"المسبحة الرياضية" صرعة سعودية جديدة

5 صور

تعتبر الصرعات التي تعلن الانتماء الكروي أسرع تغيراً وابتكاراً من صرعات الموضة، ومع المشاهدة اليومية للفرق الرياضية يزداد الانتماء، وربَّما التعصب أيضاً لهذه الفرق.
الجديد الذي رصدته «سيِّدتي نت» هو استخدام المسبحة التي من المفترض أن يتم «التسبيح» بها عقب كل صلاة، وتحولها لصرعة ليست شبابية فقط، بل بين عدد كبير من مشجعي الفرق الرياضية؛ كنوع من الإعلان عن الهوية.

• أصفر وأزرق
لم يكف والد عضو شرف نادي النصر جاسر الجاسر «أبو عبدالعزيز» عن التلويح بمسبحته يميناً ويساراً، كما علقها بشكل ظاهر بين أصابعه أمام زملائه وأصدقائه الذين يشجعون الهلال، والسبب ببساطة أن مسبحته ملونة بألوان نصراوية «أصفر وأزرق»، وكأنه بهذا التلويح يشهر في وجوههم انتماءه الكروي، وحبّه غير المحدود لفريق النصر الذي فاز مؤخراً بكأس ولي العهد. أبو عبدالعزيز سارع بشراء مسبحته الجديدة بألوانها النصراوية المميزة «أصفر وأزرق»، وأهدى نسخاً منها إلى أصدقائه النصراويين أيضاً.
ولم يتوقف الأمر عند «أبو عبدالعزيز» وأصدقائه، بل أصبحت المسبحة شارة بين أصابع اليد، أو «صرعة» جديدة تدل على الانتماء الكروي.

• خواتم وأحجار
لم يتوقف الأمر عند مشجعي النصر، بل شاركهم في ذلك مشجعو الهلال بالخواتم ذات الأحجار الزرقاء، والمسبحة الزرقاء أيضاً.
حبيب الشمري «أبو محمد» حمل مسبحة نصراوية أيضاً، وكان يلوّح بها هو الآخر في عيون الهلاليين، حتى صارت المسابح كأنها شارة تعريف بالانتماء الكروي، وسرعان ما يلوح المشجع الهلالي بيديه ليظهر خاتمه بحجره الأزرق، أو التلويح هو الآخر بمسبحته الزرقاء الخالصة.
وما إن يظهر كل فريق من الأصدقاء انتماءه الكروي، حتى تحضر الشللية في الجلسة الواحدة، ويعيد مشجعو النصر المشاهد التي تفوق فيها فريقهم على خصمه، والعكس بالعكس، وتتحول الجلسة إلى حلبة صراع على هوية الانتماء الكروية، ولا يزال هوس التشجيع مستمراً ليس في المملكة فقط، بل إن هوس تشجيع كرة القدم عالمي، كما أن كل المشجعين متعصبون لفرقهم، خصوصاً ونحن على أعتاب بطولة كأس العالم التي ستقام في دولة البرازيل يونيو المقبل.

• بين الهوس والثقافة
يقول أبو أصيل، الذي وصف نفسه بأنه مشجع اللعبة الحلوة، ولم يعلن انتماءه الكروي: «لو علمت الصين أن السعوديين يلوحون بالمسبحة للتعبير عن انتماءاتهم الكروية بين الهلال والنصر لصدّرت إلينا الملايين منها، وذلك لكثرة المهووسين بالفرق الرياضية، ولانتشار ثقافة حمل المسبحة بين أصابع اليد»، مضيفاً: «إنها أصبحت تعبيراً عن انتماء كروي ينتظر من يستثمره، لكن هذا قد يتسبب في وقوع مشاكل بين الأصدقاء وزملاء العمل؛ وذلك بسبب التلويح بالمسبحة الهلالية أو النصراوية».


يتفق سعد القرني «أبو ناصر» مع الرأي السابق، ورغم أنه نصراوي حتى النخاع، كما يقول، إلا أنه يرفض أن تخرج المسبحة من سياقها الديني إلى سياق رياضي قد يتسبب في وقوع المشاكل، وهذا ما لا يرضاه الدين أو العرف، المهووسون بالفرق الرياضية فقط هم من يقومون بذلك وهم كثر.
ويرفض القرني تماماً خلط الدين بالرياضة مهما كان الأمر صغيراً، سواء في مسبحة أو غير ذلك من المستلزمات الرجالية الموجودة بكثرة في المحلات؛ لأن ذلك يؤدي إلى تعصب غير مقبول؛ بسبب التعصب الديني الذي سينسحب بالضرورة على التعصب الرياضي، وأضاف: «كلا التعصبين نتيجته سوف تسبب مشكلة كبيرة حتى بين الأشقاء، وهذا ما لا نقبله أبداً، ورغم أن الأمر يبدو عادياً أو كوميدياً بعض الشيء، إلا أنني أراه خطيراً جداً، فأنا نصراوي، ورغم ذلك أرفض استخدام هذه الطريقة في التشجيع».