أضرار تأخير إدخال الطعام التكميلي الخارجي لنظام تغذية رضيعك

صورة لطفل يستمتع بالطعام الخارجي
يجب عدم تأخير الطعام الخارجي لطفلك
ينصح أطباء الأطفال بضرورة إدخال الطعام الخارجي، والذي يعرف بالطعام التكميلي أو الطعام الصلب، للطفل في شهره الرابع، وهناك بعض الأطباء الذين لا يزالون يصرون على تقديم الطعام التكميلي إلى جانب حليب الأم في الشهر السادس من عمر الطفل، وسواء تناول الطفل الرضيع أي طعام خارجي بعد شهره الرابع أو السادس؛ فلا يمكن أن نقول إن هذا الطفل لديه تأخر في التعود على مصدر آخر للتغذية غير الرضاعة.
تقوم بعض الأمهات بتأخير تقديم الطعام التكميلي للطفل الرضيع، وقد يصل الطفل إلى عمر السنة وهو لا يعرف سوى حليب الأم أو قنينة الرضاعة الصناعية، ولذلك أضرار كثيرة على الطفل.
وقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، باستشارية طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة لمياء سعد الدين، حيث أشارت إلى أضرار تأخير إدخال الطعام التكميلي الخارجي لنظام تغذية رضيعك وأسباب رفضه للطعام الخارجي، وأخطاء تقعين بها تسبب رفضه له؛ مثل عدم معرفتك بأن الطفل له ذائقة غذائية مبكرة، وغيرها من الأسباب في الآتي:

لماذا تؤخر الأم إدخال الطعام التكميلي للرضيع؟

تعلق الأم بطفلها
  • تعتقد الأم أن حليبها لا يزال كافياً للرضيع وأن استمرار الطفل بالرضاعة يعني العناية بصحته وحمايته من الأمراض التي قد تصيبه بسبب الطعام الخارجي الذي لن يكون نظيفاً مثل حليبها.
  • تتعلق الأم بطفلها، سواء كان طفلها الأول أو الوحيد، فتُقبل على إرضاعه لكي يبقى قريباً منها، ولا تفكر في تقديم طعام خارجي إليه لكي لا يبتعد عنها، وبالتالي يتعلق الطفل بالمقابل بالأم، ويستمر في الرضاعة حتى وهو يكبر وتظهر له الأسنان، وقد يتجاوز السنة من عمره وهو يرفض حتى شرب الماء، ولذلك يجب حل أسباب تعلق الطفل بالأم لكي يقبل الطفل على الطعام مثل أي طفل طبيعي.
  • ترتبط مشكلة تأخر إقبال الطفل على الطعام الخارجي بعدم وجود القدوة أمام الطفل، فالطفل يحب التقليد وعدم وجود أطفال آخرين يأكلون أمامه ويستخدمون أيديهم أو تقوم أمهاتهم بإطعامهم، وكذلك رؤية بعض الأطفال وهم يلعبون بأدوات الطعام وينثرون الطعام على الأرض والطاولة ويلوثون ملابسهم وشعرهم، فكل هذه سلوكيات محببة للصغار، ويستمتعون بها رغم أنها متعبة للأم ولكنها محفزة لهم؛ لكي يعتادوا على الطعام الخارجي الذي يمدهم بعناصر غذائية مهمة لنموهم وغير متوفرة في حليب الأم.

أضرار تأخير تقديم الطعام الخارجي للرضيع

رضيع يأكل وحده

البطء في النمو

لاحظي أن طفلك الرضيع الذي يرضع رضاعة طبيعية أو صناعية فقط يعاني من نقص في النمو، من حيث الطول والوزن بالنسبة للأطفال الآخرين الذين بدأوا في الحصول على طعام خارجي في عمر مبكر، والسبب هو أن الطعام الخارجي يحتوي على كمية من الفيتامينات والمعادن تفيدهم في مرحلة المشي والتسنين، كما أنه يحتوي على الدهون والكربوهيدرات التي يحتاجها الطفل؛ لكي يكتسب وزناً وطولاً، وكمية الدهون والكربوهيدرات في حليب الأم لا تتناسب مع عمر الطفل ولا تكفيه لكي تحقق له النمو المناسب والطبيعي.

نقص المناعة

لاحظي أن طفلك يكتسب المناعة الذاتية من حليبك خلال مرحلة الرضاعة، إضافة لاكتسابه المناعة أثناء وجوده في الرحم، ولكن مع تقدمه في العمر، وحتى بلوغه الشهر السادس، يبدأ مخزون الأجسام المناعية لديه في التناقص، ولا يحتوي حليب الأم على مخزون كافٍ من الممكن أن يساعده في اكتساب مناعة أو يعززها، ويتعرض الطفل لذلك للإصابة المتكررة بالأمراض المعدية؛ مثل نزلات البرد والرشح، إضافة إلى النزلات المعوية.

العصبية

راقبي تصرفات طفلك الذي لم يحصل على طعام خارجي رغم اقترابه من عامه الأول مثلاً، فسوف تلاحظين أنه يبدو عصبياً وسريع التهيج، والسبب أنه لا يشعر بالشبع على الإطلاق، فهناك كمية محددة من الحليب التي تتسع لها معدته، ولكنه يشعر بالجوع ولا يتوقف عن البكاء وشد شعره ومحاولته عض الآخرين أو شد ملابسهم؛ لكي يعبر عن جوعه.

