوهراتِ السعوديَّة القديمةِ الأصليَّة، وأعدُّه من أنجحِ المعارض، وجاء بدعمٍ من الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، ومساندتها، وتمَّ تمديدُ مدةِ إقامته نظيرَ نجاحه، والإقبالِ الكبيرِ عليه، وعرضنا فيه التراثَ السعودي بطريقةٍ مختلفةٍ. بعد نجاحِ المعرض، عرضت علينا جهاتٌ عدة المشاركةَ في معارضَ أخرى، أذكرُ منها فان كليف & آربلز، حيث طلبوا من الجمعيَّة التعاونَ لإقامةِ معرضٍ في مدينة دبي الإماراتيَّة، يقارنُ بين مجوهراتهم الأوروبيَّة ومجوهراتنا القديمة، وبالفعل كان معرضاً رائعاً».
أهمية التراث
وشدَّدت الأميرةُ بسمة على أهميَّة التراث، مؤكدةً اهتمامها بشكلٍ خاصٍّ بالحفاظِ عليه في جمعيَّة النهضة قائلةً: «لدينا عددٌ كبيرٌ من فتياتنا الخريجاتِ اللاتي يصنعن كل ما هو جميلٌ بتصاميمَ عصريَّةٍ متأثِّرةٍ بتراثنا. هذا الأمرُ رائعٌ جداً، إذ نمتلك كثيراً من الأمورِ والأشياءِ البديعةِ في ثقافتنا وأخلاقنا وعاداتنا، ومن الجميلِ أن ينعكسَ ذلك على أعمالنا، وأن تكون لدينا لمسةٌ، تثبته». مضيفةً: «بالنسبةِ لي، أهتمُّ شخصياً بالتراث. كنت أميلُ لفنونِ الرسمِ، والتصوير، ومع انضمامي إلى الجمعيَّة، وجدتُ نفسي وسطَ الموروثِ، والملابسِ التراثيَّة التي جذبتني بشدَّةٍ، وأثَّرت بي كثيراً، بل إن ذلك طالَ رسوماتي وصوري حيث أصبحتُ أميلُ للأمورِ التراثيَّة أكثر، واستمررتُ في ذلك، وحلمي الآن أن أصدرَ كتاباً، يضمُّ الأزياءَ السعوديَّة لجمعيَّة النهضة».
رؤية 2030
وبالحديثِ عن «رؤية 2030» وآثارها الإيجابيَّة على الجمعيَّة، ذكرت الأميرةُ بسمة: «للرؤيةِ دورٌ مهمٌّ في إبرازِ مكانةِ المرأةِ السعوديَّة، وعملها في خدمةِ بلدها، وتسهمُ أيضاً في تمكينها بمختلفِ المجالات. وهنا أؤكِّدُ، أن لجمعيَّة النهضة دوراً رائداً في ذلك أيضاً، تمثَّل في مشاركتها ضمن مجموعةِ العشرين. اليوم المرأةُ السعوديَّة وبلادنا ككلٍّ، تعيشُ عصراً ذهبياً، فكلُّ ما كنا نحلمُ به يتحقَّق حالياً، ولله الحمد».
تابعوا تفاصيل اللقاء مع الأميرةُ نورة الفيصل على هذا الرابط
"الأميرة سارة الفيصل والدتنا وتدعمنا وتساندنا جميعاً"
ثنائي النجاح في النهضة
واستفسرنا منها، بمناسبةِ مرورِ 60 عاماً على تأسيسِ الجمعيَّة، عن دورِ الأميرةِ سارة الفيصل الريادي في «النهضة»، فأجابت الأميرةُ بسمة: «الأميرةُ سارة الفيصل، هي النهضة، هي قلبُ النهضة. هي التي دعمت أحلامَ، وأعمالَ كلِّ المنتسِباتِ إلى الجمعيَّة بكلِّ هدوءٍ، وبابتسامةٍ جميلةٍ، لا تفارقُ وجهها. كلُّنا بناتُ سارة الفيصل، فهي أمُّنا التي تتحمَّل عنا أي أخطاءٍ، وترى ما لا نراه، وأعمالها تتحدَّثُ عنها، وهذا ما جعل كلَّ مَن يعملُ معها، يحقِّقُ النجاحات على مدارِ 60 عاماً. هناك استمراريَّةٌ، ونجاحٌ دائمٌ في الجمعيَّة، لكونها القائدة. من جهتي، أطلِقُ عليها العمَّة سارة التي تحبُّ التطويرَ، والتقدُّمَ، وتتطلَّع لكلِّ جديدٍ، والدليلُ، انظروا فقط كيف كانت النهضة، وكيف أصبحت بناءً على طرقِ عملٍ، واستراتيجياتٍ، وخططٍ محكمةٍ، أسهمت في مصلحةِ الجمعيَّة، إذ لم تكن الأميرةُ سارة متفرِّدةً برأيها، بل تشاركُ الجميع، وهي الآن تحصدُ ما كانت تغرسه».
وعرجت الأميرةُ بسمة للحديثِ عن الأميرةِ موضي بنت خالد قائلةً: «الأميرةُ موضي بنت خالد أيضاً كان لها دورٌ مهمٌّ في تطوُّرِ الجمعيَّة حيث ساندتها، ودعمتها، وتبحثُ دوماً عن مكانةِ النهضة ووجودها في مختلفِ المحافلِ. الحقيقةُ أن الثنائي، الأميرة سارة والأميرة موضي، هما وراءَ ما وصلت إليه النهضةُ حالياً من نظامٍ وتطويرٍ الهدفُ منهما استمرارُ الجمعيَّة أجيالاً وأجيالاً».
تابعوا تفاصيل اللقاء مع الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز على هذا الرابط
دور الإعلام
وحرصت الأميرةُ بسمة على الإشادةِ بدورِ الإعلامِ في مسيرةِ جمعيَّة النهضة، وبيَّنت: «في السابقِ، كنا نسعى وراء الجهاتِ الإعلاميَّة، لنُظهِر ما تقومُ به الجمعيَّة من أدوارٍ، مع محدوديَّةٍ في كثيرٍ من الأمور، وبعد التحوُّلاتِ الكبيرةِ التي شهدتها السعوديَّة، أصبح للإعلامِ دورٌ أكبر، وأهميَّةٌ أكثر في هذا الجانب». وبابتسامةٍ، قالت «أنتم الخيرُ والبركة».
وفي ختامِ اللقاءِ، وجَّهت الأميرةُ كلمةً للجمعيَّة، وكلِّ مَن يعملُ في «النهضة» قائلةً: «أتمنَّى أن تكون الأعوامُ الستون، والاحتفاليَّة بذلك تعريفاً كاملاً بما قامت به النهضةُ وكلّ عضواتها، ومَن تعملُ بها الآن. أتمنَّى لهن الاستمراريَّة في هذا العملِ الجميلِ ففيه تمكينٌ للمرأةِ، التي تقومُ بدورها الحقيقي في بلدها».
ما رأيك بالاطلاع على تطور الزي السعودي منذ الدولة السعودية الأولى