يعتبر مشوار الفنان عبد العزيز الشمري في مجال الدراما التلفزيوينة، وتحديداً الكوميدية منها والمسرحية، طويلاً، بالمقارنة مع العديد من زملائه في نفس المجال. وهو يؤكد دائماً أنّ مشواره الفني بدأ خطواته الأولى في عام 1986 م (منذ 29 عاماً تقريباً). ولكنّه بالرغم من ذلك، لا يزال يبدو للجميع بأنّ سجل مشاركاته في الأعمال التلفزيونية لا يكاد يُذكر، إلا في بضعة أعمال، لا تتعدّى أصابع اليد الواحدة. وهو يؤكّد أنّ العديد من الأسباب التي تعرقل مسيرته الفنية، كان لها الدور الرئيسيّ في كثرة مراحل غيابه، برغم حبّه الشديد لمجال الفنّ. ولكن الشمّري لا يزال يملك الأمل في تكريس حضوره بصورة أكبر، برغم الرياح العاتية في المجال الفني، التي يبدو أنها تسقط البعض وترفع شأن البعض الآخر. عن ذلك، ارتحلنا معه في رحلة حوارية جميلة، كانت الصراحة والوضوح هما دفتاها اللتين أوصلتانا إلى عدة شواطئ، طرقنا من خلالها الأبواب في مجال الدراما. فإليكم الحوار:
* ملامح حضورك الفني في الفترة الأخيرة لم تكن واضحة. فمشهد غيابك عن كثير من المسلسلات التلفزيونية يؤكّد أنك خارج الحسابات في الأعمال الأخيرة...فما السبب؟
- أستطيع القول إنّ الكرة في ملعب المنتجين. فهم السبب في عدم ظهوري بشكل واضح في مجال العمل الدرامي التلفزيوني. وبرغم ذلك، أقول: إنّ لي مشاركات في بعض الأعمال، منها مسلسل "أهل البلد"، للمخرج خالد الطخيم، وعرض في شهر شوال المنصرم. وكذلك لي مشاركة في مسلسل "هشتقة" للفنان المنتج فهد الحيان. وتمّ عرضه في شهر رمضان الماضي. ولكنّه في الفترة الأخيرة بدأت أعاني فعلياً من "تهميش" فنّي في جدة، على عكس ما يقدّمه بعض المنتجين من خارج المدينة أو من خارج السعودية، حيث شاركت في مسلسلين تمّ تصويرهما مؤخّراً، أحدهما في أبو ظبي، ويحمل اسم "حصاد الزمن"، وهو من إنتاج التلفزيون السعودي، والآخر تمّ تصويره في الكويت، وهو "لمحات"، بمشاركة كبيرة من النجوم الكويتيين.
* من يقف وراء هذا التهميش؟
- الأصدقاء المنتجون. على سبيل المثال، المنتج حسن عسيري سبق لي أن بعثت له برسالة نصيّة على جواله، متسائلاً عن السبب في عدم مشاركتي معهم في أعماله الأخيرة. لكنّه لم يردّ عليّ. وأيضاً عمر الديني، يقول لي: "أنت معنا"، ولكن رداً ما لا يأتيني. على العموم، ليس الأمر تسوّلاً، ولكنّ الفنان إذا مرّت عليه فترة ركود يموت فنياً. وفي هذا العمر، يجب أن نكون في توهّجنا الفنيّ، فإذا ذهب الوهج الفني فإنّ الناس لن يتذكروك، وستعود إلى البدايات، أي إلى الانطلاق من الصفر.
وأنا لا أنكر أنّ حسن عسيري أسهم في لفت أنظار الناس إلي في فترة سابقة، وحقق لي وجوداً في الساحة الفنية، من خلال مشاركتي في مجموعة أعمال من إنتاج شركة "الصدف"، التي يملكها حسن عسيري، ثمّ للأسف، في الآونة الأخيرة لم تكن لي أيّ مشاركة في أعمال تُنتجها "الصدف".
