الأميرة نورة الفيصل عضوة مجلس إدارة جمعية النهضة والرئيس التنفيذي لمؤسسة «فنون التراث»: نحتضن 57 ألف قطعة من التراث السعودي

تمتلكُ الأميرةُ نورة الفيصل، عضوةُ مجلس إدارة جمعيَّة النهضة، والرئيسةُ التنفيذيَّة لمؤسسة «فنون التراث» التابعةِ لها، تاريخاً حافلاً من النجاحاتِ في مجالِ التصميم، إذ قادها شغفُها في تصميمِ المجوهراتِ إلى تأسيسِ علامةِ نون NUUN، ومنصة أظلال للتصميم بغيةَ تعزيزِ هذه الصناعةِ في المجتمع، وتمكينِ الشبابِ من تطويرِ إمكاناتهم. وفي حديثٍ خاصٍّ لـ «سيدتي» تطرَّقت الأميرةُ نورة إلى دورِ الجمعيَّة، وتاريخها، وأهميَّتها بمناسبةِ مرورِ 60 عاماً على تأسيسها.

حوار | لمى الشثري Lama AlShethry
تنسيق | زهراء الخالدي Zahra ALKhaldi
عتاب نور Etab Nour
تصوير | مي الحربي May AlHarbi

 

الأميرةُ نورة الفيصل

 

 الأميرةُ نورة الفيصل، عضوةُ مجلس إدارة جمعيَّة النهضة، والرئيسةُ التنفيذيَّة لمؤسسة «فنون التراث»
                           الأميرةُ نورة الفيصل

 


بدايةُ الحوارِ، تمحورت حول المهامِّ المتعدِّدةِ للأميرة نورة الفيصل في مجالِ تصميم المجوهرات، ودعمها المصمِّمين ومجتمعَ التصميم، وعضويَّتها في جمعيَّة النهضة، وإدارتها «فنون التراث»، فقالت عن ذلك: «أنا مجموعةٌ من كلِّ ما تقدَّم، ومصمِّمةُ مجوهراتٍ، وأدعمُ المواهبَ المحليَّة، وأساندُ المصمِّمين، والفنَّ، والتراثَ المحلي».
وكشفت الأميرةُ عن ارتباطٍ وثيقٍ، يجمعها بـ «فنون التراث»، إذ ذكرت: «فنون التراث جانبٌ مهمٌّ في حياتي العمليَّة. لطالما تفاعلتُ مع الموروثِ منذ طفولتي، ما يعني أنني أهتمُّ، وأرتبطُ بمجالِ التصميم منذ أعوامٍ طويلةٍ، وقد تابعتُ شغفي من خلال جمعيَّة النهضة، وما بعدها أيضاً، ودائماً ما كنت أرى، وأتفاعلُ مع القطعِ الفنيَّة والتراثيَّة التي تُنتجها الفتياتُ اللاتي يعملن في المركز». مضيفةً: «من خلال فنون التراث، تعلَّمتُ الفنَّ، وأحببتُ التراثَ، وتعلَّقتُ بالهويَّة السعوديَّة، وبتكليفي بإدارتها أصبحت لدي مسؤوليَّةٌ كبيرةٌ، وأتطلَّع بإذن الله لتقديمِ استراتيجياتٍ مهمَّةٍ وجديدةٍ».

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط 

«فنون التراث» وتمكين المرأة

وعند الحديثِ عن تمكينِ المرأة، وهو موضوعٌ شديدُ الأهميَّةِ على الصعيدِ النسائي السعودي، رأت الأميرةُ نورة أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين التمكينِ و«فنون التراث»، موضحةً ذلك بالقول: «فنون التراث نموذجٌ ريادي لتمكينِ المرأة، إذ أنشئت من أجلِ هذا الأمر، وهو الأساسُ، ثم حفظُ التراث، فالمؤسَّسةُ تهدفُ إلى إبرازِ الهويَّة الوطنيَّة، وتعليمِ الفنِّ التقليدي، والحِرف اليدويَّة للجيلِ الجديد، ووضعِ حِرفةٍ في أيديهم، تشكِّلُ مصدرَ دخلٍ لهم».
واستطردت: «بالحديث عن التمكينِ والفنون، فإن مملكتنا، تشهدُ حالياً مرحلةَ ازدهارٍ في هذا الجانب، وتدعمُ بقوَّةٍ مشروعاتٍ عدة مثل أسبوعِ الأزياء الذي يهدفُ إلى تبنِّي المواهبِ المحليَّة في القطاع، وتنميةِ قدراتهم، ودعمهم بما يؤدي إلى نجاحهم».

