مليون دولار أميركي، هي قيمة الجائزة الكبرى للنسخة الثالثة من قمة المليار متابع، التي تنطلق فعالياتها اليوم السبت الموافق في 11 يناير 2025، تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وينظمها المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات العربية المتحدة على مدار 3 أيام في أبراج الإمارات، ومركز دبي المالي العالمي، ومتحف المستقبل بدبي.
وتحت شعار "المحتوى الهادف" تأتي هذه القمة كأكبر قمة متخصصة بتشكيل اقتصاد صناعة المحتوى على مستوى العالم، مقدمة أغلى جائزة عالمية لصناع المحتوى، وقد تأهل 5 مرشحين إلى المرحلة النهائية من الجائزة من خلال تصويت جماهيري بلغ أكثر من 3.3 مليون صوت من مختلف أنحاء العالم، وسيقوم المحكمون باختيار الفائز ضمن جلسات مغلقة يومي 11 و12 يناير 2025، وسيتم الإعلان عن الفائز يوم الإثنين 13 يناير 2025.
وستكون لجنة التحكيم أمام مفاضلة صعبة بين 5 من المبدعين العالميين الذين كانت لهم بصمتهم في العالم الافتراضي، والتي بنوا من خلالها قاعدة جماهيرية كبيرة تتأثر بالمحتوى الذي يقدمونه، لذا فإن قرار لجنة التحكيم سيكون مسؤولية كبيرة، وعليه فقد اختارت القمة 5 من صناع المحتوى الأكثر تأثيراً في العالم العربي والعالم كمحكمين للجائزة المليونية مرتكزين إلى خبراتهم في هذا المجال وفهمهم العميق لتأثير المحتوى على المجتمعات.
من هم الأعضاء الخمسة للجنة تحكيم مسابقة قمة المليار متابع؟
وكانت القمة قد أعلنت عن أسماء لجنة التحكيم التي تضم 5 محكمين، وهم: صانع المحتوى أحمد الغندور وصانع المحتوى حسن سليمان أحمد، والمعروف باسم "أبو فلة"، وصانع المحتوى أمين إمنير، وصانعة المحتوى براجاكتا كولي، وصانع المحتوى زاكري ديرينيوسكي.
أحمد الغندور المعروف بـ "الدحيح" الذي "شعبن" المحتوى العلمي:
لعل اختيار أحمد الغندور، والمعروف باسم "الدحيح" نسبة لبرنامجه الشهير على موقع "يوتيوب" الذي يحظى بشعبية كبيرة وحقق مئات الملايين من المشاهدات، ضمن أعضاء لجنة التحكيم إلى جانب اختياره ضمن مجموعة من السفراء الذين سيتولون تمثيل القمة على منصات التواصل الاجتماعي، يعكس كونه أكثر من مجرد صانع محتوى، بل كونه شخصية ملهمة ومؤثرة، وقد تمكن عبر محتواه الهادف والخفيف الظل والذي واظب على تقديمه منذ أكثر من 10 سنوات، أن يجذب الملايين من المتابعين من مختلف الفئات العمرية والثقافية.
لكن مَن هو أحمد الغندور؟
هو باحث وصانع محتوى يوتيوب مصري، حصل على درجة البكالوريوس في علم الأحياء من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعلى درجة الماجستير في علم التربية من جامعة هونغ كونغ، بدأ مسيرته في صناعة المحتوى حين أنشأ قناته "الدحيح" على موقع يوتيوب عام 2014، وبدأ بنشر فيديوهات تتمحور حول تبسيط العلوم بطريقة سهلة مع شيء من الكوميديا، كما اختير في العام نفسه مديراً عاماً لاتحاد الطلبة في الجامعة، وعمل على تقديم برنامج آخر عبر يوتيوب يتعلق بالجامعة وشؤون الطلبة.
طريقته المميزة في عرض مقاطع الفيديو، واستخدامه الكوميديا المضحكة لتبسيط العلوم المعقدة، أو "شعبنة" العلوم كما يقول، لتصل للعامة وللأشخاص غير المهتمين بالعلوم أو غير الدارسين، زادت من شهرته في مصر والدول العربية، وأدّت لتعاقده مع عدد من الجهات الإعلامية منها شبكة "الجزيرة بلس"، وبعدها على شبكة "شاهد.نت"، ثم في 2021 قام بتقديم برنامج "الدحيح" على قناة "أكاديمية الإعلام الجديد" قبل أن ينتقل لتقديمه على قناة "متحف المستقبل".
