قلة النوم ومرض السكري: صلة وثيقة وفق دراسة علمية

pexels-cottonbro studio :امرأة تعاني من اضطرابات النوم - المصدر
pexels-cottonbro studio :امرأة تعاني من اضطرابات النوم - المصدر

لا يخفى على أحد أن قلة النوم تؤدي إلى مشاكل صحية عديدة مثل زيادة الوزن، الاكتئاب، التحسس. في حين يمكن أن ترفع مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وقد درس باحثون الصلة بين قلة النوم أو النوم المتأخر والتغييرات في مستويات السكر في الدم. فماذا جاء في تفاصيل الدراسة الجديدة؟ إليك النتائج.
وفقاً للمعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية الفرنسي Inserm قد تؤدي الليالي القصيرة جداً إلى تعطيل إيقاع الساعة البيولوجية الذي ينظم تخليق بعض الهرمونات المشاركة في استقلاب الجلوكوز. وقد أشارت دراسات علمية سابقة إلى قلة النوم كعامل خطر لضعف استقلاب الجلوكوز، في حين بحثت الدراسة الجديدة التي نُشرت في 5 مارس 2025 في مجلة JAMA Network Open، في آثار عادات النوم طويلة المدى على تقلب نسبة السكر في الدم. علماً أن نسبة السكر في الدم تتوافق مع مستوى الجلوكوز في الدم.

مدة النوم وتقلبات مستوى السكر

تابع الباحثون مجموعة مؤلفة من أكثر من 1100 مشارك تتراوح أعمارهم بين 46 و83 عاماً، من أجل تقييم العلاقة بين مدة ووقت نومهم مع تقلب نسبة السكر في الدم لديهم. لقد تمكنوا من تحديد 4 مجموعات نوم متميزة:

  • أولئك الذين عانوا من قلة النوم الشديد وكانوا ينامون ما بين 4.1 و4.7 ساعة في الليلة،
  • أولئك الذين حصلوا على قدر معتدل من النوم غير الكافي وينامون ما بين 5.5 إلى 6 ساعات في الليلة،
  • أولئك الذين لم يحصلوا على قسط كافٍ من النوم الخفيف والذين ناموا ما بين 6.8 و7.2 ساعة،
  • أولئك الذين حصلوا على قسط كافٍ من النوم وناموا ما بين 8 و8.4 ساعة.

كما سلطوا الضوء على مجموعتين للنوم: المشاركون الذين ذهبوا إلى الفراش مبكراً وأولئك الذين ذهبوا إلى الفراش في وقت متأخر.
قد تودين الإطلاع على مخاطر قلة النوم على الصحة في اليوم العالمي للنوم وفق اختصاصية


قلة النوم والنوم المتأخر على صلة بارتفاع السكر

لاحظ الباحثون أن الأشخاص في مجموعة النوم غير الكافي الشديد لديهم زيادة بنسبة 2.87% في تقلب نسبة السكر في الدم، بالإضافة إلى زيادة قدرها 0.06 مليمول/لتر في متوسط التقلبات اليومية في نسبة الجلوكوز في الدم، مقارنة بالمشاركين في مجموعة النوم الكافي.
أما أولئك الذين ينتمون إلى مجموعة النوم المتأخر لديهم أيضًا تقلبات أكبر في نسبة الجلوكوز في الدم بنسبة 1.18% وزيادة قدرها 0.02 مليمول / لتر في متوسط تقلبات الجلوكوز في الدم اليومية.
ووفقاً للباحثين، يبدو أن المشاركين الذين يعانون من قلة النوم والنوم المتأخر لديهم تقلبات أكبر في نسبة السكر في الدم مقارنة بالأشخاص المتأثرين بأحد هذه العوامل فقط، مما قد يظهر تأثيراً مشتركاً على تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم.

كيف يفسر العلم الصلة بين قلة النوم وتغييرات نسبة السكر في الدم؟

مريض يفحص نسبة السكر في الدم


يشير الباحثون، وفقاً لـ Femme Actulle، إلى أن مدة النوم القصيرة والنوم المتأخر من شأنه أن يعطل إيقاع الساعة البيولوجية، ويسبب تغييرات في إطلاق الهرمونات مثل الكورتيزول والميلاتونين، مع زيادة الالتهاب، مما قد يؤثر سلباً على مستوى السكر في الدم.
وخلص الباحثون إلى أنه على المدى الطويل، ترتبط قلة النوم والنوم المتأخر بتقلبات أكبر في نسبة السكر في الدم، مما يشير إلى أن كليهما يساهم في خلل التنظيم الأيضي.
تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن الحفاظ على مدة كافية من النوم والذهاب إلى الفراش مبكراً يمكن أن تكون ردود أفعال مهمة لتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم وتخفيف المخاطر المرتبطة بمرض السكري.

10 طرق تساعدك على النوم الجيد

لتجنّب الأرق واضطرابات النوم، ووفقاً لموقع Ameli، قد يكون من المفيد تطبيق النصائح الآتية:

  1. تعزيز العادات الجيدة التي تسمح بالنوم الجيد.
  2. تعلم كيفية التعامل بشكل أفضل مع الأرق.
  3. الاحتفاظ بمذكرات اليقظة والنوم المتاحة على بعض المواقع الإلكترونية والتي تجعل الشخص يدرك أوقات نومه وأوقات استيقاظه، وعدد مرات الاستيقاظ، بالإضافة إلى مستوى كل ليلة (جيدة أو غير مريحة للغاية، والمزاج والطاقة أثناء النهار، وما الذي أعاق النوم (مثل الضوضاء)، وما الذي يساعد على العودة إلى النوم، وما إلى ذلك).
  4. تجنّب المنشطات في نهاية اليوم، مثل القهوة والشاي وفيتامين سيC والتدخين لتسهيل النوم.
  5. تناول وجبة خفيفة على العشا للذهاب إلى السرير دون الشعور بالجوع.
  6. تحديد الوقت أمام الشاشات (الهاتف، التلفاز وغيرها) والتوقف عن استخدامها، قبل ساعة واحدة من وقت النوم على الأقل.
  7. إيقاف تشغيل التنبيهات والإشعارات على شاشة الموبايل لضمان عدم الإستيقاظ في الليل.
  8. ممارسة الرياضة خلال النهار لأنها ستُشعرك بالتعب في نهاية اليوم، ولكن بشكل عام ليس بعد الساعة الخامسة مساءً. حيث يزيد النشاط البدني من درجة حرارة الجسم، مما قد يجعل النوم أكثر صعوبة.
  9. تعزيز أنشطة الاسترخاء مثل القراءة، والموسيقى الهادئة، والتأمل.. في نهاية اليوم.
  10. تجنّب المشاكل والحوارات المتشنجة والصراعات مع المقربين منك، خاصة في نهاية اليوم.


*ملاحظة من "سيّدتي" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.