أهلاً رمضان

مع أننا بدأنا الاستعداد لحلول شهر رمضان المبارك منذ ما يزيد على أسبوعين، وقدمنا مواد مختلفة تهم قراءنا وقارئاتنا حول الشهر الفضيل، سواء في الصحة أو التغذية أو التفاصيل اليومية المختلفة، غير أن اليوم الأول من رمضان يبقى له دائماً وقع خاص مميز، فهو بداية حقيقية لتغيير داخل النفس ينبض في قلب كل مؤمن ومؤمنة. إنه ذلك الشعور بالغبطة والرهبة في آن، إذ نعرف أن صيامنا هو خالص لله عز وجل، وأن ما من شيء يمكن أن يعوض عن لحظة اقتراب من الخالق ناشدين التوبة والمغفرة وآملين بسعادات الدنيا والآخرة ونعيمهما.

كل عام وأنتم بخير، وعساكم من عوادة، ومبارك صيامكم، و.. مفردات وعبارات مختلفة تنتشر في بلداننا العربية والإسلامية تفتح بوابات جديدة لشهر كريم، فإذ بنا نعد أنفسنا بالتخلي عن الكثير من الأخطاء أو الهفوات، ونتطلع إلى ممارسة عبادات كنا في أحيان كثيرة نسوّفها أو نتجاهلها كسلاً أو هروباً، وها نحن اليوم نقف أمامها وأمام أنفسنا من جديد، نحاول التجدد مع الشهر الكريم بأمل وتفاؤل ورغبة عميقة بتقوية الإيمان والترفع عن التوافه واللغو.

هي فرصة تتكرر كل عام مؤكدة حكمة الخالق وروعة كرمه، وهي فرصة تتجدد لأنها ستذكرنا دائماً بأن العبادات ليست أسراً أو سجناً أو تجهماً أو انغلاقاً، فهي مفتوحة أبداً على موازنات دقيقة بين رغبات النفس والجسد، وتتآخى خلالها متع الطعام والصلاة والدعاء، مثلما تتجاور مجاهدة النفس في صيام يفترض التوقف عن الطعام بالحجم نفسه الذي يطالبنا فيه بالتوقف عن الموبقات وحتى في حالة ضعف النفس، فإن الفرصة تتكرر ثلاثين يوماً لتفتح أمامنا في كل يوم باباً جديداً للتوبة، وباباً آخر للطمأنينة والتقرب من الله عز وجل، واهب الناس نِعَمَ الدنيا والآخرة.
مرحباً برمضان وأهلاً بالصيام والصائمين والصائمات.
 

لمتابعة كل مايهمك معرفته في شهر رمضان المبارك في القسم الخاص به على سيدتي نت