تخيل نفسك في منتصف يوم عمل مزدحم، كل شيء يسير بسرعة، وفجأة تجد نفسك على وشك الانهيار من التوتر. تلك اللحظة التي تشعر فيها أن العصبية ستسيطر عليك تماماً هي ما يميز بين النجاح والفشل في التعامل مع الضغوط، لكن ماذا لو كانت هناك 6 خطوات بسيطة يمكنك اتباعها لتفادي هذا الانفجار؟ يكشف لك الخبير في مجال الصحة النفسية، الدكتور بهاء الهنداوي؛ أسرار التحكم في عصبيتك، لتصبح سيد الموقف في كل لحظة صعبة تواجهها في العمل؛ لأن التحكم في أعصابك ليس مجرد مهارة، بل هو سر النجاح الذي يفصلك عن التفوق في أصعب المواقف.
6 أدوات للتحكم في عصبيتك بذكاء في العمل:
تنفس بعمق
عندما تشعر بتصاعد العصبية في العمل، يمكن أن يختلط عليك التفكير الواضح وتصبح ردود أفعالك سريعة وغير محسوبة. هنا يأتي دور التنفس العميق بوصفه أداة فعَّالة للتحكم. استنشق الهواء ببطء من أنفك لمدة 4 ثوانٍ، احبس الهواء 4 ثوانٍ، ثم ازفر ببطء لمدة 4 ثوانٍ. هذا النوع من التنفس يقلل من مستويات هرمون التوتر "الكورتيزول"، ويعيد نشاط الجهاز العصبي في الجسم؛ ما يساعدك على العودة إلى وضع الاسترخاء والهدوء. كرر هذا التمرين في أي وقت تشعر فيه بالتوتر لتشعر بتحسن فوري وقدرة أكبر على مواجهة الموقف بهدوء.
اكتشف الحلول: تزعجك المقاطعات المستمرة في الاجتماعات.. اكتشف كيف تعالج هذا الموقف بذكاء؟
تجنب الانفجار
في لحظات الضغط، قد يبدو التفاعل السريع غريزياً وطبيعياً، لكن ما لا تدركه هو أن هذه الردود الانفعالية قد تؤدي إلى تصعيد الموقف بدلاً من حله. توقف لبضع ثوانٍ قبل أن تتحدث أو تتصرف، وامنح نفسك الفرصة لتقييم الوضع. هذا التوقف البسيط يمكِّنك من التفكير بهدوء واختيار ردود أفعال أكثر حكمة واحترافية. تجنب الانفجار الغاضب لا يحميك فقط من الندم لاحقاً، بل يعزز صورتك المهنية بوصفك شخصاً متزناً وقادراً على التحكم في نفسه.
استخدام الكتابة
الكتابة هي وسيلة فعَّالة للتفريغ العاطفي وإدارة التوتر. عندما تبدأ في تدوين ما تشعر به، ستلاحظ أنك تفصل بين مشاعرك والأحداث الواقعية. الكتابة تتيح لك تحويل الأفكار السلبية المشتتة إلى كلمات ملموسة؛ ما يساعدك على رؤية المشكلة من منظور أعمق وأكثر تحليلاً. إذا كنت تواجه موقفاً صعباً؛ دوِّن المواقف التي تثير قلقك وناقش نفسك في طريقة التعامل معها. سيساعدك ذلك على تهدئة أعصابك ويمنحك فرصة لترتيب أفكارك وتحليل الخيارات المتاحة أمامك.
إعادة التقييم
في خضم التوتر والعصبية، قد يبدو الموقف أسوأ مما هو عليه. لذا، من المهم أن تتعلم كيفية إعادة تقييم الموقف بهدوء. اسأل نفسك: "هل هذا الموقف يستحق كل هذا القلق؟" أو "كيف يمكنني تحويل هذه المشكلة إلى فرصة للنمو؟" هذه الأسئلة تساعدك على تقليل حدة التوتر عبر تغيير منظورك تجاه المشكلة. إعادة التقييم تُذكِّرك بأن أغلب المواقف ليست كبيرة كما تبدو لأول وهلة، وأن العقل الهادئ والمرن هو مفتاح التعامل مع أي تحدٍّ بفاعلية.
استخدام الحركة
الحركة الجسدية هي وسيلة طبيعية لإطلاق التوتر الذي يتراكم في الجسم. عندما تكون في وضع عصبي، يصبح جسمك مشدوداً وعضلاتك متوترة؛ ما يزيد من حدة العصبية. قم بالتحرك قليلاً؛ سواء كان ذلك بالخروج للتمشية لمدة 5 دقائق أو القيام ببعض التمارين الخفيفة مثل شد العضلات أو تمارين التنفس الديناميكية. الحركة تنشط الدورة الدموية وتساعد على إطلاق هرمونات السعادة مثل الإندورفين؛ ما يساهم في تحسين مزاجك وشعورك العام، ويعيدك للعمل بهدوء ونشاط.
التركيز على الحلول
من السهل أن تنغمس في التفكير في المشكلة والقلق حولها؛ ما يزيد من التوتر. بدلاً من ذلك، درِّب نفسك على تحويل تركيزك إلى الحلول الممكنة. اسأل نفسك: "ما الذي يمكنني فعله الآن لتحسين الوضع؟" هذا التغيير في التركيز يساعد في تحويل الطاقة السلبية إلى خطوات عملية وبنَّاءة. كما أن هذا التفكير الإيجابي لا يعزز فقط قدرتك على التعامل مع المواقف، بل يجعلك أكثر قدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة وسريعة؛ ما يقلل من تأثير التوتر ويزيد من شعورك بالسيطرة.
كن مبدعاً، وتعرف: كيف تحول جمهوراً غير مهتم إلى مستمعين متحمسين من أول دقيقة؟