معلمة سعودية معنفة: أنقذوني من ظلمهم!

4 صور

«فاطمة»، معلمة تبلغ من العمر 37 عاماً، عانت كثيراً منذ طفولتها، بسبب خلافات والديها إلى أن انفصلا، وتحملت مسؤولية المنزل مع والدها، وربت إخوتها، عانت من الاضطهاد والظلم من قِبل والدتها وشقيقها وإحدى شقيقاتها؛ فحاولت أن تتخلص من الوضع الذي تعيشه باللجوء إلى الزواج.
«سيِّدتي» التقت «فاطمة» التي سردت لنا حكايتها منذ أن كانت طفلة حتى كبرت.

طفولتها
تقول فاطمة: «عشت طفولة متعبة جداً، وتحملت المسؤولية وأنا صغيرة؛ فوالدي ووالدتي كانا على خلاف مستمر، بسبب تدخل أشقاء والدتي في حياتها، ومع أن والدي رجل طيب جداً بشهادة الجميع، إلا أن والدتي كانت تنقل لأشقائها كل ما يحدث في المنزل بينهما من خلافات، وهم بدورهم يعظمون الأمر الذي انتهى بالطلاق بينهما».

تواصل فاطمة حديثها وتقول: «ذهبت والدتي إلى بيت أشقائها، وحاول والدي إرضاءها بشتى الطرق لتعود إلى المنزل، إلا أنها رفضت، وبعد عام طلقها، وكنت لا أزال صغيرة، ولم أتجاوز التاسعة من عمري، وتحملت المسؤولية؛ لأنني كنت الأخت الكبرى، ولدي شقيقان وشقيقتان أصغر مني، وكنت أعتني بهم، وكانت جدتي تساعدني على قدر إمكاناتها عندما كانت بصحة جيدة.. مرضت جدتي، وتضاعف الحمل علي؛ حيث أصبحت أعتني بها هي أيضاً؛ ولم يستمر مرضها طويلاً، وتوفيت».


وأضافت فاطمة قائلة: «بعد وفاة جدتي، اقترحت على والدي أن أترك تعليمي وأتفرغ للمنزل للاهتمام بشقيقاتي وأشقائي، لكن والدي -رحمه الله- رفض، وطلب مني أن أكمل دراستي؛ واستمعت إلى نصيحته، وأكملت دراستي وتخرجت رغم الضغوط التي كنت أعاني منها».

علاقة والدتي بنا
عن علاقة والدتها بها وبإخوتها تقول: «بعد انفصال والدتي عن والدي، لم تحرص على التواصل معنا رغم أن والدي لم يمنعها، وهي تعلم ذلك، ولكن قسوتها وتشجيع أشقائها لها جعلها بعيدة عنا، وبعد ذلك عادت إلى مكة، كم كنت أتمنى أن أرتمي بحضنها وأحكي لها عما تحملته رغم صغر سني، إلا أنها لم تسألني كيف مرت بي السنون، وتأثرت كثيراً لذلك».


تتابع: «توفي والدي -رحمه الله- وهو من كان يصبرني على كل ما تعرضت له من مصاعب في الحياة، وبدأت معاناتي مع شقيقي الذي يصغرني بالعمر؛ فأصبح يضايقني ويتحكم بمصيري أنا وشقيقاتي، كما أنه كان يتشاجر مع شقيقي (علي) الذي كان يحاول الدفاع عنا، إلى أن ذهب إلى العمل بمدينة أخرى ليبتعد عن جبروته، وكانت والدتي للأسف عندما نتصل لنشكو ظلمه لنا؛ تعاونه على ممارسة الاضطهاد والعنف ضدنا بدلاً من أن تطلب منه أن يكون حنوناً علينا، وبعد أن يقوم بشتمنا أو إهانتنا أو ضربنا، يفتخر بما يفعل، ويتواصل معها عبر الهاتف ليخبرها، وهي بدورها تشجعه، وتعتقد أنه يحمينا ويربينا؛ فأخي يمارس العنف ضدي حتى أنني لا أستطيع الخروج من غرفتي والتجول بالمنزل براحة كاملة؛ فهو عنيف يضرب ويشتم ويحمل السكين لتهديدنا، ووالدتي تقول أمامه: (لو قتلتهن فسأتنازل عن دمهن؛ لأنهن بحاجة إلى من يربيهن)، ويلوم شقيقتي (منى) على وجودها بالمنزل معنا، مع أنه هو من أحضرها حين اختلفت مع زوجها، وبدلاً من أن يصلح بينهما، ذهب إليها وطلب منها أن تحمل حقيبتها وتذهب معه رغم أنها لم تكن مقتنعة، وغضب زوجها مما فعله شقيقي الذي تقدم بشكوى ضده، وعادت شقيقتي إلى منزلنا هاجرة بيتها».

قسوة وغيرة شقيقتي مريم
وعن معاملة شقيقتها قالت: شقيقتي «مريم» تشبه شقيقي «عبدالرحمن» بالطباع كثيراً؛ فهي ظالمة وعنيفة وقاسية معنا، كانت تحاول أن تشحن شقيقي ضدنا فيثور ويبدأ بتهديدنا بالآلات الحادة، كذلك كانت تتعمد أن تضع قطعاً من النقود المعدنية أمام ابنة شقيقتي الصغرى حتى تبتلعها وتموت.

