حوارٌ ثقافي بين الأجيال، أعادت إحياءه المصمِّمة والفنانة البحرينيَّة مي المعتز عبر تسليطِ الضوءِ على فنِّ «النقدة» في صناعةِ الأزياء، الذي يروي حكايةَ إرثٍ تاريخي عميقٍ، ويعدُّ امتداداً للفنونِ التقليديَّة بصورتها البهيَّة. حملت روحيَّة الماضي الجميلِ إلى حاضرنا حرصاً على أن تتوارثه الأجيالُ لأزمنةٍ عدة لاحقةٍ، وبنت شبكةً إبداعيَّةً متكاملةً ومتبادلةَ المصالح، إذ تؤمنُ بأن وجودَ الإنسان، يقاسُ بما يمكنه تقديمه لمحيطه وبيئته وإنسانيَّته، والتاريخِ أيضاً، ليصبح مشروعها اليوم واحداً من أنجحِ التجاربِ الإبداعيَّة في البحرين.
حوار | عبير بو حمدان Abeer Bou Hamdan
تنسيق | زهراء الخالدي Zahraa AlKhaldi
تصوير | إسحاق مدن Ishaq Madan
تم التصوير في أتلييه مي المعتز Atelier Mai Almoataz
بدايةً، مَن مي المعتز؟
- فناجين للقهوة من سلسال ديزاين Silsal Design
- منفضّة من المرمر من أجور للمفروشات Ajoor Furnishing
- واقيات من الغبار مصممة ومنفذة بالتعاون بين مي المعتز والفنانة سميّة عبدالغني Sumaya Abdulghani
الزي:
- بشت وقفطان مصمم بمخمل أخضر Chartreuse، مطرّز بالنقدة المذّهبة من أتلييه مي المعتز Atelier Mai Almoataz
المجوهرات:
- أقراط متدلية من MJ by Mayyan Jaffar
- عقد micromosaic من Nada Le Cavalier
- أساور ورثتها مي المعتز من جدّتها
- ساعة قديمة فنتاج من Piaget
الديكور:
- على الحائط إلى اليمين: لوحة من The Connor Brothers
- على الحائط في الأعلى: رسمتان من Nasir Nasrallah
- على الحائط في الأعلى وإلى اليسار: قلبان من Denz Herz
يمكنني التعريفُ بنفسي بأنني مصمِّمةٌ بحرينيَّةٌ، فنَّانةٌ، مصوِّرةٌ، ورائدةُ أعمالٍ. حصلتُ على شهادةٍ مزدوجةٍ في إدارةِ الأعمالِ والاقتصاد، وتعلَّقتُ جداً بالثقافةِ والتراث، وهذا قادني إلى تأسيسِ علامةٍ تجاريَّةٍ، تسلِّطُ الضوءَ على الحِرف اليدوية تحت مظلَّة «أتلييه مي المعتز».
خياطة منتجاتنا دقيقة
عندما نتحدَّثُ عن «أتلييه مي المعتز»، نتحدَّثُ عن تجربةٍ فريدةٍ من نوعها، كيف تصفينها؟
«أتلييه مي المعتز» تدفَّق من مكانٍ مليءٍ بالشغفِ والاستكشافِ الشخصي حيث بدأنا العملَ مع خيَّاطٍ واحدٍ في منزلي. الشركةُ تأسَّست عامَ 2018 في البحرين، واشتمل عرضنا الأوَّلي على أطقمٍ من قميصٍ وبنطالٍ، وقطعٍ محتشمةٍ، وبشوتٍ وفساتينَ واسعةٍ، وعباءاتٍ مزيَّنةٍ بكراكيشِ أزرارٍ لؤلؤيَّةٍ. كانت وما زالت تفاصيلُ وخياطةُ منتجاتنا دقيقةً للغاية لدرجةِ أن بعض الملابس يمكن لبسها مقلوبةً. تطوَّر الأتلييه بسرعةٍ من متجرٍ صغيرٍ إلى خدمةِ تفصيلٍ بالطلبِ الخاصِّ بفضلِ الطلباتِ المخصَّصة من الأصدقاءِ والعائلة الذين أصبحوا عملاءَ مخلصين. تالياً، دفعتنا مرحلةُ «كورونا» إلى النموِّ بشكلٍ أسرع، إذ زاد الطلبُ على الملابسِ المريحةِ والمميَّزة في الوقت نفسه.