نقص الفيتامينات والمعادن

لاحظي أن طفلك الرضيع الذي لم يأكل طعاماً خارجياً مثل كل الأطفال، يبدو وجهه شاحباً ومائلاً للصفرة؛ لأن حليب الأم وبعد الشهر السادس يبدأ في فقدان كمية الحديد التي يمكن أن يمد بها الرضيع، إضافة لفقر حليب الأم بالفيتامينات والمعادن المهمة لمناعته ولصحة جسمه؛ مثل صحة العظام والأسنان وكذلك صحة الشعر والأظافر، فيبدو الطفل الذي يعتمد على حليب الأم بشعر متهالك وضعيف، فيما تبدو عليه علامات الهزال بسبب نقص الفيتامينات التي تمنحه النشاط والحيوية وتُكسبه النضارة والزيادة الطبيعية في شهيته، وتحسّن من قدراته العقلية.

نوم غير منتظم

راقبي طبيعة ونمط نوم طفلك الذي لا يحصل إلا على حليب الرضاعة، وقد مرّ عليه أكثر من ستة أشهر ولم يجرب أو يحاول تذوق أي طعام آخر، وسوف تلاحظين أنه يستيقظ كل فترة قصيرة ويطلب الرضاعة ثم ينام قليلاً، ثم يعاود الاستيقاظ ويبكي، وهكذا، والسبب أن معدته ممتلئة بسائل فقط، ولا يشعر بالشبع ولا يتمكن من النوم المتواصل بعكس الطفل الذي يأكل وجبات مشبعة مثل الأرز واللحوم البيضاء، فهو يشعر بالشبع لأن البروتين والنشويات تسد جوعه خاصة حين يتناولها قبل النوم.

التعرض للاختناق أثناء الرضاعة بسبب الجوع

توقعي أن يتعرض طفلك الذي لا يأكل طعاماً خارجياً ويعتمد عليك اعتماداً تاماً كمصدر لتغذيته أن يتعرض للاختناق بالحليب، وأن يتعرض بكثرة لما يعرف بالشردقة؛ أي أن يغص بالحليب وقد يتسرب الحليب إلى مجرى التنفس، والسبب أن الرضيع الذي تجاوز سن ستة أشهر واعتاد على الرضاعة؛ لا يجد أنها وسيلة مناسبة لسد جوعه، فيبدأ في الرضاعة بنهم وبسرعة؛ لكي يسد جوعه، في حين أن الحليب ينزل قطرة قطرة في فمه، وفي حال أنه يرضع بسرعة قد يتجمع الحليب في فمه ويسبب له الاختناق، ولكن الطفل الذي تعود على الطعام الخارجي فهو يبدأ بالتدريج في تناول الطعام المهروس والناعم، ثم يبدأ في تناول الطعام الخشن، وهكذا، ويتعلم المضغ والبلع بشكل سليم.
قد يهمك أيضاً: وصفات طبيعية وعشبية لفتح شهية طفلك للطعام بعد عمر السنة

نصائح تساعد الرضيع على الإقبال على الطعام الصلب

طفل انتقائي
  1. لاحظي أن طفلك يرفض الطعام الخارجي لأنه لا يحب شكله، وأنت تعتقدين أن الطفل لا يعرف الفرق بين الطعام المعدّ بطريقة مرتبة والمقدم له في أطباق وأدوات جميلة وزاهية الألوان وبين الطعام الذي تضعينه فوق بعضه، بحيث لا يكون هناك أي تجانس؛ مثل أن تضعي الحامض مع الحلو، والمالح مع المر، على اعتقاد أن طفلك لا يستطيع التمييز، والصحيح أن الطفل يمتلك ذائقة غذائية مبكرة، وعلى عكس مما تتوقعين، بل إنه حين يتعود على الطعام الخارجي؛ سوف تحتاجين إلى نصائح للتعامل مع الطفل الانتقائي للطعام على الرغم من صغر سنه، فهو يبدو مثل الأب الذي يتدلل على زوجته في اختيار أصناف الطعام.
  2. حاولي أن تتبعي طريقة التجويع، وأن تقدمي لطفلك الطعام الخارجي الجديد عندما يكون طفلك جائعاً، فهو سوف يقبل عليه ويتقبله لكي يسد جوعه، ولا تقدمي له صنفاً مغذياً مثل البيض المسلوق وهو شبعان، وبعد أن يكون قد حصل على رضعة كاملة مثلاً، فمن الطبيعي أن يرفض تناوله ويظل رافضاً له لمدة طويلة.
  3. عوّدي طفلك على الجلوس إلى مائدة الطعام مع الكبار، وحاولي أن يقوم إخوته وكذلك الأب بإطعامه، فقد بيّنت الدراسات أن الطفل يُقبل على الطعام بتغيير الشخص الذي يطعمه، ويمكن أن يُقبل على الطعام أكثر بدافع التقليد مع الغناء والتشجيع له، وإشعاره بأن له مكاناً مثله مثل باقي أفراد العائلة على مائدة الطعام.
قد يهمك أيضاً: نصائح للتغلب على نقص شهية الطفل للطعام الخارجي
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.