عزيزي الموظف، هل فكرت يوماً بالوجه الخفي لاجتماعات العمل؟
هل شعرت يوماً أن هناك "لغة خفية" يُتحدث بها في الاجتماعات؟ تلك اللحظات التي تبدو فيها الكلمات عادية، لكنها تحمل معاني أعمق مما تبدو عليه؟ في عالم العمل، لا تقتصر الرسائل على ما يُقال بصراحة؛ بل هناك رسائل غير مرئية تحتاج عيناً ثاقبة لفهمها. تابع قراءة الأسطر الآتية كرحلة لاكتشاف 6 أشياء تُقال بين السطور في الاجتماعات، فهل أنت مستعد لتصبح قارئاً بارعاً لهذه اللغة؟ بحسب ما يقدمه الخبير في مجال العلاقات العامة، الدكتور عيسى محمد.
ما الذي يُقال ولا يُقال في الاجتماعات؟
همسات التردد
حين يقول شخص في الاجتماع: "أنا لست متأكداً تماماً" أو "ربما يكون هذا حلاً ممكناً"، فإن المعنى الظاهر يبدو كأنه تعبير عن عدم يقين أو رغبة في النقاش. ولكن إذا دققت في نبرة الصوت وتوقيت الحديث، ستكتشف شيئاً أعمق. همسات التردد غالباً ما تكون نتيجة شعور بالخوف من الفشل أو التقييم السلبي، خاصة إذا كان الاجتماع يضم قياديين أو شخصيات مؤثرة. هذه الجمل تحمل رسالة مستترة تقول: "أحتاج إلى دعمكم وثقتكم قبل أن أمضي قدماً". التعامل مع هذه الرسائل يتطلب فهماً لطبيعة الشخص المتحدث، وربما إعطاءه مزيداً من الوقت والفرصة للتعبير بثقة.
تعلَّم، وتدرَّب: كيف تتعامل مع المدير الذي يقول: "بابي مفتوح" لكنك لا تجرؤ على الدخول؟
لغة الاتفاق الصامت
عندما يهز أحدهم رأسه بالإيجاب أو يقول: "فكرة رائعة"، قد تظن أنه موافق تماماً، لكن في الواقع، هذا النوع من الاتفاق الصامت يمكن أن يكون مجرد قناع لتجنب النقاش أو الظهور بمظهر المعارضة. قد يكون الشخص غير مقتنع بالفكرة، لكنه لا يريد خلق صدام. مثل هذه العبارات تحمل سؤالاً بين السطور: "هل تجرؤ على مواجهة الإجماع الجماعي؟" القراءة بين السطور هنا تحتاج إلى مراقبة لغة الجسد أو توجيه أسئلة عميقة تكشف حقيقة القناعات.
الاعتراض الملفوف
العبارات مثل: "لا أعارض، لكن ربما يمكننا التفكير في خيارات أخرى" تبدو دبلوماسية وهادئة. ومع ذلك، فإنها تخفي وراءها اعتراضاً حقيقياً، يُصاغ بأسلوب يجعل المتحدث يبدو غير مواجه. هذا النوع من الرسائل غالباً ما يظهر عندما يشعر الشخص بضغط اجتماعي كبير أو عندما يخشى أن يتم رفض رأيه إذا عبَّر عنه بصراحة. إذا سمعت مثل هذه العبارة، حاول أن تفهم الدوافع الحقيقية وراءها: هل يعترض الشخص بناءً على تجربة سابقة؟ أم أنه يحاول إيجاد مساحة آمنة لإبداء رأيه؟
مطالب مبطنة
"سيكون من المفيد لو حصلنا على مزيد من الدعم في هذا المشروع" قد تبدو وكأنها اقتراح بسيط، لكنها في الواقع تحمل مطالب واضحة. هذه العبارات تظهر عندما يشعر الشخص أنه لا يستطيع المطالبة بشكل مباشر بسبب طبيعة الاجتماع أو توازن القوى بين الأفراد. هي وسيلة لبث رسالة من دون أن تتحمل مسؤولية المطالبة المباشرة. التعامل مع مثل هذه العبارات يحتاج إلى حساسية في قراءة نوايا المتحدث وربطها بسياق الحديث العام.
التسويف المغطَّى
"نحتاج إلى وقت أطول للتفكير في الأمر" تبدو كأنها دعوة للتأنِّي واتخاذ قرارات مدروسة، لكن أحياناً تكون وسيلة لتجنب الالتزام. المتحدث هنا قد يشعر بعدم الاستعداد لاتخاذ موقف حاسم، أو ربما يكون لديه شكوك في الفكرة، ولكنه لا يريد الإفصاح عنها. مثل هذه الرسائل تحمل بين طياتها دعوة لفهم العوامل الخفية التي تعوق التقدم: هل هو نقص في الموارد؟ أو خوف من النتائج المحتملة؟
تشجيع مغلَّف بالنقد
"لقد قمت بعمل رائع، لكن يمكننا تحسين بعض التفاصيل"، تبدو العبارة مشجعة، لكنها تحمل في طياتها انتقاداً يحتاج إلى فهم عميق. هذا الأسلوب شائع في الاجتماعات لتخفيف وطأة النقد، لكنه قد يكون مربكاً للبعض؛ إذ يجعلهم يتساءلون: "هل العمل جيد أو لا؟" هنا، الهدف قد يكون دفع الشخص للتحسين من دون إثارة دفاعيته. لذا، التركيز على التوازن بين التشجيع والنقد ضروري لضمان وضوح الرسالة وتحفيز المتلقي.
استثمر في فترة البطالة: 10 نصائح لبناء شبكة علاقات مهنية قوية خلال فترة البطالة
ختاماً، في عالم الاجتماعات، الكلمات التي تُقال تحمل دائماً ما هو أكثر من ظاهرها. إنها رسائل مشفَّرة تحتاج إلى أُذُنٍ واعية وعينٍ مدرَّبة لفك رموزها. فكِّر في الاجتماعات القادمة بوصفها فرصة لفهم ما وراء السطور، لا مجرد سماع الكلمات؛ فقدرتك على قراءة هذه "اللغة الخفية" لن تجعلك مجرد مشاركٍ عادي، بل ستمنحك ميزة فريدة تُميزك عن الآخرين. تذكَّر: الاجتماعات ليست مجرد حديث؛ إنها لعبة من التفاعل والتواصل؛ فهل أنت مستعد لتصبح اللاعب الأذكى فيها؟