* قد تكون الأدوار التي لديهم لا تُناسبك معك؟
- هذا هو الكلام الروتينيّ الذي يتردّد. ولكن في الموسم ما قبل الماضي، عندما عدت إلى مسلسل "كلام الناس"، من إنتاج حسن عسيري، وجدت نفسي في أكثر من دور، وفي أكثر من حلقة من هذا العمل تتناسب جداً مع الأدوار التي أستطيع أن أقدّمها بكلّ اقتدار وحرفية.
* هل تعتبر نفسك مظلوماً فنياً؟
- أكذب إذا قلت نعم، وأكذب لو قلت لا!. بعد مرض زوجتي ثمّ وفاتها (الله يرحمها) في منتصف شهر رمضان ما قبل الماضي؛ بعد ذلك بشهر واحد فقط، تعرّضت لضغوط نفسية، أصبت بعدها بأزمة قلبية نتيجة احتقان في الشرايين التاجيّة، وأجريت عمليّة قلب مفتوح، وأشعر أنّ البعض يعتقد أنني ما زلت مريضاً. لهذا أصبحت مشاركاتي قليلة في هذه الفترة، أو قد يكون هذا السبب أسهم في توقّف العروض الفنية التي تأتيني، وفي قلة مشاركتي في الأعمال التلفزيونية.
* في فترة تلك الأيام العصيبة التي تعرّضت لها بوفاة زوجتك، والتي أدّت إلى أصابتك بالأزمة القلبية .. من كان إلى جانبك من الوسط الفني؟
- الزميل العزيز فايز المالكي، في أول يوم من العزاء تواجد بقربي، وفي أول يوم لي في العناية المركّزة تواجد أيضاً بجانبي. لكنّ الحق يجب أن يقال إنّ الفنان عماد اليوسف هو دائماً بقربي في السراء والضراء، فهو أكثر الفنانين الذين تربطني بهم علاقة صداقة متينة. ففي أيام وفاة الزوجة كان إلى جانبي، وهو الذي كان يوفّر لي إفطار رمضان. وفي فترة العملية الجراحيّة يُمكن أن أعتبره الحارس الأمين لي، ومهما قلت عنه، فلن أوفيه حقّه. وفي المقابل، هناك العديد من الزملاء الذين كنت دائم التواصل معهم، قد خذلوني، فلا حضروا العزاء، ولا زاروني في المستشفى عند المرض.
* هل ترى أنّ ظاهرة الجحود في الوسط الفني لدينا متفشّية، وهي تؤثر في جوانب العلاقة بين الفنانين في صورتها السلبية؟
- ظاهرة الجحود موجودة بشكل كبير في الوسط الفني. والدليل أنّ الكثيرين من الزملاء على فراش المرض، وليس هناك من يسأل عنهم، مثل الفنان حسن دردير "مشقاص"، الذي قدّم الكثير لفن الدراما السعودية، ولكنه الآن يقابل بجحود من الوسط الفني. وكثيرون غيره من الفنانين، من الذين تكالبت عليهم ظروف المرض وعراقيل الحياة، أين هم الآن، سواء في الدراما أو في مجال الغناء؟!.
للأسف، عندما يهرم الفنان ويمرض لا يجد من يسأل عنه، وأشعر أنّ هذا موجود لدينا، على عكس ما هو موجود في الدول العربية الأخرى، حيث تجد علاقتهم أقوى مع بعضهم البعض.
* باعتقادك، ما هي الحلول الناجعة لتوطيد العلاقة بين الفنانين في السعودية؟
- المفروض تفعيل دور جمعية الثقافة والفنون لتكون بيت الفنانين في أيّ مجال فنيّ، سواء الدرامي أو الغنائي أو التشكيلي أو التصويري، أو غير ذلك من الفنون. ولكن من أسف أنّ هذا البيت تهدّمت أركانه. وقد جاء الأخ العزيز عبد الله باحطاب في فترة سابقة، فأعاد الحركة مجدداً إلى هذا البيت، وبدأ النشاط يعود بقوّة قبل أن يخفّ مجدداً، وعادت الجمعية إلى سابق عهدها من حيث افتقادها أبسط مقوّمات دورها.
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"