يعد برنامج "الدحيح" البرنامج العلمي الأكثر شعبية في الشرق الأوسط؛ حيث قدم مئات المقاطع من الفيديو، حاصداً مليارات المشاهدات، وهو ما جعل الغندور ينال عدداً من التكريمات والجوائز خلال مسيرته؛ إذ أُدرج اسمه في قائمة الأشخاص الأكثر تأثيراً في العالم العربي لعام 2018، واختاره مركزُ الشباب العربي في قائمة "روّاد الشباب العربي"، وهي قائمة تتضمن مجموعة من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ35 عاماً من مختلف الدول العربية، ولهم سجل حافل بالإنجازات ذات الأثر الإيجابي في مجتمعاته.
كذلك اختير في القائمة القصيرة لجائزة IBC العالمية 2019 لأكثر الشباب المؤثرين في الإعلام، وتقدم الجائزة إلى مَن يقدمون مساهمة بارزة في صناعة الإعلام، سواء كانت إبداعية أو تجارية أو تقنية.
حسن سليمان أحمد المعروف بـ“أبو فلة” محقق الأرقام القياسية:
صانع محتوى صومالي وُلد في الكويت، صاحب أرقام قياسية للحملات الإنسانية، حاصل على جائزة أكثر صانع محتوى رواجاً في اليوتيوب العربي للأعوام 2021 / 2022 / 2023 / 2024.
اشتُهر في بداياته بمحتوى الألعاب والمقاطع الترفيهية؛ حيث أنشأ قناته على اليوتيوب في عام 2016، باسم "قيمز فلة"، إلا أنه قد غيَّر الاسم بعد فترة لتصبح باسمها الحالي أبو فلة، وهي كلمة خليجية دارجة وتعني "المرح"، وكان أول فيديو ينشره "أبو فلة" على قناته بعنوان "كلاش أوف كلانس تصميم خرافي الفيديو"، وهو حول لعبة الفيديو الشهيرة Clash of Clans وتعني بالعربية "صراع العشائر"، والتي كان أول إصدار منها في عام 2012، وحققت إقبالاً واسعاً في العالم العربي.
هذا النجم الذي يتابعه على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من 63 مليون متابع، لم يُكمل دراسته الجامعية لأسباب مالية، لكن ذلك لم يمنعه من ملاحقة أحلامه رغم معارضة والده بداية لعمله في اليوتيوب لما يشمله ذلك الفضاء من احتمالات، لكنه وبدعم من والدته استمر وأقنع والده، وأثبت للجميع أن هذه الفضاءات الحرة قد تكون منفذاً للأخطاء متى أُسيء استخدامها فقط، وتكون منفذاً للخير والأمل وخدمة المجتمع متى استُغلت بطريقة إيجابية هادفة.
حقّق أبو فلة رقمين قياسيين في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، بعد أن قاد حملة لجمع التبرعات من خلال بث مباشر في يوتيوب، الحملة كانت بعنوان "لنجعل شتاءهم أدفأ"، وتهدف لتقديم الدعم لأكثر من 100,000 أسرة من اللاجئين والمحتاجين في الوطن العربي وأفريقيا، لمساعدتهم على تخطي برد الشتاء القارس وتأمين احتياجاتهم الأساسية بالتعاون مع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والشبكة الإقليمية لبنوك الطعام، وذلك من خلال حبس نفسه في غرفة زجاجية في وسط مدينة دبي أمام برج خليفة.
انتهت الحملة بجمع مبلغ أكثر من 11 مليون دولار أمريكي؛ حيث جمع المبلغ خلال 12 يوماً من البث المتواصل، وهذا حقق له أيضاً رقماً قياسياً آخر كأطول مدة بث مباشر متواصل في التاريخ، وكذلك كأكثر عدد مشاهدات مباشرة في لحظة واحدة لحملة إنسانية عبر "يوتيوب".
قناة "أبو فلة" على "يوتيوب" تضم أكثر من 44 مليون مشترك مع أكثر من 6.66 مليار مشاهدة، وهي من أكبر قنوات صنّاع المحتوى العربي في مجال ألعاب الفيديو، ومن بين الأسرع نمواً في العالم.