وكيف تجري عملية التسوّق لديكم؟
ما يميِّز تجربةَ التسوُّق في «أتلييه مي المعتز»، أنها تجربةٌ شخصيَّةٌ وخاصَّةٌ، فنحن نستقبلُ الزبونات بنظامِ المواعيد فقط، وأستمتعُ بالتعرُّف على العميلاتِ بشكلٍ مباشرٍ، ومساعدتهن في التعبيرِ عن أنفسهن من خلال الأزياء. في الموعد، نلمسُ الأحاسيسَ من اللحظةِ التي تدخلُ فيها الزبونةُ إلى الأتلييه، فالمكانُ مدخَّنٌ بعلكِ اللبان. نرحِّبُ بها بالضيافةِ البحرينيَّة (القهوة العربيَّة والحلويات)، وأحرصُ على أن تكون مصنوعةً بأيدي سيداتٍ بحرينيَّاتٍ، أو من مشروعاتٍ محليَّةٍ، ثم ننتقلُ إلى تفصيلِ الطلب، من اختيارِ الأقمشة إلى تفاصيلِ التطريز، بعد ذلك تأتي مرحلةُ التصميم حيث أرسم تصميماً أوَّلياً مع أخذِ المقاسات. كل هذا يجعلُ التجربةَ حيويَّةً، وديناميكيَّةً، وحسيَّةً أيضاً، أي تلامسُ كلَّ الحواس، ليس فقط للمتسوِّقة، بل ولي أيضاً.
تصفحوا النسخة الرقمية لـ عدد يناير2025 من مجلة سيدتي
للمشروع عمق
- الزيّ: قميص وبنطلون باللون الذهبي من أتلييه مي المعتز Atelier Mai Almoataz
- المجوهرات: أقراط من تيفاني أند كو. Tiffany & Co.
- الديكور: طاولة فنتاج من أجور للمفروشات Ajoor Furnishing
- واقيات من الغبار مصممة ومنفذة بالتعاون بين مي المعتز والفنانة سميّة عبدالغني Sumaya Abdulghani
- في الأعلى مصباح من منزل والدة مي المعتز من Orient 499
- في الأسفل إلى اليمين: مكبّر للصوت من Transparent
- في الأسفل إلى اليسار: مزهرية فنتاج من أجور للمفروشات Ajoor Furnishing
مي المعتز
كلُّ نجاحٍ لا بدَّ وأن يُبنى على حلمٍ، ما الحلمُ الذي شكَّل نجاحَ مي المعتز؟
في رأيي، لا يُبنى النجاحُ على حلمٍ محدَّدٍ. أنا لم أكن أحلمُ بأن أصبح مصمِّمةً، أو أن أعملَ في مجالِ الأزياء، ومشروعي لم يكن فعلياً مشروعَ دارِ أزياءٍ، أو بمنزلةِ علامةٍ تجاريَّةٍ. هو مشروعُ تراثٍ مع أبعادٍ متعدِّدةٍ، تتمثَّل في أمرين، الأوَّل توفيرُ طريقةٍ للتسوُّق، تلمِّح إلى الماضي، وفيها جانبٌ شخصي، والثاني أن يهدفَ لدعمِ واحتواءِ الحِرف والأعمالِ اليدويَّة التقليديَّة المميَّزة للسيدات البحرينيَّات. المشروعُ له عمقٌ، لذا يختلفُ عن كثيرٍ من المشروعاتِ التجاريَّة في السوق، والمنتجُ الذي نوفِّره، يجسِّد صورةً زمنيَّةً ومكانيَّةً.
«أحرص على تناقل الأجيال إرثنا الثقافي»
ما بين اللمساتِ العصريَّة والقالبِ التقليدي، بنيتِ هويَّةً فريدةً لتصاميمكِ، كيف تمكَّنتِ من خلقِ هذا التوازن؟
أردتُ أن أحافظَ على ارتباطي وحبِّي لثقافتي وتراثي، وعليه بدأتُ أبحثُ عن حِرفيَّاتٍ بحرينيَّاتٍ، إذ أعدُّهن حارساتِ الحِرفة، أو الوصيَّات عليها. كلُّ واحدةٍ منهن، عرَّفتني على الأخرى، لنصل سوياً إلى نظامٍ يخدمنا جميعاً في أعمالنا، يقومُ على الثقةِ المتبادلة، والرغبةِ في إحياءِ هذا التراث وتقديمه بأجمل قالبٍ. بناءً على هذه الثقة، تمكَّنا من كسرِ إطارِ الأنماط التقليديَّة المألوفة، وقدَّمنا تصاميمَ تراثيَّةً مختلفةً ذات طلَّةٍ معاصرةٍ «مودرن».
