رمضان شهر المثابرة والمكابدة والصبر، شهر التلاقي والاجتماع والتلاحم الاجتماعي، شهر عامر بالذكريات الثرية بمختلف المواقف الرائعة، سواء كانت مواقف روحانية أو اجتماعية، أو تلك الطريفة التي تظل محفورة في الذاكرة لأعوام عديدة، والتي نذكرها كلما هلّ علينا هلال الشهر المبارك.
«سيِّدتي نت» في هذا الباب تنقل إليكم تجارب طريفة حدثت في رمضان، ومازالت تداعب مخيلة أصحابها حتى هذا اليوم.
وذكريات اليوم يرويها لنا الكاتب والشاعر عبدالرحمن سردينة، ويقول:
«شريط ذكريات الطفولة يمر أمام عيني حين يقترب الشهر، ونبدأ في التجهيزات الخاصة به، حيث أعود لأيام طفولتي ورمضان في بيتنا القديم، حين كنت آتي من المدرسة فأجد جارتنا في المطبخ مع أمي، التي تعد ما لذ وطاب لنا على الإفطار، وكنت دوماً أجد جارتنا تثرثر وتحكي عن عزومة فلانة وما قدمته لضيوفها، ثم تختم حديثها المليء بالقيل والقال بقولها: «اللهم لا غيبة... اللهم إني صائمة!» وكنت في ذلك الوقت أحاول كتم ضحكاتي عليها؛ حتى لا تغمز لي أمي وتعاقبني، أما جارنا فكان يقول لي كلما رآني عائداً من المدرسة: «كيف حال البطل؟ هل أنت صائم أم مفطر؟» وكنت دوماً أكره مزاحه هذا، وأتمنى أن أركله بحقيبة المدرسة؛ لأنه يسخر مني، ويظن أنني قد أفطرت، رغم أنني كنت أفعلها أحياناً، فقد كنت أذهب خفية إلى الثلاجة لأشرب الماء، فيجيء أخي الكبير صارخاً: «يا عبدالرحمن أنت صائم»، فأقول له مدعياً البراءة: «لقد نسيت من شدة العطش»، وكنت أقول في نفسي: «ليتك تأخرت أيها الغليظ حتى أتم الشرب»، والآن حين أتذكر الأمر أستغفر الله وأطلب منه السماح».
ويضيف: «ولا أنسى مشاحنات ما بعد الإفطار على التلفاز، عندما كنت أخبئ «الريموت»؛ حتى أتابع مسلسلي المفضل، وتحاول أختي سرقته وتغيير المحطة لترى برنامجها المفضل، فلم يكن لدينا في ذلك الوقت إنترنت أو «يوتيوب» للمشاهدة، لكنها كانت أياماً جميلة، تحمل عبق الماضي النقي».
هذه ذكريات عبدالرحمن الرمضانية، وبإمكانكم مشاركتنا تجاربكم وذكرياتكم عبر «سيِّدتي نت»، فقط راسلونا عبر. [email protected]
الشاعر عبدالرحمن سردينة وحيل طفولته في رمضان
- أخبار
- سيدتي - شيماء إبراهيم
- 06 يوليو 2014