لم يحصر حسن سليمان أحمد نشاطه الخيري وحملات التبرع التي يقودها بإطار معين، فما بين بناء مسجد في موزمبيق إلى حملة «بئر أبو فلة ومتابعيه» في دولة مالي، لتزويد من 500 إلى 2,000 شخص بماء صالح للشرب والاستحمام بدون متاعب، إلى «مشروع كفالة طلبة أبو فلة ومتابعيه» لإتمام تعليم عدد من الطلاب، إلى «مشروع كفالة أيتام أبو فلة ومتابعيه» لكفالة الأيتام، إلى حملة بعنوان «عمليات النور متابعين أبو فلة» لجمع تبرعات لعمل 1,000 عملية لعلاج أمراض العيون في إحدى الدول الأفريقية، إلى حملات لدعم اللاجئين في الدول العربية وأفريقيا، إلى حملات لبناء مستوصفات ومراكز صحية وتوفير المستلزمات الطبية.
أمين إمنير المعروف بـ"فيسبوكي حر" صاحب المبادرات الإغاثية:
يمثل أمين إمنير صاحب قناة "فيسبوكي حر" على يوتيوب نموذجاً مشرقاً لصناع المحتوى في العالم العربي؛ حيث حوّل حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي إلى بوابة جديدة للعطاء، بهدف تحسين نوعية الحياة والارتقاء بالمستوى المعيشي للأسر الأقل حظاً في المملكة المغربية.
يرأس أمين إمنير جمعية "أفتاس للتنمية والتعاون"، ويُعرف عنه تنظيمه للعديد من الحملات الإغاثية لتوزيع المساعدات على المحتاجين في المغرب وأعمال الخير الأخرى، ويعمل على توفير المساعدات المالية من فاعلي الخير من أجل استخدامها للمساعدة، وقامت الجمعية التي يرأسها بتوزيع مئات الآلاف من الأضاحي على العائلات المحتاجة منذ عام 2020، وحفر أكثر من 100 بئر وتوزيع أكثر من ألف لوح لإنتاج الطاقة الشمسية، وتوزيع آلاف السلل الغذائية على الأسر المحتاجة والأرامل والأيتام، وتشييد جسر فوق واد لفك العزلة عن 3 مناطق تتعرض لفيضانات، والمساعدة لإجراء مئات العمليات الجراحية وتأمين المساعدات الطبية والأدوية، وزراعة آلاف الأشجار المثمرة.
"العطاء شيء أصيل في المغاربة"، هذا ما يقوله الشاب المغربي الذي قام بنشاط بطولي خلال فترة في "زلزال الحوز"، والذي تغصّ منصاته الافتراضية بالمبادرات ويستخدمها لتوثيق نشاطاته الإنسانية كافة، وهو ما أهّله للفوز بلقب صانع الأمل للعام 2024، خلال فعاليات حفل ترأسه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، وذلك إلى جانب ثلاثة فائزين آخرين؛ وذلك تقديراً لجهودهم في تحويل منصات التواصل الاجتماعي إلى مساحات للعطاء والإيجابية، وتكريماً لهم باعتبارهم أصحاب مشاريع إنسانية تحدّت العوائق من أجل استمرار الأمل.
وحول تمسّكه بـ"المحتوى الخيري" على منصاته، قال أمين إمنير في تصريح صحفي بعد فوزه بجائزة "صناع الأمل" للعام 2024: "إذا لم نسلط الضوء على معاناة السكان وحل مشاكلهم، فبأيّة غاية سنستعمل هذه الوسائط؟".
براجاكتا كولي من أكثر صانعي المحتوى تأثيراً في الهند:
ممثلة وواحدة من أكثر صانعي المحتوى تأثيراً في الهند، وهي من سفراء النسخة الثالثة من القمة، يتابعها أكثر من 17 مليون متابع عبر حساباتها في منصات التواصل الاجتماعي.
بدأت كولي حياتها المهنية كمتدربة في محطة إذاعية في مومباي بعد أن حصلت على درجة البكالوريوس في وسائل الإعلام الجماهيرية، ثم أطلقت قناتها الشهيرة على يوتيوب MostlySane في فبراير 2015.
في اليوم العالمي للصحة العقلية في عام 2016، أطلقت كولي حملتها #iPledgeToBeMe التي تتناول الصحة العقلية والرفاهية والعار الجسدي، شاركت تجاربها في العار الجسدي وكتبت أغنية راب بعنوان “Shameless” في مايو 2017، في عام 2018، تمت دعوة براجاكتا إلى مقر الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للتسامح، كسفيرة لمبادرة YouTube العالمية، برنامج Creators for Change، وفي ديسمبر 2018، ظهرت في أحد الإعلانات التلفزيونية الوطنية الثلاثة التي تم إطلاقها لحملة WhatsApp.