دائماً ما أشعرُ بأنني من جيلٍ مختلفٍ، وأن روحي من عصرٍ آخر، لكنَّني موجودةٌ الآن في هذه المحطَّة الزمنيَّة، لذا أرغبُ في إحضارٍ شيءٍ ما من الماضي إلى الحاضر، وتطويره ليكون موجوداً من بعدي في المستقبل. هذا ليس فقط عبارةً عن تجربةٍ جميلةٍ، إنه عالمٌ جاذبٌ وبرَّاقٌ ومبهرٌ بالأقمشةِ الفاخرة، والأنماطِ، واللمساتِ القديمة المقدَّمة بطريقةٍ جديدةٍ.
النقدة بقالب عصري
الزيّ:
- قميص وبنطلون من المخمل الأخضر الزمرّدي مزيّن بالنقدة الفضّية من أتلييه مي المعتز Atelier Mai Almoataz
المجوهرات:
- أقراط وخاتم من مجوهرات الزين Alzain Jewellery
- عقد من اللؤلؤ من والدة مي المعتز
نجد التطريز حاضراً بشكل أنيق وناعم في التصاميم، ما الإضافة التي يحققها، وهل يخرج ذلك تصاميمك من كونها تصاميم يومية عملية؟
التطريز وفن النقدة والحرفة هي ما أردت ان أركز عليه من ماضينا، والتفاصيل التي كانت موجودة في ملابس وملافع الجدات وفساتين المناسبات، كل هذه التفاصيل التي اختفت لفترة ولم يتم التركيز عليها أو الاستفادة منها في الإبداع المعاصر. كانت رؤيتي أن أجلبها من صندوق الماضي وأقدمها بقالب عصري لنساء هذا الزمن الحاضر. لذا أخذنا النقدة بأصلها وبتطبيقاتها الأصلية، كحرفه يدوية وليس تطريز مصانع وماكينات، وبدأنا ندخلها على الملابس الحديثة مثل القميص والبنطلون طقم او بدلة، والقفطان والبشت والشالات. هذا جعل قطعنا تدخل ضمن إطار الكوتور أو الأزياء الراقية فهي مصنوعة بدقة وإتقان وتتضمن الكثير من التفاصيل الفاخرة، لتكون قطعاً ذات طابع "نوستالجي" بقالب عصري، نطور عبرها الحرفة ونمنحها حياة جديدة.
«نحن حارسات الحرفة ونحملها من الماضي إلى المستقبل»
بعضهم يعتقدُ أن تصميمَ الملابسِ العمليَّة اليوميَّة أسهل من ملابسِ المناسبات، هل هذا صحيحٌ؟
ليس هناك أمرٌ سهلٌ. إذا أردت أن تقومَ بعملٍ إيجابي بطريقةٍ صحيحةٍ، فسيأخذُ منك ذلك وقتاً ومجهوداً، وكثيراً من البحثِ والتطوير. مهنتنا بالتحديد، تتطلَّبُ كثيراً من الحب، ونحن نسعى إلى إنتاجِ قطعٍ مميَّزةٍ، لا تشبه غيرها، لنبني تصوُّراتنا على رؤيةٍ موحَّدةٍ في قلبها قلوبنا. القطعُ التي نصمِّمها فيها نقشاتٌ قديمةٌ، لكنَّنا نعيدُ صياغتها، وإحياءها، وتقديمها بطريقةٍ مختلفةٍ، لتناسبَ هذا العصر، ونحقِّق أمرَين معاً: الحفاظُ على الحِرفة، وتقديمُ قطعةٍ، تجمع بين التقنيَّات التقليديَّة، والتطبيقاتِ المعاصرة. أشعرُ بأن هذه هي مهمَّتي في الحياة، وأفتخرُ بأنني استطعتُ أن أنقلَ الحِرفة إلى خزائنِ العميلات، وهناك لها حياةٌ جديدةٌ، ستكون متوارثةً عبر الأجيال.