وحول كره والدتها، قالت: «والدتي أيضاً كانت تحاول أن تحقر أي فعل أقوم به، وتحرض أشقائي وشقيقاتي على عدم سماع أي مشورة مني بأي أمر؛ لأنها لا تحبني بسبب وقوفي بجانب والدي والاهتمام بأشقائي إلى أن أنهوا تعليمهم؛ وهذا الأمر ولد لديها كرهاً غير طبيعي لي، وأصبحت تحتقر كل شيء أقوم به».


ترك المنزل وخطبتي
وتكمل حديثها قائلة: «لم أعد أستطيع تحمل معاملة شقيقي (عبدالرحمن) وشقيقتي (مريم) لي؛ فحاولت ترك منطقة الجنوب التي أسكنها، والاتجاه إلى المنطقة الغربية خلال فترة الإجازة، وقد توجهت إلى منزل والد زوجة شقيقي وبصحبة زوجته التي كانت ترغب بزيارة أهلها، وطلبت منها أن تأخذني معها، وشاءت الأقدار أن يتقدم لخطبتي عريس، ولم يستطع شقيقي أن يرفضه كما كان يفعل عندما كنا في المنطقة الجنوبية؛ لأن أمره سيكشف بمحاولة تطفيش العرسان وتعمده منعي من الزواج كأي امرأة؛ وتم عقد قراني، وقررت أن أتزوج وأبتعد عن أجواء المنزل المشحونة».

وعن موقف والدتها من ذلك تقول: «صدمت أمي من موافقة شقيقي على زواجي وإتمام أمور الخطبة وعقد القران، وحاولت أن تتدخل، إلا أن الأمور هذه المرة لم تجرِ كما تريد؛ كذلك شقيقتي التي تصغرني (مريم) غضبت من خبر خطبتي، وصدمتني قائلة: (من سيصرف على المنزل بعد زواجك؟ )، أما شقيقي (علي) وشقيقتي (منى)؛ فرحبا بالخطبة وكانا في قمة الفرحة».

مطالبات فاطمة
تتمثل مطالبات فاطمة بقولها: «أطالب بأن تكف والدتي عن التدخل بحياتي، والحديث عني أمام الناس بأقوال وأشياء لم تصدر مني، كذلك أنا وشقيقتي (منى) نطالب بامتناع شقيقي (عبدالرحمن) من ممارسة العنف والاضطهاد ضدنا، وحماية ابنة شقيقتي من الظلم الواقع عليها من قبل والدتي وشقيقي وشقيقتي (مريم) ومحاولة إيذائها بشتى الطرق للتخلص منها لكن من دون أن تعلم عائلتي بأننا لجأنا إلى الإعلام؛ حتى لاتزيد الأمور تعقيداً وقسوة».

رأي شقيقتها
حاولت «سيِّدتي» أن تتواصل مع «منى» شقيقة المعلمة «فاطمة»، والتي باركت في البداية عقد قران شقيقتها في أجواء بعيدة عن أجواء البيت التي كانت مشحونة بالكثير من الضغوطات، وقد تمنت لها حياة سعيدة، داعية أن تستقر بحياتها ولا تعود مرة أخرى إلى البيت، بسبب الأجواء المشحونة والعنف والاضطهاد من قبل شقيقها وشقيقتها من دون أن يتكلم أي شخص أو يدافع عنهما أو ينصرهما، وقالت: «أتمنى ألا تستمع إلى نصح والدتي وشقيقي، لأنهما سيضرانها وسيفسدان عليها حياتها».

رأي حقوق الإنسان
الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد، عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، تقول: «إن هذه الظاهرة موجودة بالمجتمع لدينا وبكثرة، ويعود السبب في ذلك لعدم احترام حقوق المرأة، وإعطاء الرجل صلاحيات للسيطرة عليها بكل أمورها من ولاية ومال وغيره، وهذا الأمر جعل الرجل يتمادى عليها، وأنصح (فاطمة) باللجوء إلى جمعية حقوق الإنسان، كما أن وزارة الشؤون الاجتماعية وضعت جهة خاصة بالحماية من الإيذاء حتى تحفظ حقوقها من الجميع، وعدم التعدي عليها من أي شخص».

الرأي الاجتماعي
وفاء مصباح شماء، باحثة وناشطة اجتماعية، تقول: «للأسف ظواهر العنف الأسري وخاصة ضد المرأة موجودة في المجتمع، ولا نستطيع تجاهلها، والتي تؤدي إلى أذى مادي أو جنسي أو معنوي أو معاناة للمرأة، وتشمل التهديد بهذه الأفعال والإكراه أو الحرمان من الحرية، سواء كان ذلك في تعسف الأخ وعدم تزويج أخته واغتصاب راتبها، وهذا أكبر أذى نفسي قد يلحق الفتاة من قبل أخيها في ضربها أو إهانتها؛ لأنه ولي أمرها، ومن هنا أوجه دعوة إلى (فاطمة)، وأقول لها: عليكِ باللجوء للجمعيات التي تحمي حقوق الإنسان، وتسجيل محضر بما تتعرضين له؛ حتى تتخذ هذه الجهات الإجراءات اللازمة لحمايتك».