في فبراير 2019، اختيرت ضمن قائمة فوربس لـ30 تحت سن 30، وفي قائمة مجلة Outlook Business للنساء ذوات القيمة، وقائمة Entrepreneur India لـ35 تحت سن 35 إلى جانب فوزها بجائزة Cosmopolitan YouTuber of the Year، وفي سبتمبر 2019 سافرت براجاكتا كولي إلى الأمم المتحدة كمندوبة للمشاركة في اليوم العالمي للتسامح وبرنامج Goalkeepers.
كانت كولي جزءاً من مسلسلات مسموعة مثل Desi Down Under، كما كان لها تجارب في كتابة الروايات ومنها رواية رومانسية بعنوان “Too Good To Be True” نشرتها دار هاربر كولينز الهندية.
في عام 2020، أعلنت براجاكتا عن إطلاق برنامجها الأصلي على يوتيوب Pretty Fit، وفي العام نفسه أصدرت كولي فيلماً قصيراً، بعنوان Khayali Pulao، ثم مثّلت في مسلسل Mismatched، الذي أصدرته Netflix، وفي عام 2020 أيضاً، مثّلت براجاكتا الهند في حدث The Call To Unite، كما وتم اختيارها ضمن قائمة “COOL” السنوية لمجلة Grazia India، وفي أبريل 2020 ظهرت على غلاف مجلة Businessworld بعد اختيارها ضمن قائمة النساء الأكثر نفوذاً.
في عام 2021، ساهمت كولي في حملة TED المسماة “Countdown”، والتي ركزت على معالجة قضية تغير المناخ، في 2022 تم تعيينها كأول بطلة مناخية للشباب في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الهند، كذلك تم تعيينها كعضو جديد في مجموعة Goalkeepers الاستشارية 2022-2024، بالإضافة إلى ذلك، تم تعيين براجاكتا كولي عضواً في المجموعة الاستشارية لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، هذا إلى جانب تقديمها عدداً من الأعمال الفنية التمثيلية والموسيقية.
أما عام 2024 فكان عام الجوائز بامتياز لها؛ إذ تم تقديم جائزة لها من قِبل رئيس الوزراء أرفيند كيجريوال؛ تقديراً لمساعدتها لقضايا المرأة خلال اليوم العالمي للمرأة، كما حصلت على جائزة “Star Influencer Award” من Femina India، وجائزة "مؤثرة المناخ لهذا العام" من NDTV وجائزة Most Stylish Digital Star of the Year، وفي 2024 أيضاً مثلت الهند في أسبوع المناخ في نيويورك، كما حضرت جلسات ومناقشات مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين لتغير المناخ (COP28) الذي عُقد في الإمارات العربية المتحدة، ما جعلها أول صانعة محتوى ويوتيوب من الهند تشارك في هذا الحدث.
زاكري ديرينيوسكي الذي قادته أزماته الشخصية لإلهام الملايين:
هو مصدر إلهام لأكثر من 27 مليون متابع على مواقع التواصل الاجتماعي، وخلف قصة نجوميته قصة أخرى بدأت صدفة ودون تخطيط لكنها أتت انعكاساً لتفكيره الدائم حول كيفية مساعدة الآخرين.
مقاطع الفيديو المؤثرة التي يصنعها ويقدمها عبر المنصات الافتراضية، والتي تتناول الصحة النفسية والأعمال الخيرية حققت أكثر من 10 مليارات مشاهدة، ولكن كيف بدأ كل ذلك؟
لم يكن هدف زاكري يوماً أن يصبح مشهوراً، لكن محاولته التواصل مع الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي أفضت إلى هذه النتيجة المبهرة، بدأ الأمر قبل عقد من الزمان، في سن 18 عاماً عندما فشل زاكري في جامعة وندسور في كندا، وقاده هذا إلى ملبورن، أستراليا كجزء من برنامج تبادل الطلاب، حيث قرر إنهاء كلية الطب هناك ويصبح طبيباً.