لمسة أثرية وثقافية
ما الذي يميِّزُ فنَّ النقدة؟
«النقدة» ليست مجرَّد وسيلةٍ لتزيين الملابس، إنها لمسةٌ أثريَّةٌ ثقافيَّةٌ، تعكس تاريخنا، وحِرفيَّتنا، وروح مجتمعنا. أنماطها معقَّدةٌ، وتتطلَّب هندسةً، وبراعةً فنيَّةً لإنشائها. يُستَخدمُ فيها خيطٌ معدني مسطَّحٌ، يسمَّى «خوص»، يتمُّ تمريره عبر إبرةٍ نحاسيَّةٍ منحنيةٍ. تُستَلهم الأنماطُ والتصاميمُ من الطبيعةِ والهندسةِ والمحيط، والبريقُ هو ما يميِّز فنَّ النقدة عن غيره من أساليبِ التطريز والحِرف اليدويَّة، فالخوصُ يتكوَّن من الفضةِ، أو النحاسِ المطلي بماءِ الفضة. أيضاً، يجسِّد هذا الفنُّ تناقضاً جميلاً جداً، إذ إنه خيطٌ صلبٌ ومعدني مطرَّزٌ على قماشٍ ناعمٍ. من المهمِّ أن أذكر أن هذه الحِرفة نشأت في الهند، وانتقلت إلى البحرين عبر طرقِ التجارة، وأصبحت الآن قلبَ عملنا، ما يجعل قطعنا مميَّزةً بها.
عالمٌ من الألوانِ القويَّة والمبهجة، يحيطُ بنا ما إن ندخل إلى الأتلييه، كيف تلعبُ الألوانُ دوراً في إبرازِ التصاميم؟
كنت أخافُ من الألوان، وكان الأسودُ لوني المفضَّل لإطلالاتي، وتقريباً لكلِّ شيءٍ في حياتي. هنا في الأتلييه، بدأتُ ألعبُ مع الألوان، وأستخدمها وسيلةً للتعبير. لكلِّ موسمٍ ألوانه، لكننا لا نربطُ إصداراتنا بالتقويمِ الموسمي للأزياء، بل بالمواسمِ الحقيقيَّة. حتى أكون صريحةً أكثر، يعتمدُ ذلك على المزاجِ والمشاعر.
على الرغمِ من وجودِ كلِّ تلك الألوان إلا أننا نرى قطعاً باللونِ الأسود، تفرضُ نفسها بقوَّةٍ وتتألَّق، هل توافقين على مقولةِ إن الأسود ملكُ الألوان؟
ألفٌ بالمئة. الأسودُ ملكُ الألوان. النقدة، تظهرُ بقوَّةٍ على الأسود أكثر من أي لونٍ آخر، كما يظهرُ بريقها بشكلٍ لا مثيل له. المزيجُ المفضَّل بالنسبةِ لي، هو النقدةُ الفضيَّة الأصليَّة على المخملِ الأسود. أعدُّ هذه القطعة أساسيَّةً في خزانةِ كلِّ عميلاتي.
ما قصَّة بونجورات؟
استعرنا كلمةَ «بونجور» من الفرنسيين، وعرَّبناها بطريقةٍ مرحةٍ للترحيب. أحبُّ استخدامها لألقي التحيةَ على الناس، ولأنها دائماً على لساني فقد باتت جزءاً من علاقةِ الناس بالعلامة، وطريقةِ التفاعلِ بيننا.
وبالحديث عن الألوان، اقرؤوا مقال رئيسة التحرير الأستاذة لمى الشثري في افتتاحية عدد يناير 2025 من المجلة بعنوان : سيكولوجية الألون
ردُّ العطاءِ للمجتمع
إضافةً إلى الجانبِ الإبداعي، تحرصين على إبرازِ الجانبِ الإنساني من خلال مبادراتٍ مجتمعيَّةٍ، ما أبرزُ الرسائلِ التي ترغبين في إيصالها للناس؟
أساسٌ من الأسسِ فيما نفعله ردُّ العطاءِ للمجتمع. نحرصُ على ذلك من خلال دعمِ السيدات المُنتِجات، الحِرفيَّات البحرينيَّات، لإبراز إبداعاتهن بطريقةٍ معاصرةٍ. وجودُ الإنسانِ مرتبطٌ بما يمكن أن يقدِّمه لنفسه، والمجتمع، وكلُّ مَن يعبرُ طريقنا يستفيد، وله مردودٌ مادي، ومعنوي من قلبي. الإبداعُ، والإنتاجُ، والبيع جوانبُ مهمَّةٌ في عملي الشخصي، وأساسُ هذا، هو رؤيتي لنفسي، لكنْ الأهم، رؤيتي تجاه الحفاظِ على حِرفة النقدة، وهذا يتعلَّقُ بالمسؤوليَّة الاجتماعيَّة، وأمانةِ الحِرفة في المستقبل. قمنا بإحيائها، وما زلنا نطوِّرُ فيها، لتبقى معنا ومن بعدنا.