57 ألف قطعة أثرية

استفسرنا منها كذلك عن أهمِّ المجموعاتِ والقطع التراثيَّة التي تحتضنها «فنون التراث»، فأفادت الأميرةُ نورة: «هناك قطعٌ عدة من مجموعةٍ فريدةٍ، ستُعرض في معارضَ محليَّةٍ وخارجيَّةٍ. جيلنا الذي عاشَ بداياتِ فنون التراث من المحتملِ أنه رأى بعضَ هذه القطع، التي يبلغُ عددها تقريباً 57 ألف قطعةٍ، منها ملابسُ، ومجوهراتٌ، وخرائطُ، وأبوابٌ، وصناديقُ، وقطعٌ أخرى متنوِّعةٌ. بالمجمل، هو أمرٌ لا يمكن تخيُّله، ونخطِّط في احتفاليَّة النهضة بذكراها الـ 60 لإقامةِ معرض 60 من 60، وسنقدِّمُ فيه قطعةً واحدةً عن كلِّ عامٍ من أعوامٍ الجمعيَّة احتفاءً بها. وللعلم، الموضوعُ صعبٌ جداً، ومع ذلك سنحاولُ اختيارَ قطعٍ، تُظهِرُ جمالَ المجموعة، خاصَّةً أنها في كلِّ فترةٍ، تزيدُ وتكبر، لتصبحَ أكبرَ وأهمَّ مجموعةٍ موجودةٍ للتراثِ السعودي عالمياً، ومن المهمِّ أنه يكون المعرضُ متاحاً للمجتمعِ التصميمي، وأن يفتخرَ به المجتمعُ السعودي، ويتعرَّفوا من خلاله بطريقةٍ دقيقةٍ على تاريخهم، وهويَّتهم».

تابعوا تفاصيل اللقاء مع الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز على هذا الرابط

"فنون التراث نموذج لتمكين المرأة"

بيت النهضة

       الأميرةُ نورة الفيصل
        الأميرةُ نورة الفيصل

 

وعن العلاقةِ التي تربطها بـ «النهضة»، عبَّرت الأميرةُ نورة عن فخرها بعضويَّتها في الجمعيَّة، وقالت: «النهضةُ بالنسبة لي هي البيتُ الذي تربَّيتُ، وترعرعتُ فيه، وفخورةٌ جداً بأنني عدتُ بعد كلِّ هذه الأعوامِ عضوةً في الجمعيَّة، وأدعو الله أن ينفعني، وأن أنفعَ الجميع بالعملِ مع عضواتها، اللاتي ما زلن يعملن منذ أعوامٍ طويلةٍ بجدٍّ واجتهادٍ، ويحقِّقن أموراً عظيمةً بفضل الله». كاشفةً عن أن «كلّ المشروعاتِ الجديدةِ في الجمعيَّة، تتماشى مع رؤيةِ السعوديَّة 2030 من حيث تمكين المجتمعِ لينهض، ومن هنا تأتي كلمةُ النهضة».
وتابعت الأميرةُ: «الفكرةُ الأساسيَّة وراءَ الجمعيَّة، هي المرأةُ، وتمكينها من جيلٍ إلى آخر. هذا أمرٌ مهمٌّ جداً، ويتطوَّر على مرِّ الأعوامِ، وبناءً على التغيُّراتِ التي تشهدها الأنظمةُ، والطرقُ التي نُمكِّن بها المرأة. اليوم، لم يعد التمكينُ يقتصرُ على المرأةِ فقط، بل ويشملُ أيضاً العائلةَ كلَّها، لا سيما في العملِ والتعليم».

شكراَ سارة الفيصل

وبمناسبةِ مرورِ 60 عاماً على تأسيسِ جمعيَّة النهضة، سألناها عن الأميرةِ سارة الفيصل، والرسالةِ التي توجِّهها لها، فأجابت: «ليس هناك أكثر من كلمةِ شكراً. شكراً على كلِّ الأعوامِ التي تعلَّمنا منها كلَّ شيءٍ. شكراً على تركيزها واهتمامها بتعليمِ المرأة، ومساعدةِ المرأة، ودعمِ المجتمع في كلِّ المجالات. أنا أفتخرُ بأنني تعلَّمتُ منها الكثير، فهي القدوةُ بالنسبةِ لي، وأتوقَّع أنها كذلك بالنسبةِ للجميع. إنها بحقٍّ أوَّلُ، وأعظمُ قدوةٍ لنا».

تابعوا تفاصيل اللقاء مع الأميرة بسمة بنت ماجد بن عبدالعزيز على هذا الرابط