في يناير 2020، بدأ دراسته في كلية الطب في جامعة سيدني، لكن عدداً من الأحداث المؤلمة في حياته كالانفصال عن حبيبته وتعرضه لإصابة في الركبة تطلبت عملية جراحية، وتوقفه إثر ذلك عن ممارسة الرياضة، هذا بالإضافة إلى دخول العالم في مرحلة جائحة كوفيد، كل هذا أدى إلى عزلة زاكري عن الآخرين وشعوره بالوحدة، وكان الأمر يصبح أصعب وأصعب عليه، حتى وقف يوماً في منتصف تقاطع سيدني المزدحم وبدأ بالبكاء بشكل هستيري، ويقول عن تلك اللحظة في أحد اللقاءات الصحافية: “كان الناس المنشغلون بالأعمال يمرون بجانبي وفي تلك اللحظة شعرت وكأنني هواء، كنت غير مرئي بالنسبة لهم”، وعندما طلب زاكري المساعدة من مختص قيل له أن يبدأ في تدوين أفكاره للعمل عليها، عندها اشترى مفكرة وبدأ بالتدوين، ثم فكر لاحقاً أنه لا بد أن يكون هناك شخص آخر يشعر بشعوره هذا، أو لديه خبرة أكثر حول الأمر، ما أدى إلى قيام زاكري بإنشاء حسابه على TIKTOK باسم mdmotivator، ونشر أول فيديو له، وبعد نشره، ذهب لقضاء يومه في كلية الطب لكنه لم يكن متوقعاً أبداً للرد الذي تلقاه، يقول: “عدت لأجد نصف مليون مشاهدة وآلاف التعليقات، أشخاص تتراوح أعمارهم بين ثماني سنوات وثمانين عاماً شاركوا قصصهم، ولقد أذهلني حقاً كيف أن الناس كانوا منفتحين جداً على مشاركة قصصهم مع شخص غريب”. في تلك اللحظة عرف زاكري أنه وجد المكانة التي يريد أن يشغلها، وبدأ بصنع المزيد من مقاطع الفيديو والمزيد من المحتوى، وسجل تجربته الخاصة مع الصحة العقلية من خلال كلية الطب، وساعد الآخرين على الانفتاح والتعامل مع مشاكلهم الخاصة.
كل ذلك أدى إلى أن يؤسس زاكري ديرينيوسكي Mental Health Movement، وهي شركة إنتاج تقوم بإنشاء برامج بودكاست وملابس للمساعدة في قيادة المساعي الخيرية والتبرع بالمال للمساعدة في دعم طلاب المراحل الثانوية والجامعية، مع مرور الوقت، أدرك أنه وجد مساره، لكن ذلك كان يؤخره عن هدفه بأن يصبح طبيباً، لكن هدفه من خلال صناعة المحتوى كان أيضاً إنسانياً.
إحدى أبرز المحطات التي تركت أثراً في محتوى زاكري كان فكرة العناق والتي صورها بالتعاون مع صديقه باتريك جلاز، وانطلقت الفكرة من أنه خلال الوباء كان الناس لا يتعانقون ولا يتلامسون، لذا حمل زاكري لافتة تعرض عناقاً مجانياً لأي شخص بغض النظر عن حالة التطعيم الخاصة به أو الجلوس مع الناس للتحدث عن مشاكلهم، كما وقام بتنفيذ أفكار أخرى بمثابة اختبار لإنسانية الناس في الشارع، كأن يطلب من أحدهم ثمن أجرة الحافلة، ومن يوافق على إعطائه المبلغ يرده له بمبلغ أكبر.
كانت هذه الفيديوهات تحصد تفاعلاً كبيراً إلى جانب كونه تحمل رسائل عميقة، وجعلت زاك يهدف إلى نقل أعماله الخيرية إلى مستوى أعلى والعمل على تأسيس مؤسسة غير ربحية تتماشى مع تطلعاته ورغبته في المساعدة وجعل العالم مكاناً أفضل.
يذكر أن النسخة الثالثة من قمة مليار متابع، ستشهد أكثر من 300 جلسة وحوار معرفي، يشارك فيها أهم الخبراء والمتخصصين من أكبر المنصات والشركات العالمية، وعدد من أبرز المؤثرين وصناع المحتوى في الوطن العربي والعالم.
وتعد الجائزة التي تقدمها القمة هذا العام أغلى جائزة في العالم لصناع المحتوى، وبعد أن استقبلت القمة على مدار الأسابيع الماضية أكثر من 16 ألف مشاركة من صانعي محتوى يمثلون ما يقارب 190 دولة، تأهل 5 مرشحين إلى المرحلة النهائية من الجائزة، وسيقوم المحكمون باختيار الفائز ضمن جلسات مغلقة يومي 11 و12 يناير 2025، وسيتم الإعلان عن الفائز يوم الإثنين 13 يناير 2025.
وللمزيد عنها قبل انطلاق فعالياتها... كل ما تريد معرفته عن قمة المليار متابع 2025 1Billion Summit