«كلنا جزء من القصة وهذا ما يشكّل نجاحنا»
بعد أعوامٍ من العمل، ما الخلاصةُ التي وصلتِ إليها حول انطباعاتِ المتسوِّقات ونظامِ العملِ بالمواعيد؟
أدركتُ أن كلَّ سيدةٍ، تحبُّ أن تظهر بأحلى صورةٍ، وأن لكلِّ امرأةٍ ذوقها المختلف. مع ذلك كلُّ مَن تتسوَّق عندنا، تحبُّ مهمتنا، وتُقدِّر أننا لسنا مجرَّد متجرٍ تجاري عادي، فما نقدِّمه مصنوعٌ يدوياً بكامله. لاحظتُ خلال عملي، أن كلَّ سيدةٍ تحبُّ الرعايةَ الشخصيَّة، وأن تكون جزءاً من الـ design process، كما تحبُّ فكرةَ تطوير النقدة وتطبيقها على الملابسِ بطريقةٍ حديثةٍ. أيضاً لاحظتُ أن عميلاتي، يفضِّلن الملابسَ المحتشمةَ والواسعة، إذ تعطيهن طلَّةً راقيةً قائمةً على جودةِ الأقمشة، وراحةِ التصميم، وفخامةِ القطع، وكما نقول: «فاخر من الآخر». المرأةُ اليوم، تريدُ أن تكون كلَّ ذلك معاً، أن تكون أنيقةً، ومواكبةً للموضة، وراقيةً، وفي الوقت نفسه، أن تُظهِر ثقافتها وماضي مجتمعها وتراثه. هذا مختلفٌ عن التصميمِ الغربي المتوفِّر بكثرةٍ في أسواقنا. نحن رجعنا إلى الماضي بأسلوبِ البيع، وقدَّمنا طريقةً فريدةً في ارتداءِ الملابس بأن تكون القطعةُ مميَّزةً، وأن تحمل رسالةً عميقةً. لقد وصلتُ إلى ذلك دون عرضٍ وتسويقٍ. فقط تناقلُ الرسالةِ من سيدةٍ إلى أخرى. كلُّنا جزءٌ من القصَّة، وهذا ما يُشكِّل نجاحنا.
الشعور بالتنظيم
- أتلييه مي المعتز في قلب المحرق من ضمن فعالية ليالي المحرق 2024
- الأزهار والنباتات من Alara.flowers
المصمِّم فنَّانٌ، يضيف لمساته الإبداعيَّة، ليزيدَ العالم جمالاً، لكنْ ما الذي يحفِّزه ليبدع، وما الذي قد يحدُّ من إبداعه؟
سرُّ حياتي الاتِّزان، والإحساسُ بالتوازنِ الداخلي. لا أسمحُ لأي شيءٍ أن يلوِّث جوي، قدرَ المستطاع، وأستقي الإلهامَ من كلِّ ما أشاهده حولي. أي شيءٍ قد يُحفِّزني، لذا لا يمكنني تحديدُ مصدرٍ واحدٍ. ما يساعدني في كلِّ جزءٍ من حياتي، هو أن أشعر بالتنظيم، وهي عادة تطلق عليها عبارة regulated nervous system، وعليه، أنا أحرصُ على أن أبدأ يومي مع شروقِ الشمس، وأبذلُ جهدي لإنهائه مع الغروب حتى أحافظَ على نمطٍ هادئ لجهازي العصبي.
ما خططكِ للتوسُّع في أعمالكِ إقليمياً وعالمياً؟
من أهمِّ مشروعاتنا المشاركةُ في ليالي المحرق ضمن فعاليَّات هيئةِ البحرين للثقافة والآثار حيث تمَّ تخصيصُ مكانٍ مميَّزٍ لنا، يطلُّ على شارعِ التجار، وقمنا بتنسيقه بالطريقةِ نفسها مع الجانبِ الحسِّي الموجودِ في الأتلييه، وعرضنا فيه القطعَ التي تُعبِّر بشكلٍ مثالي عن روحِ العلامة. هذا المشروعُ كان ضمن خطَّة التوسُّع، إذ يجعلنا أقربَ من الناس، وقد حظينا باستقبالٍ حافلٍ، وتفاعلٍ إيجابي، واهتمامٍ كبيرٍ من الزوَّار للتعرُّف على الرسالةِ التي تحملها العلامة، وهذا بطريقةٍ عفويَّةٍ وغير تجاريَّةٍ. بالتأكيد لدينا مشروعاتٌ للتوسُّع في العامِ الجديد، ونتمنَّى أن نحقِّقها، وسنعلنُ عنها قريباً.
يمكنكم قراءة الحوار كاملاً في النسخة الالكترونية من المجلة عبر هذا الرابط .